لنكن كـــ " قلم الرصاص في خمس خصال "
أول ما يخطر ببال القارئ لعنوان الموضوع بادئ ذي البدء - وأتحدث عن نفسي أولا - يظن أن الأمر يتعلق بموضوع ترفيهي إلا أنه عند تأمله
بإنعام فيما في المحتوى يفاجئ على أنه أمام منهج تربوي وتأصيل لما يجب عليه أن يكون عليه الفرد في هذا العالم الذي نعيشه والذي غلب فيه الشر على الخير وسادت فيه الأنانية وغابت عنه الإنسانية وأصبح شبيها بعالم الغاب والذي يطبعه قانون " القوي يأكل الضعيف "
وبين عارضتين إخواني الكرام وبكل فخر واعتزاز أود أن ألفت النظر على أن نحن أمة الإسلام لا نحتاج لا إلى أرسطو ولا إلى أفلاطون ولا إلى إبقور ولا إلى أوغسطين ولا إلى عالم اجتماع و لا إلى الشرق ولا إلى الغرب.....ولا....ولا حتى إلى قلم الرصاص ليعلمنا كيف نحيا في هذا العالم بسعادة .
فنظريات أولئك ونظرتهم للحياة وللعيش لا يخصنا ولا يهمنا ولا يمتنا بصلة نحن المسلمين ،ويكفينا أننا أمة التوحيد -والحمد لله على هذه النعمة - دستورنا كلام ربنا -القرآن الكريم- ومعلمنا بل معلم البشرية جمعاء ومنقذها سيدنا وحبيب قلوبنا محمد صلى الله عليه وسلم، ففي ديننا و سنة نبينا كل ما هو فيه صلاح دنيانا وشهد بذلك رب العزة سبحانه في قوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " سورة المائدة:3
لكن:
فراعي الشاة يحمي الذئب عنها --- فكيف إذا الرعاة لها الذئاب
للأسف وأكررها والحسرة تمزق القلب.... للأسف أطلقنا أيدينا من حبل ربنا وابتعدنا عن منهج نبينا وأصبحنا نتبع أحقر أهل الأرض في كل أمور حياتنا وبالتالي أصبحنا أمة ذل وهوان حتى أننا بدورنا أصبحنا نحتاج إلى قلم الرصاص ليعلمنا دروسا في الحياة وقد أخبر الصادق الأمين الذين لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف الذي رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَتَتَّبِعُونَ سُنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ بَاعًا بِبَاعٍ , وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ وَشِبْرًا بِشِبْرٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ مَعَهُمْ " ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : " فَمَنْ ؟ " .
والله تكاد العين تقطر دما عند الحديث والنظر إلى حالنا بين أحقر أمم الأرض حفدة القردة والخنازير ونحن أعز أهل الأرض لا من أجل سواد عيوننا بل أعزنا الله بالإسلام وٍأعزنا بأن أرسل إلينا خير وخاتم رسله محمد صلى الله عليه وسلم
ومما يزيدني فخرا وتيها = وأكاد بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي = وأن صيّرت أحمدا لي نبيا
أستسمح إخواني الكرام عن هذه المقدمة وعن هذه الإطالة وتمنيت أن أخص ما ذكرت في موضوع مستقل إلا أن الكلام يجر بعضه بعضا و سأحاول إن وفقني الله تعالى ****************
وأترككم مع قلم الرصاص وخصاله الخمس
كان الولد الصغير يشاهد جده يكتب رسالة... وفي لحظة سأل جده:
-" هل تكتب قصة حدثت معنا؟
وهل هي قصة عني؟"
توقف الجد عن الكتابة وتبسم.... وقال لحفيده:
-"أنا أكتب عنك, ذلك صحيح, ولكن قلم الرصاص الذي استخدمه أهم من الكلمات التي أكتبها... آمل أن تكون مثله عندما تكبر.
نظر الولد إلى قلم الرصاص بفضول ولكنه لم ير فيه أي شيء مميز، ورد قائلا:
-"ولكنه يشبه كل أقلام الرصاص التي رأيتها في حياتي"
الجد:
"يعتمد الأمر على كيفية نظرك للأمور...
يتمتع قلم الرصاص بخمس خصال إن تمتعت بها ستجعلك تنعم بالسلام في العالم".
* "الخصلة الأولى : يمكنك أن تصنع أشياء عظيمة، ولكن يجب ألا تنسى أبداً أن هناك يداً توجه خطواتك، وهذه اليد هي التي ندعوها "الله عز وجل" وهو الذي يوجهنا حسب مشيئته".
* "الخصلة الثانية: من وقت لآخر علي أن أتوقف عن الكتابة وأستخدم مبراة، وهذا يجعل قلم الرصاص يعاني قليلاً ولكنه في نهاية المطاف يصبح أكثر قوة وحدة. لذا يجب أن تتعلم كيف تتحمل الآلام لأنها ستجعل منك شخصا أفضل".
* "الخصلة الثالثة: يتيح لك قلم الرصاص دائماً استخدام ممحاة لتمحي الأخطاء. علينا أن نفهم أن تصحيح شيء فعلناه ليس بالضرورة أمراً سيئاً, ولكنه أمر مهم لنتابع سيرنا على طريق العدل".
* " الخصلة الرابعة: الشيء المهم فعلاً في قلم الرصاص ليس الخشب أو الشكل الخارجي وإنما الرصاص المستخدم داخله, لذا, عليك أن تهتم دائماً لما يحدث داخلك".
* "الخصلة الخامسة: أنه دائما يترك أثراً.فاعلم بالمقابل أن كل شيء تفعله في الحياة سيترك أثراً, وحاول أن تدرك وتعي كل عمل تقوم به".
منقول