الجاني : انتظر الموت يومياً
عاكس شقيقاته ودهسه بالسيارة أمام منزله وفر من الموقع..
اغلب المعاكسات في الاسواق
شاب طائش قد تقوده رغباته لنفق مظلم قد لا يخرج منه لسنوات ..
لبس أجمل ما يملك حاول أن يظهر بمظهر رجولي كي يغري الفتيات اللاتي قد يجمعه بهن القدر أو حظه السعيد كما يعتقد، اعتاد على فعل ذلك منذ سنوات وفي كثير من المرات كان يفشل في إغراء الفتيات لكنه ينجح أحياناً .. في هذه المرة كان يومه مختلفاً لأنه تعرض لموقف لا يحسد عليه ،وضع نفسه وعائلته في مصيبة قد لا يخرج منها ،وإن خرج فسيخرج بعد سنوات ليست بالقصيرة قد يقضيها خلف القضبان وهو مكبل بالقيود ،وليست القيود الحديدية فحسب بل قيود الندم والحرمان من الحرية .
اليوم سنلتقي بشاب اعتاد على معاكسات الفتيات بشكل يومي ،فيوماً تراه في المجمعات التجارية ويوما آخر تراه بالقرب من المجمعات التعليمية وجامعات الفتيات لعله يفوز بفريسة يقضي عدة أيام وهو يحاول إقناعها بأنه الشاب القادم على فرس أبيض ليخطفها من حياتها التعيسة ويرحل بها لأرض السعادة المزعومة .
تحدث لنا خ . ش عن قصته التي رواها لنا بصراحة، فحسب قوله لم يعد لديه ما يخسره لذلك قرر أن يروي لنا قصته التي حصلت منذ سنوات لكنها غيرت مسار حياته وقلبتها رأس على عقب .. فقال : أنا شاب تعودت منذ صغري على الاهتمام بمظهري وأناقتي ،وبعد أن وصلت لسن المراهقة كنت أذهب باستمرار للمجمعات التجارية ،ولم يكن في قصدي معاكسة النساء ،فأنا لم أتعود على ذلك لكن كنت عندما أجتمع مع أخي ورفقاه أستمع لأحاديثهم عن مغامراتهم العاطفية وكيف استطاعوا كل واحد منهم أن يجذب اكبر عدد من الفتيات بطرق مختلفة قد لا تكون واقعية في كثير من الأحيان ،لكن كنت أستمع دون أن أشاركهم ،فمنهم من يقول: بأنه يقوم بتوزيع رقم هاتفه ومنهم من يتابع السيارات التي قد تقِل فتيات ويقودها سائق أجنبي وعدة طرق توصل لنفس النتيجة .
بداية المشكلة
بدأت أحاول أن أقلد هؤلاء الشباب ،وقد نجحت في عدة مرات وقمت بإقامة علاقات مع فتيات واستمرت السنوات حتى أصبح البحث عن الفتيات جزءاً من برنامجي اليومي .. وفي أحد الأيام خرجت من المنزل بقصد الذهاب لممارسة هوايتي في البحث عن الفتيات وعندما مررت بأحد الشوارع رأيت سيارة عائلة فيها عدد من الفتيات يقودها سائق أجنبي فقررت أن أطاردهم لعلي أجد ضالتي بينهن، وبعد أن قضيت الكثير من الوقت وأنا أسير خلف هذه السيارة وقمت بمضايقة سائقها عدة مرات محاولاً لفت انتباه الفتيات لكن دون جدوى ،فمن الواضح بأنهن من النوع المتعب الذي لا يتجاوب بسهولة ،وكنت أقول ذلك في نفسي ،واستمرت مطاردتي للفتيات حتى توقفت السيارة بالقرب من أحد المنازل ،ونزلت الفتيات للدخول، وعندها نزلت من سيارتي محاولاً أن أوصل رقم هاتفي لإحداهن ،ولم أكن أتوقع أن يكون هناك أية مشكلة ،فقد أعتدت على مثل هذه التصرفات بشكل شبه يومي ولم أواجه مشكلات تذكر، لكن في هذه المرة كان الوضع مختلفا ،فقد اتصلت الفتيات بأشقائهن قبل الوصول للمنزل وأخبروهم عن مضايقتي لهن ،وكان الجميع في انتظار وصولي، وما هي إلا ثوانٍ حتى خرج علي شابان أحدهما يحمل ساطورا بيده والأخر في يده عصا ،ويحاولان الإمساك بي ولكني عند مشاهدتي لهما من بعيد قمت بالركوب في سيارتي بسرعة محاولاً الهرب لعلي أخرج من ذلك الموقف الصعب ،لكن للأسف قفزأحدهم أمام السيارة محاولاً إيقافي فقمت بصدمه والهروب من المكان ،وكلي أمل بأنه لم يصب بأذى ،وقد قام شقيقه بتسجيل رقم لوحة سيارتي.
اخفاء السيارة
وتوجهت لمنزلي وحاولت إخفاء السيارة ،وبعد ساعات أتى إلي والدي وطلب مني الذهاب معه ،وسألته لماذا، فلم يجبني، وكان ظاهر على وجهه أن هناك مصيبةً فذهب بي لمركز الشرطة، وأيقنت بأن أمري قد انكشف، وبعدها بدأ التحقيق معي ،وكنت على يقين بأن الشاب قد أصيب لكن للأسف فقد أخبروني بأن الشاب قد توفي بعد أن نقل للمستشفى، ونزل علي الخبر كالصاعقة واعترفت بكل ما حدث وتمت إحالتي للسجن وقضيت حتى الآن سنتين وحُكم علي بالقصاص في بداية الأمر، وبدأت محاولات لإقناع ذوي المتوفى بالتنازل لكنهم رفضوا كل تلك المحاولات وظللت سنوات أنتظر اليوم الذي أدفع فيه ثمن تلك التصرفات الطائشة التي كان الهدف منها إرضاء غروري وإقناع نفسي بأني شاب وسيم ،وأغلب الفتيات يتمنين أن تربطهن علاقة عاطفية معي ،ولم أكن أتوقع أن تتطور الأمور وتصل للقتل ،ولو أنه كان قتل غير متعمّدٍ، لكن للأسف فقد وقع ما لم أكن أتخيله ،ولن يتخيله أي شابٍ أدمن المعاكسات ،كما كنت ،فقد تحولت محاولات التسلية لجريمة سأفقد حياتي بسببها ،وبعد مرور أربع سنوات ،وأنا في السجن ،كنت في كل ليلية أنتظر الموت ،فرّج الله كربتي وقامت أسرة المتوفى بالتنازل عني ،وهذا الذي لم أتوقعه ،لكن -سبحان الله- هناك أناساً تقابل الإساءة بالإحسان، وأي إساءة ،لكن لقناعة هذه الأسرة الكريمة بأني لم أكن أنوي القتل قاموا بالتنازل ،وأسأل الله أن يغفر لي فقد علمتني هذه القصة الكثير ،وحفظت أكثر من 20 جزءاً من القرآن والحمد لله، وأتمنى أن يستفيد من يعيش في المرحلة التي عشتها ،ولا يضع نفسه في وضع قد يتمنى الموت بدلاً منه .
بيانات الجاني
العمر : ( 22 )
المؤهل العلمي : ( ثانوي )
الحالة المادية للأسرة : (جيدة )
عدد أفراد الأسرة ( 5 )
هل له سوابق ( لا )..