النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: دراسة متكاملة عن قيادة المرأة للسيارة‏ (إجتماعية )

  1. #1
    ~ [ عضو مؤسس ] ~

    الصورة الرمزية سليمان الذويخ
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    11,185

    دراسة متكاملة عن قيادة المرأة للسيارة‏ (إجتماعية )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    رسالة للأخ الكبير معالي الدكتور محمد عبده
    يماني حول قيادة المرأة للسيارة
    بقلم: الإستشاري الدكتور كمال بن محمد الصبحي
    أجرى الأخ الكبير الدكتور محمد عبده يماني لقاءا مع جريدة الوطن السعودية يوم الأربعاء الماضي، وتحدث عن (قيادة المرأة للسيارة) وعن أننا أمعنا في تشويه صورتنا أمام العالم وكأننا أمة تحارب المرأة.

    الحقيقة أنني – كإستشاري - لست مع أو ضد قيادة المرأة للسيارة، ولكنني بالتأكيد مع (الوطن) و (الأسس التي تم بناؤه عليها)، لكي لانفقد (توازننا) في هذا العالم. وأدعو الدكتور يماني بكل أريحية – كأخ كبير – لمراجعة الدراسة الميدانية المبسطة التالية التي أجريتها على بعض دول الخليج العربي وعلى دولة في شمال أفريقيا، ثم إذا أحب أن يناقش ويحاور حوارا راقيا فليس لدي مانع، لأن في هذا العالم ببساطة أناس لايعرفون كيف يحاورون، ولايستطيع المتخصصون الأدباء المتأدبين الذين تعلموا في أرقى الجامعات العالمية أن ينزلوا إلى مستواهم الوضيع في الحوار.

    والدكتور يماني فيما أعرف إنسان راقي ينتقي كلماته التي توضح وجهة نظره دون أن يتهجم على الآخرين. ولذا أتمنى أن يرى مارأيت، مع العلم أنني لم أكتب سوى القليل مما شاهدت، وبعض ماشاهدت يوقف شعر الرأس في تلك الدراسة الميدانية.

    أيها السعوديون: مشاكلكم بسيطة، فحاولوا حلها !!
    المشكلة الخامسة: حل لمشكلة قيادة المرأة للسيارة
    بقلم: الإستشاري الدكتور كمال بن محمد الصبحي
    إستشاري إدارة المشاريع التطويرية وإتخاذ القرار وحل المشاكل
    أستاذ متقاعد مبكرا من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران
    __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ ____________________________
    المحتويات
    __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ ____________________________
    الحلقة الأولى: كيف بدأت الدراسة الميدانية الدولية؟ وما أقسام المجتمع السعودي فيما يخص قيادة المرأة للسيارة؟
    من طلب الدراسة؟
    مشكلة عدم القدرة على الحوار حول قيادة المرأة للسيارة
    أقسام المجتمع السعودي فيما يخص قيادة المرأة للسيارة
    مراحل حل المشكلة ، أسس الحل ، مراحل حل المشكلة
    الحلقة الثانية: كيف سيصبح المجتمع السعودي على المدى القصير إذا قادت المرأة السيارة (نتائج زيارة بعض دول الخليج)
    الإجابات
    التعليق الأول: الدريول (السائق) سيبقى في حياتكم
    التعليق الثاني: الإزدحام المروري سيكبر لديكم
    التعليق الثالث: إساءة إستخدام البنات للسيارات
    التعليق الرابع: إرتفاع مستوى الإيقاع بالبنات بسبب كثرة الإحتكاكات عند إشارات المرور وفي المواقع الأخرى
    التعليق الخامس: إرتفاع نسبة إنحراف رجال المرور فيما يخص الفتيات
    التعليق السادس: أول من سيندم هم المتزوجات
    التعليق السابع: إرتفاع مستوى الطلاق في المجتمع وضياع الأبناء وتشتتهم
    التعليق الثامن: إرتفاع نسب إنحراف الفتيات والنساء المتزوجات وإنتشار الشقق المشبوهة
    التعليق التاسع: فئات النساء فيما يخص القابلية للتمرد والإنحراف
    التعليق العاشر: وماذا ستفعلون بالحرمين .. وهو شرعيتكم؟ وكيف ستفسرون تصرفات بناتكم هناك؟
    التعليق الحادي عشر: لاتخدعوا أنفسكم بمسألة أن عمرها فوق الثلاثين أوموافقة ولي أمرها أو تقود في ساعات محددة ، فلن تستطيعوا تطبيقها
    الحلقة الثالثة: كيف سيصبح المجتمع السعودي على المدى البعيد إذا قادت المرأة السيارة (نتائج زيارة دولة عربية في شمال أفريقيا)
    مقارنة مراحل التطور
    خصائص المراحل المتأخرة من تطوير المرأة: كيف سيصبح المجتمع السعودي بعد نحو 10 سنوات مع تقديم الأدلة؟
    1- خروج المرأة من بيت أهلها
    2- حمل المرأة غير المتزوجة
    3- مساج وحمام بإستخدام المرأة
    4- حوادث بسبب الصديقات
    5- تصوير أفلام الجنس
    6- وصول الدعارة للجامعيات
    7- إغتصاب المعلمين لطالباتهم القاصرات
    8- إنتشار المواخير وفلل وشقق الدعارة والجنس والشواذ
    9- وصول الليالي الحمراء لبعض المسؤولين
    10- إنتشار الإغتصاب
    11- إنتشار ظاهرة ترميم العذرية
    12- إنتشار فوبيا أذية النساء في الشوارع
    13- إستغلال بعض النساء نفوذهن للتحرش بالرجال
    أدلة المعاناة ، تبسيط الثوابت
    الحلقة الرابعة: كيف يمكن حل مشكلة قيادة المرأة للسيارة؟
    حل وليس مشكلة، تعريف المشكلة
    الحلول ، تقويم الحلول
    الأطراف المعتبرة ، مشاكل المرأة
    __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ ____________________________
    الحلقة الأولى: كيف بدأت الدراسة الميدانية الدولية؟
    وما أقسام المجتمع السعودي فيما يخص قيادة المرأة للسيارة؟
    __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ ____________________________
    من طلب الدراسة؟

    قبل بضعة سنوات كنت أتردد على دولة خليجية شقيقة بورش عمل لمشاريع كبرى خاصة بشركة النفط التابعة لحكومتهم، وعند عودتي على الطائرة جلس بجواري موظف كبير في الدولة.
    تجاذبنا أطراف الحديث، ثم فجأة سألني: هل تزور دول الخليج كثيرا؟ قلت: نعم. قال: إذن ربما تستطيع أن تساعدنا في معرفة ما إذا كان من مصلحة بلادنا أن تقود المرأة السيارة أم لا!!
    إذا تحدث المتدينون قالوا عنهم كذا، وإذا تحدث غيرهم قالوا عنهم كذا. وبما أنك لاتنتمي لأي تيار، لأن الإستشاريين لهم طريقة تفكير مختلفة، لماذا لاتقوم بدراسة توضح فيها مصلحة الوطن، وتضع كافة المعايير التي ترغب بها. دراسة وطنية تحوي كافة المعايير والثوابت.
    بطبيعة الحال ماطلبه أخونا الموظف الكبير يكلف وقتا ومالا، ولكنني وضعت حلا مقبولا وغير مكلف.

    مشكلة عدم القدرة على الحوار حول قيادة المرأة للسيارة

    أعتقد أن المشكلة الحقيقية لقيادة المرأة للسيارة هي أن المواطنين السعوديين لم يعرفوا كيف يتحاوروا – بمهنية - حول المشكلة بطريقة صحيحة تسمح لهم بحل المشكلة. دعني أشرح، وأنصحك أن لاتقفز لنتائج قبل أن تقرأ تحليلي كاملا.

