بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باعوا أراضيهم وممتلكاتهم من أجل السموم القاتلة
قرية أفغانية جميع سكانها من المدمنين!
الاربعاء 21 شعبان 1430هـ - 12 أغسطس 2009م - العدد15024
http://www.alriyadh.com/2009/08/12/article451635.html
بيغ (65 عاماً) باع كل ما يملك للإنفاق على المخدرات (أ ب)
سراب (أفغانستان) - أ. ب:
عندما يفتح باب منزل إسلام بيغ تندفع كتلة كثيفة من دخان الأفيون لتلحق بهواء الجبل البارد شأنها في ذلك شأن حمام البخار. عقارب الساعة لم تتجاوز الثامنة صباحاً وأسرة بيغ المكونة من ستة أفراد من بينهم طفل لم يتجاوز عمره العام الواحد يلتفون حول أرجيلة الأفيون ويتبادلون خرطومها من شفة لأخرى.
بيغ (65 عاما) يأخذ نفساً عميقاً يحبسه لبعض الوقت ثم ينفثه في الهواء ثم يقوم بتمرير الخرطوم لزوجته التي تنتظر على أحر من جمر الأرجيلة والتي قامت بتمريره إلى ابنتهما التي نفثت دخان الأفيون في فم الرضيع الذي دارت عيناه في محجرهما.
الكآبة بادية على محيا الجميع الذين تلبدت شعورهم من القذارة وتبلدت مشاعرهم وعطن كريه يتصاعد من ملابسهم البالية التي لم ترَ الماء منذ شرائها.
هذه الصورة تتكرر في عشرات من القرى الصغيرة في المناطق الجبلية النائية في هذا الركن من أفغانستان. الإدمان على الأفيون أصبح عادة راسخة حتى وسط عائلات بأكملها. الأطفال الذين في المهد حتى البالغين الذين على حافة القبر هم من المدمنين. الإدمان يخطو من منزل إلى الآخر ضارباً مجتمعات بأكملها معزولة عن بقية العالم بجداول جليدية.
من عائلة واحدة قبل سنوات صار نصف سكان قرية سراب على الأقل (1,850 نسمة) من المدمنين على المخدرات. وتصدر أفغانستان ما يقرب من كل إمدادات الأفيون في العالم، وهو المكون الخام الذي يستخدم في صنع الهيروين. وعلى الرغم من أن معظم المحصول القاتل يتم تصديره إلا أن ما يبقى من الكميات المصدرة كاف لخلق حلقة مفزعة من الإدمان. فهناك ما لا يقل عن 200،000 مدمن على الأفيون والهيروين في أفغانستان أكثر بحوالي 50,000 من عددهم في الولايات المتحدة الدولة الأكثر ثراء واتساعاً وفقاً لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية واستطلاع الأمم المتحدة في عام 2005 ومن المنتظر أن يظهر استطلاع جديد معدلات أعلى للإدمان ونافذة على الخسائر البشرية في أفغانستان لتعاقب الحروب والفقر المدقع.
وخلافا لما هو في الغرب، فإن طبيعة التقارب الوثيق الذي تشهده المجتمعات هنا يجعل الإدمان مسألة عائلية وبدلا من انتقال عادة تعاطي المخدرات في سن المراهقة من فتى لآخر تنتقل هذه العادة من الأم إلى ابنتها ومن الأب لابنه. وباستثناء بضعة حصائر متسخة، منزل بيغ عار من كل شيء فقد رهن جميع ممتلكات أسرته لدفع ثمن المخدرات.
يقول بيغ وقد تكورت عمامة لا يكاد يتبين لونها من شدة الوسخ "أشعر بالخجل مما أصبحت فيه. لقد فقدت احترامي لنفسي ومعها فقدت قيمي. أسرق
امرأتان من عائلة إسلام بيغ وثالثهما الأفيون
اللقمة من فم هذا الطفل (وهو يشير إلى حفيده محمدين ذو الخمس سنوات) لدفع ثمن الأفيون".
كان أجداد بيغ يملكون الكثير من الأراضي في القرية، التي تقع بجوار نهر جار في نهاية جرف منحدر من الجبال في محافظة باداخشان التي تبعد مئات الكيلومترات شمال شرق كابول عاصمة أفغانستان.
وكان بيغ يملك ذات مرة 1،200 رأس من الأغنام. باعها واحدة تلو الأخرى لدفع ثمن المخدرات. ثم اتبعها بالأرض. وتحول منزله الفسيح الذي كان يزينه السجاد الفاخر إلى بيت من طين. ويقوم بيغ في الوقت الراهن بزراعة آخر ما بقى له من أرض بمحصول البطاطس ولكنه في كل مرة يجني المحصول يتعين عليه أن يختار بين إطعام أحفاده أو شراء الأفيون. وعادة ما يختار المخدرات.
الضروريات الأساسية مثل الصابون تخلى عنها منذ زمن طويل.
تقول ابنته ريحان "إذا كان لدينا 50 سنتا، فإننا نقوم بإنفاقها في شراء المخدرات ولا نستخدمها في شراء الصابون لتنظيف ملابسنا. نستطيع الاستغناء عن الطعام ولكن ليس الأفيون".
مراكز العلاج من المخدرات توجد في مدن بعيدة كل البعد عن مثل هذه القرى وحتى هؤلاء الذين يتمكنون من الوصول إلى المدينة لا يتمكنون من الحصول على المساعدة. ولهذا يغرق القرويون في الأفيون. ويأخذون في تعاطيه عندما
إسلام بيغ يعرض الأفيون على حفيده بعد جلسة تدخين في الصباح
يمرضون معتمدين على خصائصه كمخدر حيث يستخدم الأفيون أيضاً في صناعة المورفين حيث أن الوصول إلى أقرب مركز صحي يتطلب السير في طرق جبلية وعرة ليوم كامل في ظروف مناخية متطرفة وسقوط الثلوج لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر في السنة. المتاجر القليلة في البلدات لا تبيع حتى الأسبرين.
يقول بيغ "الأفيون طبيبنا. عندما تشتكي من معدتك تدخن الأفيون ثم تدخن اكثر مما دخنته في الأول بقليل ثم أكثر من ذلك بقليل وهكذا حتى تنزلق قدمك وينتهي بك الأمر إلى الإدمان".
عندما قطع الباب اصبع حفيده شمس الدين، عام واحد، قام بيغ بنفث دخان الأفيون في فمه وهي ممارسة شائعة في هذا الجزء من العالم، لكي يتغلب الطفل على آلامه. يقول بيغ انه لا يريد لحفيده أن يصبح مدمناً ولكن لم يعد أمامهم خيار آخر". إن لم يكن هناك دواء ماذا نفعل؟ الطريقة الوحيدة للتغلب على ألمه هي منحه الأفيون". ويقول العاملون في مجال الصحة إن علاج الإدمان يحتاج إلى علاج المجتمع بأكمله. وفي العام الماضي قامت وزارة الصحة بتحويل 120 مدمناً من سراب إلى مصحة في بلدة تبعد مسيرة يوم كامل وبعد ثلاثة أشهر من العلاج وجدوا أن 115 من المدمنين المئة والعشرين قد انتكسوا.
كل الكآبة على محيا جان بيجوم (18 عاماً) من الإدمان في قرية سراب
وينفق المدمنون مبلغ 3 إلى 4 دولارات يومياً على الأفيون في هذا الجزء من العالم حيث لا يزيد متوسط كسب الفرد منهم دولارين في اليوم. ويلجؤون إلى بيع أراضيهم ويغرقون في الديون من أجل الصرف على هذه العادة.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندر النايف
