بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عثرة اللسان ,,,,,, أم عثرة الرجل
الحمد الله الذي جعل في التاريخ عبراً للمعتبرين وفي أحداثه وقصصه وعظاته مناراً للسالكين
وفي تقلباته بأهل الدنيا دليلاً وعَلماً على فناء العالمين وصلى الله على سيدنا
محمد الأمين وعلى أصحابه الأماجد الطيبين وعلى أتباعهم الكرام ومن تبعهم إلى يوم الدين وبعد :
فالتاريخ علم عظيم النفع غزير الفائدة أنيس في الوحدة ومذهب للملل والسآمة أحداثه تورث العِبرة
ومآسيه توجب العَبرة وهو من أعظم الوسائل التي تغرس في القلوب الفضائل
وتشعل في النفوس علو الهمة ومعالي الأمور وخير الخصال.
روي في الأثر أن مؤدباً كان يؤدب إبني الخليفه العباسي المتوكل المُعز والمؤيد
ويسمى بإبن السكيت
وكان يوصيهما دائماً بأن عثرة اللسان
ليس كعثرة الرجل,,, فعثرة الرجل ستقوم منها حتى وإن أصبت بالجروح.
أما عثرة اللسان فستؤدي بك إلى المهالك ناهيك أن عثرة اللسان ستترك فيك وفي محدثك
جرحاً غائراً لايمحوه الزمن .
كان يلقي بالنصيحه في الصباح وبعد صلاة العصر كان يجلس مع الخليفة في الديوان وأقبلا إبني الخليفه.
ثم ألتفت إلى الحاضرين وقال سبحان الله كأنهما الحسن والحسين هنا أستشاط غضب المؤدب
بهذا التشبيه وقال :-
يا أمير المؤمنين أتشبه إبناك بسبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أن قنبراً خادم ابيهما
لخير منهما ومن أبيهما .
لم يكن أمام الخليفه وبهذااللهج الفظ أمام الملأ وفي الديوان إلا أن يأمر حراسه بإقتلاع لسانه
فاُقتلع اللسان من القفى ومات رحمه الله من فوره .
والنيات أعلم بها رب البريات
حقيقةً أن لدي من النقاط أود أن أتحدث بها أمام هذه القصة العظيمه
ولكن أترك لك عزيز ي الفاضل أن تسرح بخيالك أمام هذه الحادثه وتكتب لنا إنطباعاتك عنها بما يملي عليك خيالك
يصاب الفتى من عثرة بلسانه** وليس يصاب المرء من عثرة الرجل
فعثرته في القول تذهب رأسه ** وعثرته في الرجل تبرأ عن مهل