    أقسام المجتمع السعودي فيما يخص قيادة المرأة للسيارة

    أقول – وبالله التوفيق – أنه فيما يخص مشكلة قيادة المرأة للسيارة، ينقسم المجتمع السعودي إلى 5 أقسام:
    القسم الأول: قسم مؤيد لقيادة المرأة للسيارة – مع إستخدام وسائل الإعلام وإحداث ضوضاء حول الموضوع ورغبة في دفع الأمور بأي وسيلة ومهما كانت النتائج - بناءا على أنها تقود السيارة في كل دول العالم فلماذا لاتقودها لدينا؟!
    وبطبيعة الحال، فإن هذا المعيار يمكن دحضه من باب أن العديد من بقية دول العالم تسمح بأمور كثيرة غير مسموح بها لدينا مثل الدعارة وبيع الخمور وزواج المثليين، فهل مطلوب من دولة تقول أنها تطبق الإسلام – مثل السعودية – أن تطبق كل ماتطبقه كل دول العالم؟!
    ويأتي بعضهم ويقول أن المتدينين قاوموا التلفاز والفضائيات وتعليم المرأة في بداياتها، ولذلك إسمحوا للمرأة بالقيادة لأن المتدينين سيستسلمون أيضا عند قيادتها. وهذا المعيار أيضا يمكن دحضه من باب أن السعودية تضررت أخلاقيا وإجتماعيا كثيرا من الفضائيات على سبيل المثال. ألا تلاحظ إرتفاع نسب الطلاق في المملكة في السنوات الأخيرة ؟! ولذلك فإن تكبير الإنحراف بإضافة متغيرات جديدة قد يخرجها من المنطقة الرمادية للإنحراف إلى المنطقة الحمراء، مما يسمح لأعدائها بتصنيفها على أنها لم تعد تطبق الإسلام.
    وقد يضيف هذا القسم أسباب أخرى للحوار مثل التخلص من السائق وإعطاء المرأة دور أكبر في المجتمع وغير ذلك.
    القسم الثاني: قسم يحرم قيادة المرأة للسيارة بناءا على فتوى المفتي. ومعظم هؤلاء من المتدينين الذين تسمع لهم الدولة اليوم لأنه لو لا قدر الله حصل إنحراف كبير في المسيرة بسبب قيادة المرأة للسيارة، فسوف تخسرهم، وهم من الأسس الذين تقوم عليهم الدولة السعودية.
    القسام الثالث: قسم وسطي يقوده سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والذي أدرك – كرجل الأمن الأول - أن فتوى المفتي قائمة على أوضاع المجتمع الحالي، ولذلك تحدث عن أن المجتمع غير جاهز. وبالتالي فلا بد للمفتي أن يقتنع، لأن دولتنا قائمة على الإسلام. ولابد أن تستمع لما يقوله.
    والمهم أن يبقى الأمن مستتبا والمجتمع متماسكا لدى سمو النائب الثاني ووزير الداخلية، وهو في هذا محق. ولو لاسمح الله فقد المجتمع هويته أو فقد أمنه أو تفكك، فلن تنفعنا أي دولة تتحدث عن حقوق المرأة، ولن ينفعنا أي فرد. هذا رأي كبير من رجل بحجم الأمير نايف خبر الأيام ورأى من الأمور الأمنية الكثير.
    القسام الرابع: قسم ليس له رأي خاص به، بل هو متأثر بمن حوله.
    القسام الخامس: قسم أنتمي له شخصيا، حيث نعتقد أنه لايوجد حوار حقيقي حول الموضوع، ولم يتم تحليل المشكلة تحليلا علمياً صحيحاً.
    ونيابة عن هذا القسم الخامس والأخير يسرني تقديم الورقة التالية:

    أهمية إستشراف المستقبل

    تعتبر المنطقة العربية واحدة من أضعف المناطق في إستشراف المستقبل، ومعرفة نتائج القرارات التي تقوم بها. يمكنك أن ترى ذلك بسهولة من خلال بعض الأمثلة، مثل:

    ·رفض العرب السلام الذي قام به السادات سابقا، ليأتوا لاحقا يقدمون حلولا للسلام.
    ·تنويع مصادر الدخل لم يحقق النتيجة المطلوبة رغم مرور 35 سنة على بدء التفكير فيه.

    لذلك فإن أي حل لمشكلة قيادة السيارات ينبغي أن يقوم على إستشراف المستقبل، ومعرفة نتيجة قرار القيادة من عدمه. فإذا ثبت أنه سينتج عن القرار نتائج وخيمة على المجتمع فإنه سيصبح من الغباء إتخاذ القرار. أما إذا كانت النتائج مقبولة فإن القرار يمكن إتخاذه.

    وقد تتعجب أنني سأحل المشكلة بطريقة مختلفة تماما عن طريقة التفكير المعتادة.

    أسس الحل

    لكي يمكن وضع حل للمشكلة، ينبغي أن أتعهد بما يلي:

    1-أن أكون مهنيا، بمعنى أن أتجرد تماما من أي توجه عاطفي نحو أي حل للمشكلة، وأن أنقل لكم ما أجده دون أي تحيز.
    2-أن أتقبلكم جميعا كما أنتم، بحيث لا أميل لطرف دون آخر. هذا عهد مني. ولكن بعضكم لن يرضى عن ما سأكتبه رغم أنه نتائج إستطلاعات ميدانية قمت بها، ولا يمكنني تغييرها إرضاءا لخاطر أحد بسبب الأمانة العلمية.

    مراحل حل المشكلة

    العالم من حولنا يتغير. وهناك العديد من القرارات والمشاريع التي لابد أن نتخذها. وسوف ينتج عن قراراتنا كيف سيصبح المجتمع السعودي على المدى القريب وعلى المدى البعيد. لذلك وضعت 3 مراحل لتحليل المشكلة والوصول إلى حل:


    وضع المجتمع السعودي >--- وضع المجتمع السعودي >--- مشروع قيادة
    على المدى البعيد على المدى القريب المرأة للسيارة

    المرحلة الأولى: مرحلة إستشراف المستقبل القريب من خلال إستطلاع أوضاع دول أوضاعها شبيهة بأوضاع بلادنا، وإتخذت هذا القرار. وقد إخترت إجراء مقابلات شخصية ومباشرة في بعض دول الخليج لذلك من خلال جولة إستطلاعية لكافة أنظمتهم الحكومية والإجتماعية والأمنية.

    المرحلة الثانية: مرحلة إستشراف المستقبل البعيد .. كيف سيصبح المجتمع السعودي بعد سنوات طويلة، ربما 10 سنوات، وقد إخترت لهذا أن أزور دولة عربية شقيقة في شمال أفريقيا. والسبب في هذا أنه فيما يخص المرأة، فإن بعض الدول الواقعة في شمال أفريقيا تتقدمنا بسنوات طويلة نحو تحريرها من القيود الإجتماعية بسبب قرب شمال أفريقيا من أوربا. وبالتالي فإن وضع المرأة هناك يعكس أوضاع المرأة والمجتمع لدينا على المدى البعيد، لو سرنا في نفس الطريق الذي ساروا فيه..

    المرحلة الثالثة:مرحلة تحليل المشكلة تحليلا علميا والوصول لحلول مقبولة لها قد تكون حلول فورية وقد تكون على مراحل، إعتمادا على متخذ القرار، ونظرته لنتائج المرحلة الأولى والثانية. وأنصح من يقرأ أن لايستعجل في إطلاق الأحكام لأنه يوجد حلول للمشكلة كما سنرى.

    __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ ____________________________
    الحلقة الثانية: كيف سيصبح المجتمع السعودي على المدى القصير إذا قادت المرأة السيارة (نتائج زيارة بعض دول الخليج)
    __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ ____________________________

    في الأسابيع التالية للقائي بالموظف الكبير الذي طلب الدراسة، كانت لدي زيارات عديدة لدول الخليج العربي، وبالتالي فقد قمت بالإتصالات الضرورية لكي يزورني في الفنادق التي أسكن فيها شخصا مؤهلا يسمح لي بزيارة المواقع والأشخاص التي أرغب في زيارتهم.
    اشترطت أن أزور كافة أنواع الطيف من البشر من مواطنيهم .. الصالحين والطالحين .. الرجال والنساء .. حيث يكونوا.
    كان لدي أسئلة بسيطة جدا: هل تعتقد أنه من مصلحة الحكومة السعودية أن تقود المرأة السيارة أم لا ؟! (نعم/لا). هل سينتج عن ذلك مفاسد قد تغير من طبيعة الدولة كـ (دولة تمارس الإسلام) إلى (وضعية أخرى) تفقدها هذا المظهر أم لا؟ وماهي هذه المفاسد؟
    الإجابات
    هذه هي الإجابات والتعليقات التي سمعتها من رجال وسيدات ذوي خلفيات دينية وإجتماعية وأخلاقية مختلفة. وقد نقلتها لكم دون أي تغيير.

    التعليق الأول: الدريول (السائق) سيبقى في حياتكم
    قابلنا شخص لطيف متزوج عادي جدا في دينه، وقال: أنتم عجيبون يالسعوديين في تحليلاتكم لهذا الموضوع. قرأت في صحفكم من يقول بأن قيادة المرأة للسيارة سيؤدي للتخلص من السائقين الأجانب.
    والله هذا عجيب يادكتور، لأن المرأة عندنا كانت توعدنا بهذا الشيء في البداية. ثم أصبحت تقول: إستقدم دريول لكي يخدم عيالك ويأخذهم للمدرسة ويحضر إحتياجاتنا من السوبرماركت. أنا مو سائقة عندك..
    وهكذا ستقود المرأة لديكم، ومعظمكم سيبقى على السائق، لأن السائق يقوم بأدوار لايمكن للمرأة القيام بها.

    التعليق الثاني: الإزدحام المروري سيكبر لديكم
    إذا إستمر السائق لديكم، فإن الإزدحام المروري سيكبر لديكم، فالرجل والمرأة والأولاد والبنات والسائق .. كل واحد لديه سيارة. وهكذا ستكبر أعداد السيارات التي تجول الشوارع لديكم.

    التعليق الثالث: إساءة إستخدام البنات للسيارات
    أنتم بالسعودية بالكاد قادرين على السيطرة على الشباب، تجدهم عند مداخل مدارس البنات ، وتجدهم يغازلون بالأسواق .. وتجدهم يفحطون بالسيارات. الوضع عندنا أصبح مثلكم بالنسبة للبنات.
    البنت تقول لك: أبوي .. أنا طفشانه .. بأروح البقالة. وتخرج، ولا تعلم أين تخرج.
    البنت تقول: أمي .. أنا مو مرتاحة وخلقي ضايق .. وعدت زميلاتي نخرج نتمشى ونشرب قهوة في كوفي شوب، وتخرج دون رقيب.
    أخذني مرافقي إلى ستاربكس قريب من أحد الفنادق. ودخلنا فوجدنا أعداد البنات أكثر بكثير من الشباب. وبمجرد دخولنا وجلوسنا، وجدت نفسي مع مرافقي محاطين بأنظار من كل جهة. قال لي مرافقي مازحا: ما شاء الله عليك يادكتور .. طويل وسكسوكة .. وجئت معي في سيارة فخمة .. لابد يعتقدونك من شيوخ السعودية .. شف ذيك البنت تطالع فيك .. إبتسم يادكتور. ثم ضحك.
    لم أرد. بعد فترة، قامت إمرأة وخرجت إلى المواقف التي أمام ستاربكس بجوار الفندق، ورفعت صوتها على الهندي الذي كان ينظف سيارتها، ولم يقم بعمل جيد. كانت لابسة بنطالا لاصقا لدرجة أن كل أعضاء جسدها الداخلية بارزة من خلاله، ومع ذلك وضعت يداها على ركبتيها، وأنحنت لكي تشير إلى منطقة منخفضة في السيارة لم يتم تنظيفها جيدا.
    كان الشباب ينظرون من خلال الزجاج إلى ذلك المنظر الذي لاشك يثير شهوة أي شاب ورجل. المكان لم يكن عفيفا، وكانت رائحة الفساد الأخلاقي موجودة فيه.

    التعليق الرابع: إرتفاع مستوى الإيقاع بالبنات بسبب كثرة الإحتكاكات عند إشارات المرور وفي المواقع الأخرى
    زرنا مركزا للشرطة. كان مرافقي على علاقة بضابط في ذلك المركز.
    تحدث معنا الرجل كثيرا، ومما قاله بأن إشارات المرور ومحطات الوقود ، أو عند تعطل سيارتها في الطريق ، أو في ورش صيانة السيارات ، أو في الحجز إذا نُقلت إليه بسبب مخالفة مرورية تعتبر أماكن طبيعية للقاء العيون مع الرجال، ومن ثم البلوتوثات، ومن ثم قد تتجه السيارات إلى أماكن معزولة ومعروفة لدينا أو تصبح هناك مواعيد لاحقاً. ونحن لانملك أن نفعل شيئاً، ولكنني أقولها لك بكل بساطة: الفساد مفتاحة البنات عندما يمتلكن حرية غير مسؤولة، وتكون البنت عقلها صغير أو تواجه مشكلة معينة.
    سألت: ماذا تقصد الفساد مفتاحه البنات؟!
    قال: شف ياخوي .. البنت هي التي تفتح الباب أو تغلقه. نظرتها هي التي تحدد ما إذا كان ستكون هناك علاقة أم لا.. والرجل يبحث عن مكان يضع فيه شهوته.. وإذا كانت المرأة مرحبة، فلا يمكن إيقاف الفساد. أنتم زمان في السعودية ماتحسون بهذا لأن المرأة محاطة بأبيها وأخوانها .. وعندكم ثقافة العيب والشرف .. نحن هنا البنت لوحدها في الشارع .. بسيارتها .. وقد تكون مراهقة .. وقد تكون مطلقة .. وقد تكون لديها مشكلة .. فماذا تنتظر إذا ألتقت بعيون تتظاهر بأنها مهتمة بها؟
    سألته مرة أخرى: ولكن لدينا من يقول أن المرأة كائن حي قائم بذاته، وليست محتاجة إلى رعاية؟!
    نظر الرجل لأحد زملائه، وقهقه ضاحكاً: كائن حي قائم بذاته .. يارجل أنت في عالم فيه ذئاب .. والله التي ماتنتبه لنفسها وتحتمي بمن حولها يأخذونها أخذ .. ويدورون وراءها حتى يجيبون رأسها.
    نحن في مركز الشرطة نعاني من هذه الأمور .. وأنت فتحت مواجعنا. الله يرضى عليك .. كل ليلة عندنا هنا مشكلة أكبر من التي قبلها.

    التعليق الخامس: إرتفاع نسبة إنحراف رجال المرور فيما يخص الفتيات
    أضاف الضابط: أنا عندي مشكلة كبيرة هنا. رجال المرور يوقفون السيارة التي فيها إمرأة جميلة وجذابة، ويخوفونها بالمخالفة، ويكتب رقم جواله عليها. والنساء يشتكين، وماباليد حيلة، لأننا سننقل 80% من رجال المرور نقل تأديبي لو طاوعناهم. حسبي الله.
    خرجنا من عنده وذهبنا لزيارة شركة قال مرافقي أن بها إمرأة لديها قصة حول هذا الموضوع. قالت المرأة: أن بيتها بجوار طريق رئيسي، وكلما خرجت كل صباح لعملها كانت تجد سيارة مرور توقفها، ويقول لها رجل المرور: ليه ما أتصلتي ؟؟ هذا رقم جوالي . إتصلي .. وهذه مخالفة لأنك ما أتصلتي.
    تقول: جمعت المخالفات .. وذهبت لمدير المرور .. وقدمت شكوى .. وكل الذي عمله أنه نقله لتقاطع آخر. ثم تقول: أعطى أوصاف سيارتي لرجل المرور الجديد عند تقاطع منزلي .. ولا زالت المعاناة مستمرة.

    التعليق السادس: أول من سيندم هم المتزوجات
    هذا التعليق لفت نظري، فقد إلتقيت مع مرافقي بسيدة، وسألناها كالعادة أسئلتنا، فقالت: أنا والله أعاني يادكتور من ها الموضوع. أنا زوجي عيونه طويلة، مثل معظم الرجال الذين دينهم على (قدهم). وهو أين مايروح يقابل النساء .. في العمل .. في السوق .. بجانب إشارات المرور. زمان .. كنت شابة وأملأ عينه .. اليوم .. مثل ما أنت شايف .. أنا في الثلاثينات .. وعندي أولاد وبنات .. ووقتي صار مشغول بهم .. وأحاول قدر المستطاع أن أعطيه حقوقه.
    لكن هيهات .. كيف أنافس البنات اللاتي يلاقيهن؟! الواحدة تعتني بنفسها وبقوامها و (متمكيجة) ويرمن شباكهن حول زوجي ومن يسير على طريقته.
    وحتى بعض زميلاتي يقلن أن أزواجهن كانوا عقلاء، ولكن في لحظة ضعف .. من كثرة الإحتكاك بالنساء وإلتقاء النظرات.. شاف تلك البنت التي دخلت قلبه من أوسع الأبواب .. وتربعت هناك، فخربت بيته.
    أقول: والله ليتنا مثلكم في السعودية .. على الأقل هناك نسبة أكبر من السيدات مرتاحات. لاتستهينوا بالإحتكاك اليومي بالبنات، والسياقة مفتاح الدخول لذلك.

    التعليق السابع: إرتفاع مستوى الطلاق في المجتمع وضياع الأبناء وتشتتهم
    إلتقينا بموظف قيادي في الشؤون الإجتماعية بدولة خليجية تعاني من إرتفاع مستوى الطلاق، حيث وصلى إلى نحو 60 في المائة. وسألناه أسئلتنا.
    نظر في السقف، وقال بعمق: شف ياخوي .. خروج المرأة يعني أنها لن تعتمد على الرجل في حياتها، وستعتبره مسألة كمالية. وسترى نفسها عليه مع الوقت، ولن تتحمل معه متاعب الحياة. ونحن هنا نعاني من هذا المشكلة: المرأة لم تعد تحتاج الرجل، وتعامله من فوق.
    لذلك إرتفعت لدينا نسب الطلاق، ووصلت إلى 60 في المائة. والوحيدة التي تبقى مع زوجها هي التي تربت في بيت طيب وتريد أن تتبع زوجها وتطيعه وتحبه. وغالبا ما يكون العمل لديها وسياقة السيارة أمر غير ضروري. أنا شخصيا لم أفهم معنى (الرجال قوامون على النساء) حتى أتيت لهذه الوزارة وأطلعت على الإحصائيات، وأتمنى لو تعود الأيام في بلدنا مثل ما كانت .. محافظة وعائلات متماسكة.
    أنصحكم يادكتور تظلوا محافظين على حياتكم المحافظة .. ابرك لكم .. حتى لاتنفتح عليكم أبواب جهنم وتدخلون في متاهات المشاكل التي لها أول وليس لها آخر. على سبيل المثال، أنت تعرف أن الطلاق يؤدي إلى ضياع الأبناء وتشتتهم وإنحرافهم في بعض الأحيان .. يعني مشروع إنتاج مجرمين إذا تخلى الأب والأم عنهم.

    التعليق الثامن: إرتفاع نسب إنحراف الفتيات والنساء المتزوجات وإنتشار الشقق المشبوهة
    زرنا منطقة (..) في دولة خليجية شقيقة. كان مرافقي يعرف العديد من أصحاب الشقق المشبوهة في تلك المنطقة. أردت أن أرى على الطبيعة لماذا يحصل الإنحراف؟
    أدخلنا مرافقي للعديد من الشقق، وتكررت الحكايات . هذه واحدة منها. في شقة من الشقق، وجدنا تجمعا لرجال ونساء على علاقات غير شرعية.
    عرفني مرافقي بهم، وقال لهم: أخونا من السعودية. قالوا: والنعم.. أخواننا وعيال عمنا.
    جلست معهم وتباسطت في الحديث. سألوني لماذا أنت هنا؟ شرحت لهم الأسباب. علق أحدهم (زقرت): أنتم بالسعودية معقدين. الواحد لازم ينبسط على الآخر. والله يضيق صدري يوم أجيء أزوركم.
    قالت له رفيقته: عيب يافلان .. الريال (الرجال) ضيفنا .. مايصير !!
    قلت لها: لماذا أنت هنا؟
    تدخل الرجل مرة أخرى: أفا .. ويش ها الحكي .. الآن لاتخربها علينا .. وإلا أنت تريد .. ؟!
    قالت: لا مايخربني .. لا تخاف .. أنا هنا لأن زوجي نذل وبن حرام .. يلف ويدور .. ويريدني جالسة بالبيت أربي له العيال. لذلك أركب سيارتي وأخرج أتسوق .. وأمر هنا شوي .. وإذا سافر أخذ راحتي. الوالدة ماتقصر .. تنتبه للعيال. وضحكت.
    قلت: يعني تجين بالسيارة التي دفع قيمتها زوجك؟! قالت: والله دفع قيمتها أو مادفع قيمتها .. طالما أن معي سيارة .. وضايق صدري من تصرفاته .. السيارة تسهل طبعا الأمور .. وأنا أعرف حريم كثير كانوا مستقيمات .. ولكن بعد ماصر عندهن سيارات .. ويسمعون الكلام الحلو في الشارع والسوق والكوفي شوب.. وهم لوحدهن .. أمر طبيعي أن يخربون على أزواجهم .. خصوصا إذا أزواجهم طول الوقت بالديوانيات .. ويسافرون .. ويلعبون .. أنت عارف !! كما تدين تدان.

    التعليق التاسع: فئات النساء فيما يخص القابلية للتمرد والإنحراف
    قابلنا ضابط أمن في دولة خليجية، وقال: النساء في كل البلدان، ولكن يهمنا هنا بلدكم وبلدنا .. أقول النساء خمس فئات:
    1-فئة هاديهم الله، حكمة وثقل وإحتشام، وهؤلاء ماعندك مشكلة معهن.
    2-فئة منحرفة أصلا، وهذه منحرفة سواء قادت سيارة أم لم تقد. إنما قيادة السيارة ستسهل عليها المواضيع، وبالتالي ستزداد مشاكل هذه الفئة من النواحي الأمنية.
    3-فئة متزوجة وعندها مشاكل في حياتها، بعضهن تتعامل مع مشاكلها بحكمة وتصبر، إنما بعضهن تبدأ أذانيها تنفتح على كلمات العسل، وتبحث عن حلول لقرفها فتنحرف. وهكذا ستزداد المشاكل الأمنية.
    4-فئة غالبة لديكم تمشي مع الناس، إذا بيئتها مستقيمة إستمرت في الإستقامة. إنما إذا جاء حولها بنات أو نسوان غير مستقيمات ستجدها إنحرفت، وهكذا ستزداد المشاكل الأمنية. والقيادة ستسهل عليهن الأمور.
    5-فئة المراهقات، وهؤلاء قصة لوحدهن. إذ لايمكن السيطرة عليهن بأي حال من الأحوال، فالتمرد عنوانهن إذا فتحت لهن الباب.
    أخذنا الضابط في جولة إلى مول (..) وأرانا المراهقات، وتصرفاتهن، وملابسهن، وتحركاتهن، ثم نزل بنا إلى مواقف السيارات وأرانا الكثير من التصرفات الغريبة.
    ثم قال: يادكتور .. نحن في بلدنا كنا مثلكم أيم شيخنا القديم رحمه الله .. إذا شفنا رجل ومعه بنت أو إمرأة في وضع مشبوه أوقفناهم وسألناهم. أما بعد ماخرجت المرأة أصبح من المستحيل فعل ذلك. الآن بعض مواطنينا ومواطناتنا يفعلون مايريدون دون أي تدخل. بل أنه يوجد فندق (..) خاص بالمواطنين والمواطنات لإقامة العلاقات بدون أي تدخل.
    ركبنا السيارة وذهبنا للفندق، وعزمناه على فنجال قهوة على في بهو الفندق. وتحدثنا مع بعض منسوبي الفندق.
    ثم إخترت أن أسكن في الفندق في زيارتي التالية لتلك الدولة. وكنت أقضي ساعات المساء بعد إنتهاء عملي، ويمكنني ملاحظة أن مدة بقاء بعض المقيمين في الفندق لاتتجاوز ساعتين، وأن بعض النساء يدخلن في أحلى شكل، ويخرجن بشكل آخر (مرمطة) !!

    التعليق العاشر: وماذا ستفعلون بالحرمين .. وهو شرعيتكم؟ وكيف ستفسرون تصرفات بناتكم هناك؟
    أنتم مشكلتكم والله كبيرة. قاعدين تقولون للعالم: نحن نخدم الحرمين الشريفين. ماذا ستقولون لأهل المدينة ومكة. خلوكم محافظين، بينما غيركم سوف يفعل مايحلو له؟ ماذا ستفعلون عندما تقوم فتاة بلبس لباس شبه عاري وشعر طاير، وتقود سيارتها لتوصل والدها (الشايب) بسيارتها للحرم المكي أو المدني؟!
    لاتستغرب، فأنتم ستضعون أقدامكم على أول خطوة في مشوار طويل لن ينتهي من البعد عن الأخلاق والقيم التي تعودتم عليها، حتى يصبح الواحد فيكم يرى المنكر ولايعود يستطيع أن يتحدث عنه لهول ماسترون!! وحينها لا أعلم كيف ستحافظون على الحرمين وهو شرعتكم وأساسكم؟!


    التعليق الحادي عاشر: لاتخدعوا أنفسكم بمسألة أن عمرها فوق الثلاثين أو موافقة ولي أمرها أو تقود في ساعات محددة، فلن تستطيعوا تطبيقهما
    لاتخدعوا أنفسكم بمسألة السماح للمرأة الكبيرة .. مثلا فوق الثلاثين .. ولابد من موافقة ولي أمرها .. وتقود في ساعات محددة في النهار. أتذكر أنه في قطر، سمحوا لها بالقيادة بشروط منها أن تكون فوق الثلاثين .. بأذن ولي الأمر.. وبعد فترة قصيرة لم تطل سمح حتى لمن كانت دون العشرين بالقيادة، بل حورب الحجاب والمحجبات، وطالب المعارضون بمنع المحجبة من القيادة إلا أن تنزع حجابها.

    ملحوظة: نشرت مجلة المجلة تحقيقا يثبت صدق التعليق في العدد 1003..

    * * *
    لقد حذفت العديد من التعليقات إختصارا لوقت القاريء. إنما هناك أمران جديدان يمكن إضافتهما:

    1-في السعودية: أوضح المتحدث بإسم المرور أن كاميرات نظام ساهر التي سيتم تركيبها على طرق المملكة لمراقبة السيارات ستسمح بتصوير السائق !!

