في موقف مهني مشرف من سلوك الشركة التي حاولت شراء أقلام الكتاب..الرياض: قضايا سعودية
صحيفة عكاظ تهاجم الخطوط السعودية بثلاث مقالات دفعة واحدة.. أحدها طالب بأن تطالها إصلاحات الملك عبدالله..!
في تصرف يُعد غريباً على معظم الصحف السعودية التي تتحاشى غالباً كل ما ينتقد الجهات المعلنة لديها.. هاجمت صحيفة عكاظ اليوم شركة الخطوط السعودية بثلاث مقالات دفعة واحدة أحدها طالب بأن تطال إصلاحات الملك عبدالله الشركة التي لطالما حاولت شراء الأقلام الصحفية.
وجاءت المقالات الثلاث بأقلام كل من : (الكاتب والإعلامي المخضرم بدر بن أحمد كريّم, ورئيس تحرير صحيفة المدينة سابقاً أسامة السباعي, والكاتبة المعروفة جهير المساعد), ورغم أن مقال الأخيرة خصص لنشر تبرير الخطوط لسوء خدماتها إلا أنه لم يخل من لهجة تهديد بكشف المستور في مقال لاحق.
وتعيد وكالة أخبار المجتمع السعودي نشر مقالي كريّم والسباعي فيما يلي, مع الإشادة بالصحيفة ورئيس تحريرها الأستاذ محمد التونسي على هذا الموقف المهني المشرف.
عورات «الخطوط السعودية»!!أحمد بدر كريّم
إذا كنتم من بين الراغبين في قضاء إجازة عيد الأضحى، في مدينة ما، وحجزتم على «الخطوط السعودية» فمن المؤكد أنها شلت حركتكم!! ونكدت عليكم!! وكدستكم في المطارات كأكياس الأرز!! وتركتكم تنامون على الكراسي إذا وجدتموها!! وأطفالكم بين أيديكم وعلى ظهوركم، تتساءلون فلا أحد يجيبكم جوابا قاطعا، وفي هذه الحالة ما عليكم إلا انتظار رحمة الله، فقد باءت كل خططكم بالفشل، وتأكدتم أن «الخطوط السعودية» لن تعتذر لكم!! ولن تعوضكم عن الخسائر التي تعرضتم لها!! بل هي غير ملزمة بتعويضكم!!.
والحق كل الحق على الأنظمة الآلية المساندة لعمليات خدمات أنظمة المعلومات فيها، التي أثبتت الوقائع على الأراضي أنها غير موجودة!! كما كشفت عنها صحيفة عكاظ (10 ذي الحجة 1430هـ، ص6). وفي هذه الحالة فعليكم إلقاء اللوم على الأمطار التي تسببت ــ باعتراف مساعد المدير العام للعلاقات العامة في الخطوط السعودية عبد الله الأجهر ــ «في قطع التيار الكهربائي في المركز الرئيسي، لخدمات أنظمة المعلومات في مجمع الخطوط السعودية في حي الكندرة» مما يعني باختصار أن الحق على الأمطار! وأنه ليس من حقكم مساءلة «الخطوط السعودية» عن الأسباب، أو الاعتراض عليها، ومن لا يقتنع فليضرب رأسه في الحائط!! والدماء التي تتدفق من رأسه ستجد لها موقعا ملائما في مشروع الصرف الصحي، الذي ما زال يحبو ولم يبلغ مرحلة الرشد بعد، ولذلك فهو ليس مسؤولا عما أصاب مدينة جدة من أضرار في الأرواح والممتلكات، جراء تلك الأمطار.
هل يعقل أن تعيش مدينة يقطنها أكثر من (ثلاثة) ملايين نسمة، ويغادر ويستقبل مطارها أكثر من (200) رحلة طيران يوميا، بلا أنظمة آلية طيران مساندة؟، أين الأموال التي رصدتها الدولة لتطوير أداء «الخطوط السعودية»؟، لماذا لم ترتق بعد خدماتها في الأرض والجو إلى مستوى حضاري متقدم؟، ألا يريحها سرعة تخصيصها فيرتاح الناس منها؟.
كان الوضع في مطار الملك عبد العزيز بجدة، ينبئ عن أنك تعيش في مطار متخلف: النظام الآلي معطل، والارتباك شديد، والتأخير شمل الرحلات كافة، والإلغاء كان مصير بعضها، والتكدس غير مسبوق في المطار، وسقف الصالة الداخلية سقط، وسيور نقل الأمتعة توقفت عن العمل، وأنظمة الحجز، والترحيل، وجداول الطيارين، والملاحين، معلقة.
إن ما حدث كان كارثة بكل معنى الكلمة. الأمر في غاية الخطورة، والسكوت عنه وعليه أخطر، والمساءلة واجبة، والشفافية مطلوبة.
هذه تعليمات الدولة، وما وضعت إلا لتطبيقها، فإذا طبقت بحذافيرها وبحزم فلن تعدم الخطوط السعودية الإصلاح، الذي ينادي به «الملك عبد الله».
الخطوط السعودية.. إلى متى وإلى أين؟!أسامة أحمد السباعي
ما الذي جرى لخطوطنا.. فقد كانت من أوائل الخطوط تنظيما، وحسن استقبال، ووجبات مميزة، وخدمة ممتازة، ومواعيد مضبوطة. ثم ما لبث الوضع أن تبدل إلى حال لا تسر..!
عزمت زوجتي أن تقضي إجازة الحج لبضعة أيام في زيارة لمسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم). وحجزت مقعدين على الطائرة في وقت مبكر.. على الدرجة المتاحة.. درجة رجال الأعمال، يوم الأربعاء الثامن من شهر ذي الحجة على الرحلة (1452) التي تقلع من جدة إلى المدينة المنورة في الساعة (4,50) عصرا.
لقد واجهتنا الخطوط السعودية ــ في رحلتنا هذه ــ بأربع مفاجآت.. كانت المفاجأة الأولى أن مقاعد الطائرة قد أحيلت جميعا إلى درجة واحدة هي (درجة الضيافة).. وفي المطار، انتظرنا في صالة الركاب نداء الخطوط بالتوجه إلى بوابة السفر، غير أن موعد الإقلاع حل دون أن يعلن عن ذلك.. حتى إذا تجاوز وقت الإقلاع، استبد بالركاب القلق الذي قطعه إعلان من مكبر المطار، (المفاجأة الثانية) أن الطائرة ستتأخر عن الإقلاع ساعتين (أي إلى الساعة السابعة مساء) لأسباب فنية. ثم حلت السابعة دون أي إعلان جديد. في الساعة (7،15) أعلن المكبر عن توجه الركاب إلى بوابة السفر.
وفي الطائرة (المفاجأة الثالثة) وجدنا أن المقاعد مقسمة كالعادة إلى الدرجات الثلاث. والمضيفون والمضيفات يصنفون الركاب (عشوائيا) على الدرجات الثلاث، فيوجهون ــ كيف شاؤوا ــ هذا إلى الدرجة الأولى، وذاك لدرجة رجال الأعمال، وثالث إلى درجة الضيافة ومن أصر من الركاب على التوجه إلى الدرجة الأولى تركوه، وكذلك الأمر بالنسبة لدرجة رجال الأعمال. وما أن استقر الركاب في مقاعدهم حتى أعلن مذيع الطائرة (المفاجأة الرابعة) أن الإقلاع سوف يتأخر (عشر ) دقائق لعدم اكتمال الأوراق الخاصة بتقفيل الرحلة بسبب تعطل أجهزة الحاسب الآلي في المطار.. الأمر الذي اضطرهم إلى إتمام أوراق التقفيل يدويا. والعشر دقائق امتدت إلى ساعتين.. فلم تقلع الطائرة إلا في الساعة (9,15) بعد أن كان المؤشر الأصلي الساعة (4,50)!
أما في العودة من المدينة المنورة إلى جدة فقد كان موعد الرحلة رقم (.....) في الساعة (8,10) صباح يوم السبت 11 من ذي الحجة، حاسبنا الفندق وغادرنا قبل السابعة فوصلنا إلى المطار في الساعة (10,00) وهنا واجهتنا الخطوط (بالمفاجأة الخامسة) إذ أخبرنا مكتبها أن الطائرة سيتأخر إقلاعها إلى الساعة (1,15) ظهرا.. هكذا ؟!
ودقت الساعة الواحدة ظهرا.. ثم تعدت (المفاجأة السادسة) دون أي إعلان جديد وظل الركاب (في حيص بيص) هل سيسافرون أم يعودون إلى فنادقهم مجددا..! وما هي إلا ساعة تأخير دون أي تنبيه أو اعتذار حتى أعلن المطار التوجه إلى بوابة السفر ومنها إلى الطائرة التي أقلعت في الساعة (2,15) أي بعد تأخير عن موعدها الأصلي بست ساعات لا أقل. إننا لا نعترض على تأخر إقلاع الرحلة عن مواعيدها في تلك الأيام التي أغرقت الأمطار جدة، ودمرت المنازل، وقضت على أرواح غرقا، وخلفت مصابين ومفقودين، وحطمت سيارات، وقطعت الكهرباء، وعطلت أجهزة وآلات.. إنما الاعتراض على أن الخطوط لم يعد الركاب من اهتماماتهم فلا تقيم لهم وزنا، ولا تبالي بإشعارهم سلفا.. بل تتركهم بالساعات في حيرة من أمرهم فلا هي تهاتفهم مبكرا أو تبعث لهم رسائل هاتفية لإبلاغهم بالتأخير قبل مغادرتهم منازلهم، ولا هي تهيء لهم أماكن للراحة، أو توجههم إلى فندق على حساب الخطوط (كما تفعل بقية الخطوط العالمية في مثل هذه الظروف).
لقد عاد الركاب بعوائلهم من مطار المدينة في ذلك الصباح إلى الفنادق وإلى غرفهم التي تركوها بعدما انتهت علاقتهم بها ليدفعوا من جديد أجرة ليلة كاملة نظير ساعات يقضونها انتظارا للإقلاع الجديد للرحلة.
من يتكلف أجرة (الفندق الجديدة؟.. أليست الخطوط مكلفة بذلك؟.. كلا فالعاملون في الخطوط يقولون دبروا أمركم، لا نستطيع أن نقدم لكم شيئا حتى وجبة العشاء التي عمدت الخطوط بوفيه المطار بتقديمها إلى الركاب في مطار جدة لم يكن للركاب خيار في انتقاء ما يشاؤون من أطعمة البوفيه، وإنما حددت الخطوط لهم أنواعا منها دون أنواع!
لقد شعر الركاب في كلا المطارين أن الخطوط تستخف بهم.. وتتجاهلهم ولا تعبأ بهم، وليس في أجندتها احترامهم أو تقديرهم طالما أن ثمن التذكرة قد دخل في خزينتها.
فإلى متى خطوطنا العزيزة تشيحين بوجهك عن من كانوا مصدرا لدخلك وعونا لوجاهتك.. إلى أين المسير؟!.
كلنا أمل أن تعود الخطوط إلى سابق عهدها.. تؤدي واجبها نحو الركاب ولا تتنصل منه.. تخدمهم وتحافظ على راحتهم.. وما ذلك على الله بعزيز.
* أخبار سابقة عن الخطوط السعودية:
- مبتعث سعودي يرفع لافتة كتبها بخط يده في مطار الملك خالد بالرياض بعد أن أضاعت الخطوط السعودية رحلته (يوجد صور)..!
- مواطنون يهاجمون موظف الخطوط السعودية المشرف على صالة الرحلات الداخلية بمطار الرياض بعد تلفظه عليهم بألفاظ سيئة وتأخر رحلاتهم...!
- الكاتب السعودي أحمد العرفج يطالب السلطات بمساءلة الخطوط السعودية والكتاب الذين استضافتهم على حسابها في رحلة إلى فرنسا..!
- ( الآن ) الفضائية تنقل عن وكالة أخبار المجتمع السعودي خبر حملة إعلانات الخطوط السعودية التي استهدفت اسكات أصوات منتقديها في الصحافة..!
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وجن محمد
