عند الحديث عن نظريات الاحتفاظ فان ذلك يعني الحديث عن فرضيات ومفاهيم تتعلق ببعض من العمليات الفكرية والفعاليات الحركية افترضتها دراسات وبحوث، وقد شكلت نتائجها أسساً ومبادئ لنظريات اطلق عليها نظريات الاحتفاظ، وان هذه النظريات منها ما هو تفسير لظاهرة النسيان او تفسير لظاهرة التذكر، ومن اكثر النظريات شيوعا في مجال الاحتفاظ هي:
اولا : نظرية اضمحلال الاثر :
ان هذه النظرية تعد من اقدم نظريات الاحتفاظ، وانها تعتمد أساسا ظاهرة النسيان، اذ تشير الى ان النسيان ظاهرة يفقد الفرد من خلالها قدرته على استعادة ما تم تعلمه من معلومات او مهارات بفعل الزمن، وان مزاولة اية مهارة او اكتساب أية معلومات تترك أثرا في المستوى الحسي العقلي، ويضيف هذا الاثر عندما لانزاول المهارة او تداول المعلومات لمدة زمنية معينة متفاوته على وفق نوع تلك المهارات او المعلومات وعندما يتطلب الامر استعادة تلك المعلومات او اعادة المهارة فان الاثر الحسي قد اصبح الى درجة من الضعف يجعله عاجزاً عن تذكر تلك المعلومات او اداء تلك المهارة، مما يعكس حالة النسيان الكلي او الجزئي .
ثانيا : نظرية التعارض(التداخل) :
هناك عوامل جديدة تؤثر في قدرة الاحتفاظ بجانب الوقت، فقد تحدث عمليات تعلم وجدت خلال مدة الاحتفاظ او قبلها قد تسبب النسيان او فقدان التذكر، ان هذا التداخل او التعارض شكل اساساً ومبدءاً رئيساً لهذه النظرية وعليه سميت هذه النظرية بنظرية التداخل او التعارض، وان التعارض الرجعي او التداخل قد ياخذ شكلين رئيسين لتفسير فرضيات هذه النظرية وهي :.
أ-التعارض الرجعي (التداخل ذو الاثر الرجعي السابق):
تحدث هذه الظاهرة عندما تتخلل مدة الاحتفاظ عمليات تعلم مهارة جديدة عن تلك المهارة المتعلمه اساساً لذا فان اي انخفاض في مستوى اداء المهارة الاخيرة المتعلمه اساساً قد تعود اسبابه الى تعلم المهارة الثانية التي يعتقد بانها قد تعارض او تتدخل معها وأحدثت نوعاً من النقل السلبي لها مما سبب لها نوعاً من النسيان .
ب-التعارض القبلي (التداخل ذو الاثر السابق):
ان هذه النظرية تبرز عندما يؤثر تعلم مهارة سابقة على تعلم واحتفاظ مهارة جديدة، وقد تعزى أسبابه إلى النقل السلبي الذي احدثته المهارةالجديدة، فالتعارض الرجعي يحدث عندما يشغل مدة الاحتفاظ المهارة الاساسية تعلم مهارة جديدة بحيث يؤثر تعلمها سلبا على احتفاظ المهارة الاساسية، اما التعارض القبلي فيحدث عندما تكون لدى الفرد خبره سابقة بتعلم مهارة ما كانت قد اثرت سلباً في تعلم واحتفاظ مهارة جديدة لاحقه .
ثالثا : نظرية الكبت :
ان اساس هذه النظرية يستند الى التعليل الذي جاء به (فرويد) بان ظاهرة النسيان تحدث على اساس المحتوى العاطفي والنفسي والذي يرافق تعلم الفرد للمهارات، فعلى الاغلب نحن نتذكر الاحداث السعيدة المفرحه وننسى الاحداث المثيرة والقلقة، رغم ان تلك الاحداث مازالت مخزونه في الذاكرة ولكن الذات البشرية قد كبتتها ولم تسمح لنا بتذكرها.
رد مع اقتباس
