السلام عليكم ورحمة الله
في أول تعليق أوروبي على دعوة أسامة بن لادن، زعيم شبكة "القاعدة" الأصولية المسلحة، لمصالحة أو هدنة مع أوروبا، قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني إنه من غير المتصور الدخول في مفاوضات مع شخص مثل ابن لادن، كما رفض أيضاً رومانو برودي رئيس المفوضية الاوروبية مبادرة ابن لادن، قائلاً إنه لن يكون هناك تفاوض تحت "تهديد ارهابي"، وذلك وفق ما نقلته عنهما وكالة الأنباء الإيطالية.
وكان أسامة بن لادن قد أطلق عبر أحدث شرائطه الصوتية اليوم الخميس مبادرة "صلح" على الدول الاوروبية في حلف الاطلسي، كما اقترح ايقاف العمليات ضد كل دولة تلتزم بعدم الاعتداء على كل المسلمين، وأضاف قائلاً إن "هذه رسالة الى جيراننا في شمال البحر المتوسط تتضمن "مبادرة صلح"، كرد على ما أسماه "التفاعلات الايجابية التى ظهرت عندهم", مشيرا إلى ما أسماه ضرورة "اتخاذ العبرة مما حدث في 11 أيلول (سبتمبر) من العام 2001 على نيويورك وواشنطن، وتفجيرات 11 آذار (مارس) في مدريد"، على حد تعبيره.
وفي معرض تعقيبه على هذا الحدث وصف النبوي إسماعيل، وزير الداخلية المصري الأسبق دعوة ابن لادن لأوروبا بأنها "محاولة محكومة بالفشل مسبقاً للعب دور سياسي، إذ لم تكن منظمة إرهابية مثل القاعدة مؤهلة لهذا الدور يوماً بممارساتها وتورطها في تفجيرات طالت المدنيين في الشرق والغرب"، وأضاف قائلاً "إنه ليس من المتصور أن تجمع مائدة مفاوضات واحدة مسؤولين في أي دولة من العالم، مع شخص مثل أسامة بن لادن ورفاقه في الشبكة الإرهابية، ليس فقط لأن الدول لا تفاوض منظمات الإرهاب، بل لأنه قبل هذا شخص مجرم، وتطاله اتهامات وملاحقات قضائية في عشرات من دول العالم، إضافة إلى أنه يسعى أيضاً بسذاجة إلى شق صفوف تحالف استراتيجي بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي".
واستدرك وزير الداخلية الأسبق قائلاً إن هذه "المحاولة الساذجة من شخص يرأس منظمة لا صلة لها بالسياسة، لا يمكن أن تستوعب أن ما يربط الولايات المتحدة بأوروبا من مصالح ضخمة مشتركة، ورؤى حضاري تنهل من نفس المنابع الفكرية، وغير ذلك من الصلات، أقوى كثيراً من أن يفككها أو ينال منها ابن لادن بهذه المحاولة الساذجة، التي تشير إلى أنه أفلس، ولم يعد بيديه حالياً إزاء ملاحقته دولياً سوى أشرطة الكاسيت".
وكان أسامة بن لادن قد خاطب للمرة الأولى الاوروبيين بقوله "إن ساستكم ومن سار على نهجهم الذين يصرون على تجاهل المشكلة الحقيقة في احتلال فلسطين كلها ويبالغون في الكذب والمغالطة في حقنا بالدفاع والمقاومة فهؤلاء لا يحترمون انفسهم كما انهم يستخفون بدماء وعقول الشعوب لأن مغالطاتهم تلك تزيد من سفك دمائكم بدلا من حقنها"، وفق تعبير زعيم شبكة "القاعدة".
مضى ابن لادن قائلاً إن "الاحداث التى جرت تظهر ان الظلم واقع علينا وعليكم من ساستكم الذين يرسلون ابناءكم رغم اعتراضكم إلى بلادنا ليقتلوا ويقتلوا لذا فمن مصلحة الطرفين ان يفوتا الفرصة على الذين يسفكون دماء الشعوب من أجل مصالحهم الشخصية الضيقة وتبعيتهم لطاغية البيت الابيض"، لافتاً إلى أن هذه الحرب تدر مليارات الدولارات على الشركات الكبرى سواء التى تصنع السلاح او تلك التى تقوم باعادة الاعمار كشركة هاليبرتون ومثيلاتها"، على حد تعبير المطلوب الأول لأميركا وعدة بلدان حول العالم.
وفي نفس التسجيل الصوتي تعهد أسامة بن لادن بالانتقام لاغتيال مؤسس حركة حماس الشيخ احمد ياسين، متسائلاً: "في أي ملة قتلاكم ابرياء وقتلانا هباء, وفي أي مذهب دماؤكم دماء, ودماؤنا ماء ؟, فمن العدل المعاملة بالمثل , والبادىء اظلم".
وكالعادة في كل التسجيلات المنسوبة إليه شن أسامة بن لادن هجوما عنيفاً على الرئيس الأميركي "جورج بوش ومن يدور فى فلكه والامم المتحدة والمؤسسات الاعلامية الكبرى"، قائلا إنهم "المستفيدون من ايقاظ نار الحرب وسفك الدماء, وأنهم الخطر القاتل على العالم اجمع كما يشكل اللوبي الصهيوني أحد اخطر واصعب اركانها"، متعهدا بمواصلة القتال ضدهم "ودحرهم وافشال خططهم المميتة"، على حد تعبير ابن لادن.
وفي ذات سياق محاولة "تسييس خطاب القاعدة" أيضاً دعا أسامة بن لادن للمرة الأولى إلى "تشكيل لجنة دائمة لتوعية الشعوب الاوروبية بعدالة القضايا العربية والاسلامية واولها فلسطين, كرد فعل للتفاعل الايجابي الذي اظهرته الاحداث الاخيرة، واستطلاعات الرأي في ان معظم الشعوب الاوروبية راغبة في الصلح"، وعرض ابن لادن مبادرته التي تقوم على الالتزام بوقف العمليات ضد كل دولة تلتزم بعدم الاعتداء على المسلمين او التدخل في شئونهم، مشيراً إلى أن "سريان الصلح يبدأ مع خروج اخر جندى من الدول الاوروبية من بلاد المسلمين , قائلا ان باب الصلح مفتوح لمدة ثلاثة شهور من تاريخ اعلان هذا البيان , ومن أبى الصلح واراد الحرب، فنحن ابناؤها".
على صعيد ذي صلة قالت شبكة التليفزيون الألمانية إنها حصلت على ما أسمته "ورقة استراتيجية لتنظيم القاعدة"، تحث فيها عناصرها على "تنفيذ هجمات ارهابية بكافة الدول الكافرة"، لافتاً إلى أن الورقة تدعو إلى تجاهل كافة الحدود الجغرافية وتحويل الدول الكافرة إلى مناطق حرب، موضحة أن مصادر استخبارية أميركية وألمانية اعتبرت أن الوثيقة أصلية غير زائفة، بينما أحجم مكتب التحقيقات الفيدرالي الألماني (بي. كي. إيه) عن التعليق على ما ورد في التقرير المتلفز الذي تضمن مقابلات مع عديدين من خبراء مكافحة الإرهاب العرب والألمان والباكستانيين.
--------------------------
أسلوب جديد من أسامة بن لادن ففي السابق كان يخاطب الملوك ورؤساء الدول
أما الأن فأتجه لشعوب مباشرة .
تحياتي للجميع
الغريب
رد مع اقتباس
-new.gif)
