السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إن الحمدلله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهدي
الله فلا مضل له .. ومن يضلل فلا هادي له .. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. وأن
محمداً عبده ورسوله وخليله وأمينه على وحيه صلوات الله وسلامه عليه وعلى من سار على
نهجه إلى يوم الدين ..
( اللهم إني أشكوا لك ضعف قوتي .. وقلة حيلتي .. وهواني على الناس .. يا أرحم ألراحمين
أنت رب المستضعفين .. وأنت ربي .. إلى من تكلني إلى بعيد ٍ يتجهمني .. أم إلى عدو ملكته أمري
إن لم يكن بك عليه غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي .. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت
له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن ينزل بي غضبك أو يحل عليه سخطك ..
لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك ..)
محمد بن عبدالله .. القائد الأول والرجل الأول الذي قاد الأمة إلى النجاح هذا الرجل محمد صلى
الله عليه وسلم الذي تجلت فيه جميع الصفات الجليله في أن يقود الامة نحو العلا .. وأذكر
أن الغرب جمعوا أفضل القادة في العالم فجاء متربعاً على رأس القيادة محمد بن عبدالله في كل شي
ويأتي من بعده خالد بن الوليد رضي الله عنه في القيادة الجيشيه العسكرية ..
أنظر وتأمل كيف تجلت القيادة في النبي صلى الله عليه وسلم ..
النظرة في أختيار الرجال في الأماكن المناسبة ..
جاء أبو ذر الغفاري إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال ( يارسول الله ولني )
فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبى ذر لا أقدر أن أوليك على رجلين وليس على سرية يا أبى
ذر إنك رجل فيك ضعف .. فكان هذا من نظرة القائد المثالي وتجلت في النبي صلى الله عليه وسلم
هذا نص الحديث ..
جاء أبى ذر يوماً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: ولني يا رسول الله. فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (يا أبا ذر إني أراك ضعيفاً و إني أحبُ لك ما أحب لنفسي لا تََأََمَّرَنَّ على اثنين و لا تَََوَلَّيَنَّ مالَ يتيم) حديث صحيح ..
وطلب عمر بن الخطاب من رسول الله صلى الله عليه وسلم القيادة فأعطاها لعمر ..
وأمر في الحج في السنة الثامنة ابى بكر رضي الله عنه .. وجعل قيادة المسلمين نحو الحج في
زمام أبي بكر رضي الله عنه ..
ومن صفات القائده المثاليه الرحمه والعطف .. سواء ً في الإنسان أم في الحيوان ..
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم رجل من الأعراب فقال يا محمد أعطني من مال الله
الذي أتاك .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم أرأيت هذا الوادي من الغنم .. فقال نعم فقال كله
لك .. فقال أتستهزأ بي .. فقال لا .. فذهب الأعرابي الى الوادي وهو يتلفت .. وينظر وبدأ يسوق
الغنم ولا أحد ينهاه .. فذهب لقومه فقال أقبوا وأسلموا فإن محمد يعطي من لا يخشى الفقر ..
كأنه يعطي ويعطي ولا يخاف أن يصيبه الفقر .. .. فكان هذا دافع من النبي صلى الله عليه وسلم
من جهتين جهة الرحمة والعطف بهذا الأعرابي البدوي ومن جهة أخرى وهي مهمه أنه بسبب
هذه العطية ذهب الرجل وبدأ يدعوا قومه إلى الأسلام ويحفزوهم عليه .. فنظروا كيف تجلت رؤيت
القائد المثالي ..
الرحمة والعطف تتجلى في القائد ليس من باب الأنسان فقط ولكن بالحيوان النفس الثانية
التي تعيش على هذا الكواكب والذين هم أمم مثلنا ( أمة الطيور .. والسباع .. والفيله .. والكلاب
وغيرها من هذه الأمم ) والتي قال فيها الله تبارك وتعالى ( وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون )
إذا هم أمم مثلنا ولهم صفات ولهم عادات ولهم وظائف ولهم حق العيش على هذا الكوكب وكلنا سواء..
كان النبي صلى الله عليه وسلم في أحد الغزوات يمشي بالجيش .. فلما توقف الجيش في مكان معين
كانت توجده كلبه ( أجلكم الله ) ومعها أطفالها .. فلما رأيت الجيش أراد أن يتوقف هنا بدأت تنبح
وهي تدفع أطفالها نحوها وهي في خوق وفي وضعية القتال .. فلما رأها النبي صلى الله عليه
وسلم أمر الجيش كله أن يتحرك .. فنظروا كيف حرك الجيش النبي صلى الله عليه وسلم من أجل
كلبة ( أجلكم الله ) خوفاً عليه من روعها وخوفها .. فنظروا إلى الرحمة التي تجلت في القيادة
في النبي صلى الله عليه وسلم .. ( وأزيدك من الشعر بيت كما يقولون )
أيضاً كان النبي صلى الله عليه وسلم في أحد أسفارة .. فتوقف الجيش لكي يستريح .. وانشغل
النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس .. فجاء نفر من الصحابة ووجدوا ( طائر الحمرة ) فأرادوا
ان يمسكوها لكي يذبحونها ويأكلونها ولكن طائر الحمرة طارت .. فأخذ الصحابة أطفالها الصغار
وبدأت هذه الحمرة تقترب وتبتعد منهم .. تريد أطفالها .. والنبي صلى الله عليه وسلم كان مشغولاً
ثم إنه أنتبه لهذه الحمرة وهي تقترب وترفرف بجناحيها وتقترب وتبتعد .. فقال النبي صلى الله
عليه وسلم ما بال هذه الحمرة .. فقال الصحابة أخذنا صغارها يا رسول الله .. فقال من فجع
هذه بولدها .. ردوا عليها ولدها .. فردوها الصحابة .. أنظر وتأمل كيف تجلت الرحمة في القيادة
في النبي صلى الله عليه وسلم ..
النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليه شاب من الأنصار في يوم ٍ من الأيام .. فقال له الشاب الأنصاري
يا رسول الله اتأذن لي في الزنا .. ( فغضب الصحابة وقاموا لكي ينهرونه ) فقال النبي صلى
الله عليه وسلم دعوه .. تعال يا فلان .. أترضي الزنا في أهلك .. فقال لا .. فقال النبي صلى
الله عليه وسلم إن الناس لا ترضاه على أهلهم .. ووضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على
صدر الصحابي الشاب الأنصاري وقال اللهم طهر فرجه .. فقال الشاب الأنصاري ووالله ما إن
نزع النبي صلى الله عليه وسلم يده إلا وأبغض شي عندي هو الزنا .. ثم إنه مات على الطهارة
وكان من أحسن الناس طهراً وعفة .. رضي الله عنه ..
جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال ( يا رسول الله إن شعائر الله قد كثرة علينا فما هو
الحل .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أجعل لسانك رطباً بذكر الله ) أنظروا يتعامل مع الناس
برفق ولين .. ويخاطبهم بالقول الحسن ولا ينهرهم ولا يزجرهم ولا يعاتبهم .. اطلاقا وكان يبحث
عن الأمور السهلة ويريح الناس عليها ( ما خير النبي صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أختار
أيسرهما ) صلى الله عليه وسلم ..
وتجلت معاني الصبر في النبي صلى الله عليه وسلم وهي من صفات القائده المثالي ..
النبي صلى الله عليه وسلم طرد من مكة .. وأوذي .. وضرب .. وشق رأسه .. وكسرت أسنانه
صلى الله عليه وسلم من من ؟ من قومه قريش .. فلما فتح النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة
جمع قريش الذين حاربوه وطردوه من بلادة فقال ( ما تضنون أني فاعل ٌ بكم .. فقالوا أخو كريم
وأبن أخي كريم .. فقال إني أقول لكم كما قال أخي يوسف لا تثريب عليكم اليوم أذهبوا فأنتم الطلقاء
) هذه المعاني التي تجلت في صبره صلى الله عليه وسلم على الأذى الذي حصل منه من قومه
وبالمقابل مع الصبر الرحمة والتسامح من جهته صلى الله عليه وسلم مع قومة ..
النبي صلى الله عليه وسلم حتى لما يرى رجل قد سرق وأقيم عليه الحد بقطع يد الجاني يكون
في حزن ويقول يا ليته لم يسرق .. حتى أن الصحابة شاهدوها في وجهه صلى الله عليه وسلم
من الحزن ولا يريد الشر للناس ولكنه حكم الله الذي نزل من أعلى عليين ..
من واجب القائد أن يعرف ما يدور في أحوال الناس ..
النبي صلى الله عليه وسلم يوماً كان راكب على جمل مع جابر على جمل جابر رضي الله عنه ..
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر وهو يتحدث معه فقال لجابر كيف انت يا جابر .. فقال
الحمدلله يا رسول الله بخير .. فقال هل تزوجت يا جابر .. فقال نعم .. فقال أثيب أم بكر .. فقال
ثيب يا رسول الله .. فقال لما ؟ فقال إن والدي قد مات وترك لي أخوتاً كثيره فلو تزوجت بكراً
ليس عندي مال كثير ولا تعرف تربي الأولاد فتزوجت ثيباً .. فعرف النبي صلى الله عليه وسلم
أن وضعه المادي ضعيف .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا جابر تبيعني جملك هذا ؟؟
فقال جابر هو لك يا رسول الله ( انظروا للصحابي على فقره إلا تجلت فيه صفة الكرم )
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا .. فقال جابر هو بدرهم .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لا .. فما زال جابر يقول والنبي صلى الله عليه وسلم يرفع السعر .. ( هل عرفتم يوماً رجلاً
يكون مشترياً ويرفع السعر .. نحن نعرف ان الذي يريد أن يشتري يخفض في السعر .. النبي
صلى الله عليه وسلم مشتري ويرفع في السعر .. ) فما زال يرفع النبي صلى الله عليه وسلم
حتى أشتراه من جابر بـــــ أوقيه من ذهب .. فلما أشترى الجمل منه وأعطاه الأوقيه التي من
ذهب .. قال يا جابر ( إنك جملك لك ) أنظروا إلى القائد المثالي أشترى الجمل وأعطاه الجمل
هنا تجلت قيادة النبي صلى الله عليه وسلم في كل شي ..
جاء يوماً عدي بن حاتم الطائي ( ولد حاتم الطائي المشهور بالكرم ) فلما أسلم أخذه النبي
صلى الله عليه وسلم إلى داره .. وهم في الطريق .. جائت أمرأة عجوز .. ومسكت يد النبي
صلى الله عليه وسلم وقالت يا رسول الله أريد أن أحدثك .. يقول عدي بن حاتم الطائي فتوق
رسول الله والتفت الى العجوز وبدأ يكلمها ساعة وهو يحدثها .. فقال عدي بن حاتم الطائي
هذا ليس بملك وإنما نبي .. لإن النبي هو الذي يهتم بالأغنياء ويهتم بالفقراء .. فعرفت انه
نبي .. هنا النبي صلى الله عليه وسلم تجلت في معرفة احوال الناس وهي من صفات القائد
المثالي ..
بقلم
أ/م/ العقد المنثور
رد مع اقتباس
