تعد إستراتيجية التدريس المصغر احد الاستراتيجيات الحديثة نسبيا ، والتي تستخدم بفاعلية في برامج إعداد المعلمين وتدريبهم . والتدريس المصغر موقف تدريبي , يتدرب فيه المعلمون على مواقف تعليمية حقيقية مصغرة تشبه غرفة الفصل العادي , غير أنها لا تشتمل على العوامل المعقدة التي تدخل عادة في عملية التدريس., بقصد إتقانهما قبل الانتقال إلى مهارة جديدة ، وتتم في وقت قصير (حوالي 10 – 15 دقيقة) ويشترك فيه عدد قليل من المتدربين (5-10 طالبا) يقوم المدرب خلاله بتقديم مفهوم معين أو تدريب المشاركين على مهارة محددة. ويمكن تعريفه بأنه موقف تدريسي بسيط في وقت قصير ، ويهدف التعليم المصغر إلى إعطاء الطالب المعلم فرصة للحصول على تغذية راجعة بشأن هذا الموقف التدريبي، و في العادة يستخدم الشريط التلفزيوني لتسجيل هذا الموقف التدريبي ثم يعاد عرضه لتسهيل عملية التغذية الراجعة. و لكن هذا التسجيل لا يعتبر شرطاً أساسياً لإتمام التعليم المصغر. وعموماً فإن اصطلاح التعليم المصغر يطلق على مختلف أشكال التدريب المكثّف ، أي يتم فيها تكثيف وتصغير الدرس بجميع جوانبه . و قد استخدم التعليم المصغر في مجالات عديدة منها تدريب المعلمين قبل الخدمة، و التدريب أثناء الخدمة و الإرشاد النفسي .
عناصر التدريس المصغر:
معلومة واحدة أو مفهوم أو مهارة أو اتجاه معين يراد تعليمه .
معلم يراد تدريبه .
عدد قليل من المتدربين ( 5- 10 في العادة ) .
زمن محدد للتدريس ( 10 دقائق في المتوسط ) .
تغذية راجعة بشأن عملية التدريس .
إعادة التدريس في ضوء التغذية الراجعة.
أسباب استخدام استراتسجية التدريس المصغر :
1- في كثير من الأحيان يتعذر الحصول على عدد كبير من المتدربين لفترة زمنية عادية و لذا يخفض عدد المتدربين و يكتفي بفترة زمنية وجيزة الأمر الذي يجعل مهمة التدريب أكثر يسراً و سهولة. أن هذا الأسلوب يخفف من حدة الموقف التعليمي الذي يثير الرهبة لدى المتدربين الجدد . فالمتدرب يجد حرجاً في عدد كبير من الطلاب، ربما لا يجد نفس الحرج في مواجهة عدد قليل من الطلاب لفترة زمنية قصيرة .
2- التدرج في عملية التدريس إذ يستطيع المتدرب من خلال هذا الأسلوب أن يبدأ بتدريس مهارة واحدة أو مفهوم واحد فقط يسهل عليه إعداده لأن الدخول في درس عادي يشتمل على خطوات عديدة و يحتاج إلى مهارة أكبر في تخطيطه و تنفيذه .
3- إثر للتغذية الراجعة التي تعتبر من أهم عناصر التدريب و قد تأتي التغذية الراجعة من المتدرب نفسه لدى رؤيته لأدائه من خلال استعراض الشريط التلفزيوني المسجل.
التخطيط للإستراتيجية التدريس المصغر :
1- صياغة الأهداف السلوكية التي يراد تحقيقها خلال الدرس .
2- ذكر المهام والأنشطة التي يقوم بها الطالب .
3- تحديد أسلوب التدريسي الذي يراد استخدامه .
4- كيف يتم التقويم
مكونات التدريس المصغر :
يشمل على عدد من المكونات الأساسية هي :
1- محتوى الدرس لا يتضمن أكثر من معلومة أو مهارة واحدة من مهارات الدرس .
2- متدرب ( طالب أو مدرس بالخدمة ) يسمى مدرس تحت التدريب .
3- عدد صغير من الطلاب أي فصل مصغر .
4- فترة الزمنية قصيرة لتدريس الدرس ، إذ يتراوح ما بين ( 4 – 20 دقيقة ) كحد أقصى .
5- مصادر متعددة للتغذية الراجعة ( المحاضر – الزملاء – المتدربين – المتدرب نفسه )
6- معاودة التدريس فبعد أن يقوم المتدرب بالتدريس يقوم باستقبال لتغذية الراجعة سواء كانت خارجية ( من المحاضر أو الزملاء ) أو داخلية ( المتدرب نفسه ) إذ تكون هذه التغذية بمثابة موجهات تصحيحية للعمل وبالتالي عليه أن يعيد عملية التدريس مع مراعاة تجنب الأخطاء السابقة .
مراحل التدريس لمصغر :
1- التسجيل بالفيديو للدرس .
2- مشاهدة شريط الفيديو المسجل وتحليله .
3- قيام المشاهدين ( المتدرب نفسه ولزملائه والحاضر ) بالتعليق والنقد على الدرس .
4- مراجعة المتدرب لدرسه وتعديله وتلافي السلبيات .
5- قيام المتدرب بإعادة تدريس مرة أخرى .
وعلى الرغم من أن عملية التسجيل بالفيديو للدرس ليست شرطا أساسيا في برامج التدريس المصغر إلا أن وجوه يحقق الكثير من الايجابيات منها :
1- يمكن المتدرب من رؤية نفسه ، وهذا من شانه يساعد على معرفة نواحي القوة والضعف في دراسة بنفسه ( النقد الذاتي ) .
2- يجعل التغذية الراجعة أكثر موضوعية ، إذ انه في حالة عدم التسجيل فان التغذية الراجعة من الزملاء أو المحاضر سوف تعتمد بشكل أساسي على ذاكراتهم الشخصية مما يؤدي إلى تدخل الذاتية في تقويمهم .
3- عملية التسجيل تضيف على العملية التعليمية جوا من الجابية والحيوية والإثارة .
4- تسهم عملية التسجيل في الاحتفاظ بنماذج الدروس الجيدة ، وبالتالي يمكن استخدمها كنماذج للتدريس يراها متدربين جدد فيما بعد .
معايير منهج يستخدم فيه التدريس المصغر ينبغي مراعاتها أهمها :
1- التحديد الدقيق للمهارات التدريسية المطلوب تنميتها عند الدارسين .
2- يجب إن تكون المهارة المراد إكسابها للتلاميذ متناسبة مع مضمون المقرر عليهم ، ومتفقة مع خطة العامة للمنهج الدراسي من حيث وضعها الزمني .
3- إن يتراوح عدد الدارسين في الواحدة للتدريس المصغر بين ( 8 – 10 دارسين )
4- إن يتراوح زمن حصة التدريس المصغر بين ( 10د ونصف ساعة )
5- يفضل أن تتعدد مصادر التغذية الراجعة بحيث تشمل المحاضر والزملاء والتلاميذ والمتدرب نفسه .
6- يفضل تقسيم المتدربين إلى مجموعات ( 4 – 5 متدربين ) في حالة زيادة عدد المتدربين .
7- يراعي إعطاء كافة الصلاحيات للدرس الذي يقوم بأعداد درس مصغر من حيث أعداد الدرس وطريقة العرض والشرح والإمكانيات الواجب توافرها ، وغيرها .
8- يجب في حصة التدريس المصغر أن تتنوع الواجبات ( المهارات ) التي يتم إعطائها للدارسين حتى لا يتسلل الممل للمتدربين نتيجة تكرار الواجبات .
خطة التدريس بإستراتيجية التدريس المصغر في درس التربية الرياضية :
1- تحديد الهدف العام التعليمي ( تعليم إحدى المهارات التدريسية ) .
2- يتم إلقاء بعض التعليمات بخصوص المهارة التدريسية التي سيتم تدريبهم عليها .
3- يقوم المحاضر بعرض نماذج فيها هذه المهارة على المتدربين ، كأن يشاهدوا شريطا مسجلا يقوم فيه المعلم بالتدريس ، وتظهر فيه المهارة التدريسية المراد تعليمها للمتدربين ، والمقصود بذلك تمكين المتدربين من مشاهدة نموذج تتجسد فيه المهارة المراد تدريبهم عليها قبل تنفيذها ( مرحلة تحضيرية ) .
4- يقوم المتدربون بعد ذلك بتقديم درس عملي في فترة وجيزة من ( 5- 10د ) ، وعلى عدد من التلاميذ أو الزملاء ، وذلك في أي مهارة من مهارات التخصص ( ركل الكرة بوجه القدم ) مع ملاحظة أن محور الاهتمام هنا ليس طبيعة المهارة الرياضية التي يدرسها المتدرب ، وإنما المهارة التدريسية التي يمارسها في تدريسية .
5- يتم تسجيل هذا العرض التدريسي الذي يقوم به المتدربون كلما توفر ذلك .
6- يقوم المحاضر بملاحظة أداء المتدربين للتعرف على مواطن القوة والضعف في أدائهم التدريسي .
7- يشارك زملاء المتدرب في أثناء الدرس المصغر بالحضور والتعليق والنقد على الطريقة التي تم بها إلقاء الدرس بعد الانتهاء من تنفيذ الدرس ، إذ يتم عرض أداء المتدرب التدريسي ، وخلال هذا العرض يتم مناقشة الجوانب المختلفة للأداء وتقديم التغذية الراجعة .
8- بعد ذلك يأخذ المتدرب فترة راحة قصيرة يقوم خلالها بعمل بناء وتصور جديد للدرس في ضؤ التغذية الراجعة التي تلقاها ، ويستعد لتدريسه مرة أخرى .
9- يقوم المتدرب بعد إعادة التخطيط للدرس بإلقائه مرة أخرى مع مراعاة تلافي السلبيات التي ظهرت في المرة الأولى .
تمارس مصادر التغذية الراجعة دورها مرة أخرى لنقد التجربة مرة أخرى وإعطاء توجيهات يستطيع المتدرب في ضوئها تحسين أدائه بعد ذلك .
مميزات استخدام التدريس المصغر :
يعمل على إكساب المتدربين التدريس الحقيقي ، ويشمل على مكوناته .
يخفف من حدة الموقف التدريسي الحقيقي في الفصل ، ويشعر المتدرب بقدر من الثقة لتمكنه من عناصر العملية التدريسية .
يخفف من درجة تعقيد الموقف التدريسي الحقيقي .
يراعي قدرات المعلم وإمكانياته .
يمكن المعلم من إتقان المهارات التدريسية المختلفة .
تقل فيه نسبة المخاطرة ويمكن فيه تدارك الخطأ وتلافي أثاره .
لا يستنفذ المعلم جهده فيه ويركز كل جهده على المهارات التدريسية المراد تعليمها .
يتيح للمتدرب بعد أن ينتهي من حصته أن يقف على مستواه ويتعرف على ايجابيته وسلبياته .
رد مع اقتباس
