.
[align=center]
الفصل الثَّامِن[/align]
جميلُ أن تبتهِج مع أول نسمة تهب عليك مِن نسائم الصباح التِي تحمل شعاع الأمل معها وجَميل أن تسمع صوت عصافير الوطن
وكم هو لذيذ الشعور بِالرّاحة بعد تعب يوم حافِل جِدًا حتى آمنت أنّه لن ينتهِي
أنها السابعة والنصف ، أنّه موبايل ضي الذي بقيَّ بَجيبِي ولم أشعر بِه وصوت المنبّه الذي أوقفته لأنه أزعج حُبوري ، يووه فاتنِي الموعد مع ضي التِي بِالتأكيد طرقت الباب وكثيرًا وأنتظرتنِي أكثر
[ آسِف ياجنّة الصباح وروح المساء ] كتبتها بِورقة حمراء كبيرة بقلم المُزيِل لِيبدو الخط أبيضًا جميلاً وعلقتّها قِبالة غرفنا حتى إذا خرجت رأتها
بِسرعة توجهتُ لِلحمام [ أكرم ربِي القارئ ] أخذتُ حمام سريِع و أرتديتُ مَلابِسي وأنا مُتفاءل وأرغبُ بمشاوير كثيرة بعد أن أُقبّل جبينَ أمِي وأتمنّى لها يوم سعيد
صوت معدتِي يخترق السكون الآن ، هه فقط لو أنني لم ُأجادِل ضي ليلة البارِحة وأكلت العشاء
نزلت للِطابق السُفلِي وأستغربتُ المائِدة المُعدّة لِلفِطَار وأستغربت وُجود ضي أصلا ، كيف ومُنبهها معِي ، أقصد مُوبايلها
_ صباحكم ورد وعطر وسرور
_ صباحك تفاؤل يا أخوي
_ صبحكَ الله بِالنور ياولدي ، كيف نمت ، كويّس..!
_ أيه يمّه ، كيف وأنا ببيتك وبحضنك ، كيف ما أنام زين ..!
وقُبلة جبين أعتلت جبينها العَطِر وقبلة خد لِضي ، لايلُمننِي أحدكم أنا محروم مِن هذا الجو ، أنا مُشتاق ، أنا سعِيد بِهُنّ الآن ، أطير
_ ضياء ، نور جايّة اليوم تتغذى معنا
_ وربك ..! كنت أبي أدق لها أمس وماعرفت رقمها بِجهازك ومالقيت إلا نونو وخفت أدق تصير علوم
_ هههه ، لا مخزّنة نور بِجوالي [ فرحتي تكمل معك ]
_ آها ، والله أنتم يالبنات عليكن حركات ، وبِالله لو أخذت لي جهاز شنو بتسميني ..!
_ أنت مايبي لها كلام [ ضياء عيوني ]
_ فديتك بس ، يلا ضي الشاي تراني جيعان موت
_ عارفة وسمعت صوت بطنك طول الليل يقاقي كأنّك ديك
_ والله..!
_ أيه سمعته من غرفتي هههه
_ ياسعدي بك ياضي
_ ويافرحتي فيك ياعيونها ضي
أكملنا فطورنا بِسعادة كُبرى ولم يغب عليّ لون الفرح الذي أكتسى وجه أمي ، خرجتُ مِن البيت إيّاهُن مودّعًا وكَمن ترك روحه هاهُنا وذهب
فرحة تغمر بيتنا مِن جديد وكم تمنيّت لو أن أبي حي لِيرى السعادة تُلّوح وكم أنا بِشوق كبير لأن أرى وجه عمِي عادل حِينَ يرى ضياء
لا أعلم لِمَ جاءنِي هذا الخاطِر ، رُغمَ أن عمِي عادل ليسَ بِالرجل السئ أبدًا ولكن..!
الذي لايعرفه أحدكم سِوى مِي نور وأمِي أن عمِي عادل يرغب بِي زوجة لأبنه المُتعالِي [ أحمد ] وكم أكره أن يفتتح هذا الموضوع معِي أو حتّى أن يلمح له مع أمِي
وأنا أُفكّر بِآخر ، وأحبُّ وأعشق آخر
هَذا الأحمد ، مُجرّد تخيّلِي أنّه بُقُربِي يُشعرنِي بِالقرف أو حتّى الغثيان ، آه ياتركِي ، ماذا فعلتَ بِي..!
ماذا فعلت..!
أن حتّى إمكانِية أن أكون لِسواك وإن بِالخيال فِهيَ غير مُمكِنة البتّة ، غير أننِي رفضتُك ، لم أرفُضك يا جنتِّي لِأننِي أُريد ذلك
أننِي ِأشعر بِخوف عليك ، ليسَ منِي بل مِن الظروف ، لا أعلم حقيقة سبب رفضِي سِوى أن أمِي كانت هِيَ الهاجِس الأول لِي ولا أرغب حتّى بِالإنشِغال عنها وأن كان بِعينيك
سامح ضيّك ، سامِحها ، هل شعر أحدكم بِشتاتِي هُنا..!
أنّها أنا حِين يكون الأمر ذا شأن بِتركِي أو يتعلّق بِه ، أتوه فلا أعرف لِلحروف سبيل
نفضتُ رأسي لِتتناثر الأفكار تُباعًا وبدأتُ بروتين يومِي الذي أختلفَ وكثيرًا عن يوم أمس
عادَ ضياء ظهرًا
يحملُ بيديه اليُمنى أمل والآخرى فرح ، عاد مُحمّلا بِهما معًا
أخرج مِن جيبه جِهاز شبيِه جِدًا لآخر يحمله بِاليسرى : لكِ ياضيّ
_ أنا..!
_ يس وإلا ماتبين مثلِي..!
_ مو القصد بس أنا ماطلبت منك ، وبعدين مصاريفك خلها لك ، مو توّك تجِي تبي تسفسفها
لا أعلم لِمَ شعرتُ بِغبائِي بعد نظرة حزينة مليئة بِالألم وكأن الغُبن لم يجد سِوى ضيائِي الآن ولم أجد بدًا مشن أن أعتذر : آسفة يا ضياء مو قصدي وربي
_ عارف مو قصدك وبعدين أنا مسفسفها على مين ، مو على ضي البيت ..!
كانت دموعِي ردًا وشهقتِي خير جواب ، ضمنّي بِقوة إلى صدره ومسحَ على رٍأسِي ، ضممتهُ أٌوى وكأنِي أرغب بِقوتِي هذا محو الألم الذي سببتُه له قبل ثوانِي
_ ضيّ ياغلا نور ماجات..!
_ إلا بِالطريق بقي لهم ربع ساعة ويكونوا هِنا
_ طيب الغذاء جاهز وإلا أجيبه بطريقي..!
_ جاهز ، ليه طالع..!
_ إيه مشآن ماتتعب قمورتِي جبت لها الكاتلوج تبع السيارات وهيه تختار
_ مممم مو أخترنا وخلصنا..!
_ لكزس أسود..!
_ أيه
_ طيب شوفي ممكن تلقين شئ أحلى
_ لا هيّه ببالِيِ من زمان
_ طيّب وين شفتيها ذي..!
_ آآآ ، بالتلفزيون وأشوفها بِالشارع كثير أولّه وقت كنت أروج الجامعة
_ طيب ياقمر ، لكزس أسود يعني لكزس أسود
_ ضياء متى تجيبها,,!
_ منو..!
_ السيّارة
_ هالقد متحمسة لها..!
_ لا ، أبي أروح البحر مخنوووقة
_ ولايهمك بس شنو خانقك..! [ واقتربَ مني حتّى لايسمعنا أحد ] بتحكين لي كل شئ..!
_ شنو كل شئ ..!
_ اللي خانقك..!
_ أنا أبي نروح مشآن كذا قلت لك من البارح فيني زحمة حكي
_ طيب ، صبر ياغلاي بس ، أقاموا الصلاة تآمرين..!
_ لا ، لو جات نور بدق لك لاتتأخر
_ لا مانيب متأخر ، سلام
_ ضياء..!
_ لبيّه ..!
_ شكرًا ع الجهاز :)
_ فصعونة أنتي ، العفو
.