إن مجرد الإعجاب العاطفي لشخص النبي صلى الله عليه وسلم ليس هو المطلوب من المسلمون إنما المطلوب أن نتجاوز مرحلة الإعجاب العاطفي إلى مرحلة الإقتداء والاتباع واقتفاء الأثر والتأسي بالنبي (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله )) .
المطلوب هو الاتباع وتلمس نقاط الضوء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وإلا فإن هناك من غير المسلمون من عبروا عن إعجابهم بشخصية النبي صلى الله عليه وسلم فهذا رجل مسيحي ألف كتابا بعنوان [ شخصيات غيرت وجه التاريخ ] ويحدد هذا الكتاب مائة شخصية غيرت وجه التاريخ وحسب الأرقام العلمية يكون العظيم الأول هو محمد بن عبدالله .
إن مجرد الاعجاب بشخصية النبي لا يكفي بل لابد من ان نتلمس طريقة النبي كيف كانت في مختلف المجالات الحياتية .. طريقته في مجال الحياة الفردية والاجتماعية وفي التعامل مع الزوجة والأولاد وطريقته في السلم والحرب والعلاقات الدولية وطريقته في الاقتصاد ونظام الحكم .. كل هذه تعتبر جزء من سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويجب علينا أن نعرف السنة في هذه الموارد حتى نتمكن من تطبيقها واستنباط الأحكام والمواقف منها .. أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم حسب ما يقدر علماء الدين تعني كل شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وحياته وكل حركة وسكنة وهمسة بل وحتى سكوته ونظرات عينيه ولفتاته كل هذه الأجزاء الدقيقة والصامتة من سلوك النبي الخارجي تعتبر سنة فيقولون : بأن تقرير النبي حجة تقرير النبي يعني مجرد سكوته على عمل ما ...
إذن كل حياة النبي بكل أبعادها هي جزء لا يتجزأ من رسالته ودعوته جزء من الوحي
والملاحظ في شخصية النبي إنه كان ذائبا في رسالته كان لايمثل نفسه وإنما كان يمثل دعوته ويمثل المبدأ الذي يدعو إليه
(( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ))