قصيدة رائعة
للخليفة الاموي التابعي يزيد بن معاوية - رحمه الله -
[poem=font="times new roman,6,red,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="http://www.g111g.com/vb/mwaextraedit2/backgrounds/9.gif" border="none,4," type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
أراك طروباً والهاً كالمتيم = تطوف بأكناف السجاف المخيم
أصابك سهم أم بليت بنظرة = وما هذه إلا سجيّة مغرُّم
على شاطئ الوادي نظرت حمامة = أطالت عليّ حسرتي والتندم
فإن كنت مشتاقاً إلى أيمن الحمى = وتهوى بسكان الخيام فأنعم
أُشير إليها بالبنان كأنما = أُشير إلى البيت العتيق المعظم
خذوا بدمي ذات الوشاح = فإنني رأيتُ بعيني في أناملها دمي
خذوا بدمي منها فإني قتيلها = وما مقصدي إلا تجود وتنعم
ولا تقتلوها إن ظفرتم بقتلها = ولكن سلوها كيف حل لها دمي
وقولوا لها يا منية النفس إنني = قتيل الهوى والعشق لو كنت تعلمي
ولا تحسبوا إني قتلت بصارم = ولكن رمتني من رباها بأسهم
أغار عليهـا مـن أبيهـا وامِهـا = من خطوةِ المسواكِ إن دار في الفمِ
وأحسـدُ اقـداحً تقبـلُ ثغـرُهـا = إذا وضعتها موضعَ اللثمِ في الفـم
أغار على أعطافهـا مـن ثيابهـا = إذا لبستهـا فـوق جسـمٍ مُنـعـمِ
لها حكم لقمان وصورة يوسف = ونغمة داوود وعفة مريم
ولي حزن يعقوب ووحشـه يونـس = وآلام أيـــوب وحـســرة آدم
ولما تلاقينا وجدت بنانها = مخضبة تحكي عصارة عندم
فقلت خضبت الكف بعدي هكذا = يكون جزاء المستهام المتيم
فقالت وأبدت في الحشا حرق الجوى = مقالة من في القول لم يتبرم
وعيشكم ما هذا خضاب عرفته = فلا تك بالزور والبهتان متهم
ولكنني لما وجدتك راحلاً = وقد كنت لي كفي وزندي ومعصمِ
بكيت دماً يوم النوى فمسحته = بكفي فاحمرّت بناني من دمي
ولو قبـل مبكاهـا بكيـت صبابـة = لكنت شفيت النفـس قبـل التنـدم ِ
ولكن بكت قبلي فهيج لـي البكـاء = بكاهـا فكـان الفضـل للمتـقـدم ِ
بكيت على من زين الحسن وجههـا = وليس لها مثـل بعـرب وأعجمي
مدنيـة الألفـاظ مكيـة الحشـى = هلاليـة العينيـن طائيـة الـفـم ِ
وممشوطة بالمسك قد فاح نشرهـا = بثغـر كـأن الـدر فيـه منـظـم ِ
أشارت برمش العين خيفة أهلها = إشارة محسود ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قال مرحبا = وأهلاً وسهلاً بالحبيب المتيم
فوسدتها زندي وقبلت ثغرها = فكانت حلالاً لي ولو كنت محرم
فوالله لولا اللهِ والخـوفِ والرجـا = لعانقتُهـا بيـن الحطيـمِ وزمـزمِ
وقبلتها تسعاً وتسعون قبلة = مفرقة بالخد والكف والفم
وقد حـرم الله الزنـا فـي كِتابـهِ = وما حرم القُبـلات بالخـد والفـمِ
ولو حُرِّم التقبيل على دين أحمد = لقبلتها على دين المسيح ابن مريم
ألا فاسقني كاسات خمر وغن لي = بذكر سليمى والرباب وزمزم
وآخر قولي مثل ما قلت أولاً = أراك طروباً والهاً كالمتيم
[/poem]
و في الختام تقبلوا تحياتي
أخوكم : سعد عيد