النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: كلينتون تََََُُُُُبَِِسِط الأمور للمعتدلين

  1. #1
    ~ [ نجم مشارك ] ~ الصورة الرمزية اسحاق
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    الدولة
    بيت المقدس
    المشاركات
    182

    كلينتون تََََُُُُُبَِِسِط الأمور للمعتدلين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    د.مصعب أبو عرقوب

    أثناء التحضيرات للثورة الكوبية وفي اجتماع سري عقد في منزل من منازل مكسيكو سيتي عرض تشي جيفارا ضرورة تقديم برنامج ثوري لشعب كوبا فأجابه أحد الحاضرين قائلا :"هذا أمر بسيط جدا, يجب أن نقوم بانقلاب, باتيستا- دكتاتور كوبا - قام بانقلاب واستلم الحكم في يوم واحد, ومن الضروري وقوع انقلاب ثاني لطرده...ارتضى باتيستا بمائة تنازل للأمريكيين, وسنقدم لهم نحن مائة تنازل آخر" استهجن تشي تلك الإجابة وعلق عليها في مذكراته قائلا "كانت المسألة بالنسبة له الاستيلاء على الحكم, وكنت أرى من جانبي أن نقوم بهذا الانقلاب على أساس بعض المبادئ وان المهم في الأمر هو أيضا معرفة ماذا سنفعل عندما نصير في الحكم." هكذا أدرك جيفارا حقيقة تاريخية و عرف الفرق بين الاستيلاء على الحكم وإقامة دولة لها دستورها وأفكارها وأنظمتها الخاصة التي تسعى لتطبيقها. فمجرد الوصول لسدة الحكم ليس بالأمر الصعب لا يلزمه سوى الاستعداد لتقديم التنازلات ومن يقدم أكثر سيصل أسرع وأسهل من غيره, وقد تفسر تلك الحقيقة التاريخية بعض الأحداث والظواهر السياسية التي يصعب على البعض تصديقها, فعندما كان شيخ شريف احمد رئيسا للمحاكم الإسلامية سابقا ووصل إلى الحكم في الصومال كان حينذاك يقاتل الأطماع الخارجية في الصومال من المستعمرين, ويدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية, فاجتاحته القوات الإثيوبية مدفوعة بأمريكا وخرج شيخ احمد اثر هزيمة المحاكم الإسلامية نهاية عام 2006, فما الذي قدمه ذلك الشيخ ليعود رئيسا شرعيا يستقبل في عواصم مصر وتركيا وغيرهما, يبدو أن شيئا ما قد تغير ليصبح وصوله للحكم شرعيا و" أمرا بسيطا جدا ". وحتى لا تغيب تلك الحقيقة عن أذهان من يسعى للوصول إلى الحكم بسهولة ويسر تضع وزيرة الخارجية الأمريكية النقاط على الحروف وتََُبَسطُ الأمور في عصر السرعة فتصرح أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي :"لن نتعامل مع حكومة فلسطينية تضم حماس أو نمول مثل هذه الحكومة بأي شكل من الأشكال ما لم تنبذ حماس العنف وتعترف بإسرائيل وتقبل بالوفاء بالالتزامات السابقة للسلطة الفلسطينية "فالتمويل للوصول لسدة الحكم والشرعية الدولية يبقى منوطا بتنفيذ الشروط وتقديم التنازلات, وما على الراغبين بذلك إلا تقدم الصفوف فلم تفت الفرصة بعد وما زال العرض ساريا فقد طمأنت كلينتون كل المتعطشين للوصول للحكم بقولها "نحن نريد أن نترك الباب مفتوحا", وهكذا ترتسم معالم السياسة الخارجية للإدارة الديمقراطية الجديدة واستعدادها لتقديم "العون والتمويل والشرعية " لجميع المعتدلين في العالم الإسلامي, فكل شيء يتغير. فشيخ شريف احمد كان إرهابيا أصوليا ولكنه أصبح رئيس دولة معتدل, وقائمة الإرهاب التي تضم بعض الحركات ليست مقدسة و يمكن تغيرها, المهم أن تقبل العرض الأمريكي لتفتح لك كل الأبواب, وتنضم إلى قائمة المعتدلين عالميا، فالانتقال من التطرف إلى الاعتدال لا يلزمه سوى قبول العرض الأمريكي, وبذلك يقترب وصف الاعتدال السياسي من تعريف جيفارا للمعتدلين فالاعتدال في رأيه " كلمة يحب عملاء الاستعمار استخدامها : فالمعتدلون هم كل أولئك الخائفين, أو كل أولئك الذين يفكرون بالخيانة بشكل من الأشكال, أما الشعب فليس معتدلا على الإطلاق." قد توفر تجربة جيفارا مثالا للتدليل على واقع العلاقة بين الاستعمار والشعوب المقهورة, وتسلط الأضواء على حقائق سياسية وتاريخية دَونها في مذكراته بصراحة تحسب له, لكن رؤيته لطريقة التغير و أنظمته بعد الثورة لا تتعدى كونها ردة فعل على السياسة الاستعمارية الظالمة للولايات المتحدة الأمريكية تجاه شعوب أمريكا اللاتينية كما يقر في مذكراته, ولم تشكل مواقفه السياسية وآرائه رادعا حتى لأتباعه الذين تجاوزوها تحت عنوان المرحلية والخطوات التكتيكية واختلال موازين القوى لينصاعوا أمام عاصفة الاعتدال، تلك العاصفة التي لا يملك الوقوف أمامها إلا من استندت مواقفه السياسية لقاعدة صلبة غير قابلة للمساومة على مكاسب شخصية أو حزبية ضيقة, قاعدة تستند إلى عقيدة تملك برنامجا واضحا وأنظمة كفيلة بحل جميع مشاكل الإنسانية وتحدد سلوكا سياسيا ثابتا لا تزعزعه العواصف, مقيدا بتشريع لا يمكن تجاوزه تحت أي ذريعة من الذرائع, فقد شكل موقف الرسول محمد عليه السلام أمام وفد قريش المفاوض تشريعا يغلق كل الأبواب أمام المعتدلين وذرائعهم, وكانت إجابته قاطعة لا لبس فيها "يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني و القمر في يساري على أن اترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو اهلك دونه ما تركته", واضعا بذلك خطا احمرا لا يمكن تجاوزه لكل من اعتقد الإسلام فكرا ومنهاج حياة واتخذه طريقة خاصة في التغيير و إقامة الدولة, فالعبرة بنوع النظام والبرنامج الذي سيطبق في جميع مناحي الحياة بعد الوصول لسدة الحكم ولا قيمة للسلطة أو الحكم بدون ذلك . وبناء على تلك القاعدة ننتظر من جميع الحركات الإسلامية بما فيها حماس رفض عرض وزيرة الخارجية الأمريكية, ولا نستبعد أن يقبل البعض عرضها كما هو حال معظم النخب الحاكمة في العالم الإسلامي والعربي فقد وصلوا لسدة الحكم بهذه الطريقة بل كان وصولهم "أمرا بسيطا جدا", ويبدو أن الأمة الإسلامية لن تنتظر طويلا حتى تقيم دولة بسواعد شبابها وقوتهم الذاتية وتطبق إسلامها وتحمله رسالة نور للعالم فالأمة أصبحت تميز وببساطة أيضا المخلصون من المعتدلين .

    dr-musab.blogspot.com

  2. #2
    ~ [ مستشار إداري ] ~
    ومديرة القسم العام والاسلامي

    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    14,087

    رد: كلينتون تََََُُُُُبَِِسِط الأمور للمعتدلين

    الله يجعل حماس شوكة في نحورهم

    اسحاق

    سيظل المسلمين في نظرهم ارهابياً
    حسبنا الله فيهم ونعم الوكيل

    جزاك الله خير وبارك فيك




    هناك من يذكرني بالأمطار .......
    حينما تتساقط دون الرعود والبروق
    فيهم من يسقيك حد الإرتواء ....
    ويكرموك بعطائهم فيبنون بداخلك
    بذور الخير فتنضج تلك الثمار .....
    ويتملكون القلوب .................

  3. #3
    ~ [نائب المدير العام ] ~
    ونائب رئيس مجلس الإدارة
    الصورة الرمزية عاشق الحزن
    تاريخ التسجيل
    Dec 2002
    الدولة
    في بيتنا
    المشاركات
    8,297

    رد: كلينتون تََََُُُُُبَِِسِط الأمور للمعتدلين

    سنظل ثابتين صامدين لا يهمنا تغيير انظمتهم
    فاساليبهم واحده وستبقى الى قيام الساعه
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

  4. #4

    مشرفة المنتدى العام

    الصورة الرمزية %صموووود%
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    ..على شغاف قلبه..
    المشاركات
    2,355

    رد: كلينتون تََََُُُُُبَِِسِط الأمور للمعتدلين

    [align=center]هذه الشروط للضغط على الحكومة الفلسطينية و الحركات الإسلامية من أجل المصالحة الفلسطينية ولما لا تُفرض هذه الشروط على إسرائيل أنفسهم من أجل تحقيق السلام و لكن إسرائيل و التدخلات الخارجية هم من الذين يرفضون عملية السلام.
    و ليس هناك من يردعهم أو يقف في و جوههم و أصبحت فلسطين ضحية التدخل الخارجي مما أزم الموقف.
    و من أجل تحقيق السلام في فلسطين يجب الضغط على إسرائيل وإلزامها بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة و وقف كل أشكال العدوان و الاستيطان و ممارساتها العنصرية و دون ذلك لن يتحقق السلام ولا الاستقرار في المنطقة.
    لذا يجب على الجميع التعامل مع الشعب الفلسطيني على أنه صاحب قضية وطنية يتطلع إلى حق تقرير مصيره و إقامة دولته المستقلة وهو شعب له هوية وتاريخ و أرض.

    اللهم انصر الفلسطينيين و جميع المسلمين و اجعل كيد أعداءهم في نحورهم..



    أخي الفاضل: اسحاق


    أشكركم على الموضوع الجميل بوركت يمينكم و بارك الله فيكم و دمتم بألف خير..

    .. تحياتي و احترامي لكم ..[/align]

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. خير الأمور أواسطها
    بواسطة همي رضا ربي في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 23-08-2009, 04:14 AM
  2. @@مُر الأمور@@ قصيدة من أرشيفي
    بواسطة حمد الأسمري في المنتدى الشعر النبطي
    مشاركات: 34
    آخر مشاركة: 30-12-2008, 11:26 PM
  3. كثير من الأمور نجهلها
    بواسطة أسيرةالأحلام في المنتدى رجيم 2012 والصحة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-03-2005, 01:37 AM
  4. حكم سب ولاة الأمور , , والعلمــاء
    بواسطة خــــالـــــد في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 26-11-2004, 06:27 PM
  5. صور جديده لفضيحة كلينتون ومونيكا
    بواسطة رائد الشريف في المنتدى منتدى الألعاب
    مشاركات: 60
    آخر مشاركة: 16-04-2004, 07:36 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •