أحمد عبدالرحمن العرفج
السبت, 27 فبراير 2010
اتّصل بي الزَّميل البَهي «مساعد الثبيتي» -رَئيس تَحرير في قَناة العربيّة- يَطلب منِّي أن أدلو بدَلوي في مَوضوع «الاختلاط» -حلوة أدلو بدلوي هذه-، كأنَّنا في بِئرٍ في عُمق الصَّحراء التي تَفصل بين «المسيجيد والفقرة»(*)!
استجبتُ لصَديقي «مساعد»، أولاً: لأنَّه صَديقي وبيننا مِن الودِّ -كما بين جُدَّة والاتحاد مِن التَّوافق والتَّراشق والتَّعالق-.. ثانياً : لأنَّني شيخٌ سَابق، قد تَخرَّج في الجَامعة الإسلاميّة، ومُستندات الدَّولة الرَّسميّة تَقول إنَّني «مَشروع دَاعية»، ولكنَّه ضَلَّ الطَّريق، فبَدلاً مِن الذَّهاب إلى الدَّعوة في «سيراليون الإفريقيّة»، اختار أن يَجلس في مُدرَّجات الاتحاد، ويُشجِّع «محمد كالون» السّيراليوني، وهكذا تَتحوّل الدَّعوة ..................
حسناً.. لنَعُد إلى الموضوع.. ولو عُدنا إليه سأقول: إنَّني والأستاذ «عبدالله فرَّاج الشريف»، أوّل مَن كَتَبَا عن «الاختلاط» في جريدة «المدينة»، ثم تَبنَّى «ملحق الرِّسالة» -الذي يَصدر عن هذه الجريدة الغرَّاء- الموضوع بَعد ذَلك، وكُلّ هَذا ذَكرته في مُداخلة «قَناة العربيّة».. وحين كتبتُ عن مَوضوع «الاختلاط»، ذَكرتُ أنَّ هذا اللفظ -وأعني «الاختلاط»- مُصطلح «بِدعي» طَارئ على الثَّقافة الإسلاميّة، وما أن نَشرتُ هذا المَقال -قَبل سَنتين- حتَّى انبرش في طَريقي الأستاذ «علي بابطين» –وهو بَاحثٌ عَميق وأستاذٌ عَتيق- وأثبت أنَّ مُصطلح «الاختلاط» مُصطلح عَريق، وسَاق بَعض الأحاديث؛ التي تُؤيّد ورود كَلمة «اختلاط» في الآثار النبويّة، حينها كَتبتُ مَقالاً أعترف فيه «بسعة جَهلي، ورَحابة ضَلالي»، فأرسل لي الشّيخ «علي بابطين» رسالة، يُبارك لي هذا «الاعتراف»، ويَستغرب مِن هذه «الشَّجاعة»، وما دَرى أنَّ «العرفج» لم يُخلق ليُدافع عن الأفكار، بل خُلق ليَعبد الوَاحد القهَّار، ثُمَّ ليتنقَّل في المَذاهب بَاحثاً فيها عن الصَّواب، الذي يَمنح النَّجاح والفَلاح..!
حسناً.. كُلّ مَا مَضى مُجرَّد تَقديم لكَلام «لا يُسمن ولا يُغني مِن جُوع»، ليطرح السُّؤال: ما هو الكلام الذي يُسمن ويُغني مِن جُوع..؟!، لأقول: لقد قرأتُ في أكثر مِن منبر إعلامي؛ أنَّ هناك مِن العُلمَاء مَن يَعكف عَلى صياغة مَفهوم جَديد للاختلاط، وفق الكِتَاب والسنَّة، ولهذه الثلَّة مِن العُلمَاء أقول: يا قَوم، عليكم بكِتاب «تَحرير المَرأة في عَصر الرِّسالة»، لصاحبه العلَّامة «عبدالحليم أبوشقة»، لأنَّ هذا البَاحث اعتمد عَلى الأحاديث الصَّحيحة، فقد اعتمد على البُخاري ومُسلم، وشَرح وَضع المَرأة في العَهد النَّبوي، ثُمَّ سَاق الأحاديث عَن وَضع المَرأة في تلك العصور، ووالله يَكفيني مَا وَصل إليه الشّيخ «أبوشقة» مِن نَتائج وثَمَرات وحَالات!!!
حَسناً.. مَاذا بَقي..؟! بَقي القَول.. يا قَوم.. ارجعوا إلى كُتب التُّراث، ولا تَكتفوا بآراء مَشائخكم المُعاصرين، الذين أشغلت الدُّنيا بعضهم عن علوم الدِّين، ثُمَّ إنَّهم يَنظرون إليكم نَظرة عَطف وخَوف، لا تَبتعد عَن خَوفهم عَلى أطفالهم..!.
هامش:
(*) الفقرة: قرية صغيرة تقع غرب المدينة المنورة وتبعد عنها 82 كلم، وهي مثل الطائف باردة ومرتفعة.
تـحـيـاتـي يـسـبـقـهـا صـدق دعـائـي .
رد مع اقتباس
