تساقطت حروفي على لساني متكومة في ذل لترسم دمعة ثقيلة هي عنواني .. توسَّدَت لساني ليجرها بناني وهي تسترق النظر بنظرة احتقار ..!
صفعتني تلك النظرات .. وسافرت بي تلك الآهات في فضاء الصمت حتى رمتني في صفحة الذل
تحسست موضعي منها .. وقد التصقت بي تلك الحروف .. وأنا أنفض غبارها في فزع وهي لاتفارقني .. بل تناديني باسمي حتى تحسست حرارة الذل في خدي !
ضممت جسدي المسجى على روحي وأنا قابع بين صفحات الذل والنظرات تلحظني .. ورائحة الدماء تزكم أنفي .. وظلام القهر يغطني وقد تدثرت بغطاء الألم !
تصلبت نظراتي فخفت من تساقط عبراتي خوفاً من الفيضان فأنا غارق في بحر الذل والدم ..!
رفعت رأسي المسجى على صدري ودموعي في صمت وصرخة الغضب تفجر داخلي ..!
قلت في صرخة الغضب ( لا ) فمكثت ملياً خائفاً أترقب .. وأتلطف ....!
توارت تلك ( لا ) في خجل حتى سمعت صوت سقوطها وقد تلاشى بها الزمن ...!
غيرت ملامحي وأمسكت بثوبي أنفضه خوفاً من بقايا ( لا ) أن تخنقني ثم نهضت بين تلك الصفحات والسنون تتساقط أمامي ليس فيها إلا حروف الذل تلك هي ترسبات الماضي ..!
ارتطمت نظراتي بخدي في مرارة وشفتي تعض الحسرة والندم وفي داخلي صرخات خائفة !
نفضت ثيابي وتداركت نفسي وأنفاسي ويدي لازالت تصافح الذل .. ونظرات الألم !
خنقتني تلك الحروف ولساني مبتل وبريد الهروب يبعثني خلف الأسوار !
سمعت أصوات احتقار تأتي من غور سحيق وهي تقهقه في جنون ليس لهذا الذل آخر !
عم السكون في أعماقي وحروف الذل تتقاطر على روحي التي توارت من الخجل !
أحسست بغربة بين تلك الصفحات فقلبتها وهي تشق جليد الصمت ورذاذ الذل يتساقط على وجهي .. تراكضت بالصفحات أفر بها وهي في أثري حتى كدت أن أصل لساحل الكتاب فتعلقت بورقة هي طوق النجاة لي من التدلي أمسكتها في فرح نظرت فيها قلبت البصر كرتين هل من فطور تجلت لي الحقيقة ناصعة بكيت من الفرح لم أخف من الفيضان لإنه غثاء .. فالزبد يذهب جفاء أما ماينفع الناس فيمكث في الأرض .. نظرت فإذا بالبشير ألقاه على وجهي ..
(ولو قاتلكم الذين كفروا لولوا الأدبار ثم لايجدون ولياً ولانصيرا ، سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا ... هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً )
هذه هي صفحة الأمل وتلك هي النهاية مهما حاول الذل والظلم والطغيان أن يفتح صفحات الذل ففي النهاية يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ...)
ولكن لن تمزق تلك الصفحات بالركود والقعود بل بصولة العمل ..!
فلن يتأتَّى آمل مع تواني وكسل ..!