[align=justify]
.
بِسرعة صعدت سلّم الصيدليِة القابِعة بعد شارعيِن من بيتها وبأنفاسُ مُتقطعة : السلام عليكم
لم يرد السلام ، أو أنه رد ولم تسمعه فقد سمعته يُتمتم شيئًا ما ومنعتها أنفاسها مِن السماع وذُهُول يحلّ
جفلت مِنْ تظراتُه إلَيِهَا فقررت سُؤاله عن طلبها : لو سمحت ( فلوتاب ) ..!
بعد وقت طويل مرّ ، أو هكذا صُوّر إلَيِهَا : معاكِي رشحّ..!
بِسرعة : نعم
تفضلِي
قررت إنهاء كُلّ هذا المشهد : كم حسابك..!
.... : لاداعِي
ودّت أن تسأله لِم..! فلم تفعل أخذت العلبة ونظرت للسعر خلفها ودفعت حسابها وجرّت راكِضة لِبيتها
كانت خائِفة مِنْ كُلّ شئ حولها
لاسيما بعد رحيِل أمها وأبيها ، تذكرت كيف ماتا وكيف ذاقت مرارة الدنيا دونهما
فجأة دموع صاحبت شهقاتها المتقطعة وسُعال جرئ طغى الآن فأنزلت رأسها مُستسلمة لِنوبته يالله بقِي شارع واحد
وتركتُ شارعًا ، لِمَ لم أصل للآن ..!
ووسط كُلّ هذا سيارة عابِرة مرّت وخطفت الدواء ورمتها مُضرّجة بِدمائها
مدادها الهذيان الخالِدة
[/align]