    2-أخبرني أحد الباحثين أنه توجد في دراسة لليونسكو تقول:
    • نسبة الزنا في المجتمع الذي تقود فيه المرأة أعلى من المجتمع الذي لا تقود فيه المرأة.
    • نسبة الاغتصاب في المجتمع الذي تقود فيه المرأة أعلى من الآخر.
    • نسبة الأبناء غير الشرعيين أعلى في المجتمع الذي تقود فيه المرأة من غيره.
    • نسبة التفكك الأسري والطلاق أعلى في مجتمع قيادة المرأة من غيره.

    لم أتحقق من وجود الدراسة، إنما ماسمعناه من بعض الجهات الحكومية والأفراد في بعض الدول الخليجية يؤيد هذا الإتجاه.

    وبعد فهذه تعليقات من أناس ذو خلفيات مختلفة في دول الخليج، وهي لاتحتاج إلى تعليق.

    __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ ____________________________
    الحلقة الثالثة: كيف سيصبح المجتمع السعودي على المدى البعيد إذا قادت المرأة السيارة (نتائج زيارة دولة عربية في شمال أفريقيا)
    __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ ____________________________

    هدف هذه الحلقة (المرحلة الثانية من البحث الميداني) هو المقارنة بين حال المرأة في السعودية التي هي في مرحلة مبكرة من مراحل تطوير المرأة، مع دولة عربية في شمال أفريقيا والتي هي في مرحلة متأخرة من مراحل تطوير المرأة وخروجها. ويمكن بكل مهنية الإعتقاد أن هذا المسار سينتهي بالمجتمع السعودي والمرأة السعودية إلى نفس الوضع على المدى الطويل، إذا إستمرينا بنفس الطريقة.
    دعني أنظر اليوم إلى موضوع المرأة وحريتها تحديداً ، فنجد في السعودية مثلاً من يقول بخروجها لتعمل وتختلط وتقود السيارة وتحتل المناصب، بينما الفريق الثاني يحاول مقاومة هذا التوجه.
    وسوف أحاول هنا أن أنقل لكم رؤية للمستقبل – من واقع من سبقنا - لعل وعسى أن تفيد الفريقين في وضع تصور واضح لما سيحصل للمجتمع والمرأة السعودية بعد 10 سنوات مثلاً من الآن.
    مقارنة مراحل التطور

    لقد لفتت قريبة لي نظري خلال زيارتنا هذه السنة لإحدى مناطق بلادنا بأنه يوجد في الأسواق هناك بعض الأمهات المتحجبات والمغطيات وجوههن، وبجانبهن بناتهن يلبسن العباءة بدون غطاء الوجه، وربما مع بعض شعر الرأس يتسلل من خلال الطرحة (غطاء الرأس)، وبطريقة مغرية وعيون مرسومة وزائغة تطلب الإعجاب. وقالت قريبتي أن هذا الأمر يحصل في عائلات كانت معروفة بالتدين، وكان الجميع فيها متحجباً قبل 5 أو 6 سنوات.
    أي أن هناك تطور ما في الموضوع.
    لفت نظري نفس هذا الأمر أثناء زيارتي لدولة عربية في شمال أفريقيا قبل فترة بسيطة، حيث شاهدت أمهات متحجبات، بينما بناتهن يمشين معهن وهن غير لابسات لملابس ساترة.
    أي أن هناك يوجد تطور لديهم ولكنه تطور أكثر إنطلاقا وحرية من بناتنا في إحدى مناطقنا. والتطور له مراحل كما لايخفى.

    خصائص المراحل المتأخرة من تطوير المرأة
    كيف سيصبح المجتمع السعودي بعد نحو 10 سنوات، مع تقديم الأدلة؟

    يوجد في دولة شمال أفريقيا أناس صالحون يقومون الليل ويفعلون الخيرات. ولكن لفت نظري أيضا الأمور التالية، حيث شاهدت على الطبيعة في داخل بيوتهم وشاهدت في وسائل إعلامهم وصحفهم الأمور التالية خلال زيارتي، مع تقديم الأدلة قدر الإمكان من خلال صحفهم:
    1- خروج المرأة من بيت أهلها: أصبح من حق الفتاة حينما تبلغ سن الثامنة عشر أن تغادر منزل والدها حيث تريد، كما يحق لها أن تتغيب المدة التي تريد، وأن تدخل وتخرج كما تريد دون أن يحق لوالدها أن يسألها إلا بالحسنى. وفي حالة قيامه بأي تصرف يوضح رغبته في تأديبها، فهذه جريمة يعاقبه عليها القانون. هذا من حقوق المرأة وهو من التطور والإنطلاق والحربة كما لايخفى.
    2- حمل المرأة غير المتزوجة: أصبحت المرأة غير المتزوجة والحامل بطريقة غير شرعية يحق لها أن تدخل المستشفى لكي تلد طفلها أو طفلتها. هذا من حقوق المرأة لديهم، وهو من التطور والإنطلاق والحرية. أنظر على سبيل المثال ماكتبته جريدة الإتحاد الإشتراكي في صدر صفحتها الأولى في 30-4-1429هـ (7-5-2008م).
    3- مساج وحمام بإستخدام المرأة: أصبح الآن أمرا طبيعياً أن يحصل السائح في الفنادق على جلسة مساج في غرفة مغلقة وهادئة الأنوار على يد فتاة تكون جميلة في أغلب الأحيان. كما لايوجد مشكلة في أن يقوم بدخول الحمام وتدليكه على يد فتاة جميلة أخرى. والسبب أن الفتاة تحتاج إلى وظيفة لكي تؤمن عيشتها، مهما كانت هذه الوظيفة. وهذا من حقوق المرأة لديهم، وهو من التطور والإنطلاق والحرية.
    4- حوادث بسبب الصديقات: تحصل حوادث مثل إمكانية قيام شاب بالتحرش بصديقة شاب آخر أمام صديقها، فيغضب الأخير، وتقوم معركة بإستخدام كافة أنواع الأسلحة البيضاء. وتأتي الشرطة لفك الإشتباك وتحويل الشابين إلى مركز الشرطة على خلفية الإشتباك والأضرار التي سببها، دون الحديث عن مسألة وجود (صديقة) لدى أحدهما، فهذه من حقوق المرأة لديهم، وهو من التطور والإنطلاق والحرية.
    أنظر على سبيل المثال مانشرته جريدة الإتحاد الإشتراكي في 30-4-1429هـ (7-5-2008م) الصفحة 4 بعنوان (المنافسة على فتاة كادت أن تؤدي إلى جريمة قتل). وغني عن القول أن هذا نوع من الجرائم سيكون جديداً علينا.
    5- تصوير أفلام الجنس: أصبحت البلد مفتوحة لقدوم المستثمرين في أفلام الجنس لتصويرها مع الفتيات اللواتي يحصلن على مبالغ جيدة لقاء قيامهن بالأدوار، وهو من الجهود التي تبذل لتوفير وظائف للمرأة الباحثة عن عمل. وقد كتبت جريدة الميعاد السياسي هناك في 25-4-2008م كلاما عن خليجي حط رحاله ضيفا عند (إحدى العاهرات المصنفات في عالم الدعارة الراقية) في سبيل تسهيل إنتاج فيلم جنسي، وإيجاد الكوادر القادرة على القيام بالعمل تمثيلا وتصويرا وإنتاجاً.
    6- وصول الدعارة للجامعيات: وصلت الدعارة مع الاسف الشديد لطبقة من المفترض أن لاتصل إليها، وهي طبقة المتعلمات والجامعيات التي كان من المفترض أن يحميهن علمهن عن مثل هذه الأمور، ومن ذلك مانشرته جريدة أخبار الحوادث في 25-4-2008م في صدر صفحتها الأولى بعنوان (أخبار الحوادث تكشف خيوط دعارة الجامعيات) وأوردت تحقيقا كاملا على الصفحتين 4 و 5 .
    7- إغتصاب المعلمين لطالباتهم القاصرات: نتج عن هذا الجو الذي هو بوضوح يدفع أي رجل إلى الإثارة وجنون الجنس أن إندفع الرجال للبحث عن المتعة الحرام بأي وسيلة، خصوصا وأنهم لايمتلكون المال اللازم لكي يدفعوا للعاهرات اللواتي يتوجهن للسائحين. فخرجت جرائم جنسية جديدة، مثل مانشرته جريدة الميعاد السياسي في 25-4-2008م الصفحة 7 حول (إيقاف معلم إغتصب طفلة عمرها 10 سنوات بمنطقة ..).
    8- إنتشار المواخير وفلل وشقق الدعارة والجنس والشواذ: أصبح أمرا طبيعيا لذلك إنتشار شقق الدعارة والشواذ. ومن ذلك مانشرته جريدة أخبار الحوادث في 25-4-2008م في صدر صفحتها الأولى عن (تفاصيل مداهمة ماخور للجلسات الجنسية: ضبط 48 شخص من بينهم طبيبة ولاعب دولي سابق ومهندس وأجانب وشواذ جنسياً ومراهقات داخل شقق بعمارة مخصصة للدعارة بـ ..). ومانشرته أيضا نفس الصحيفة في الصفحة 9 بعنوان (مداهمة فيلا خاصة بالدعارة وإعتقال أشخاص وفتيات بـ ..).
    9- وصول الليالي الحمراء لبعض المسؤولين: تتحدث الصحافة هناك عن وصول النشاطات الجنسية غير المشروعة إلى المسؤولين، فالجو معبق بذلك، ولايمكن لفئة أن تعزل نفسها عن المجتمع، ومن ذلك مانشرته جريدة المشعل في 30 إبريل 2008م في صدر صفحتها الأولى بعنوان (الليالي الحمراء للجنرالات والوزراء وقادة الأحزاب) ، ثم وضعت تفاصيل مزعجة على الصفحات 7 إلى 11. وأوحت الجريدة – مع جرائد أخرى- بأن الحكم الحالي يسعى إلى تنظيف مثل هذه الأمور، ولكن يوجد فساد ومقاومة غير طبيعية من المستفيدين من الأوضاع الحالية.
    10- إنتشار الإغتصاب: تتحدث الصحافة هناك عن إنتشار الإغتصاب وعمليات الإجبار على الجنس، ومن ذلك مانشرته جريدة الصباح في 5-5-2008م الصفحة 10 بعنوان (إعتقال متهمين بإقتحام مؤسسة تعليمية وإغتصاب قاصر)، ومانشرته جريدة الميعاد السياسي في 25-4-2008م الصفحة 8 حول (بائع متجول يغتصب طفلتين بالمدينة العتيقة بمدينة ..).
    11- إنتشار ظاهرة ترميم العذرية: حيث أصبحت العلاقات الجنسية متاحة، و لمّا كان الرجل الشرقي لازال يبحث عن الفتاة العذراء كدليل على شرفها، فقد إنتشرت عيادات ترميم العذرية للفتيات الراغبات في الزواج. وأصبح الأمر ظاهرة إجتماعية لدرجة أن مجلة نجمة نشرت تحقيقا كاملا عن الموضوع في 12-5-2008م الصفحات 42-43 بعنوان (تزايد إقبال الفتيات على ترميم العذرية يهدد مؤسسة الزواج) .
    12- إنتشار فوبيا أذية النساء في الشوارع: يعتقد الإنسان من خلال الحديث عن حرية المرأة أن الرجال سيحترمون النساء بما أنهم سيتعودون عليهن في كل مكان، ولكن هذا الأمر لايبدو صحيحاً، ووصلت ظاهرة إيذاء المرأة بالكلام الجنسي الجارح في الشوارع إلى مرحلة متقدمة تؤذي المرأة، ومن ذلك مانشرته مجلة سيتادين على غلافها في عددها الشهري إبريل 2008م بعنوان (فوبيا الشوارع.. سرقة .. عنف .. تحرش .. النساء في حرب الشوارع) .
    وأوضحت المجلة في داخل العدد الصفحات 6 و64-68 بأن النساء هناك يعانين فعلا من فوبيا الشوارع، وبأن الرجل يجرد المرأة في الشارع من إنسانيتها وآدميتها وحقها في التحرك بحرية وآمان، فهي غزالة وجميلة ورائعة إذا إبتسمت وتجاوبت، بينما هي ساقطة وذميمة إذا إحتجت وقاومت.
    13- إستغلال بعض النساء نفوذهن للتحرش بالرجال: وكما يوجد رجال يتحرشون بالنساء، فإن خروج المرأة سيؤدي إلى زيادة الإحتكاك، فتعجب بعض النساء ببعض الرجال الوسيمين والجميلين، ومِن ثَمّ تشهد البلد هناك الآن ظاهرة تحرش المرأة بالرجل. ومن ذلك مانشرته مجلة نجمة في 12-5-2008م الصفحات 30-31 عن نساء يستغللن نفوذهن وثرواتهن للتحرش بالرجال.

    أدلة المعاناة

    لقد أوردت هنا بعض الأمثلة مما شاهدته في دولة عربية في شمال أفريقيا هي في وضع متقدم بالنسبة لحرية المرأة وعملها وقيادتها للسيارة، وقرأته في صحافتها ومجلاتها أثناء زيارة لمدة أسبوع فقط لتلك الدولة. وهم في مرحلة متقدمة من مراحل تطوير المرأة ، بينما نحن لانزال في مرحلة مبكرة .
    قد يقول قائل: أعطني أدلة واضحة على أنهم يعانون من وجودهم في هذه المرحلة المتقدمة من عملية تطوير المرأة، أي أنهم يشتكون. أقول مايلي:

    1- ما أوردته آنفاً يوضح وجود معاناة لمن لديه عقل وحكمة ويرغب في رؤية الحقائق لامقاومتها لغرض في نفسه.

    2- ما أوردته آنفا يتنافى مع طبيعة المجتمع المسلم. ومشكلتنا ستكون أكبر، لأننا في جزيرة العرب حيث بيت الله ومسجد رسوله. ماذا سيقول عن الله تعالى والناس جميعا لو جاءوا للحج والعمرة، ووجدونا في مرحلة متقدمة من تطوير المرأة، بعيدا عن كل تعليمات الإسلام وثوابت الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه؟!

    3- جلوسى مع العديد من المستورين والصالحين والمستقيمين في بيوتهم وحديثي عن هذه الأمور.. صدقوني أنهم يعانون. ويمكنكم أن تزوروهم وتسألوهم، خصوصا الذين أصيبوا بمصيبة خروج بناتهم ودخولهم في صداقات أو تعرضهم لجرائم إغتصاب وتحرش ومضايقات أو دخولهم في عالم الدعارة من باب السياحة الجنسية أو من باب أرباب العمل حينما يغلق عليها الباب مع رئيسها في العمل وتصبح بلا حماية حقيقية، الخ.

    4- لكن أسوأ دليل هو الشعور بالذنب الموجود لدى العديد من أفراد المجتمع وإلقاء اللائمة على المرأة لخروجها بشكل سافر بعيدا عن تعليمات الإسلام. وقد كتب الكاتب عبدالغني أمسوحلي مقالاً يدافع فيه عن خروج المرأة بعنوان (لماذا نلقي اللوم دائماً على النساء؟) في مجلة نجمة في 12-5-2008م الصفحة 3، وهو موجه لمن يلوم المرأة على خروجها وعملها بالشكل السافر الذي رأيناه.
    وحوى المقال أخطاءاً لايقع فيها إنسان يعيش في عالم عربي إسلامي، يحكمه الله من خلال كلمته الأخيرة لعباده (الإسلام)، وسوف أورد لكم مثالا مما كتب، حيث قال: عندما بدأت الأرقام تتحدث عن إرتفاع العنوسة .. بدأ الجميع يلوم المرأة ويتهمها بأنها السبب المباشر في ذلك، لأنها أصبحت تقيم علاقات مع الرجل خارج إطار الزواج، لكن لا أحد يلوم الرجل رغم أنه الطرف الثاني في هذه القضية.
    هذه الجملة توضح الشعور الإجتماعي بالذنب والملامة على الطرف الآخر. وهو أمر عظيم. لكن اللافت للنظر بأننا نتكلم عن مجتمع مختلف تماماً عن المجتمع السعودي الذي نحيا فيه اليوم، مجتمع تقيم فيه المرأة علاقة كاملة مع الرجل خارج إطار الزواج أمام أنظار المجتمع، ويمكن أن يكتب ذلك كاتب في جريدة أو مجلة بدون أي حياء!!

    تبسيط الثوابت

    رغم أنني أعلم أن بعضكم سيكره ما أكتب بسبب قلة خبرته في التطوير وتفاجأه بالنتائج المتوقعة لمجتمع سعودي مختلف تماما عن مجتمع اليوم، إلا أنني أعتقد – من خلال خبرتي في التطوير- أننا إذا إستمرينا نتكلم بهذه الطريقة المبسطة للأمور ، فإن وضع المجتمع سيكون هكذا بعد 10 سنوات، وهي الآن في المرحلة الأولى من عملية التطور.
    ويمكنكم أن تروا أن بعض الشواذ جنسياً بدأوا في الظهور العلني لدينا خلال هذه المرحلة، وهم سيتطورون أيضاً. وماقيام أمارات إحدى مناطقنا بالطلب من جامعة محلية بدراسة الظاهرة إلا دليل على الشعور المتنامي بالقلق إزاءها.
    إن عملية تطوير المرأة تنتقل من مرحلة إلى أخرى بضغوط ومواصفات غربية، ولها من يدعمها من أبناء جلدتنا. والحديث عن الثوابت بهذه الطريقة المبسطة هو ضحك على الذقون، لأن القائمين على عمليات التطوير في دول الخليج العربي لايعرفون أصلا كيف يبنون الآليات المطلوبة لعملية التطور بشكل عام، وعملية تطوير المرأة بشكل خاص، ناهيك عن أنهم أصلا لايتحكمون في كافة عناصر عملية التطوير، ولايعرفون كيف يحورون الثوابت لكي تتناسب مع عصرهم.
    إن هذا لايعني أن لانعمل على تطوير المرأة، ولكنها هذه نصيحة من القلب لكل عاقل وحكيم: أين نحن الآن؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ وكيف يمكن لملكنا الهمام أن يحكم بلاده دون دين إذا إنحرفت المسيرة في جزيرة العرب؟ فالفيلم السينمائي الخاص بتطوير المرأة يبدو أنه متكرر من بلد عربي إلى آخر، ولم يبق فيه إلا آخر معقل للإسلام على كوكب الأرض، حمانا الله من كل سوء، وسدد خطى قادتنا وأعضاء مجلس الشورى والوزراء وكافة المسؤولين لكي ينتبهوا إلى أين هم يقودون البلاد.

    __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________
    الحلقة الرابعة: كيف يمكن حل مشكلة قيادة المرأة للسيارة؟
    __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________________________________ __________________________
    لا أزال أقول أنني لست ضد قيادة المرأة للسيارة. ولكنني – كإستشاري – ينبغي أن أخبركم بما أنتم قادمون عليه حتى لاتتفاجأوا لاحقا بالنتائج.
    إذا كنا عقلاء، فإن نتائج الزيارات الميدانية توضح إنحرافا كبيرا في مسيرتنا على المدى القصير وعلى المدى الطويل. وهذا يعني ببساطة إعتداءاً على ثوابت هذه البلاد التي أرساها الملك عبدالعزيز لكي يجمع قلوب مواطني هذه البلاد.

    الآن نحن أمام أمرين:

    1-إما أن يبرز لنا أحد وسائل للتعامل مع المشكلات التي نتجت عن الزيارات الميدانية، مما يلغي تأثيراتها السلبية على المجتمع السعودي، ويسمح له بالمحافظة على ثوابته، وهو أمر أشك فيه من خلال تجاربي الإستشارية السابقة، لأنك تتكلم عن بشر يصعب السيطرة عليهم.

    2-أو أن نجد حلا للمشكلة بطرق إبداعية، وهو الأجدى.

    وأشير في هذا الصدد إلى أن موضوع قيادة المرأة للسيارة – مثله مثل الكثير من المواضيع الأخرى التي يتم طرحها في الدول النامية – لاتجد أنه يتم مناقشتها بطريقة عملية وموضوعية يمكن من خلالها الوصول إلى حلول عملية ومرضية .
    وهكذا تجد الدول النامية نفسها واقفة عند محطات لسنوات طويلة تنتظر أن يقبل طرف من الأطراف بالأمر الواقع أكثر منه حلاً يمكن المجتمع من الإنطلاق نحو آفاق أكبر . لذلك أود هنا أن أوجه العناية إلى بعض الأمور التي أرى من الضروري التنبه لها عند مناقشة الموضوع .
    حل وليس مشكلة
    إن أول خطأ تم إرتكابه في موضوع (قيادة المرأة للسيارة) هو الإعتقاد بأنه مشكلة قائمة بذاتها لابد من مناقشتها . وأشير في هذا الصدد إلى أن حل سمو وزيرالداخلية في أنه ينبغي أن يترك الأمر للأجيال اقادمة لحل المشكلة هو حل للطرفين الذين وضعوا (قيادة المرأة للسيارة) كمشكلة.
    فالحقيقة العلمية هي أن قيادة المرأة للسيارة حل من ضمن حلول كثيرة .
    تعريف المشكلة

    يمكن تعريف المشكلة بـأنها (إنتقال المرأة من مكآن إلى آخر بطريقة عملية وميسرة وإقتصادية وآمنة لها وللمجتمع وبطريقة مقبولة شرعاً) .
    لقد إتخذت الحكومة السعودية مجموعة من القرارات قبل فترة تدعو إلى التوسع في توظيف المرأة . وهذا مما سيجعل مشكلة (إنتقال المرأة) ستتفاقم مالم يتم إيجاد حلولاً لها .
    الحلول

    يمكن لحكومة المملكة العربية السعودية أن تضع حلولاً كثيرة لهذه المشكلة ، ومن هذه الحلول مايلي (لاتنتقدوا القائمة . لاحظوا أنني أفكر بصوت عال وأعط أمثلة ، وجميعكم مدعوون لإضافة أي حلول ترونها):

    1-إيجاد نظام نقل عام (مثلاً: باصات خاصة بالنساء أو أجزاء خاصة بالنساء في باصات النقل العام ، وينبغي أن تكون الباصات أفضل مما هو موجود حالياً)
    2-السيارة الخاصة مع سائق خاص
    3-سيارات الأجرة
    4-قيادة المرأة للسيارة
    5-قطارات راقية ونظيفة ومكيفة .. سطحية أو تحت الأرض داخل المدن (تحل مشكلة الزحام داخل المدن والتي ستتفاقم مع الزمن وستمنع كلا الرجل والمرأة من القيادة مثل دبي)
    6-قطارات معلقة داخل المدن
    7-قيام شركات خاصة بتوفير سيارات أو باصات راقية وصغيرة وسريعة خاصة بالسيدات
    8-قيام كل شركة ووزارة بتوفير سيارات أو باصات صغيرة وسريعة خاصة بالسيدات اللواتي يعملن لديها
    9-قطارات مبرمجة تعمل أتوماتيكياً بدون سائق .
    10-عربات منفصلة تسير على خطوط حديدية أو معلقة ، ويمكن برمجتها بطريقة ميسرة بحيث تفتح وتغلق عند مواقع معينة ، وبحيث تسير كل واحدة منها في إتجاه منفصل تماما عن الآخر حسب ماهو مطلوب.
    11-قيام الزوج بإيصال زوجته
    12-أي فكرة إبداعية يمكن أن تساعد في حل مشكلة إنتقال المرأة بدون أن تفرقنا كمجتمع

    هذه قائمة ، وهي مرشحة للإزدياد حسب إبداعات المجتمع السعودي نفسه ، وبحثه عن طرق لحل مشاكله !!
    هل تعلم أن اليابان تعمل الآن على فصل باصات السيدات عن باصات الرجال في مواقع معينة في طوكيو ، حيث تمت ملاحظة إزدياد حالات التحرش الجنسي في تلك المواقع . هل ترى كيف قاموا بحل المشكلة بإتباع طريقة عملية يمكن وصفها بأنها (إسلامية) ؟!
    إنه التفكير العلمي الهادف إلى حل المشكلة ، وليس الهادف إلى (تسجيل مواقف) و(الإنتصار لمفاهيم معينة) ، وكأننا في معركة مع الآخرين !!
    تقويم الحلول

    يمكن بعد ذلك تقويم (الشائع: تقييم) كل الحلول من نواحي عديدة ، دعني أعطي أمثلة:

    (1) أن تكون عملية وميسرة
    (2) أن تكون إقتصادية
    (3) أن تكون آمنة لها وللمجتمع
    (4) أن تكون ضمن شرع الله حسب مايفهمه العلماء المعتبرين في هذا الزمان
    (5) أن لاتؤدي إلى تزاحم من أي نوع .

    يمكنك إضافة أي إعتبارات للنظر في مدى جاذبية كل طريقة ، ثم نطور طريقة للتقويم والمفاضلة بين الطرق .
    الأطراف المعتبرة

    من المهم جداً أن يتم وضع حسابات جميع الأطراف في الإعتبار حين حل المشكلة: الله تعالى ، المرأة ، المجتمع ، الحكم . على سبيل المثال طلب الله منا وضعه في الإعتبار ، حينما قال لنا (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لاشريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) الأنعام 162-163.

    لايمكن لكم ياشعوب الجزيرة العربية أن تضيعوا ماحملكم الله إياه من أمانة في وجود أعظم بيتين في الإسلام لديكم ، وفي المحافظة على مظاهر الحياة الإسلامية ، وحمل لواء الرسالة وتبليغها للشعوب الأخرى بالحسنى.

    وكمثال آخر يوضح ما أعني بأن يكون الحل آمنا للمرأة وللمجتمع ، فأقول – وبالله التوفيق - إن مجتمعنا يعج ولله الحمد بنساء فاضلات مستورات ، ولكن يوجد لدينا أيضاً نسبة – وإن صغرت – من النساء قد يظلن الطريق إذا فتحت لهن الأبواب ، أو لنقل أن حجم الخبث والفساد الأخلاقي سيزداد لدينا بحيث لايمكن وصفنا بعد ذلك بأننا (مجتمع مسلم) لاسمح الله .

    إن الحكم لدينا قائم على ركيزة حفاظه على (المجتمع المسلم) . وهناك – لاشك – في العالم من يرغب أن يهدم بلادنا وحكمنا من الداخل عن طريق تفريغه من مفهوم (المجتمع المسلم) .
    مشاكل المرأة

    وبالنسبة للقيادات في بلادنا وللخاصة (بما في ذلك أعضاء مجلس الشورى): لقد سبق ووجهت العناية في مقالات سابقة من أنه لاينبغي على (الخاصة) أن يعاملوا (العامة) كما يعاملوا أنفسهم . ففي مجتمعنا العام توجد بيوت ماشية (بالدف) ، ولاتحتاج إلى أن نفتح عليها أبواب تؤدي إلى تفككها . ولعلي أذكر الحكومة أعزها الله ببعض الأمور:

    (1)أننا عندما بنينا جسراً بحرياً مع دولة مجاورة ، فقد أدى وجود الجسر إلى تفكك بعض الأسر في المنطقة الإدارية القريبة من الجسر ، وذلك بسبب أنه أصبح عائلها يذهب إلى هناك من أجل المتعة الحرام أو الشراب . وعندما تتفك الأسر تزداد حالات الجرائم والمخدرات بين أبنائها الحاليين أو في المستقبل عندما يكبرون ، مما سيزيد الأعباء على الدولة – أعزها الله .

    (2)أن أحد أهم إرتفاع نسبة الطلاق إلى 60 في المائة (وهي نسبة عالية جداً) في دولة عربية وإسلامية مثل دولة الأمارات العربية المتحدة الشقيقة هو أن النساء أصبحن يشعرن بعدم الحاجة للرجل حسب ماذكرت جريدة محلية هناك، وحسب مانتج عن الدراسة في الحلقة الثانية . ولقد رأيت بعيني أموراً وحصلت لي مناقشات معهم لايمكن ذكرها في جريدة سيارة. والعقلاء هناك يحذروننا من السير على نفس المنوال .

    (3)أنه يوجد اليوم لدينا في السعودية نسبة الطلاق قد وصلت إلى نحو 35 في المائة . وهي نسبة سترتفع إذا ظللنا نفتح أبواباً ولاندرس عواقبها على الأسرة .

    (4)كما أن نسب الطلاق في مجتمعنا ستستمر في الإرتفاع إذا إستمرينا في تناسي مشاكل المرأة في الحصول على حياة كريمة تحت ظل أنظمة واضحة تحفظ حقوقها . ومعظم مشاكل المرأة سهلة لو تعاملنا معها بطريقة إبداعية . وهذه الحلول الأبداعية مع الأسف غير موجودة الآن !!

    (5)أن نسبة مضايقة المرأة في الشارع قد إزدادت بسبب طبيعة الثقافة المنتشرة لدينا . ولايحتاج المرء إلى كبير ذكاء ليكتشف ذلك بنفسه . إمش في المراكز التجارية وتعجب من كثرة المضايقات التي تحصل للنساء من الشباب والرجال . وأشير هنا إلى أن بعض الفضائيات التي يملكها مستثمرون محليون تشجع على هذه الثقافة بطريقة غير مباشرة . فالمرأة مجرد مفاتن يمكن لنا الإستمتاع بها .. هذه الثقافة تحتاج إلى تغيير بحيث لايجرأ أحد على مضايقتها في الشارع أو السوق أو في أي مكان آخر ، تماماً كما كنا من قديم حينما كان الإنسان يخشى أن يضايق إمرأة تمشي في الشارع .

    (6)أن نسبة مضايقات الرجال للنساء في الدول الخليجية التي إنفتحت عالية جداً ، حسب ما أرى خلال أسفاري الكثيرة إلى هناك . والذين يتحدثون عن الخليج لايعلمون الكثير عن مايحصل هناك طوال السنة وليس خلال المواسم السياحية حيث يسافر أبناء الخليج إلى الخارج ولايراهم أحد حين زيارة دولهم . كما أنه يوجد بالولايات المتحدة الأمريكية - التي تنادي بحقوق المرأة - أكثر من ستمائة ألف حالة إغتصاب للنساء سنوياً . وهذه فقط الحالات المعلنة . ولذلك فإن حكاية أن (الدول الأخرى تفعل كذا ، فلماذا لانفعل؟!) لاتنفعنا ، ويصدق فعلاً علينا حينها قول الرسول الكريم (حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه).

    ولذلك فإن البحث عن حلول لمشكلة (إنتقال المرأة من مكآن إلى آخر بطريقة عملية وميسرة وإقتصادية وآمنة لها وللمجتمع وبطريقة مقبولة شرعاً) هو أمر (إبداعي) ينبغي أن يقوم به العقلاء والمبدعون في بلادنا بما يتناسب مع أوضاعنا وديننا ومفاهيمنا ، حتى لانتفاجأ بأمور لم نحسب حسابها ، ولات ساعة الندم . فالتغيير الإجتماعي مطلوب دراسته ، ولكن سيصعب العودة عنه متى ماتم فتح أبوابه.

  2. #2

    رئيس مجلس الإدارة
    الصورة الرمزية جميل الثبيتي
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    الدولة
    في اطهر البقاع
    المشاركات
    16,180

    رد: دراسة متكاملة عن قيادة المرأة للسيارة‏ (إجتماعية )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    شكرا أخي الفاضل سليمان على النقل الهادف من يطلب ويدعوا لقيادة المرأة لا يخلوا من

    أمرين إما متسرع وإما جاهل علماني يريد ان تشيع الفاحشة فينا وفي أهلينا وأما عاقل حصيف رصيف

    فيعي ما تجلبه من شرور ويعلم أنه لا خير في منفعة بسيطة تجلب مصائب جم عظام

    هدانا الله وأصلح حالنا ومآلنا عني فلن تقود اي من زوجتي وأبنتي ومن هم تحت إمرتي

    مهما بلغت الأسباب وتعاظمت

    نسأل الله السلامه
    التعديل الأخير تم بواسطة جميل الثبيتي ; 26-06-2009 الساعة 09:50 PM

  3. #3
    بنت رجال
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    974

    رد: دراسة متكاملة عن قيادة المرأة للسيارة‏ (إجتماعية )

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

    موضوعك اكثر من راااائع

  4. #4

    عضو مؤسس

    الصورة الرمزية عطر طيبه
    تاريخ التسجيل
    Aug 2006
    الدولة
    المدينة المنورة
    المشاركات
    8,667

    رد: دراسة متكاملة عن قيادة المرأة للسيارة‏ (إجتماعية )

    قيادة المرأة للسيارة سوف يكون لها فوائد كبيرة ومبهره
    اولها :سوف تقضى على البطاله فاغلب شبابنا راح يشتغلون في محلات البنشر
    ثانيا: اذا تعرف واسطه في المرور اول ممكن ما تحصله يتهرب منك ويقفل جواله الان راح تحصله في الدوام:مزون:

    ثالث حاجة اول الشباب يرمون بقايا مخالفاتهم في الشوارع العامه والان اذا يبغي يرميهاويشوف بجوارها فتاه يخليها في سيارته ويرميها في مكانها المخصص للنفايات

    رابع حاجة ودي اعرف اذا قطعت المرأة الاشاره وحبوا يعطونها مخالفه اكيد بتكون على مناديل معطره واذا بغت تعبي بنزين لسيارتها بيحطون لها معطر جو عشان الرائحه ما تكتمها

    يا جماعة الخير ان شاء الله ان حريمنا فيهن الخير ما راح يقبلن بقيادتهن للسياره الا المدلعات والماجغات <<<<< طالعه من القلب :مزون:

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بعد الحديث عن قيادة المرأة
    بواسطة ريف العين في المنتدى منتدى الصور والسياحة
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 21-07-2007, 03:50 AM
  2. : أؤيد وبشدة ... قيادة المرأة
    بواسطة المفكر في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 12-09-2003, 05:11 AM
  3. @@ فوائد قيادة المرأة الســـــــعودية @@
    بواسطة قوت القلوب في المنتدى منتدى الفكاهة والغربلة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-07-2003, 02:07 AM
  4. فوائد قيادة المرأة للسياره
    بواسطة المرجوج في المنتدى منتدى الفكاهة والغربلة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 28-02-2003, 05:42 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •