النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي

  1. #1
    & واثقة الخطوة & الصورة الرمزية الخاالديه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    ألسعوديه
    المشاركات
    1,187

    مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي













    [IMG]http://lwlw14.********************************************/tr7ep/120%20(112).gif[/IMG]

    وكل عاااام وانتم بخير وسعاادهـ .....


    أحبتي بالله أرجو أن يناال عـ أجاابكم هذهـ ألمقالاات لربماا أصلحت بماا تخفيهاا


    العقول من تزمت ووحشية المنطق المنفره للاخرين ..

    فأناا لاا أفرضهااا عــ ألاخرين ولااكن دع نااظريك تتأمل حسن الكلماات

    لتترجمهاا


    ألى العقل ,, فكم فيناا من أغلااط لاا نرااهاا ولااكن نراا أغلااط ألاخرين ..


    لربماا وجدت كلمه قد تصحح أمور كثيره في خطواتك ألى المستقبل فلاا تدع

    الفرصه الى زواالهاا ولا تدع ألاخرين يعبثون بحيااتك فكن عقل صحيح بجسد

    سليم ..


    فأناا لست بدااعيه بل أنساانه وااقعيه تقرااء وتكتب ولهاا قلب محب للجميع ..


    أختكم همس الليل



    المتلونون !!


    الحمد لله و صلى الله و سلم و بارك على رسول الله و بعد :

    هكذا يريدنا الله تعالى مصبوغين بصبغةٍ واحدة ، لونها أجمل الألوان وأحسنها ،

    { صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ } ، إنها صبغة الدين

    الحق ، والعبادة لله وحده ، والتسليم له في كل الأمور ، والسير على جادة

    واضحة لا اضطراب فيها ولا خلل ، ولا تبديل فيها ولا تغيير .ويأبى جملة من

    الخلق إلا البحث عن غير هذه الصبغة الكاملة ، ليقع اختيارهم على ألوانٍ موغلةٍ

    في النقص والبشاعة :

    فمنهم : من انسلخ من ملة الحنيفية إلى ملل الكفر أو الشرك ، { وَقَالُوا كُونُوا

    هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ }.

    ومنهم : من تلوّن بلون التوحيد وبطّنه بالكفر ، أو تلوّن بلون الإخلاص وأخفى

    به الرياء ؛ وما ذاك إلا مخادعة لله وللمؤمنين ، { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ

    وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ

    إِلَّا قَلِيلًا . مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ

    سَبِيلًا } .

    ومنهم : من غرّته ألوان الدنيا الباهرة ، وزخارفها الغرّارة ، فانساق يلوّن نفسه

    بكل لون ، ولو كان على حساب دينه أو خلقه ، لهثًا خلف سراب الدنيا وحطامها

    الزائل ، وإنه لمن شر الناس صبغة ولونًا ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :

    ( إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ ) رواه

    البخاري .

    ومنهم: من أسلم نفسه للناس يلوّنونه كيف شاءوا ومتى ما شاءوا ، فأولئك هم

    الإمعة ، الذين حذّر الرسول صلى الله عليه وسلم منهم فقال : ( لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً ؛

    تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ : إِنْ

    أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا ) رواه الترمذي وحسّنه .

    وإن منهم : من يصطبغ بصبغة الإيمان والتقوى ، لكنه ما إن يتعرض لنار الفتن

    وبلاءها _ أعاذنا الله منها _ إلا غيّر صبغته إلى لونٍ ربما يقيه من حر الفتنة في

    الدنيا ، لكنه لا يقيه من حر جهنم في الآخرة ، يقول الله تعالى : { وَمِنْ النَّاسِ مَنْ

    يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ

    رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ } .

    وأخيرًا : لنجدد صبغة الله في أنفسنا وفي مجتمعنا ، ولنبحث عن مواطنها في

    كتاب الله تعالى ، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولنمتثل بها ، ولنستقم

    عليها ، ولنميّز شخصياتنا بالثبات على الحق ، ولننبذ التقلب والتلوّن ، ولنحذر

    ألوان الطيف التي تبدو برّاقة جذّابه..

    ولكن على فقاعات الصابون ..فإنها سرعان ما تزول !!


    وصلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين
    .
    اللَهُمَ خُذّ بِيّدْيّ فِيّ المضَائقّ
    أستودعكم ألله



    همس الليل
    ,
    ,

  2. #2
    & واثقة الخطوة & الصورة الرمزية الخاالديه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    ألسعوديه
    المشاركات
    1,187

    رد: مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي

    بسم الله الرحمن الرحيم

    نفس المؤلف

    مهلاً أيها الوعاظ !!

    تصغي القلوب بكل شغف وإنصات لكل وعظٍ نديٍ شفاف، يأسر لبابها، ويشد فكرها، بل ربما

    لا تملك العيون دمعها حينما تأتي الكلمات صادقة العبرات، شجية النبرات..

    وكلما سلّم الناس أفئدتهم لهذا الواعظ، يغسلون درنها بدموع الخشية، ويرفعون عنها ران

    الغفلة، كلما كانت المسؤولية عليه تجاههم أكبر؛ فإذا كان الوعظ فيه إيقاظ للقلوب بعد

    سباتها.. فإننا نريدها أن تستيقظ على شمس واضحة، وجادة سوية، وهدف مرسوم.

    ولهذا جاءت هذه الوقفات السريعة؛ طلبًا لمراجعة مسار الوعظ، ومحاولة في رسم شيء

    من معالمه:


    الوقفة الأولى: أن يذكِّر الواعظ نفسه بالإخلاص في وعظه؛ لأن عمله هذا عبادة، والعبادة

    لابد فيها من الإخلاص، قال الله - تعالى -: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ

    حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}..


    الوقفة الثانية: أن يتحرّى الواعظ لوعظه الزمان والمكان المناسبين، فإنه كما قيل: لكل

    مقام مقال، فالمساجد وحلق الذكر والتعليم واللقاءات الأخوية والأسرية أجدها مناسبة

    لشيء من التذكير والتنبيه من غفلات القلوب وانشغالها بالدنيا، حتى تتحول هذه المجالس

    إلى شحنات إيمانية يعود المؤمن منها إلى عطاء أكثر، وبقاء على علو الإيمان أكثر،

    فالنفس بطبيعتها وما يحوم حولها من دواعي الشهوات تميل إلى الفتور والدعة، فتحتاج

    إلى مثل هذه الجرعات التي تتخلل جدول المرء الوظيفي أو الاجتماعي أو العلمي.

    عَنْ حَنْظَلَةَ الْأُسَيِّدِيِّ - رضي الله عنه -قَالَ: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ - رضي الله عنه -فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ

    يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ!! قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ! مَا تَقُولُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ

    اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ

    رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ فَنَسِينَا كَثِيرًا! قَالَ

    أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا، فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى

    الله عليه وسلم -، قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم

    -: وَمَا ذَاكَ؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْيُ عَيْنٍ، فَإِذَا

    خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ وَالضَّيْعَاتِ نَسِينَا كَثِيرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى

    الله عليه وسلم -: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي وَفِي الذِّكْرِ؛

    لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلَائِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ: سَاعَةً وَسَاعَةً، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ)

    رواه مسلم.


    الوقفة الثالثة: أن يحرص الواعظ على صحة لغته وبلاغة حديثه، بحيث لا يكون كلامه

    متكسر الشكل، أو مبتذلاً خاليًا من جودة الكلمات ورصانة التعبير؛ فإن أبلغ ما وعظ به هو

    القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وقد جاءا بأبلغ أسلوب عرفته البشرية، ولقد

    أوصى الله - سبحانه و- تعالى - رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - أن يختار من وعظه

    أبلغه فقال: {أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي

    أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا}.

    وتأمل وصف الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ - رضي الله عنه -موعظة النبي - صلى الله عليه وسلم -

    بالبلاغة وما تركته من تأثير بيّن على نفوسهم حيث قَالَ: (وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله

    عليه وسلم - يَوْمًا بَعْدَ صَلَاةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ)

    رواه الترمذي.

    وليس هذا فحسب بل سمى النبي - صلى الله عليه وسلم - حسن التعبير وجودة الأسلوب في

    الخطبة سحرًا فقال: (وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ سِحْرًا) رواه مسلم.

    وتتفوات هذه البلاغة من جمهور لآخر؛ لأن الهدف هو إيصال الموعظة للقلوب، لا

    الاستمتاع بألفاظها دون التأثر بها، فالمبالغة في تحسين الكلام وانتقائه إذا تعدّى فهم

    المتحدّث إليهم، كان عيبًا في الاختيار، وقد قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -:

    (حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ؛ أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ).


    الوقفة الرابعة: ألا يكرر الوعظ في زمانين متقاربين؛ فإن النفوس تكل من تكرار الكلام

    ولو كان جيدًا، وهي إذا كلّت عميت، وإنما الوعظ لإحيائها، ويكفي في ذلك قول ابْنِ مَسْعُودٍ

    - رضي الله عنه -حيث قال: (كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي

    الْأَيَّامِ كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا) رواه البخاري.


    الوقفة الخامسة: عدم إطالة الوعظ والتذكير، حتى يتسنى للسامع فهم وإدراك ما قيل منه،

    وحتى لا تستثقله النفوس حينما تدعا إليه مرة أخرى، وإذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم

    - قد نبّه إليه في خطبة الجمعة فهو في غيرها أولى، فقد روى مسلم بسنده عَنْ وَاصِلِ بْنِ

    حَيَّانَ قَالَ: قَالَ أَبُو وَائِلٍ: خَطَبَنَا عَمَّارٌ فَأَوْجَزَ وَأَبْلَغَ، فَلَمَّا نَزَلَ، قُلْنَا: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، لَقَدْ أَبْلَغْتَ

    وَأَوْجَزْتَ، فَلَوْ كُنْتَ تَنَفَّسْتَ، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: إِنَّ

    طُولَ صَلَاةِ الرَّجُلِ وَقِصَرَ خُطْبَتِهِ مَئِنَّةٌ مِنْ فِقْهِهِ، فَأَطِيلُوا الصَّلَاةَ وَاقْصُرُوا الْخُطْبَةَ وَإِنَّ مِنَ

    الْبَيَانِ سِحْرًا) رواه مسلم.

    غير أن الواعظ إذا رأى حاجة ظاهرة في الإطالة ولم تكن له عادة يدوم عليها أو يكثر منها

    فلا بأس في ذلك، ولعلك تلمح هذا في حديث عَمْرَو بْنَ أَخْطَبَ قَالَ: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ -

    صلى الله عليه وسلم - الْفَجْرَ وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، فَنَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ

    صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ

    الشَّمْسُ، فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا) رواه مسلم.


    الوقفة السادسة: أن يعتني الواعظ في استشهاده بالحديث النبوي بالصحيح منه أو الحسن،

    فما أجمل أن يعلق الواعظ الناس في خطبه بما صحَّ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من

    أحاديث، وإن فيها لكفاية عما يستأنس به عدد من الوعاظ من أحاديث ضعيفة، وكلما كان

    الواعظ واضحًا في ذكره لأحاديث النبي - صلى الله عليه وسلم - بذكر حكمها من حيث

    الصحة بإيجاز كان أقرب في إيقاع التأثير في قلوبهم.


    الوقفة السابعة: أن يتحرّى الواعظ الصدق فيما ينقله من قصص وأخبار؛ فإن الواقعية

    والمعقولية في ذكر القصص لعامة الناس طريقان سريعان للتقبل والعمل، ليس على الأمد

    القريب فحسب؛ بل حتى البعيد أيضًا، وانظر إلى وصف الله - تعالى - قصصه في القرآن

    بقوله: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} متأملاً أثرها الخالد إلى يوم القيامة، وعليه: فمن

    الخطأ أن ينظر الواعظ ما سيحصل بين يديه من التأثر بما لم يثق فيه من القصص المؤثرة،

    مقابل أن يهمل مصداقيته المستقبلية في وعظه.

    وليس هذا فحسب، بل إن الواعظ حتى لو تأكد من صدق قصته أو خبره، لكنه إن رأى أن

    فيها من الغرائب ما لا يصدقه عامة الناس، فالأولى ألا يحدث بها حتى لا تنعدم ثقة الناس

    فيه وفي علمه، ولقد كان سلف الأمة يفرون من غرائب الأخبار، ومن ذلك قول أيوب

    السختياني _ - رحمه الله -_: (إِنَّمَا نَفِرُّ أَوْ نَفْرَقُ مِنْ تِلْكَ الْغَرَائِبِ) كما أورد ذلك عنه مسلم

    في صحيحه، بل كانوا يقرنونها بالمناكير من الأحاديث، ومن ذلك قول الترمذي رحمه الله:

    (زِيَادُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ كَثِيرُ الْغَرَائِبِ وَالْمَنَاكِيرِ).


    الوقفة الثامنة: لا يشك أحدنا أن حكايات السلف _ رحمهم الله _ في زهدهم وورعهم

    وتعاملهم مع الله - تعالى - وخلْقِه فيها من كنوز الوعظ والتذكير ما تطرب له القلوب،

    وتهتز لها المشاعر، ولكن لما كان في المجتمع فئة تستبعد الوصول إلى حالهم، كان على

    الواعظ أن يذكر صفحات مضيئة من أحوال الأتقياء والعاملين المخلصين في هذا الزمان،

    حتى يقْرُبَ المثال، ويُتصور التطبيق.


    الوقفة التاسعة: أن يسلك الواعظ مسلك التفاؤل وفتح طرق التوبة وتسهيلها على الناس،

    مبتعدًا عن أسلوب التيئيس والقنوط، وليتأمل الواعظ أسلوب القرآن في الوعظ في هذه

    الآية الكريمة: {قُلْ يَاعِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ

    يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، وليتأمل أيضًا كيف فتح النبي - صلى الله عليه

    وسلم - بوعظه آفاقًا مديدة في التوبة والرجوع مهما عظم الذنب أو تفاقم في قصة من قتل

    مائة نفس، فقد جاء فيها: (ثُمَّ سَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ الْأَرْضِ، فَدُلَّ عَلَى رَجُلٍ عَالِمٍ، فَقَالَ: إِنَّهُ

    قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ، فَهَلْ لَهُ مِنْ تَوْبَةٍ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَمَنْ يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ التَّوْبَةِ؟! انْطَلِقْ إِلَى

    أَرْضِ كَذَا وَكَذَا فَإِنَّ بِهَا أُنَاسًا يَعْبُدُونَ اللَّهَ فَاعْبُدِ اللَّهَ مَعَهُمْ وَلَا تَرْجِعْ إِلَى أَرْضِكَ؛ فَإِنَّهَا

    أَرْضُ سَوْءٍ) رواه مسلم.

    فمن الخطأ أن يهوِّل الواعظ على السائل وقوعه في معصية من صغائر الذنوب بغية تحذيره

    منها ليدعها ويقلع عنها بوصفه بأنه قد وقع في جرم عظيم وأنه بعيد كل البعد عن الهداية

    ودائرة الالتزام بدين الله!! لأن هذا يبعده فعلاً عنها، ويقنطه من السير في طريقها، والثبات

    على أمرها!!

    ولعل من الجميل أن يضع الواعظ هذا الحديث نصب عينيه حينما يأتيه صاحب الذنب متأملاً

    فيه أن يدله على طريق التوبة وقد أسرّ له ببعض ذنوبه: فقد جاء شيخ كبير هرم قد سقط

    حاجباه على عينيه فقال: يا رسول الله، رجل غدر وفجر ولم يدع حاجة ولا داجة إلا اقتطفها

    بيمينه، لو قسمت خطيئته بين أهل الأرض لأوبقتهم، فهل له من توبة؟ فقال النبي - صلى

    الله عليه وسلم -: أأسلمت؟ فقال: أما أنا فأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن

    محمدًا عبده ورسوله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فإن الله غافر لك ما كنت كذلك،

    ومبدل سيئاتك حسنات، فقال: يا رسول الله، وغدراتي وفجراتي؟ فقال: وغدراتك وفجراتك،

    فولى الرجل يكبر ويهلل) رواه ابن جرير.


    الوقفة العاشرة: أن يتعلم الواعظ فنَّ الإلقاء، لأنه القالب الذي يصب فيه كلماته، متوخيًا في

    ذلك سنن النبي ? وهديه في هذا الشأن، ومستفيدًا من طرائق البلغاء والفصحاء من بعده،

    ومتزودًا ممن لهم اهتمام بهذا الفن، فكم تتحسّر أحيانًا وأنت تسمع كلمات رائعة في سبكها،

    متدفقة في أسلوبها، غير أن خطيبها قد شوهها بصراخٍ لم يكن في محله، أو أماتها بهدوءٍ

    لم يقع موقعه!! يقع ذلك كثيرًا حينما يجهل الواعظ مناسبة درجة الصوت وطريقة التحكم

    فيه لما ينطق به من عبارات وجمل.


    الوقفة الحادية عشرة: أن يخلص الواعظ في نهاية وعظه بنتيجة مختصرة تبقى في ذهن

    المستمع وتكون له بمثابة قاعدة يسهل عليه تذكرها لنفسه وذكرها لغيره.


    الوقفة الثانية عشرة: أن يستفيد الواعظ من توجيه المستمعين الناصحين له، فإن المستمع

    يدرك من الخلل في مبنى كلام الواعظ ومعناه ما لا يدركه المتحدث نفسه، فالمستمع

    الناصح الأمين كالمرآة، تكشف للواعظ من المثالب ما لا يكشفه بنفسه، ولا ريب أن في

    المراجعة والتصحيح ارتقاء بالقدرات، وسبيل لنتاج أكثر وأينع.


    وأخيراً: فليتذكر الواعظ المبارك أن أول نفس ينبغي أن يعظها هي نفسه التي بين جوانحه،

    فليكن الوعظ معها أكثر، مُتْبعًا ذلك بالعمل بما يعظ، فحريٌّ بمن صدق مع الله في وعظه

    وصدق مع نفسه أن يصدق مع الناس، وأن تنفتح له القلوب المغلقة، ويكون مفتاحًا للخير

    مغلاقًا للشر.

    .
    اللَهُمَ خُذّ بِيّدْيّ فِيّ المضَائقّ
    أستودعكم ألله



    همس الليل
    ,
    ,

  3. #3
    & واثقة الخطوة & الصورة الرمزية الخاالديه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    ألسعوديه
    المشاركات
    1,187

    رد: مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي

    [align=center]


    شبابنا وجحور الضباب !!

    لقد تفضل الله على هذه الأمة فأكمل لها دينها، وأتمَّ عليها النعمة، فرضي لها أعظم دين عرفته البشرية،

    وأرسل لها أفضل مخلوق - صلى الله عليه وسلم -، وأنزل لها أجل كتاب، إنه اصطفاء تكريم ونجاة، فأدركت

    الأمة في قرونها الأولى حجم هذا التكريم، فأحسوا بمسؤولية عظيمة أمام الله - تعالى - تجاه هذا الدين

    العظيم، ليس في أنفسهم فحسب، بل في كل قطر من أقطار الأرض، فراحوا يفتحون البلدان، ويجوبون

    الفيافي، ويقطعون الوديان، ليبلغوا دين الله - تعالى -، حتى حكمت الخلافة أرض الله - عز وجل -، فأصبح

    المسلمون مناراً يهتدى به، ونبراساً يستضاء بنوره، أمتهم قائدة، وبالحق ظاهرة.

    ملكنا هذه الدنيا قرونا *** وأخضعها جدود خالدونا

    وسطرنا صحائف من ضياء *** فما نسي الزمان وما نسينا

    ودارت رحى السنين، لتطحن في شبابنا هويتهم الإسلامية، فضعفت الهمم، وانهزمت أمام تيارات الغرب

    والشرق، حتى لهى شبابنا بأتفه الأمور، وأهون الأشياء، فتناسوا تاريخهم، وانشغلوا عن ماضيهم،

    فأضاعوا حاضرهم ومستقبلهم، فانساقت منهم طائفة خلف وهم السعادة، يبحثون عنها فلم يجدوا إلا سرابها.

    وما فتئ الزمان يدور حتى *** مضى بالمجد قوم آخرونا

    وأصبح لا يرى في الركب قومي *** وقد عاشوا أئمته سنينا

    وآلمني وآلم كل حر *** سؤال الدهر أين المسلمونا

    نعم أين المسلمون: وقد تعلقت فئة من شبابهم بأذيال أرذل الخلق، فتشبهوا بأخلاقهم، ولباسهم، وعاداتهم،

    حتى أصبح الفخر بما يلبسون، وما يتكلمون، وما يفكرون.

    وصلى الله وسلم على الرحمة المهداة الذي خشي على أمته من هذا الانصياع والتراجع عن الدين فقال:

    (لتتبعن سنن من كان قبلكم، حذو القذة بالقذة، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله،

    اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ )) رواه البخاري ومسلم.

    وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا

    بِذِرَاع، فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَفَارِسَ وَالرُّومِ؟ فَقَالَ: وَمَنِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ)) رواه البخاري.

    فتأمل يا رعاك الله كيف أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه سيكون في أمته مضاهاة لليهود

    والنصارى وهم أهل الكتاب، ومضاهاة لفارس والروم وهم الأعاجم.

    واليوم نشهد جميعاً أحوالاً غريبة وتصرفات مريبة من بعض شبابنا هدانا الله وإياهم: اللباس غير لباسنا،

    والألفاظ غريبة على لغتنا، حتى حاولوا تغيير الخلقة لتناسب الطريقة الأجنبية!!

    وليت أن الأمر استقر على طريقة واحدة فحسب، بل ما بين فترة وأخرى نرى أشكالاً جديدة، ملامحها: البعد

    عن سنة الحبيب - صلى الله عليه وسلم - و هدي السلف الصالح - رضي الله عنه -، فحينما نتساءل عن هذا

    الوضع، نجاب بأنها الموضة الجديدة التي يشاهدها أبناؤنا عبر بعض القنوات الفضائية!! ولو تأملت فيها

    لوجدت أن غايتها تأنيث الرجال، وقتل حياء النساء.

    وليحذر المسلمون من أن يعتقدوا أن التشبه قضية سطحية لا عمق لها، بل إن لها أبعادًا خطيرة، وخطيرة

    جداً، وهذه الأبعاد أدركها سلفنا فأبوا أن يقلدوا الكفرة في كل صغير وكبير، فهذا عبد الله بن مسعود - رضي

    الله عنه - يقول: ((أنتم أشبه الأمم ببني إسرائيل سمتاً وهديًا، تتبعون عملهم حذو القذة بالقذة، غير أني لا

    أدري أتعبدون العجل أم لا)).

    فهل أدركت يا أخي أن التشبه في المظهر قد يوصل إلى الانسلاخ من الدين والعقيدة!!

    لنتساءل: لماذا نصوم يوماً قبل عاشوراء أو يوماً بعده؟ صحّ عن ابن عباس - رضي الله عنه - أنه قال:

    ((صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود)) أخرجه عبد الرزاق والبيهقي وغيرهما.

    لنتأمل: لماذا رسول الأمة - صلى الله عليه وسلم - يأمر بإعفاء اللحى وحف الشوارب؟ يقول - صلى الله

    عليه وسلم -: ((جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَاعْفُوا اللِّحَى وَخَالِفُوا الْمَجُوسَ)) رواه أحمد وهو صحيح.

    ليعلم الذائبون من شبابنا في تفاهات التشبه بالكفرة والملحدين أن التقليد في الأزياء والعادات لن يرضي من

    يقلدون ويتمثلون، حتى يتبعوهم في ملتهم، وهذا مصداق قول الله - تعالى -: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا

    النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ

    مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ}.

    إن سببًا خفيًا وراء هذه التقليعات الغريبة على ديار الإسلام لم يكن سريانه في النفوس في وقت قصير أو

    بطرق قليلة، بل أخذ وقتًا من أعداء الدين وجهدًا ليسا باليسيرين؛ ألا هو الهزيمة النفسية، وسحق الثقة في

    تعاليم الدين ونصرته، وغرس فكرة اقتران الرجعية بالإسلام، وأن الحضارة صناعة الغرب فحسب!!

    غير أنه من لب القول هنا في هذا المقام أن أنوه بالجهود الخيرة التي تبذلها المؤسسات التعليمية في بلادنا

    الحبيبة التي تجبر الطلاب على نبذ التقليد الأعمى لغير المسلمين، يتمثل ذلك في منعهم من ارتداء أنواع من

    الملابس التي تحمل شعارات هدامة، أو صور تافهة، وإلزام الفتيات بزي موحد شعاره الحشمة والأدب،

    وإنزال العقوبات الرادعة بكل من يخل بتعاليم الدين وهدي خير المرسلين، فالحمد لله على نعمة الإسلام

    وعلى تطبيقه، اللهم دلنا إلى تعاليم دينك، وحبب إلينا سنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم -، إنك سميع

    مجيب.

    [/align]
    .
    اللَهُمَ خُذّ بِيّدْيّ فِيّ المضَائقّ
    أستودعكم ألله



    همس الليل
    ,
    ,

  4. #4
    & واثقة الخطوة & الصورة الرمزية الخاالديه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    ألسعوديه
    المشاركات
    1,187

    رد: مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي

    [align=center]

    أيها الشباب: هذا طريق الرزق

    تواجه الأمة اليوم داءً خطيرًا، ووباءً مستشريًا، يستهدف أهم شريحة فيها، ويقصد عنصرًا

    حيويًا من عناصر سؤددها ونهوضها، ومع هذا فإنه ليس داءاً جديدًا، ولكنه وجد في هذا الزمن

    فرصًا أكثر للانتشار والسريان، حتى بدأت بعض المجتمعات تتأقلم معه، وتبرر له ذيوعه،

    وتتشاغل عن أخطاره، وتنسب آثاره الموبوءة إلى أسباب أخرى!!

    إنه داء البطالة الذي سرى في دماء شبابنا، يقتل فيهم همتهم، ويستل منهم انتماءهم

    لدينهم وأمتهم، ويقعدهم عن العطاء، ويقنعهم بالكسل، مصوّرًا لهم أنهم فريسة قلة فرص

    العمل، وأن هذه هي أقدارهم فحسب.. وأن هذا هي أرزاقهم التي كُتبت لهم!.

    ولعل من المجدي في حل هذه المشكلة ألا يترك الشباب العاطل عن العمل يخوض غمار

    هذه القضية وحده، مع قلة خبرته، وكثرة المغريات حوله؛ بل أن نعزز صلتنا بشبابنا، ونقرب

    إليهم طريق العمل الشريف ونسهله لهم، ونرشدهم إلى أول الطريق، مشرفين على

    خطواتهم فيه، ولعلي هنا في هذه العجالة أضع معالم يسيرة ومحددة في ذلك:

    أولاً: إقناع الشباب بشرف العمل، وأنه من سنن الأنبياء والشرفاء، فما من نبي إلا ورعى

    الغنم، وكان النبي- صلى الله عليه وسلم - رزقه تحت رمحه، وكان داودُ حدادًا، وكان نوحٌ

    نجارًا، وبالمقابل فإنه لابد من إقناعه أيضًا بدناءة البطالة والاتكال على الآخرين، فقد سئل

    الرسول - صلى الله عليه وسلم -: أيّ الكسب أطيب، فقال: "عمل الرجل بيده وكل بيع

    مبرور" [رواه البزار وصححه الحاكم].

    ويقول عمر - رضي الله عنه -: "أرى الفتى فيعجبني، فإذا قيل لا حرفة له سقط من عيني"،

    ويقول كذلك: "لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول: اللهم ارزقني، فقد علمتم أن

    السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة".

    ولقد شوهد الصديق - رضي الله عنه - في اليوم التالي لتوليه خلافة الأمة بعد الرسول -

    صلى الله عليه وسلم - قد جعل على رأسه حزمة من الثياب متوجهًا بها إلى السوق ليبيعها.

    أما أبو الوليد الباجي العالم المالكي - رحمه الله - فقد آجر نفسه لحراسة درب بغداد في

    الليل؛ ليستعين بأجرته في النهار.

    وكان إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - يسقي ويرعى ويعمل بالكراء، ويحفظ البساتين ويحصد

    بالنهار ويصلي بالليل.

    ثانيًا: أمرهم بتقوى الله تعالى، والتضرع إليه، وسؤاله التوفيق والسداد، في أن يدلهم على

    باب من أبواب الرزق، لأن من (مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).

    ثالثًا: أن يؤمن الشباب بأن العمل الشريف عبادة ينال عليها الأجر والثواب لأمر النبي - صلى

    الله عليه وسلم - بذلك، فإنه قال: "لَأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ

    فَيَبِيعَهَا فَيَكُفَّ اللَّهُ بِهَا وَجْهَهُ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ أَعْطَوْهُ أَوْ مَنَعُوهُ" [رواه البخاري].

    رابعًا: تذكيرهم بوجوب التوكل على الله في طلب الرزق، فإن الرسول - صلى الله عليه

    وسلم - يقول في الحديث الصحيح: "لَوْ أَنَّكُمْ تَتَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ

    الطَّيْرَ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا" [رواه أحمد وغيره].

    خامسًا: ألا يترددوا في قبول أيّ عمل يعلم يقيناً أنه يرضي الله – تعالى- ولو بمقابل يسير،

    فالرزق الحلال يباركه الله – تعالى- والحرام ممحوق البركة في الدنيا والآخرة.

    وما المرء إلا حيث يجعل نفسه ففي صالح الأعمال نفسك فاجعل

    سادسًا: ألا يجعلوا أعين الناس مانعاً لهم من مزاولة أعمالهم التي تيسرت لهم، فإن مسافة

    الألف ميل تبدأ بخطوة، لكنها خطوة مشحونة بالعزم، وصدق الإرادة.

    سابعًا: أن يحذّر الشباب أن يقعوا فريسة لاستدرار أموال الناس والتذلل بين أيديهم؛ وقد

    رزقهم الله أسباب الرزق، من قوة وعقل وشباب وصحة، فلقد كان النبي- صلى الله عليه

    وسلم - يربي أصحابه على العمل والكد، ويحذرهم من عار المسألة وذل الافتقار للخلق.

    فها هو ذا عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - يخرج من مكة مهاجراً، لا يملك من ماله إلا

    ما يرتديه من الثياب، فيقدم المدينة فقيراً، فعرض عليه أخوه من الأنصار سعد بن الربيع -

    رضي الله عنه - أن يناصفه ماله فأبى ذلك، وقال: دلوني على السوق، فنزل وعمل في

    التجارة، حتى أصبح من أغنياء الصحابة، ينفق على الجيوش في سبيل الله، ويسير القوافل

    لنصرة دين الله، ولما مات وأرادوا تقسيم تركته يقولون: لو رفعت أي حجر من بيته لرأيت

    قطعة من الذهب.

    ثامنًا: أن يذكّر الشباب وخصوصًا في بداية طريق العمل بأهمية الصبر، وأنه مفتاح الرزق، وأن

    يُحكى لهم عن الأجداد كيف عاشوا وصبروا حتى فتح لهم الله كنوز الأرض، وقديمًا قالوا:

    إني رأيت وفي الأيام تجربة للصبر عاقبة محمودة الأثر

    وقلّ من جدّ في أمر يحاوله استصحب الصبر إلا فاز بالظفر

    تاسعًا: أن نقضي على أسباب انقطاع الشباب من العمل بعد الاتصال به، وذلك بدعمهم

    نفسيًا وماديًا، وألا نتركهم وحدهم بلا عون أو مساعدة.

    عاشرًا: أن نحثهم على الإخلاص في أعمالهم، والمثابرة فيها، والأمانة في تحمل

    مسؤوليتها، والتميز في أدائها؛ فإن الله يقول: (إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا)، ويقول

    كذلك: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ) ويقول

    النبي- صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: "إن الله يحب إذا عمل أحدنا عملاً أن

    يتقنه".

    أسأل الله تعالى أن يوفق أمتنا لما فيه خير لها في الدنيا والآخرة.

    ولي عوده بمقاالاات أخرى بااذن الله..

    وخذو وقتكم بالقراائه لااتستعجلوون فأناا لست بحريصه على الردود

    أكثر من حرصي بأن تقراائو بتمعن وهدووء ودمتم بكل خيرر

    تقبلوو تحيااتي
    [/align]
    .
    اللَهُمَ خُذّ بِيّدْيّ فِيّ المضَائقّ
    أستودعكم ألله



    همس الليل
    ,
    ,

  5. #5
    الصورة الرمزية بـيـبـرس
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    بـالـبـيـت ...
    المشاركات
    5,798

    رد: مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي

    اللهم صـلـي وسـلـم وبـارك عـلـى سـيـدنـا مـحـمـد
    بـكـل صـدقـون يـا هـمـوسـة
    لـم أقـرأ كـامـل مـوضـوعـك
    ولـكـن هـي رؤس أقـلام كـمـا يـقـول أخـي الـحـبـيـب الـجـمـيـلـووو جـمـيـل ...
    وتـواجـدت هـنـا لـشـكـرك أولا وتـهـنـئـتـك بـالـعـيـد ثـانـيـا
    وثـالـث أمـر ، حـتـى لا أنـسـاه غـدا إن شـاء الله
    وأقـرأه بـرويـة وتـمـعـن
    أشـكـرك هـمـوسـة
    والله يـعـطيـك الـعـافـيـة ويـطول بـعـمـرك ويـحـفـظك ويـسـعـدك فـي الـدنـيـا والآخـرة
    تـحـيـتـي وودي لـك
    وكـل عـام وانـتِ بـخـيـر وصـحـة وعـافـيـة وعـيـدك وكـل أيـامـك فـرح وسـعـادة
    ...
    إذا كـانـت هِـيَ .. هُـوَ ..
    وأحـيـانـا .. يـكـون هـو .. هـي ..
    فـلا ضـيـر .. أن نـحـاور هـي الـتـي كـثـيـرا ً مـا تـكـون هـو .....

  6. #6
    ~ [ مستشار إداري ] ~
    ومديرة القسم العام والاسلامي

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    14,087

    رد: مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي

    همس الليل

    تسجيل حضور

    ولي عودة ان شاءالله لاقرأه بتمعن

    جزاك الله خير وبارك فيك واثابك ونفع بك




    هناك من يذكرني بالأمطار .......
    حينما تتساقط دون الرعود والبروق
    فيهم من يسقيك حد الإرتواء ....
    ويكرموك بعطائهم فيبنون بداخلك
    بذور الخير فتنضج تلك الثمار .....
    ويتملكون القلوب .................

  7. #7

    ~ [مراقب الصفوف الأولية ] ~

    الصورة الرمزية أبو محمد 19
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    الدولة
    المدينة النبوية
    المشاركات
    3,318

    رد: مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي

    جزاك الله خيراً






  8. #8
    English student الصورة الرمزية ببتعد
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    الدولة
    Here
    المشاركات
    1,174

    رد: مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي

    وآنتي بخير وصحه وسلامة ..

    يعطيكـ العافيهـ يالغـــلآ ~
    www.tvquran.com
    If we hear the quran before we go to sleep it will make us feel relax.
    Just this is my advice for you .

  9. #9

    المراقبة العامة للتعليم الموازي

    الصورة الرمزية الابتسامه المهاجرة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    قلب أمي الراحل
    المشاركات
    9,932

    رد: مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي


  10. #10
    & واثقة الخطوة & الصورة الرمزية الخاالديه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    ألسعوديه
    المشاركات
    1,187

    رد: مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي



    بيبرس ,, غربة الرووح ,, ابو محمد 19 ,, ببتعد ,, الاابتساامه المهااجره

    الله يجزااكم خير ولتوااجدكم الجميع

    وعسى أن شااءالله أكون قد وفقت بختياارااتي

    وتناال أعجاابكم

    تقديري لمروركم الكريم

    تقبلوو تحيااتي
    .
    اللَهُمَ خُذّ بِيّدْيّ فِيّ المضَائقّ
    أستودعكم ألله



    همس الليل
    ,
    ,

  11. #11

    مراقب القسم الاسلامي


    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    3,456

    رد: مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي

    بارك الله فيك

    وجزاك الله خيرا


    مواضيع وفوائد متنوعة واختيارات موفقة

    نفع الله بها من قرأها واطلع عليها

  12. #12
    & واثقة الخطوة & الصورة الرمزية الخاالديه
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    الدولة
    ألسعوديه
    المشاركات
    1,187

    رد: مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي



    الفاارس

    تسلم الله يسعدك ياارب

    شكراا لتوااجدك

    تقبل تحيااتي
    .
    اللَهُمَ خُذّ بِيّدْيّ فِيّ المضَائقّ
    أستودعكم ألله



    همس الليل
    ,
    ,

  13. #13

    رئيس مجلس الإدارة
    الصورة الرمزية جميل الثبيتي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    في اطهر البقاع
    المشاركات
    16,180

    رد: مقالاات ماا طاابت بهاا نفسي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    نسأل الله دوما علما نافعا ورزقا واسعا

    كتب ربي اجركم على هذا الموضوع المتكامل

    وجزاكم خير الجزاء

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. شي من نفسي....
    بواسطة نور حياتي في المنتدى منتدى الخواطر والشعر الفصيح
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 30-04-2007, 06:44 PM
  2. من الجواهر العربيه التي نفتخر بهاا كعرب
    بواسطة محمد الروقي في المنتدى الشعر النبطي
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 22-02-2007, 10:49 PM
  3. اذا بغيت احب واعشق واشتاااااااااق احب نفسي بين نفسي وبيني
    بواسطة عبدالرحمن بن صباح الفاضل في المنتدى الشعر النبطي
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 29-01-2007, 08:15 AM
  4. نفسي لها .... عزه..!
    بواسطة بعيدالهقـ@ـاوي في المنتدى كتاب المستقبل
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 13-08-2006, 10:29 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •