مساؤكم يعم بالخير والصحة والراحة والسكينة
،
أحياناً الأحداث التي تهز الأمة العربية المسلمة وخاصة المملكة العربية السعودية ، أعلمها متأخراً ربما العيب مني في عدم تدارك وقتي بقراءة أحداث مصائب كل يوم في بلادنا المسلمة ، لذا جئتُ متأخرة لـ خبر تحوّل إلى ملف قضية خطيرة نريد أن نكشف ملابسات هذا الملف في النظر لمجتمعنا الذي لا يرحم نهائيــاً ..
/
هذا الكاتب الأخ الأستاذ الفاضل / صالح الطريقي ..
والله مقاله أثرني كثيراً ، وإنه من خيرة الأقلام الحصيفة والواعية والمدركة بتفاصيل الأمور وماهيتها ، فإني أصفق له وأشيد على مقاله الذي لامس مواطن الجرح وضرب على الوتر الحساس لقضيّة المرأة وموقفها بأنها [ بصمة عار ] عند ارتكابها الخطأ والجرم في السعودية ..
أترككم مع المقال ..
لا يساورني شك بأن كل من شارك في قصة الفتاة والشاب المحترقين في سيارة "كامري" بعد أن اصطدما في شاحنة كبيرة على طريق تبوك المدينة ، ويودون لو أن الزمن يعود قليلا قبل هذه الحادثة ليغير كل منهم الطريقة التي تعاطى بها مع تلك الحادثة التي انتهت باحتراق فتاة وشاب أحبا بعضهما فاحتراقا في مجتمع لا يرى الحب إلا من بوابة الخطيئة ما لم يعط ورقة من المؤسسة الدينية .
فالشاب الذي بلغ عن ركوب فتاة مع شاب في سيارة ، وبعد مراقبته للسيارة وهي تحترق قال : "بكيت عندما شاهدتهما يحترقان" ، وسائق الشاحنة سالم نصار (مصري الجنسية) رغم تبرئة المرور لعدم تسببه بالحادث ، أكد أن الأمر كان مأساويا ، وأنه أصيب بحالة هستيرية ، وكاد يحترق لو لم يبعده الأمن عن الحريق ، حتى رجال الهيئة ورجل الأمن المرافق لهم هم أيضا يتمنون لو أن الأمر لم ينته إلى هذه المأساة ، وما طاردوا السيارة .
ومع هذا كانت ردود فعل الغالبية ينقصها شيء من الإنسانية لحادث ليس مؤلما فقط ، بل ويفضح المسكوت عنه ، فجل ردود الفعل لم تخرج عن "لابد من وضع حد للهيئة" أو هذا عمل من المفترض مكافأة رجال الهيئة لأنهم يحفظون المجتمع من الفساد .
كيف يحمل تصرف فردي جهة ما ، وكيف يفسد مجتمع بسبب فتاة وشاب ؟
لن أجيب على هذا السؤال بقدر ما أود تسليط الضوء على ما هو لا إنساني حاول غضب الغالبية إخفاءه أو تجاهله ، والذي يوازي مأساوية المشهد ، وأعني هنا أن الشاب "رحمة الله عليه" صلت أسرته والمجتمع عليه ، فيما الفتاة "رحمة الله عليها" ـ وإلى كتابة هذا المقال ـ لم يصلِ أحد عليها ، ولا تقدمت أسرة لتبلغ عن فقدان فتاتها .
لا أحمل أسرتها المسئولية كاملة ، فالمجتمع لن يرحم هذه الأسرة ، وسيتم أكل لحمها ، وسيكلل أسرتها العار إلى ما لا نهاية .
فالمجتمع الذي مازال يعشش الفكر الجاهلي في لا وعيه ، يرى المرأة عارا أو خطيئة ، لهذا يجب مراقبتها طوال الوقت ، وإن أخطأت وأحبت لابد من تجنبها كالرجس ، حتى أسرتها تتخلى عنها خوفا من العار .
قبل فترة أثار تقرير نشرته وزارة الشؤون الاجتماعية عن المنحرفات ضجة ، وكان عدد المنحرفات قد تجاوز الألف فتاة في أربع مدن خلال ثلاث سنوات ، مع أن أكثر من عشرين ألف شاب يسافرون كل يوم ليمارسوا نفس الانحراف ، ولم يتحرك المجتمع ، ولا هو أي المجتمع خاف من الفساد .
أذكر في لقاء مع أحد مثقفي وكتاب المجتمع الذي كثيرا ما تحدث عن أهمية التمسك بالقيم الإسلامية والأخلاق والشرف والعدالة ، سألته : ما الذي ستفعله إن شاهدت فتاة في سيارة ابنك ؟
أكد لي أنه سيحاول قدر المستطاع ألا يشاهده ابنه ، وإن شاهده سيضطر إلى توبيخه ، وأن الأمر لا يتعدى في نهاية المطاف إلا طيش شباب "كلنا مررنا به" قال جملته ضاحكا .
حين عدلت السؤال وأبعدت ابنه ووضعت ابنته ، قال غاضبا : "سأقتلها هي ومن معها" .
قلت له : لم تعدل ، والإسلام يساوي في العقوبة ، أكد لي أن القضية مرتبطة بالشرف ، أيضا لا أحمله المسئولية كاملة ، فالمجتمع لن يغفر له إن لم يقتلها ، وبالتأكيد سيمنحه صفة الرجولة حين يقتل ابنته .
بقي أن أقول : هل باستطاعة المجتمع الذي يزعم أن ثقافته إسلامية ، أن يعيد النظر في ثقافته عله يكتشف أن ثمة قيم جاهلية مازال يحتفظ بها ؟
هل باستطاعة هيئة الأمر بالمعروف إعادة النظر في الأسباب المؤدية لفساد المجتمع ؟
فتاريخ المجتمعات يخبرنا ، أنه وطوال عمر البشرية لم يستطع شاب وفتاة إفساد مجتمع بأكمله ، لأن المجتمع لا يفسد بسبب أخطاء فردية ـ هذا على افتراض أن الحب خطيئة" ، فالمجتمع يفسد حين يعم الظلم ، وتسرق الأموال العامة ، ويغيب العدل ، ويطبق القانون على الضعفاء فقط .
والمجتمع لا يعدل بين الجنسين ، والدليل أنه صلى على الشاب ، فيما الفتاة وإلى الآن لم يصل عليها ، ولا أحد يريد التعرف عليها ، لأنها رجس لابد أن يجتنبه المجتمع .
* نقلا عن جريدة "شمس" السعودية *
،
بعد قراءة هذا المقال سأضع بين أيديكم بعض صور الحادث :
*******
من بعد هذه الحادثة المريعة والتي أصابت البعض بهستيريا ، والبعض الآخر بتبلد ، والبعض الآخر بتوجيه أصابع الإتهام للمرأة بإرتكابها خطيئة ستبقى بصمة عار على قبرها وأهلها طيلة العمر !!!
أريد أن أقول :
مجتمعنا مسلم ولكن للأسف الشديد عديم الانسانية جائر ظالم مستبد ، لا يرحم أي زلة تقع على المرأة ، ويغض النظر عن زلات الشباب في السعودية وبسفرياتهم العابثة والطائشة والخيانات الكثيرة ..
إن قبضت المرأة على حقوقها من العالم ، فلن تأخذ حقها من ترديد الألسن ومجتمعها القاتل ، وكأن للمرأة فقط شرف ، وليس للرجل شرف وعرض مسؤول عنه ، إن الله سبحانه وتعالى يغفر لعبادهـ للزاني والزانية للعاصي والعاصية للقاتل والقاتلة ووضع العدل بين عبادهـ في الأرض وتنظيمات وتشريعات ووقوانين وأحكام إسلامية تطبق على كلا الجنسين الذكر والأنثى في حال معاصيهما ، ولكن المجتمع انحرف بإنشاء ما يسمى بـ " النهش الجائر بحقها " و " بصمة العار التي تحل على المرأة في حال خطئها " و " حديث الناس يهمنا " و " نفضح ولا نستر " و " هي نجسة عار قذرة تستحق القتل " و " عاداتنا وتقاليدنا وسمعتنا هي قمة الهرم " أما " الدين فهو غلاف وهمي كمظهر نتلبسه وينفعنا " وعدم عدل المجتمع للمرأة والتعصب ضدها ، والتحيز بصف الشاب لأنه أولاً وأخيراً هو رجل ليس عليه محاسبة وعار ويغض الطرف عنه ...
____________________________
قال الله عز وجل : { إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون } ..
هذه الآية تحتوي على ست مسائل ، سأضع هنا مسألتين فقط :
المسألة الأولى " قوله تعالى : " بالعدل " : وهو مع العالم , وحقيقته التوسط بين طرفي النقيض , وضده الجور ; وذلك أن الباري خلق العالم مختلفا متضادا متقابلا مزدوجا , وجعل العدل في إطراد الأمور بين ذلك على أن يكون الأمر جارياً فيه على الوسط في كل معنى , فالعدل بين العبد وربه إيثار حق الله على حظ نفسه , وتقديم رضاه على هواه , والاجتناب للزواجر , والامتثال للأوامر .
وأما العدل بينه وبين نفسه فمنعها عما فيه هلاكها , كما قال تعالى : { ونهى النفس عن الهوى } وعزوب الأطماع عن الاتباع , ولزوم القناعة في كل حال , ومعنى .
وأما العدل بينه وبين الخلق ففي بذل النصيحة , وترك الخيانة فيما قل وكثر , والإنصاف من نفسك لهم بكل وجه , ولا يكون منك إلى أحد مساءة بقول ولا فعل , لا في سر ولا في علن , حتى بالهم والعزم , والصبر على ما يصيبك منهم من البلوى , وأقل ذلك الإنصاف من نفسك وترك الأذى .
المسألة الرابعة : الفحشاء : وذلك كل قبيح , من قول أو فعل , وغايته الزنا ; والمنكر ما أنكره الشرع بالنهي عنه ; والبغي هو الكبر والظلم والحسد والتعدي , وحقيقته تجاوز الحد , من بغى الجرح .
.. منقول ..
،
تعليقي :
الآية نصت على العدل والله سبحانه وتعالى عدل ولم يخصص بأن للذكر عقابه وللأنثى عقاب يختلف عن الذكر ، ذكر الآية عامة غير خاصة لجنس محدد ، فأين هذا من المجتمع ونحن البلد التي ينبع منها أساس الدين وينتشر حول العالم من هذا المنبع الرئيسي !!
/
{ كل امرئ بما كسب رهين }، وينطبق عليه كذلك قوله سبحانه: { يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون } فكل إنسان يوم القيامة ، يوم الحساب والجزاء، مرتهن بعمله ، إن خيراً فخير ، وإن شراً فشر .
.. منقول ..
،
تعليقي :
الآية الكريمة ذكرت " كل " ولم تذكر " كل امرأة " فأين تطبيق هذه الآية من مجتمعنا المسلم ؟!!
كل نفس عملت ستلقى جزاء عملها يوم القيامة من رجل بالغ عاقل راشد غير مرفوع عنه القلم أو امرأة بالغة عاقلة راشدة غير مرفوع عنها القلم
ختـامـاً :
أسأل الله العلي القدير الحي القيوم الرحمن الرحيم أن يتغمد الفتاة والشاب بواسع رحمته وأن يغفر لهما ذنوبهما ، وألا يعذبهما بقبرهما ، وأن يرحمهما
اللهم اغفر لهما ، وتب عليهما من سخطك وعقابك ، واجبر كسرة أهلهما ، وألهمهم الصبر والسلوان والرأفة نحوهما ، ولم ألسنة المجتمع الذي حولهما ، واسترهما واعفو عنهما فإنك عفو كريم يا ذا الجود يا رحمن يا رحيم ..
اللهم اغفر لجميع موتى المسلمين والمسلمات ، واستر جميع المسلمين والمسلمات ، وارفع شأن المسلمين والمسلمات ، واهدي من يضلك ، وثبت قلوب من بهدايتك ، واحفظ جميع المسلمين والمسلمات من جميع الشرور والمصائب والفتن والنكبات والملمات ..
آآآمين يارب العالمين
/
زهرة نقيّة من بستان الانسانية :
العمر يغدو ، والنفس ترجو مطالبها ، فليكن مطلب كل نفس نشر الانسانية والخير لا بث روائح الشر والتجهم والتهجم ، فإن الدنيا صغيرة ، ودروسها كبيرة ، والحياة عبر وقصص وعظات وعبرات ، فليكن لنا بصمة في حياتنا لفعل الخير لا لنشر مالا ينفعنا وبلا شك سيضرنا ..
فأين بصمتك في حياتك ، لتبقى إلى لحظة مماتك ؟!
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
- هذه رسالة أرجو نشرها كما هي بحذافيرها لجميع المنتديات من تعليقاتي واقتباساتي _
وأسأل الله أن يغفر لي ولوالدي وجميع أحبتي في كل مكان ..
محبتي وتقديري
:و: