حرب باردة بين كاتبين في الصفحة الأخيرة من صحيفة الوطن السعودية ..الرياض: قضايا سعودية
تركي الدخيل يسخر من ثقافة السعوديين ومستواهم المعرفي في رد غير مباشر على مقال كتبه صالح الشيحي هاجم فيه "مهايطية نشوى الرويني"..!
سخر اليوم الكاتب تركي الدخيل من ثقافة السعوديين في مقال نشره في عموده اليومي في صحيفة الوطن السعودية بعنوان "السعوديون يكرهون الشعر الشعبي", وهو مقال يأتي بعد 3أيام من مقال كتبه جاره في نفس الصفحة صالح الشيحي تحت عنوان "أكاديمية شعر وخرط فاضي" هاجم فيه من وصفهم بـ"مهايطية نشوى الرويني" قاصداً بذلك فريق هيئة أبوظبي المشرف على برنامج "شاعر المليون".
ويرى متابعون أن سخرية الدخيل بثقافة السعوديين جاءت كرد على مقال الشيحي, حيث أخذت صورة انتفاضة دفاعية غير مباشرة عن فريق هيئة أبو ظبي الذي ادّعى أن السلطات السعودية لم تسمح له بدخول المملكة بحجة تأخر صدور التأشيرات اللازمة لذلك.. وتنشر وكالة أخبار المجتمع السعودي فيما يلي مقالي الدخيل والشيحي كما نشرا في الصحيفة تاركة الحكم للقراء:
أكاديمية شعر وخرط فاضي!صالح الشيحي- 24 أكتوبر 2009م
العاملون في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث استطاعوا أن يستقدموا أدوات النجاح ويوظفوها بالشكل الذي يريدون.. يبدو أن هدفهم في البداية كان التغلب على المنافس اللدود في الإمارة المجاورة والمهم هو الريادة حتى لو كانت الريادة في.. بيع البصل.. لكنهم اكتشفوا أن نجاحهم تجاوزها إلى مساحات هائلة من الوطن العربي!
أكثر المتفائلين في هيئة أبو ظبي لم يتوقع هذا النجاح لبرنامج تجاري جشع يقوم على إذكاء روح العصبية القبلية، فلا أحد بينهم كان يتوقع أن متابعي البرنامج ـ السعوديين بالذات ـ بهذا الغباء والجهل المفرط... وحدها نشوة الرويني، " الجوكر" ، فكرت بشكل سليم وأدركت أسرار اللعبة وأوراق الكسب ونجحت و"الشرط أربعين"، ولو أردات "ثمانين" لن يرفض الإخوة هناك؛ "الخير واجد" والمهم الريادة لو كانت الريادة في.. بيع البصل!
أمس ينقل لنا الزميل فارس النواف في الوطن أن أكاديمية الشعر ـ لا حظوا الاسم : أكاديمية الشعر، ألم أقل إن المهم هو الريادة!
ما يسمى أكاديمية الشعر في هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث أعلنت كما يقول خبر الزميل أن إدارة برنامج "شاعر المليون" ـ طبعاً يقصدون نشوة الرويني! ـ قررت إلغاء جولة لجنة التحكيم للمسابقة في موسمها الرابع، والمقرّرة الأسبوع القادم في مدينة جدة، وذلك بسبب عدم إصدار الجهات المختصة في السعودية لتأشيرات الدخول اللازمة لطاقم العمل، إلى الأراضي السعودية في الوقت المناسب!!
المضحك أن هناك من سيظن أن السلطات هنا هي من عرقل قدوم فريق المهايطية بقيادة نشوة الرويني.. دون إدراك أن السلطات هنا مشغولة بالقضية الأهم: أكاديمية بناء الإنسان في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.. وليس أكاديمية شعر وخرط فاضي!
السعوديون يكرهون الشعر الشعبي!تركي الدخيل- 27 أكتوبر 2009م
ليس صحيحاً أن السعودي يتلف دماغه في التسكع متنقلاً بين دكّات الشيشة، وليس صحيحاً أنه يحارب حرية التفكير، بل لدى كل سعودي قرب أريكته كتاب علمي رصين إما في تاريخ الموسيقى أو في الطب أو حول الأحياء. كما أن الشعب السعودي يكره وبشدة الشعر الشعبي، ويفر منه ويرى أنه يثير النعرات، ولا يصوّت السعوديون للشعراء الشعبيين، ولا يقيمون التحالفات ولا يجعلون من القبيلة أو الفخذ وسيلة للضغط على فرد من أفرادها للتصويت للمشترك المنشق عن تعاليم القبيلة والذي أخذ سبحته بيده اليمنى وبالغ في كيّ شماغه حتى صار المرزام حاداً بإمكانه أن يذكي به عنق دجاجة.
مع أن التعليم لم يعتمد الشعر الشعبي كجزء من مقرراته بعد رغم مطالبات بعض المثقفين، ورغم أن المعلم –الفلاح السعيد نفسه- لا يدخل مع الطلاب بالدهاليز والإشكالات المعرفية، فهو يكتفي بشرح المنهج مع ذكر الفوائد وطرح بعض الأسئلة ثم يذهب إلى الحقل قبل استواء الشمس على كبد السماء.
كل القصة أن تعلق السعودي بالشعر الشعبي جاء مع الغزو الفكري القريب والبعيد، وإلا فإن السعودي لا يمكن أن يشارك في أي برنامج لهواة الشعر الشعبي، بل ليس لديه الوقت الكافي لذلك، وجل جهده انصب على التعلم والتزود من المعارف، وفي أوقات فراغه يعزف على "البيانو" الموجود في ملحق كل بيت سعودي، أما إذا وجد وقتاً للفراغ فهو يتنزه حول جدول الماء الطبيعي المنساب بجوار بيته، وإذا جاءت عطلة الأسبوع ذهب إلى كوخ على ضفة النهر يكتب الشعر الرزين، وفي حال تعبه فإنه يكتفي بسماع صوت الماء المنحدر من أعلى النهر وهو في غرفته يتأمل الورود المطلة على شرفته.
أما في عطلته السنوية فهو لا يذهب للسياحة الرخيصة، بل يذهب إلى الأنهار الأخرى البعيدة من بيته، ويأخذ بندقيته ليصيد الغزلان في غابة قريبة من مكان استجمامه، فهو عاش وولد في مدن بعيدة كل البعد عن الصحراء، ولد وفي فمه شجرة خضراء ووضعته أمه وهي في طريقها من الكوخ إلى النهر، واجتمع الذين في القرية ابتهاجاً به فأقاموا حفلة بمناسبة ولادته، أطلقوا فيها الأهازيج والضحكات والرقصات.
نحن شعب معصوم وكل خلل يشاهده المرء هو نتيجة من نتائج مؤامرات القريب قبل البعيد، كيف يمكن للسعودي المولود وفي فمه عشب أخضر، ونهر أزرق، أن يعشق الشعر الشعبي، معاذ الله.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ღ طيف ღ
