صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 31

الموضوع: طموحاتي في تطور ادارتي

  1. #1
    ~ [ نجم مشارك ] ~
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    108

    طموحاتي في تطور ادارتي

    ابغى منكم المساعدة في عمل دراسة عن طموحاتي في تطور ادارتي والذي يهدف الى
    التذكير بمقومات الادارة الناجحة
    وجود مرجع ترجع الية المديرة
    تبادل الخبرات والطموحات وطرق حل المشكلات
    الاستفادة من المواقف الايجابية وتعزيزها والطموحات لتحقيقها
    التحذير من الموقف السلبية وعلاج المعوقات
    تحفيز منسوبات الادارة للابتكار والتفكير بما فية مصلحة العملية التعليمية
    زيادةالثقة بالقدرات المدفونة بالروتين
    الحث على عمل جماعى منظم يتعاون فية الجميع مما يجعل العمل اكثر متعة ونشاطا وفاعلية مع الاخلاص واحتساب الاجر عند الله
    الطموحات التى نسعى الى تحقيقها للرقي بمستوى الادارة وتطورها
    طرق مقترحة لتحقيق تلك الطموحات
    المعوقات التى تحول دون تحقيقها
    العلاج من وجهة نظرك لتلك المعوقات

  2. #2
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    صفاااااااااااااات ومقومات الادارة الناجحة

    [align=right]الصبر

    اعتياد الصبر على المكاره، فإن الإدارة تستلزم المكاره، سواء من الرؤساء، أو الزملاء، أو المرؤوسين، أو نفس الأعمال، فبدون الصبر لا يتمكن الإنسان من إنجاز إدارته على وجه حسن

    فغالبا الرؤساء يتوقعون من الإنسان أشياء، ليس بإمكانه الإتيان بها، فإذا صبر على توقعاتهم، ولم يظهر التبرم والضجر، يتلاشى طلبات الرؤساء ويبقى هو ممدوحا لحسن إدارته

    كما أن الغالب كون الزملاء في صدر الحسد وحساب الزلة وتكبير العثرة، فإن صبر الإنسان عليهم تلاشت أتعابهم في تحطيمه، وبقي هو مرفوع الرأس لحسن إدارته، والمرؤوسون، كثيرا ما لا يطيعون الإنسان فيما يأمر وينهي، مما يسبب تأثر أعصابه، وانحراف بعض الأعمال فإن صبر عليهم، خرج من المعركة ظافرا، وإلا سقطت إدارته، ووصم بضعف الإدارة

    أما طبيعة العمل، فمن الأعمال اللازمة في مهمة الإنسان، قد لا يتأتى بيسر وسهولة فإن صبر الإنسان حتى أنجز تلك الأعمال وصل إلى القمة، وإلا فشل، ودل ذلك على ضعف إدارته. وإذا نظر الإنسان إلى المديرين الناجحين، رآهم يتحلون بهذه الصفة (الصبر) في حسن إدارتهم .

    السكوت في مواقف معينة

    ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة (السكوت) فإن النتائج تترتب على الأعمال لا على الأقوال، والقول في غير موضعه- كثيرا ما يسبب الفشل .

    والسكوت إنما يكون عن أمور:

    أولا- عن الانتقاد ، فلا يفتح الإنسان فاه، بانتقاد إنسان مربوط بالعمل أو غير مربوط به، فإن انتقاد الإنسان المربوط بالعمل وإن كان حقا- يثيره، مما يسبب التقليل من نشاطه، أو قيامه ضد المنتقد، وانتقاد غير المربوط بالعمل يسبب إثارته بما لا داعي له فيؤثر كلام ذلك المنتقد في أعصاب هذا المنتقد وينتقص منه وكلا الأمرين موجب لضعف الإدارة، أما الاجتماع.

    ثانيا- عن الانتقاد الموجه إليه، فإنه مهما بلغ الانتقاد ، لا يؤثر في الإنسان، إذا سكت خلاف ما إذا أجابه المنتقد بالرد، فإنه يصرف النشاط بلا فائدة، والناس دائما مع الساكت، فإذا تكلم كانوا له أو عليه.

    ثالثا- عن الهدر في الكلام، مما يبتلي به كثير من أصحاب الأعمال وقد كان أحد أحزاب (إندونيسيا) الكبار، شعارهم: قلة الكلام وكثرة العمل، وما أجمله من شعار؟ وفي المثل ،العمل بكل صمت وهدوء علامة النجاح، أما من يتكلم لإنجاز مهمة بقدر الضرورة فإن الكلام في مثل هذا الموقع ضروري وليس المقصود من السكوت، الذي نجعله من شرائط حسن الإدارة، المنع عن مثل هذا الكلام المضطر إليه.

    المعرفة الشمولية

    ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة ،معرفة مداخل الأمور ومخارجها فقد جعل الله سبحانه لكل شيء سببا، وجعل لكل مشكلة حلا وجعل من كل عويصة مخرجا، والرجل في إدراته ، كثيرا ما يريد غاية، أو يريد الخروج عن مشكلة، فإن توصل إلى سبب تلك الغاية أنجزها بسلام، وكذلك ان توصل إلى وجه الحل لتلك المشكلة خرج منها مرفوع الرأس.

    أما إذا لم يعرف المداخل والمخارج، فلا يصل إلى الغاية، ولا يعرف حل المشكلة، وبذلك يفشل، وإليك مثلا لذلك، إذا كنت تريد السفر. فأن عرفت كيف ينبغي أن تستأجر السيارة؟ وممن؟ وصلت إلى المقصد، وإلا بقيت في مكانك.. وإذا عطبت السيارة في أثناء الطريق. فأن عرفت كيف تصلحها؟ وصلت إلى المقصد، وإلا بقيت في الصحراء. ثم أن معرفة مداخل الأمور ومخارجها ليس بالأمر اليسير، وإنما هذه (النقطة) من نقاط ( حسن الإدارة) تحتاج إلى مزيد من العلم والتجربة والوعي والاستشارة.

    وكثيرا ما يكون هناك أسباب، أو حلول، فاللازم على الإنسان أن يرى أفضلها، وإلا لم يتسم بحسن الإدارة، مثلا إذا كانت الطرق إلى بلدة متعددة كان أقربها وأيسرها هو الأفضل، وإذا كانت المشكلة لها طرق في الحل كان أجملها وأسهلها هو الأفضل.

    حسن التجربة

    ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة ،الاستمرار في مطالعة أحوال العظماء المديرين فإن حياتهم تنير للإنسان كيفية الإدارة، فكما أن التجارب للإنسان نفسه، تنير طريقه في المستقبل، كذلك التجارب التي جربها غيره، فإن الأمور نظائر وأشباه. والحلول ، السابقة هي الحلول اللاحقة .

    فإذا درس الإنسان أحوال العظماء، عرف منهم كيفية الإدارة، والحلول الصحيحة المريحة، أما إذا لم يطالع واعتمد على نفسه، كان كمن يريد بناء الدار بدون التعلم من أستاذ، فهل من الممكن أن يبني دار جميلة، اعتمادا على ذوقه؟ ومن الملحق بهذا الفصل، مطالعة الكتب النافعة، فإن الإدارة مثلها مثل نهر جار انما يتكون من قطرات، وهذه القطرات إنما تتجمع من ألف حكمة وحكمة ومائة تجربة وتجربة.

    واللازم الاستمرار في المطالعة، لأجل أن الانقطاع عنها، كانقطاع الشجرة اليانعة من الماء، فكما لا يكفي لا بقاء الشجرة حية، مدة من السقي، فإنه إذا أنقطع عنها الماء تجف كذلك المعرفة تحتاج إلى استمرار معين للتعلم، فإنه بالانقطاع يكون الجفاف، وهناك سوء الإدارة فالفشل.

    العفو

    ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة (العفو) فإن الإنسان مهما بلغت رتبته- باستثناء المعصوم- يكون معرضا للأخطاء. وربما أخطاء فادحة.

    فإن أراد المدير- أخذ الناس بأخطائهم، لم تستقم له الإدارة،يقول الشاعر:

    ولست بمستبق أخا لا تلمه

    على شعث أي الرجال المهذب

    وربما يبدو هذا الشرط- لمن لم يبتل بالإدارة- تافها، لكن المبتلي بالإدارة يعرف ما لهذا الشرط من قيمة.

    وليس اعتباطا أمر الله سبحانه ورسوله بأخذ العفو، حيث يقول عن شأنه:-

    ( خذ العفو.. وأمر بالعرف.. واعرض عن الجاهلين).

    وليس المراد العفو مطلقا، حتى ما يوجب فساد المرؤوس، أو شلل العمال، بل المراد العفو مهما أمكن، فإن كثيرا من المديرين يتصفون بطيش يفسد عليهم إدارتهم وكثيرا ما يسبب العفو نجاحا وتقدما لا يمكن أن يوجد في الأخذ والعقوبة واستمع إلى كلام الإمام المرتضى (عليه السلام): ( عاتب أخاك بالإحسان إليه !!).

    التفكر الدائم

    ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة (التفكر الدائم) في مختلف الأداء وتحليل التجارب، والتعمق في الأمور، واستخراج النتائج فقد قال الإمام المرتضى ( عليه السلام):- ( الفكر مرآة صافية) .

    فربما يكون الإنسان متحيرا في أمر لا يهتدي سبيلا إلى وجه الصواب فيه، فإذا تفكر، وأجال الرأي، وجد السبيل السوي، والصراط المستقيم.

    والإنسان بالتفكر الدائم ينمي في نفسه ملكة الفكر، وبذلك يكون ذا آراء صائبة ومن المعلوم أن المدير كثيرا ما تستشكل عليه الأمور، وتتضارب لديه وجه العمل فإذا كان ممن اعتاد التفكر الدائم حل أكثر المشكلات، وبذلك يتسم بحسن الإدارة، ويخفف على نفسه مشاق كثيرة، ومشاكل جمة .

    حسن الأخلاق

    ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة (حسن الأخلاق) فإن الأخلاق الحسنة بلسم على كل شيء والمدير يحتاج إلى هذا البلسم أكثر من غيره لأنه يريد تقديم الاجتماع، وذلك لا يكون إلا بالأخلاق فإن الانسان مركب من لحم ودم، وقلب وروح، وكلها تحتاج إلى الأخلاق، من رفق وعطف وتبسم وسلام وغيرها.

    وما أجمل ما مثل لذلك، حيث قالوا: ( كان إخوان لهما أهل وكان أحدهما يبيع خل العنب، وكان الآخر يبيع دبس العنب، لكن بائع الخل كان في رفاه وسعة، وبالعكس من بائع الدبس حيث كان في ضنك، وذات مرة أرادت زوجة بائع الدبس، تعرف السبب في ذلك ؟ فجاءت حتى وقفت على دكان زوجها، فرأت أنه يسيء معاملة الزبائن مما يسبب انقطاعهم عنه، بينما رأت أن بائع الخل يحسن المعاملة بكل طلاقة وجه، وتسهيل في البيع، مما يحبب الزبائن و يكثرهم.

    وظهرا حيث رجع زوجها إلى الدار، قالت: إنك تبيع الدبس الحلو، حامضا.. وأن أخاك يبيع الخل الحامض حلوا).

    فكثيرا ما تقع إدارة تقدمية بيد سيء الأخلاق فيجمدها، بينما تقع إدارة جامدة بيد حسن الأخلاق فيوسعها ويقدمها.

    احترام النفس

    ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة (احترام النفس) والمراد به في مقابل الابتذال، فإن الإنسان حيث وضع نفسه، إن الإدارة تحتاج إلى مقدار من الضبط الذي يلازم الهيبة والشخصية، لا التكبر والترفع، ومن المعلوم أن الهيبة والشخصية لا تحصلان إلا باحترام الانسان نفسه.

    فلو صار الشخص مبتذلا سقطت هيبته، وبذلك تضعف شخصيته، وهو ما يوجب عدم تمكنه من ضبط الأمور كما ينبغي، فإن مرؤوسيه لا يقدرون كلامه حينئذ، وهناك الفشل ولذا ورد في الأحاديث إن من فضائل المؤمن ( تواضع من غير ابتذال).

    ومعرفة الفرق بين (احترام النفس) وبين (التكبر) كما ان معرفة الفرق بين (التواضع) وبين (الابتذال) تحتاج إلى دقة، وجودة نظر في أحوال الناس.

    الحيوية

    ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة (أن يكون حافلا) فإن الإنسان قد يقتصر على مهمته الإدارية التي أوكلت إليه، وهذا إنسان جامد، وإن أتى بالغاية المردة منه بخير وجه.

    وقد يتطرق إلى هنا وهناك- لا في الإبداع في مهمته فقط- بل في تشعيب الإدارة إلى أقسام، واستخراج إدارات جديدة، بروح مستعلية وثابة مبتكرة مثلا: إذا أنيط إلى شخص إدارة مدرسة، فإنه قد يقتصر عليها، وهذا جمود وإن أحسن الإدارة في الإشراف على المعلمين والسير بالطلاب إلى الأمام، في جانبي العلم والأخلاق.

    وقد يوسع في المدرسة، ويتطرق إلى خارج نطاق المدرسة كتأسيس الكشافة، وفتح المكتبة للمدرسة، وإخراج نشرة مدرسية وصنع التمثيلية بمناسبات.. وما أشبه ذلك. ومثل هذا الإنسان هو الذي يساهم في تقديم الحياة، ويرفع من المستوى الذي وصل إليه الإنسان قبله.

    لكن مثل هذا التوسع، في مختلف أقسام الإدارة، يحتاج إلى تفكير ومطالعة ومفاوضة مع الأذكياء، واعتبار بالأحداث.

    التوسط وقابلية التحليل

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة (التوسط في الفكر) فإن من الناس من يسيطر عليه روح التردد في الأمور فكل شيء لديه محتمل، وكل حركة عنده لها وجه صواب ووجه خطأ، ومثل هذا خليق بأن يجمد في مكانه. ولا يصلح للإدارة، إطلاقا ومن الناس من هو عكس الأول فيجزم بالأشياء اعتباطا بكل سرعة، بدون تمام الموازين والأدلة، وهذا أيضا خليق بالفشل وضعف الإدارة، لكثرة أخطاء مثل هذا الإنسان.

    ومن الطريف، أن بعض الناس- في الحرب العالمية الثانية- كانوا يشكون في وجود الحرب ويظنونها دعابة أثارتها الدول الكبرى لأغراض.. بينما بعض آخر كان يظن أن الحياة تمحى من الدنيا بسبب هذه الحرب، لسرعة جزمه بالدعايات الفارغة، وإن لم يقم عليها اي دليل.

    وغير الناضج من الناس، غالبا، بين هاتين الحالتين، حالة التردد أو حالة سرعة الحكم الاعتباطي.

    فالتوسط في الفكر من أهم مقومات الإدارة الناجحة.

    عدم التبجح بالعمل

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة (عدم التبجح) إطلاقا ، فإنه عدم التبجح بالعمل ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة (عدم التبجح) إطلاقا ، فإنه مما يفسد قلوب الناس عن الإنسان، أو يوجب انفضاضهم من حوله، مما يؤدي بدوره الى فشل الإدارة فاللازم التبجح والافتخار بما عمل.

    ومن الغريب أن الناس- بفطرتهم- يحبون العامل الساكت، ويكرهون العامل المتبجح، وإنه إذا سكت الإنسان عن عمله، مدحه الناس، وان مدح عمله، ذمه الناس ومن طريف ما يحكى أن عاملا، كان ساكتا عن عمله، فكان الناس يمدحونه وأخذ في بعد ذلك يمدح عمله، فسكت عنه الناس، فتعجب عن سكوتهم بعد أن كان العمل هو العمل بلا تفاوت- وسئل من بعض عن سبب ذلك؟ فقال: إن الناس كانوا يمدحونك حين كنت ساكتا، أما إذا مدحت نفسك، فعملك لا يستحق مدحين ، ولذا سكتوا عنك ـ .

    والتبجح ليس باللسان الصريح فقط، بل بالكتابة، والإشارة، والتلميح، وفعل ما يدل على المدح- كما إذا تثائب وتمطى واتكى وغير سحنة وجهه بعد عمل قام به، متبجحا لفعله ذلك.

    فعلى المدير أن يجتنب ا لتبجح إن أراد حسن الإدارة، وعدم فشلها، وإلا كان نصيبها الفشل بل من أقسام التبجح الندم، في معرض المدح فربما ترى إنسانا يقول: إني لا علم لي.. وهو يريد الكناية بذلك عن علمه أو يقول : إني لم أخدم أحدا وهو يريد بذلك إثبات خدماته، وهكذا.

    النظرة الثاقبة

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة (النظر إلى العواقب) فإن الأمور مرتبطة بعضها ببعض وكثيرا ما تكون أمور كثيرة تنتج عاقبة جيدة أو رديئة فإذا نظر الانسان إلى الشيء مجردا عن ظروفه وملابساته ظن عاقبة- رديئة، حينا، فلا يقدم أو حسنة حينا، فيقدم- وذلك مما يسبب فشل الإدارة بينما يلزم أن ينظر الإنسان إلى الشيء من جميع جوانبه ومحتملاته، وهنا يكون رجاء الأمن عن العطب والعاقبة الحسنة.

    وقد ورد في وصف الإمام المرتضى (عليه السلام)، أنه كان بعيد المدى .

    مثلا قد يكون التاجر، يرى السوق رائجا، فيشتري السلعة بثمن ربما يقترضه، بزعم أنه بعد أيام يربح الربح الكثير، ثم يخسر مما يرتطم في مضاعفاته، وذلك لأنه إنما أخذ بالنظر، ربح السلعة في هذا اليوم، ولم يأخذ بالاعتبار احتمال وقوع رخص، بعد أيام لانتهاء كارثة حاقت بالبلاد، أو ورود بضائع مماثلة، أو قلة رغبة الناس في هذه البضاعة بعد زمان لانتهاء الفصل المرغوب فيه هذه السلعة، أو ما أشبه ذلك.

    وربما يكون مصادقة إنسان، أو معاداة إنسان رأس سلسلة من الإنجازات أو المصاعب باعتبار أن له جذورا وأجنحة، فالناظر السطحي لا يهتم به، لأنه لا يعرف العواقب المرتبطة بهذا الإنسان من جهة جذوره وأجنحته فيسرع في عدائه أو يبطئ في جلب رضائه ووده.

    إلى أشباه ذلك، مما هو كثير جدا، فالمدير الناجح، هو الذي يلاحظ هذه الأمور من جميع الجوانب.

    كون المدير أذنا

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة، أن يكون المدير (أذنا) يسمع ما يسمع بدون مناقشة، فيما لا يهمه، مما لا يضطر إلى المناقشة فيه، فإن كثيرا من الناس يحبون الثرثرة، أو إبداء الآراء ، أو نقد الأمور بينما لا يهم الإداري كلام واحد من ألف كلام منها.

    فإذا أراد النقاش والنقد، أضاع وقته عبثا، وأثار الناس على نفسه، لأنه إن أبدى الرضا أثار المناوئين لهذا الكلام، وإن أبدى السخط أثار المتكلم ولذا مدح الله رسوله بقوله( قل أذن خير لكم).

    وقد كانت من عادة المرحوم، زعيم الثورة العراقية، الإمام الشيرازي، السكوت حين كان يكلم في مقترحات. وكلما طلب القائل منه الجواب؟ لم يتكلم مفضلا تأثر المتكلم عن سكوته، على تأثره عن رده ونقده.

    طيب المعاشرة

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ، طيب المعاشرة فإن الانسان المتفوق محسود من أصدقائه ومن أعدائه، والأصدقاء وإن أخفوا حسدهم لكنهم لا يملكون ثائرة أنفسهم، ولا بد في يوم أن تنفجر الثائرة، ولو من بعضهم، أما الأعداء فالكلام فيهم واضح لا يحتاج إلى الشرح.

    وطيب المعاشرة، مما يخفف من سودة الحسد، وبحد من نشاطه، وبذلك يسلم المدير عن العداوات أو يقبل منها حسب المستطاع، فبالإضافة إلى تمكنه من حسن الإدارة يتمكن من تقديم الإدارة إلى الأمام فإن الإنسان لا يتمكن من تحسين وضعه ولا تقديم عمله في جو مشحون بالتذبذب والمناوئة. ويلزم أن يكون المدير حذرا من صديقه أكثر من حذره من عدوه، فإن العدو لعداوته يؤمن من استرسال الشخص عنده حول نقاط ضعفه، ولا يمكن أن يحطمه من دخيلة أمره، أما الصديق فإن الإنسان يسترسل عنده في الحديث بما يبدي عورته، ويكشف ضعفه، فإذا انقلب عدوا كان قادرا على الهدم، ولذا قال الشاعر

    احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة

    فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة

    قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما نزل جبرئيل مرة إلا وأوصاني بمداراة الناس.

    ويقول الشاعر السعدي في بيت فارسي له تعريبه:

    راحة الكونين في تفسير هاتين الكلمتين (إعمال المروة مع الأصدقاء، وأعمال المداراة مع الأعداء).

    الشخصية المتوازنة

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ،اجتناب ما يسبب نفرة الناس فانه وإن كانت النفرة لأسباب تافهة، تكون مضرة با لإدارة والمدير.

    ومما يسبب النفرة أبواب كثيرة، نذكر منها جملة، ونكل الباقي إلى لباقة المدير.

    مثل خلف الوعد. وإظهار الاستبداد والتواضع الملحق بالمهانة.. وهجر الناس والتجنب عنهم.. وعدم حضور الاجتماعات المنعقدة بالمناسبات. والاعتزاز بالنفس وبالعمل مظهرا ذلك بقول أو عمل.. والإتيان بما لا يليق عند الناس: كالأكل في الطريق، والضحك العال، والبصاق أمامهم، والمزاح المثير، وما أشبه ووضع النفس فوق مستواها كاصطحاب من فوقه والجلوس فوق مجلسه وترفيع بعض على بعض في المعاشرة والمصادقة وما أشبه مما يسبب جلب عداوة من نقصهم حقهم.. وتنقيص الناس حقهم والمجادلة.. والتكلم بما لا يصدقه الناس، وإن كان حقا من القصص والتواريخ وما أشبه.. والكذب.. والإتيان بالأمور المنكرة شرعا أو عقلا أو عرفا.

    إلى غيرها من الأمور الكثيرة المنفردة.. ومن المعلوم لزوم مراعاة الشريعة المطهرة. في الفعل والترك إذ ليس مرادنا ترك واجب يستهجنه بعض الناس أو فعل محرم يعتادون الإتيان به- والعياذ بالله ـ .

    جلب الثقة للناس

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( جلب ثقة الناس) وهذا غير الفصل السابق، فإن من الناس المديرين، من لا يأتي بالمنفر، لكنه لا يجلب ثقة الناس أيضا وجلب ثقة الناس ضروري للمدير، فإن كل الناس العاملين إنما يتمكنون من الاستمرار في عملهم بسبب ثقة الناس بهم.. مثلا إمام الجماعة إذا زالت ثقة الناس عنه لم يحضر أحد جماعته والحكومة إنما تعيش بثقة الناس فإذا زالت ثقتهم نحوها عن الحكم والتاجر إنما يتمكن من الأخذ والعطاء لثقة الناس به وإلا انفضوا من عنده وتركوا معاملته، وهكذا فإذا جلب المدير ثقة الناس بحسن معاشرته واستقامة أعماله، أبقى على نفسه وعلى إدارته وتمكن أن يشق طريقه إلى الأمام، وإلا عرض إدارته للخطر، وسمعته للانهيار ، وأخيرا الفشل.

    تجنب الاستفزاز

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ، أن يفعل ما يريد بدون استفزاز فإن الغالب أن المديرين لهم شركاء ولو كانوا في مستوى أحط، وتكون الكلمة للمدير أخيرا.

    فإن ظهر وجه الرأي للمدير، كان لا بد وأن يكون هناك مخالف أو أكثر فقد يأتي المدير بما يظهر له بعنف واستفزاز، وهذا خطأ موجب للعداوة وفشل الإدارة، وقد يأتي بما يظهر له بكل لطف ولين، وهذا من أسباب نجاح الإدارة وولاء الملتفين حولها.

    مثلا: للمرجع حاشية- مهما أوتوا من الصلاح والتقوى- لهم آراء حولت تعيين الوكلاء وإجراء المشاهرات وما أشبه، وكثيرا ما يكون رأي المرجع مخالفا في تعيين وكيل أو عزله أو ما أشبه ذلك، فاللازم أن ينفذ رأي نفسه، بدون استفزاز، وإلا انقضت الحاشية- الصالحة، فرضا، عن حوله، وتلقى مضاعفات ذلك.

    يقول أحد الرؤساء بصدد هذا، كثيرا ما كنت أنوي نصب شخص معين ولكن لأخذ رأي الأعضاء كنت أستشيرهم في الشخص الذي ينبغي أن ينصب؟ بدون أن أذكر اسم الذي قصدته، فإذا صوتوا لمن قصدته فنعم المطلوب، وإلا كنت أضع من يعينوه في بساط البحث- بحثهم أنفسهم، دون اشتراك مني في المناقشة- وطبيعي أن تقع حوله المناقشة حتى يرضون به وأخيرا كان من قصدته هو الذي يعينوه بالإجماع أو كان من اقصده أحد شخصين يرشح للأمر من قبلهم فكنت أنا في آخر الحلبة، ارتضي بمن قصدته، بعد أن كان التعيين منهم، فكنت في وقت واحد أفوز بما أردت، وأجلب رضاء الأصدقاء بل مدحهم إياي بأني أخذت بآرائهم ومن هذا الباب أيضا عدم مجابهة الناس بما يجرح كرامتهم، سواء حول ما يريد أو حول ما يريدون.

    الابتعاد عن الأنانية

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ، عدم الأنانية ، فإن الأنانية ضد الإدارة بكل لوازم المضادة.

    فإن الأناني إنما مقصده نفسه، لا الهدف الذي وضعت لأجله الإدارة، فالأناني يسير إلى اتجاه نفسه، والإدارة تسير إلى اتجاه الهدف، ولذا سرعان ما يظهر الفشل في الإدارة و الانهيار أخيرا.

    ومن المعاكسات الأليفة في الأناني، إن الناس يزدرون الأناني بجميع أنحاء الازدراء بينما هو يريد أن يقدره الناس بجميع أنحاء التقدير.

    والأنانية، خليقة بإسقاط الفرد العادي، فكيف بالمدير؟

    وإذا رأيت أنانيا في قمة إدارة، فليس لك أن تقول كيف جمعت الإدارة والأنانية؟

    وإنما عليك أن تقارن بينه، وبين رجل غير أناني- لو كان في مكانه- لتعرف الفرق الشاسع بين ذلك سمعة وإدارة وتقدما، وبين هذا المتربع فعلا.

    فمثلا: لو كان المتربع يدير مدرسة فيها مائة طالب بسمعة متوسطة، كان غير الأناني يديرها بحيث يجتمع فيها ألف طالب، بسمعة راقية، وهكذا.

    دور الإيمان

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ، مراعاة جانب الله سبحانه،في كل لحظة وخطوة ، ومعنى مراعاة هذا الجانب: الإخلاص الشديد في العمل، ورعاية رضى الله في كل صغيرة وكبيرة، ورجائه سبحانه في الوصول إلى الهدف المنشود. والتوكل عليه طول الوقت، إلى غير ذلك.

    فإنه أولا يوجب حسن الإدارة، إذ الأمور كلها بيد الله تعالى،فإذا رأى سبحانه انقطاع العبد إليه أمده بروح منه، وبارك في عمله، مما يجعله في الواقع وفي أعين الناس أحسن مدير لأحسن إدارة، وفي الحديث:

    ( صانع وجها واحدا يكفك الوجوه ، و ما كان لله لقد ينمو).

    وثانيا: يكون لعمله الثواب والأجر، مما لا يدركه بدون مراعاة مرضاته سبحانه

    وثالثا: الدنيا دار فناء، فمهما عمرها الإنسان ولا بد أن يأتي يوم يفنى الذي عمرو ما عمره، أما إذا كان الشيء متصلا برضاه سبحانه، فإنه يبقى ويكون جزائه الجنة التي لا تزول ولا تحول، وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وهل العاقل يصرف نظره عن شيء باق بهذه المنزلة، لشيء فإن مشوب بالآلام والكدورات؟

    وهذا الفصل أهم الفصول في هذا الكتاب، فاللازم على المدير أن يراعيه بكل دقة وحيطة، وأن يصبح ملكة له حتى يتأني منه عفويا.

    وإلا كان من مصاديق قوله سبحانه: ( ألم تر إلى الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)؟ وقوله سبحانه: ( قل ان الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهلهم).

    نزاهة الجهاز الإداري

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( نزاهة الحاشية) بأن يهتم المرء بذلك غاية الاهتمام ، فإن انحرافهم يسبب ضعف الإدارة، ثم الفشل والانهيار بالإضافة إلى أن عدم نزاههم يسري إلى الإنسان عملا وتلوثا، أما عملا فلأنهم يؤثرون في فكر المدير تدريجيا مهما كان صامدا- مما يسبب انحراف أعماله. وخروجها عن جادة الصواب، وأما تلوثا فإن الناس يرون المدير بعين ما يرون به الحاشية، فإنه ولو كان في غاية النزاهة لكنه يفقد سمعته شيئا بعد شيء، حتى لا تبقى منها باقية. والمنطق مع الناس في ذلك فإنه يدور الأمر بين أن لا يعلم فساد حاشيته- فلا يصلح للإدارة- وكيف يصلح للإدارة من ليس يستطلع على أحوال أقرب الخواص إليه. وبين أن يعلم ولا يصلح فإن لم يتمكن الإصلاح، فأحرى به أن لا يصلح إلا بعد وإن تمكن من الإصلاح، فهو شريك لهم في الجريمة على حد قول الشاعر:

    فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة

    وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

    نعم كثيرا ما يضطر الإنسان إلى بعض الحواشي غير النزيهة فاللازم أن يظهر ذلك للناس وأن الاضطرار ساقه إلى مثل تلك الحاشية، تصريحا إن لم يخف من التصريح، وتلويحا إن خاف من التصريح، وهذا هو سر ما نرى من كون حواشي بعض الأنبياء. والأئمة من هذا القبيل، كما أنا نرى بجنب ذلك تصريحاتهم حول تلك الحاشية.

    فقد لعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعض حاشيته،كما وأظهر التبري من أعمال آخرين، وإلى غيرها مما هو مسطور في التأريخ والتفصيل موكول إلى ذكاء المدير.

    المرونة

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( عدم توقع العمل من الموظفين مائة في مائة) فإن البشر بطبيعتهم مختلفون، فبعضهم مطيع، وبعضهم كاهل بعضهم حار وبعضهم بارد، وهكذا.

    فإن أراد المدير من جميعهم العمل الجدي السليم مائة في مائة،أتعب نفسه ولم يحصل ما رام بالإضافة إلى أنه يكون بذلك أعداءا لنفسه، مما يسبب الفشل في الإدارة أخير.

    إن على المدير أن يقرر الضعف والاختلاف البشري حق قدره،ويقول لنفسه:- إن لم يأتمر الموظف في هذه المرة، فسوف يأتمر في مرة أخرى وإن لم ينجز العمل كما أردت فسوف ينجز أعمالا أخرى.. فالأجدر أن أبقى عليهم جميعا رجاء الصلاح والإصلاح.

    وهذا لا يعني أن لا يسد الخلل الموجود في الموظفين، بل يعني أخذ الاختلاف الطبيعي بين النفوس بعين الاعتبار.

    ومن الأفضل أن يستصلح المدير خلل الموظف، بالكتابة وما أشبه، حتى يبقي على صفاء قلبه وخالص وده، والنظر في تاريخ رسول الإسلام ( صلى الله عليه وآله وسلم) يرشد إلى المثل الأعلى في هذا النوع من الإصلاح.

    التروي في إطلاق الأحكام

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( أن يكون المدير متوسطا في النظرة إلى الناس) فلا يحسن الظن إلى كل أحد، ولا يسيء الظن إلى كل أحد،. بل يكون متوسطا في حسن الظن.. فإذا رأى إنسانا، لم يحسن به الظن عاجلا، ولا يسيء به الظن بدون اختبار.

    فإن حسن الظن ضعف ووهن وموجب لتسرب الأشرار إلى الإدارة، وسوء الظن شدة لا داعي لها، ويوجب انفضاض الأخيار عن الإدارة، وكلاهما موجب للفشل والانهيار.

    وإنما ينشأ الانحراف في أية من الصفتين، من الجهل، وفي المثل ( الجاهل أما مفرط أو مفرّط ).

    الصمود النفسي

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( الصمود أمام الكوارث) فإن الإدارة بطبيعتها معرضة للهزات، وكلما كانت الإدارة أوسع، كانت الهزات أكثر وأعنف .

    فمن المديرين، من لا يعد العدة للكوارث، فإذا أصيب بشيء منها، انسحب عن الميدان وهذا فشل وخور، بل اللازم على المدير الحازم:

    أولا: أن يعد العدة- سلفا- للكوارث المحتملة- حتى إذا نزلت الكارثة، كان مهيئا للتخفيف من حدتها، ثم محو آثارها بكل سرعة.

    وثانيا: أن يعد القوة النفسية امام الكوارث حين نزولها، حتى لا يتضعضع ولا ينهزم نفسيا، أمام الكارثة، فإن الصمود النفسي مما يخفف وقع الكارثة.

    يقول علماء النفس: إن الصدمة التي يتلقاها الإنسان أمام الكوارث أشد إيلاما من الصدمة ذاتها.

    والإنسان إذا استعد لتلقي الصدمات المحتملة، ثم وردت الصدمة عليه خفف الاستعداد من الجزء الأكبر منها، والجزء الباقي يتلاشى بمضي الزمان، وإلا انهار نفسيا وإداريا بما لا يرجى القيام منه .

    محاربة الكسل

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( سوط التقدم ) فإن المدير يحتاج إلى السوط الذي يحدوه نحو الهدف كلما أخذه كسل أو انحراف، ولا أفضل في ذلك من ذكر الجنة بنعيمها، والنار بعذابها- بشرط مطالعة تفاصيلها المذكورة في الكتاب الكريم والسنة المطهرة ـ .

    والتوجه إلى الله سبحانه، وعظيم قدرته، وسعة الكون وجماله، ومطالعة مزاياه، مرفه وحادي في وقت واحد. كما أن تذكر الهدف والخوف من السقوط من السياط الموجبة لطرد الكسل.

    حسن التقدير

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( العناية بصغار الأمور على نحو العناية بكبارها) فإن لكل شيء من الأمور- صغارها وكبارها- مدخلا في الحياة ومن الصغار تتكون الكبار.

    فالخلية الصغيرة أصل الإنسان، والذرة المجهرية أصل الكون،فمن لا يهتم بالصغار، أدى إلى عدم ضبط الكبار من الأمور، فإن الكبار تتكون من الصغار.

    فاللازم على المدير أن يعطي الصغير العناية بقدره، مثلما يعطي الكبار العناية بقدرها، وغالبا ما يغض الإنسان عن النظر إلى الصغير استهانة به، وإذا به يفتح بابا كبيرا من الخلل لا يمكن سده.

    وليس الكلام حول الخلل الآن فإنه من الضروري لحسن الإدارة العناية بكل أمر، واللازم أن تصبح هذه الحالة ملكة للإنسان حتى تحسن إدارته، ويتمكن من تقديم الحياة.

    التمتع بروح الانطلاق

    ومن الأمور المهمة في حسن الإدارة ( التطلع على أحوال الأشخاص بروح منطلقة متطلعة) بدون ترتيب الأثر على ما يبدو له من العورات، (إلا من جهة الإدارة) فإن الإدارة تحتاج إلى الرجال مهما كانت نوعها، والرجال إن لم يعرفهم المدير بمختلف مستوياتهم لا يتمكن من تسيير دفة الإدارة بجودة وحسن.

    مثلا : صاحب المصرف، لا بد أن يعرف الذي يفي دينه ممن يأكل أموال الناس، ومن عنده المال القابل للحجز ممن ليس عنده.. والمرجع الديني يجب أن يعرف التقي العالم الذي يصلح للوكالة والإمامة من غيره.. والمدير للمدرسة يجب أن يعرف المعلمين حتى يتمكن أن يستخدم الصالح، ويترك الطالح، إلى غيرهم.

    هذا بالنسبة إلى الشق الأول، من هذا الفصل: التطلع على أحوال الأشخاص بروح منطلقة متطلعة، ومرادنا من (الانطلاق والتطلع) عدم الجمود في الإطلاع، وعدم السرف والتفريط في المعرفة بالتعمق غير اللازم، أو الانغلاق فيما يحتاج إلى توسع المعرفة.

    وأما الشق الثاني من هذا الفصل: ( بدون ترتيب الأثر على ما يبدو له من العورات إلا من جهة الإدارة) .

    فإن في الناس عورات، إذا فحص الإنسان عن أحوالهم اطلع عليها.

    وبعض الأشخاص يشهرون ألسنتهم في التنقيص أو ما أشبه، على من اطلعوا عليه، وهذا خلاف (حسن الإدارة) بل اللازم أن يتخذ الانسان اطلاعه وسيلة لتجنيب إدارته عن العطب لا لشهر لسانه على الناس.

    والجمع بين هذين الشقين (التطلع، وعدم ترتيب الأثر..) من أهم النقاط في حسن الإدارة وقد أمر الإمام (عليه السلام) ولده إسماعيل اجتناب مشاركة من تلوكه الألسنة قائلة أنه يشرب الخمر- بالنسبة إلى معاملته الشخصية- فيما ورد في الحديث (كذب سمعك وبصرك عن أخيك) فإن شهد سبعون قسامة أنه قال شيئا، و قال: لم اقله، فصدقه وكذبهم، والقصة مذكورة في، رسائل شيخنا المرتضى رحمه الله وغيره. فحديث إسماعيل يشير إلى الشق الأول، وحديث (كذب..) يشير إلى الشق الثاني.

    التطوير النوعي

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ( تحويل الخامات إلى أجناس) سواء كانت خامات بشرية، أو خامات جنسية، أو خامات عملية.

    فيعمل لنضج الناس كي يصبحوا قابلين للعمل- إداريا كان أو غير إداري- ويعمل لتحويل الأجناس إلى أجناس نافعة- فيما كانت إدارته من هذا القبيل-كتحويل الحديد إلى القاطرة والطائرة وهكذا، ويعمل لتحويل المعلومات البدائية إلى معلومات مركزة نافعة، فإن العلم والمعرفة، ينمو شيئا فشيئا والمنمي لهما هو المدير القوي .

    ولا أقصد بالمدير هنا مدير دائرة، بل مدير جهاز علمي أو عملي أو إداري، على حد سواء. ومن أقسام تحويل الخامات إلى أجناس، ضم خامة بخامة، حتى يصبح جنسيا ذا نفع في الحياة، كالبنّاء الذي يضع اللبنة على اللبنة، حتى تصبح دارا عامرة.. والكتبي الذي يضع كتابا بجنب الكتاب، حتى تصبح مكتبة قيمة.. والمؤلف يضع موضوعا بجنب موضوع حتى تصبح كتابا ثمينا، وهكذا .

    والمدير مهما كانت- إدارته- له هذه الصلاحية في ما يختص به من الإدارة، فإن فعل كانت مساهمة في تقديم الحياة، بالإضافة إلى حسن السمعة، والذكر الجميل.

    ضبط النفس

    ومن الأمور المهمة لحسن الإدارة ، ضبط النفس عن الانخداع ، و الانخداع على أقسام:

    الأول: الانخداع بالجانب المبهرج من الحياة فإن النفس ميالة إلى الراحة وحسن السمعة، وما أشبه، والحياة تأبى إلا العمل الجدي المستمر الصامت بكل هدوء، و كثيرا ما يرى انخداع المدير بالجانب المبهرج، فيميل إلى الراحة أو يغتر بحسن السمعة فيكسل في العمل وضبط الإدارة، ويترك العمل الجاد المستمر، وبذلك تضعف إدارته، وينقلب وبالا على الحياة، بعد أن كان محفزا للحياة ودافعا لها الى الأمام.

    والمديرون الذين يبتلون بهذا الانخداع، يوجب ذلك انحطاط مستوى الإدارة وبانحطاط الإدارات تنحط الأمة، ورويدا رويدا يشملها الخمول والتأخر فتتقدم عليهم سائر الأمم.. وهذه هي نواة كل تقدم وتأخر، فالتقدم أوله الحزم وعدم الانخداع، والتأخر أوله الكسل والغرور بالجانب المبهرج .

    الثاني: الانخداع بالمدح: فكثيرا ما يميل الإنسان إلى الكسل، اذا وجد مادحين له، أو إلى الانحراف إذا وجد من يمدح طريقته .

    الثالث: الانخداع بالذم: ففي كثير من الأحيان يترك الإنسان الطريقة المثلى خوفا من الذم، وتهربا من الازدراء .

    الرابع: الانخداع بالتحريض: فكثير من الناس يلقون أنفسهم في المهالك بتحريض محرض وتشجيع مشجع وإغراء مغر، وهم يعلمون ضرر ذلك لكن التحريض يثير أعصابهم، ويوقظ نخوتهم .

    وكل هذه الأقسام من الانخداع مما تضر بالإدارة وتوجب الإنحطاط وذهاب السمعة وأخيرا الفشل والانهيار.. وقد كان هذا منطق القائل ، النار ولا العار، واليه أشير في قوله سبحانه: ( أخذته العزة بالإثم ).

    فمن الضروري على المدير أن يهتم بضبط نفسه، حتى لا ينخدع بهذه الانخداعات.. ولا يكون ذلك- كما لا يقدر الإنسان على اتباع الفصول السابقة في هذا الكتاب- إلا بالاستعانة بالله سبحانه، وطول ذكره ليل نهار، والتوكل عليه، وهو سبحانه يكفي من توكل عليه ويأخذ بيد من استعان به وهو خير موفق ومعين. [/align]

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  3. #3
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    مفهوم الإدارة

    الأهداف من الفصل:

    ينبغي على الطالب أن يسعى من دراسته لهذا الفصل إلى تحقيق الأهداف التالية:

    1- التعرف على مفهوم الإدارة.

    2- التمييز بين مفهوم الإدارة كممارسة ومفهومها كعلم.

    3- التعرف على مكونات العملية الإدارية.

    4- القدرة على تعريف كل مكون من مكونات العملية الإدارية.

    5- التعرف على المهارات الإدارية التي يجب أن يمتلكها المدير.

    6- التمييز بين مفهوم الإدارة كعلم ومفهومها كفن.

    7- التعرف على مجالات الإدارة المختلفة.

    8- القدرة على تحديد الفوارق بين إدارة الأعمال والإدارة العامة.

    9- القدرة على معرفة العلاقة بين علم الإدارة والعلوم الأخرى المحددة.

    1- مفهوم الإدارة The concept of Management.

    يمكن تناول مفهوم الإدارة من جانبين: الإدارة كممارسة والإدارة كعلم.

    (أ) مفهوم الإدارة كممارسة: Management as a preocess.
    الإدارة هنا هي الاستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات والأفكار والوقت من خلال العمليات الإدارية المتمثلة في التخطيط، والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق الأهداف.
    هذا ويقصد بـالموارد:
    - الموارد البشرية: الناس الذين يعملون في المنظمة.
    - الموارد المادية: كل ما يوجد في المنظمة من مباني وأجهزة وآلات..
    - الموارد المالية: كل المبالغ من المال التي تستخدم لتسيير الأعمال الجارية والاستثمارات الطويلة الأجل.
    - المعلومات والأفكار: تشمل الأرقام والحقائق والقوانين والأنظمة.
    - الوقت: الزمن المتاح لإنجاز العمل.

    ويقصد بالعمليات الإدارية:
    التخطيط والتنظيم والتوجيهوالرقابة وسيتم تناولها لاحقاً.

    الفاعلية: effectiveness
    ويقصد بها مدى تحقيق أهداف المنظمة

    الكفاءة: Efficiency.
    ويقصد بها الاستخدام الاقتصادي للموارد: أي الاقتصاد في استخدام الموارد وحسن الاستفادة منها، والشكل أدناه يبين علاقة الموارد والعملية الإدارية والأهداف ببعضها

    ب) الإدارة كعلم: Management as a science
    هو ذلك الفرع من العلوم الاجتماعية الذي يصف ويفسر ويحلل ويتنبأ بالظواهر الإدارية، والسلوك الإنساني الذي يجري في التنظيمات المختلفة لتحقيق أهداف معينة.

    2- المهارات الإدارية: Management skills

    يتطلب من أي مدير أن يتمتع بالمهارات التالية:

    (أ) مهارات فكرية Conceptual Skills
    كالقدرة على الرؤية الشمولية للمنظمة ككل، وربط أجزاء الموضوع ببعضها البعض… الخ.
    وهذه المهارة مطلوبة أكثر في الإدارة العليا.

    (ب) مهارات إنسانية Human Skills
    وتعني باختصار القدرة على التعامل مع الآخرين، وهي مطلوبة بشكل متساوي في جميع المستويات الإدارية.

    (ج) مهارات فنية Technical Skills
    كاكتساب مهارة اللغة والمحاسبة، واستخدام الحاسوب وهي مطلوبة أكثر في المستويات الإدارية الدنيا.

    شكل يبين توزيع المهارات على المستويات الإدارية

    3- الإدارة هل هي فن أم علم؟ art or science .

    الإدارة فن لأنه لابد للمدير أن يمتلك القدرة الشخصية على تطبيق الأفكار والنظريات والمبادئ الإدارية بطريقة ذكية ولبقة تعكس الخبرة والتجربة والممارسة.

    والإدارة علم لأننا ندرس في الجامعات نظريات ومبادئ وأفكار إدارية وبذلك يمكن القول أن الإدارة هي فن وعلم في نفس الوقت.

    4- مجالات الإدارة Management Fields

    هناك مجالات متعددة تطبق فيها الإدارة، فهي تطبق في القطاع العام Public-Sector ويطلق عليها في هذه الحالة الإدارة العامة public - administration وتطبق في القطاع الاقتصادي economic - sector وتسمى في هذه الحالة إدارة الأعمال Business - administration .

    وهناك إدارة تسمى بإدارة المستشفيات وهي الإدارة التي تطبق في المستشفيات، وإدارة تسمى إدارة الفنادق وهي الإدارة التي تطبق في الفنادق.

    وهكذا نلاحظ أن الإدارة تكتسب اسم المجال الذي تطبق فيه.
    فإذا طبقت في الوزارات والمصالح سميت إدارة عامة، وإذا طبقت في النشاطات الاقتصادية سميت إدارة أعمال … الخ، ويعتبر تقسيم الإدارة إلى إدارة عامة وإدارة أعمال من أهم التقسيمات وبالتالي فسنحاول توضيح أهم الفوارق بينهما من خلال الجدول التالي:

    إدارة الاعمال الادارة العامة
    تحقيق ربح تقديم خدمة عامة الهدف
    اصغر عادة كبيرة الحجم
    القطاع الاقتصادي وبالذات القطاع الخاص دوائر حكومية مثل وزارة او مصلحة مجال التطبيق
    مجلس الادارة السياسة العامة للدولة إطار العمل
    افراد , شركات اشخاص, شركات اموال وزارة , مصلحة , هيئة , مؤسسة شكل التنظيم
    المساهمون الدولة ممثلة في اجهزتها الرقابية الجهةالرقابية
    تعظيم الربح مدى توفر الخدمة مقياس النجاح

    وهنا لابد من الإشارة إلى أن هذه الفرو قات قد بدأت في التلاشي والانكماش.

    5- علاقة الإدارة بالعلوم الأخرى:

    للإدارة علاقة بكثير من العلوم من أهمها:
    - علم الاقتصاد .
    -علم النفس.
    - علم الاجتماع.
    - علم الرياضيات.
    -علم القانون
    - علم السياسة.
    - علوم أخرى.

    الخلاصة :

    في هذا الفصل تم استعراض مفهوم الإدارة باعتبارها الاستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والغير بشرية من خلال العمليات الإدارية المتمثلة في التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق الأهداف. كما تمت مناقشة المهارات الإدارية: الفكرية، والإنسانية والفنية، ومناقشة هل الإدارة فن أم علم، ومجالات الإدارة، والفروق الأساسية بين الإدارة العامة وإدارة الأعمال وأخيراً التنويه إلى العلاقة القائمة بين علم الإدارة وبعض العلوم الأخرى مثل علم النفس والاقتصاد… الخ.

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  4. #4
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    ادارة الازمات

    [align=right]
    مقدمة
    في السنوا ت الأخيرة الماضية وقف العالم حائرا مندهشا من هذا الفيضان المعرفي المتزايد وظهور بما يسمى بأزمة المعلومات والتكنولوجيا حينها وجدت الادارة نفسها مرغمة على تطوير أساليبها ومناهجها لمواجهة ثورة المعرفة والاتصال والتكنولوجيا ، والتي تؤدي بدورها أزمات ذات تداعيات سريعة ومؤثرة ، وتفرض هذه التحديات(تحديات ثورة المعلومات والتقدم التكنلوجي) على جميع مؤسسات الدولة وخاصة المؤسسات التعليمية أمرين :
    أولا/ أن تضع خططا منظمة وواعية لمنع الأزمات والكوارث ،
    ثانيا / التدريب عل مواجهتها .وفقا لإمكانيات كل مدرسة .
    • اذا الأزمة تعتبر لحظة حرجة وحاسمة تتعلق بمصير الكيان الاداري الذي يصاب بها .
    • وكذلك تعبر عن موقف يواجهه متخذ القرار في أحد الكيانات الادارية من دولة أومؤسسة أو مشروع أو أسرة .يفقد معها متخذ القرار قدرته على السيطرة على الأحداث أو على اتجاهاتها المستقبلية .
    • والزمة تعتبر تحديا وصراعا بين متخذ القرار وبين القوى الصانعه للأزمة يرافقها قوى أو قلق تضغط وتهدد أمن الكيان الاداري .
    اذا إدارة الازمات :
    ادارة المستقبل والحاضر .
    يميزها :
    • انها تعتبر ادارة علمية رشيدة تبنى على العلم والمعرفة .
    وتهدف الى :
    • حماية ووقاية المؤسسة والارتقاء بأدائها
    • والمحافظة على سلامة المشتغلين بها
    • ومعالجة أي خطر أو قصور أو خلل يصيب أحد قطاعاتها .
    • معالجة أي سبب قد يكون من شأنه إحداث بوادر أزمة مستقبلية .
    بقصد أن تحتفظ المؤسسة بحيويتها واستقرارها .واستمرارها.

    حقيقة المواجهة :
    إن نجاح أي مؤسسة أو مجتمع في مواجهة الأزمات التي يتعرض لها هو في حقيقة الأمر نتيجة مباشرة لنتاج امتزاج المعارف العلمية بشكل يحقق التكامل بين جودة تربية وبناء الانسن القوي الواعي متعدد المهارات من جانب والتقاء فروع العلم والمعرفة من جانب آخر .
    دور المؤسسة التعليمية :
    إن الاصلاح التعليمي ضروري وحتمي وكجزء من مجتمع دائم التغير فمن غير الممكن أن يبقى التعليم بعيدا عن التحولات الجارية. والابتكارات في كل مجال - الاقتصادي او الاجتماعي او الثقافي أو الفني – تجبر المؤسسة التعليمة على التكيف مع الوضع الجديد وعلى النظم أيضا مواجهة التغييرات في المجتمع والتي تمنعها من الوصول الى أغراضها .

    كيف واجهت النظم التعليمية الأزمة:
    إن هناك العديد من الأزمات التعليمية التي واجهت النظم التعليمية في المجتمعات المتقدمة والنامية على السواء .
    وأن النظم التعليمية القادرة على وضع توقعات للأزمات والاعداد لمواجهتها تكون أكثر قدرة من غيرها على تجاوز الأزمة بسرعة وفاعلية .
    بغض النظر عن امكانية تصديها لها أو لا.

    ** أسباب الاعداد الضعيف وغير المناسب من قبل المؤسسات والقيادات للتعامل مع الأزمات :
    1. النقص الخطير في الدراسات الجيدة ، والتي تعطي تطبيقات فعالة في مجال ادارة الأزمات .
    2. الادوات والأساليب الادارية غير الملائمة ، والتي يمكن أن تساعد المؤسسات في منع الأزمات أو التعامل معها .
    3. غياب المراجع التي يمكن أن تمد المديرين والمسؤولين عن الاتصالات ومتخذي القرارات بالمعلومات اللازمة في مجال الازمات وادارتها .

    تاريخ نشوء الأزمات :
    بدأ الفكر الاداري مع منتصف الستينيات يحدثنا عن الأزمات ومفهومها وخصائصها وأنواعها وأسباب نشوئها والمشاعر المصاحبة لها والآثار المترتبة عليها وأوجهها ، وكيفية ادارتها .ويحاول الفكر الاداري المعاصر التوصل الى نظريات ومداخل وأفكار تسهم في التعامل مع المواقف والظروف التي تفرضها ظروف ومتغيرات العصر ولم يصل الفكر الاداري بعد الى نظرية ثابتة خاصة بادارة الأزمات ، بل هي مجرد محاولات ومداخل وأطر مختلفة يسترشد بها في التعامل مع المواقف الحرجة .
    وأول نشوء لمفهوم الأزمة كان في نطاق العلوم الطبية بحيث يرجع الى المصطلح اليوناني (كرنيو) أي نقطة تحول ..وهي لحظة مرضية محددة للمريض يتحول فيها الى الأسوأ أو الى الأفضل خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا .
    ثم انتقل بعد ذلك الى العلوم الانسانية وخاصة علم السياسة وعلم النفس ثم الاقتصاد وخاصة بعد تفجر الأزمات الاقتصادية في العالم منذ أواخر الستينيات .

    عوامل ظهور الأزمات :
    1- قصورها عن مواكبة التطورات الحادثة في العالم ، واتجاهات سياستها خلال السنوات الأخيرة .
    2- بعدها عن مجرى التطور في علوم الادارة والتكنلوجية الادارية الجديدة ، وعدم افادتها من نتائج هذه العلوم وأدوات هذه التكنلوجيا في تطوير نفسها أوالتغلب على مشكلاتها .
    3- عجزها بشكلها ومحتواها وأساليبها الراهنة عن فتح الطريق أو التمهيد للتطورات المنتظمة أو المطلوبة خلال السنوات القادمة .


    كيفية التعامل معها :
    • إن اعترافنا بحتمية الأزمة يتطلب أن نكون أكثر حضورا في وعينا وفكرنا وارادتنا حتى نؤثر في مجرياتها ونحد من مخاطرها.

    • كما أن التعامل مع الأزمة التعليمية يجب أن يخضع للعملية والعقلانية الفكرية والاستعداد والتخطيط المسبق والخبرة والدراسة في معالجة بوادر الأزمة وعدم السماح بامتدادها أو بتدهور الأحداث .


    خلاصة : تعتبر إدارة الأزمات في المدرسة أسلوبا عمليا يبنى على التنبؤ الجيد لتوقع الأزمات بأشكالها وأحجامها وأوقاتها ومجالاتها وفهم المواقف المفاجئة وتحديد الأدوار والمهام والتحرك السريع الذي يصاحب مراحل حدوث الأزمة .

    مفهوم الأزمة :

    مفهومها : تعددت المفاهيم المختلفة للأزمة والمعنى واحد والتي يمكن من خلال خصائصها أن نتعرف عليها.
    فيرى البعض أن الأزمة :
    1- عبارة عن خلل يؤثر تأثيرا ماديا على النظام كله كما يهدد الافتراضات الرئيسية التي يقوم عليها النظام .
    2- الأزمة نتيجة نهائية لتراكم مجموعة من التأثيرات أو حدوث أو حدوث خلل مفاجئ يؤثر على المقومات الرئيسية للنظام وتشكل تهديدا صريحا وواضحا لبقاء المنظمة أو النظام نفسه .
    3- وبعضهم يعرفها بانها عبارة عن موقف يتصف بصفتين أساسيتين هما ،
    أ/ التهديد : حيث يشعر الأطراف المشاركون في الأزمة بأنهم لن يستطيعوا الحصول او المحافظة على القيم والموارد أوالأهداف التي تمثل أهمية بالنسبة لهم .ويتعلق بالتهديد كل من حجم وقيمة الخسارة المحتملة علاوة على احتمال تحققها فكلما ازدادت قيمة الخسارة وازدادت احتمالات تحققها ازداد التهديد .
    ب/ ضغط الوقت :إدراك الأطراف المشاركة في الأزمة لمقدار الوقت المتاح لتقصي الحقائق واتخاذ تصرف قبل بدء حدوث أو تصعيد الخسائر ويتأثر إدراك المدير للوقت المتاح للتعامل مع الأزمة بعوامل مثل :تعقد المشكة ، مستوى الاجتهاد ، والضغط النفسي ، اذا كلما زاد تعقد المشكلة زاد إحساس المدير بالضغط النفسي وزاد شعوره بضغط الوقت وكلما قلل ذلك من درجة استجابته للأزمة .



    أما مفهوم إدارة الأزمة فهو :

    1- كيفية التغلب على الأزمة بالأدوات العلمية الادارية المختلفة وتجنب سلبياتها والاستفادة من ايجابياتها .
    2- يعرفها الباحث البريطاني ويليامز بأنها سلسلة الاجراءات الهادفة الى السيطرة على الأزمات ، والحد من تفاقمها حتى لا ينفلت زمامها مؤدية الى نشوب الحرب ".
    3- أما الادارة الرشيدة للأزمات كما يقول : "تلك التي تضمن الحفاظ على المصالح الحيوية للدولة وحمايتها ".

    الفرق بين المفاهيم التالية :
    المشكلة والأزمة والكارثة .
    وهي على النحو التالي :
    1- المشكلة : تعرف المشكلة بأنها عائق أو مانع يحول بين الفرد والهدف الذي يسعى الى تحقيقه ، وتعبر عن حدث له شواهد وأدلة تنذر بوقوعه بشكل تدريجي غير مفاجئ .مما يساعد للتوصل الى أفضل حل من بين عدة حلول ممكنة والعلاقة بين المشكلة والأزمة وثيق الصلة فالمشكلة قد تكون سبب الأزمة ولكن لن تكون هي الأزمة في حد ذاتها .
    2- الأزمة :هي حدث مفاجئ غير متوقع مما يؤدي الى صعوبة التعامل معه ومن ثم ضرورة البحث عن وسائل وطرق لادارة الموقف بشكل يقلل آثارة ونتائجه السلبية وايضا هي حالة مؤقتة من الاضطراب واختلال التنظيم تتميز بقصور الفرد في مواجهتها باستخدام طرق حل المشكلات .
    3- الكارثة : وهي احد المفاهيم التصاقا بالأزمات هي حالة مدمرة حدثت فعلا ، ونجم عنها ضرر سواء في الماديات أو غير الماديات أو هما معا ، والكوارث هي اسباب الأزمات ولكن لا تكون هي الأزمة في حد ذاتها والكارثة قد تكون لها أسباب طبيعية لا دخل للإنسان فيها .


    خصائص الأزمة .

    لا يخلو شيء من صفات وخصائص تميزه عن غيره ولعل من أهم خصائص الأزمة
    الأساسية هي :
    1- المفاجأة العنيفة عند انفجارها ,
    2- إن مصدر الأزمة يمثل نقطة تحول أساسية في أحداث متتابعة في حياة المؤسسة
    3- إن الأزمة تسبب في بدايتها صدمة , وضغط , مما يضعف في إمكانية الفصل السريع لمجابهتها .
    4- تتميز بتغيرات في العلاقات بين أعضاء المنظمة .
    5- إن التصاعد المفاجئ للازمة يؤدي إلى درجة عالية من الشك في البدائل المطروحة لمواجهة الإحداث المتصارعة ,
    6- إن الأزمة تهدد استقرار المؤسسة ومقومات البيئة .
    7- إن مواجهة الأزمة تتطلب أنماط تنظيمية غير مألوفة ونظما وأنشطة مبتكرة تمكن من استيعاب ومواجهة الظروف الجديدة المترتبة على التغيرات المفاجئة .


    أسباب الأزمة .

    1. أسباب خارجية عن إدارة المنظمة : مثل الزلازل والبراكين والتقلبات الجوية وغيرها من الكوارث الطبيعية التي يصعب التكهن بها والتحكم في أبعادها .
    2- ضعف الإمكانيات المادية والبشرية للتعامل مع الأزمة مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة وتحويلها إلى كوارث ومضاعفة الخسائر الناجمة عنها
    3- تجاهل إشارات الإنذار المبكر التي تشير إلى إمكانية حدوث ازمة , مثل شكاوي العملاء ,
    4- عدم وضوح أهداف المنظمة وما يترتب على ذلك من :
    أ – عدم وضوح الأولويات المطلوب تحقيقها .
    ب- عدم معرفة العاملين بالأدوار المطلوبة منهم



    5- الخوف الوظيفي وما ينتج عنه من :
    أ- عدم تشجيع العاملين على إبداء أرائهم ومقترحاتهم .
    ب- ضعف انعدام الثقة بين العاملين .
    6- القيادة الإدارية غير الملائمة وما يترتب على ذلك من :
    أ – عدم قدرة المديرين على تحمل المسئولية
    ب- عدم ثقة المديرين في العاملين معهم .
    7 - ضعف العلاقات بين العاملين بالمنظمة مما يؤدي إلى :
    أ – عدم تفهم وجهات النظر بين العاملين بشان حل الأزمات .
    ب- عدم وجود تخطيط مشترك من اجل المستقبل .
    ج- عدم الثقة والمساندة .
    8- عدم ملائمة التخطيط والتدريب والتنمية للتعامل مع الأزمات .

    أنواع الأزمات:
    يمكن تصنيف الأزمات وفقاً للأنواع التالية:

    1- حسب شدة أثرها وتنقسم إلى:
    * أزمات شديدة الأثر ، وهي الأزمات التي يصعب التعامل معها0
    * أزمات محدودة الأثر ، وهي الأزمات التي يسهل التعامل معها0

    2- حسب المستوى وتنقسم إلى:
    * أزمات عالمية تؤثر على العالم كله مثل الحروب0
    * أزمات إقليمية تؤثر على إقليم معين من العالم مثل إفريقيا أو منطقة البحر 0
    * أزمات محلية تؤثر على دولة واحده دون غيرها0

    3- حسب البعد الزمني وتنقسم إلى:
    * أزمات متكررة الحدوث وبالتالي لها مؤشرات إنذار مبكرة يمكن الاستفادة منها في إدارة الأزمة وإمكانية توقع حدوثها0
    * أزمات مفاجئة وهي التي تحدث دون سبق إنذار ، وبالتالي يصعب توقع حدوثها0




    4- حسب المراحل وتنقسم إلى:
    * أزمة في مرحلة النشوء0
    * أزمة في مرحلة التصعيد0
    * أزمة في مرحلة الاكتمال0
    * أزمة في مرحلة الزوال0

    5- حسب الآثار الناجمة عنها وتنقسم إلى:
    * أزمات ليس لها آثار جانبية ، أي أن أثرها المباشر معروف0
    * أزمات لها آثار جانبية ومضاعفات غير مباشرة0

    مراحل إدارة الأزمة:

    يُعد التعامل مع الأزمات أحد محاور الاهتمام في الإدارة ، حيث يقتضى التعامل مع الأزمات وجود نوع خاص من المديرين الذين يتسمون بالعديد من المهارات ؛ منها الشجاعة والثبات والاتزان الانفعالي ، والقدرة على التفكير الإبداعي والقدرة على الاتصال والحوار وصياغة ورسم التكنيكات اللازمة للتعامل مع الأزمة0
    ولقد اتفق معظم الكتاب والباحثين على المراحل الخمس لإدارة الأزمة وهي:

    المرحلة الأولى:اكتشاف إرشادات الإنذار:
    وهي تتمثل في التصرفات التي تتخذ للحد من أسباب الأزمة وتقليل مخاطرها ، وتتضمن هذه المرحلة استشعار الإنذار المبكر الذي ينبئ بقرب وقوع الأزمة ، وتمثل إشارات الإنذار المبكر مشكلة حيث يستقبل المديرون العديد من أنواع الإشارات في نفس الوقت ، ويكون من الصعب عليها التقاط الإشارات الحقيقية والهامة ، وقد يصعب التفرقة بين الإشارات الخاصة بكل أزمة على حدة0 إن جرس الإنذار أو صفارة الخطر هما بداية التفاعل الإيجابي للدفاع عن النفس ، وهو أمر مشروع وواجب ، سواء على مستوى المنظمة الإدارية0

    المرحلة الثانية : الاستعداد والوقاية:
    وهي تمثل الأنشطة الهادفة في تغطية الإمكانيات والقدرات وتدريب الأفراد والمجموعات على كيفية التعامل مع الأزمة ، ويجب أن يتوافر لدى المؤسسة استعدادات وأساليب كافية للوقاية من الأزمات ، ويتلخص الهدف من الوقاية في اكتشاف نقاط الضعف في المؤسسة ، ومعالجتها قبل أن تستفحل ويصعب علاجها ، والسعي من أجل منع الأزمة من الوقوع أو أن نديرها بشكل أفضل ، ويتطلب ذلك إعداد مجموعة من السيناريوهات البديلة لمقابلة جميع الاحتمالات وتوقع المسارات التي يمكن أن تتخذها الأحداث ، واختبار ذلك كله حتى يصبح دور كل فرد مألوفا وواضحا0

    المرحلة الثالثة: احتواء الأضرار أو الحد منها:
    وتعنى هذه المرحلة تنفيذ خطة المواجهة التي تم وضعها في المرحلة السابقة لتقليص الأضرار الناجمة عن الأزمة ، إن الهدف من هذه المرحلة هو إيقاف سلسلة التأثيرات الناجمة عن الأزمة ، ويتم احتواء الآثار الناتجة عن الأزمة وعلاجها وتعتبر مهمة أساسية من مهام إدارة الأزمات التي تهدف في المقام الأول إلى تقليل الخسائر لأدنى حد ممكن ، ولا شك أن كفاءة وفاعلية هذه المرحلة تعتمد إلى حد كبير على المرحلة السابقة التي تم فيها الاستعداد والتحضير لمواجهة الأزمة ، ومن الضروري عزل الأزمة لمنعها من الانتشار في بقية أجزاء المؤسسة ، كما يجب أن يتفرغ المديرون للتعامل مع الأزمة ، وترك الأمور العادية واتخاذ القرارات الروتينية لمن يمكن إنابتهم0


    المرحلة الرابعة: استعادة النشاط:
    يجب أن يتوافر للمؤسسة خطط طويلة وقصيرة الأجل لإعادة الأوضاع لما كانت عليه قبل الأزمة واستعاده مستويات النشاط ، وهذه المرحلة هي مرحلة إعادة التوازن ، وتتطلب قدرات فنية وإدارية وإمكانيات كبيرة ودعما ماليا0

    المرحلة الخامسة : التعلم:
    وتتضمن مرحلة التعليم دروسا هامة تتعلمها المؤسسة من خبراتها السابقة ، وكذلك من خبرات المؤسسات الأخرى التي تمر بأزمات معينة يمكن للمؤسسة أن تمر بها، ونجد قليلاً من المؤسسات تقوم بمراجعة الدروس السابقة للتعلم من الأزمات التي حدثت، فالأمم الرشيدة هي التي لا تلقى بتجاربها المريرة في سلة النسيان0


    طرق التعامل مع الأزمة:

    هناك نوعان من طرق التعامل مع الأزمات وهما:
    أولا: الطرق التقليدية للتعامل مع الأزمات:
    وقد سبق أن جربت من قبل ، وهذا النوع من الطرق له طابع خاص يستمد من خصوصيته الموقف الذي يواجهه متخذ القرار في إدارة الأزمات، وتختلف الأزمة من حيث نوعها وشدتها وأسبابها من مواجهة الأزمات هو السعي بالإمكانيات البشرية والمادية المتوافرة إلى إدارة الموقف وذلك عن طريق:
    * وقف التدهور والخسائر0
    * تأمين وحماية العناصر الأخرى المكونة للكيان الأزموي0
    * السيطرة على حركة الأزمة والقضاء عليها0
    * الاستفادة من الموقف الناتج عن الأزمة في الإصلاح والتطوير0
    * دراسة الأسباب والعوامل التي أدت للأزمة لاتخاذ إجراءات الوقاية لمنع تكرارها أو حدوث أزمات مشابهة لها0



    ولكي يتخلص الفرد من التوتر النفسي الناتج عن وجود الأزمة من جانب وما ينتج من عجزة عن مواجهتها من جانب آخر ، فإنه يلجأ إلى بعض الأساليب السلبية بطريقة لا شعورية للتخلص من هذه الحالة التي لا يستطيع معايشتها فترة طويلة وتختلف أشكال الهروب من الأزمة حيث تأخذ صورا منها:
    1- الهروب المباشر: مثل ترك مجال الأزمة وتأثيرها نهائيا والاعتراف بعدم القدرة أو الفشل في المواجهة واستعداده لتحمل تبعات هذا الهروب0
    2- الهروب غير المباشر: وذلك عن طريق الإصابة الحقيقية ببعض الأعراض الصحية التي تستدعى النقل بعيدا عن مجتمع الأزمة أو الإصابة المصطنعة التي تحقق نفس الغرض0
    3- التنصل من المسئولية: عن طريق إلقاء المسئولية على الآخرين وتبرير المواقف التي أدت إلى حدوث الأزمة بأسباب منطقية تبدو سليمة في ظاهرها ولكنها لا تغير من الواقع الفعلي0
    4- التركيز على جانب آخر: حيث يعمل المسئول على تحاشي الفشل المتوقع في مواجهة لأزمة بالتركيز على جانب آخر من الموضوع وليس في صميم الأزمة أو على جانب يستطيع أن يحقق في بعض النجاح0
    5- الإسقاط: حيث يعمل المسئول على تغطية تصوره في مواجهة الأزمة بتركيز الأضواء على عيوب الآخرين والقصور في أدائهم وغالبا ما يركز على أنه قد حذرهم كثيرا من ذلك0


    ثانيا: الاتجاهات الحديثة في التعامل مع الأزمة:
    ولعل الحديث عن استخدام المنهج العلمي كأسلوب للتعامل مع الأزمات أصبح أكثر من ضروري وأكثر من حتمي، وتتطلب الطرق العلمية لمواجهة الأزمات ما يلي:
    1- لها آثار الدراسة التحليلية للأزمة: ويمثل المنهج العلمي في مواجهة الأزمات الأسلوب الامثل الأكثر ضمانا للسيطرة عليها0
    2- التخطيط للمواجهة والتعامل مع الأزمة0
    ويمكن إجمال الطرق الحديثة في التعامل مع الأزمة على النحو التالي:
    1- طريقة فريق العمل:
    يتطلب وجود أكثر من خبير ومتخصص وفني في مجالات مختلفة أكثر استخداما للتعامل مع الأزمات:
    2- طريقة المشاركة الديمقراطية مع الأزمة:
    3- طريقة احتواء الأزمة:
    4- طريقة تصعيد الأزمة:
    5- طريقة تفريغ الأزمة من مضمونها:
    وهي من أنجح الطرق غير التقليدية للتعامل مع الأزمات، وأهم الطرق المستخدمة لتفريغ الأزمة هي:
    1- التحالفات المؤقتة مع العناصر المسببة للأزمة0
    2- الاعتراف الجزئي بالأزمة ثم إنكارها0
    3- الانحراف باتجاه آخر لإفقاد الأزمة قوتها0

    مفهوم الأزمات التعليمية :

    تحدث الأزمة التعليمية نتيجة تراكم مجموعة من التأثيرات الخارجية المحيطة بالنظام التعليمي أو حدوث خلل مفاجئ يؤثر على المقومات الرئيسية للنظام التعليمي ويشكل تهديدا صريحا وواضحا لبقائه وتعرف الأزمة بأنها موقف أو وضع يمثل اضطرابا للمنظومة صغرى (تعليمية) كانت أو كبرى (مجتمعية ) ويحول دون تحقيق الأهداف التعليمية والتربوية الموضوعة ويتطلب إجراءات فورية للحيلولة دون تفاقمها والعودة بالأمور إلى حالتها الطبيعية .
    لذا تظهر الأزمة التعليمية في حالة وجود تناقض حاد يصل إلى مرحلة التناقض وقد يكون تناقضا بين الأنظمة التعليمية الداخلية والمتغيرات البيئية المحيطة ينتج عنها عدم التوافق بينهم بمعنى أن هناك تغيرات سياسية وتكنولوجية واقتصادية سريعة لا يستطيع النظام التعليمي مواكبتها ومتابعتها وبالتالي تحدث الفجوة الكبيرة بين النظام والتغيرات الحادثة مؤدية إلى ظهور الأزمة التعليمية .
    أما الأزمة التعليمية داخل المدارس فهي حالة مؤقتة من الضيق وعدم التنظيم وخلل في الإدارة تتميز بعدم قدرة المدير على مواجهة موقف معين باستخدام الطرق التقليدية في التعامل مع الموقف وتودي إلى نتائج غالباً ما يكون غير مرغوبة وبخاصة في حالة عدم وجود استعداد أو قدرة على مواجهتها .
    والأزمة التعليمية هي مشكلة أو حالة تواجه النظام التعليمي تستدعي اتخاذ قرار سريع لمواجهة التحدي الذي تمثله تلك المشلكة غير أن الاستجابة الروتينية لمؤسسة الإدارة التعليمية تجاه هذه المشكلة أو التحدي تكون غير كافية فتتحول المشكلة حينذاك إلى أزمة تتطلب تجديدات في المؤسسة الإدارية التعليمية والأساليب الإدارية التي تتبعها تلك المؤسسة .







    العوامل المؤثرة في ظهور الأزمات :

    ا- الانفجار السكاني
    والذي يظهر عندنا بصورة هائلة وعظيمة في الدول النامية فنحن ننجب بدون معيارية ولا تفكير في عواقب ونواتج هذه الزيادة السكانية وتتمثل نتائج هذا الانفجار السكاني في :
    التكدس الهائل بالفصول التعليمية .
    ظاهرة التسرب الطلابي .
    انتشار الأمية والجهل الفقر .
    قلة الكوادر البشرية والأيدي العاملة المدربة .



    ب / النمو المتزايد للحاجات التعليمية
    العرض والطلب

    ويظهر في الزيادة الهائلة في تطلعات الآباء والأبناء نحو التعليم كذلك أسلوب التركيز الجديد في كل مكان على تنمية التعليم باعتباره شرطا أساسيا للتنمية القومية .

    ج /التجمد والتصلب الموجود في النظم التعليمية

    حيث إننا نجد بداية المناهج الدراسية عقيمة وغير مواكبة لتطورات الحياة ومتطلبات المجتمع وأنها منعزلة تماما عن المواقع الذي يعيشه المتعلم وفي ذلك يصاب المتعلم بالاغتراب عندما ينهي تعليمه ويخرج إلى المجتمع الذي هو عبارة عن حياة جديدة بخلاف التي كان يعشها ويدرسها من قبل .

    كذلك نجد أننا نملك أساليب إدارية لإدارة أعمالنا ومؤسساتنا بل وحياتنا غاية في التخلف والرجعية وأغلبها يتميز بالبيروقراطية العقيمة رغم إشاعة مفهوم الديمقراطية .
    وتلك البيروقراطية التي طالما تعوق التقدم والنمو في الإدارات المدرسية التسلطية والنظم والقوانين التعليمية تنص على مبادئ تمنع الدارس من أخذ حريتهم ولو في حدود معينة من أجل تنفيذ الأصلح لأن الجهة التي تصدر القرارات يختلف مفهومها عن العلمية التعليمية وإدارتها أيا كان نوع الدراسة التي تصدر تلقاها عن هذه الهيئات وعن المدير الممارس لعملية الإدارة وهو قلب المعركة .
    فهي كذلك لا تعطي المعلم الممارس أحقيته في اتخاذ القرار والمشاركة في رسم السياسات التعليمية حيث إن مثل هذه الأنواع من النشاط التي يمارسها المعلم سوف تكسبه الثقة في نفسه وكون إحساسه بأن له دورا فعالا وإيجابيا في حركة العلمية التعليمية ولو بأقل القليل يجعله يقوم بواجبه على أكمل وجه هذا ما نسعى للوصول إليه .

    ه / نقل النماذج والأنظمة التعليمية

    ويتم ذلك من الدول الصناعية المتقدمة إلى الدول النامية في حين أنها غالبا لا توافق حاجاتها التعليمية ولا تناسب ظروفها حيث إن هناك صعوبات كثيرة تواجه نقل واستعارة النظم التعليمية من بيئة إلى أخرى تتمثل فيما يلي :
    أولها : اختلاف المصطلحات التربوية :
    فالتعليم الثانوي في مصر مثلا يبدأ في سن الخامسة عشرة بعد إتمام المرحلة الإعدادية بينما التعليمية يبدأ في إنجلترا وويلز في سن الحادية عشرة بعد إتمام المرحلة الابتدائية .
    وثانيها : اختلاف الأيديولوجية والنظرية السياسية السائدة والمطبقة في المجتمع الآخر :
    وبذلك لا يمكن نقل القيم السائدة والمتعلقة بالطاعة العمياء والانسياق التام من مجتمع يؤمن بالدكتاتورية إلى مجتمع آخر يؤمن بالديمقراطية ولكن قد يسمح بنقل طرق التدريس الحديثة من المجتمع الثاني كأسلوب تدريس .
    وثالثها : أن الطابع القومي قد جعل نقل النظام التعليمي عميلة معقدة :
    كما يقول (( باتشي )) إذ إن اختلاف النظم السياسية والاجتماعية واختلاف العادات والقيم والسلوك يتطلب تغييرا في النظام التعليمي ليتناسب مع ظروف الأمة .
    وبدون هذا التكيف فإن نجاح مؤسسة من المؤسسات في مجتمع ما لا يمكن ضمانه بنفس النتيجة في مجتمع آخر ويؤكد (( سادلر )) sadler صعوبة النقل والاستعارة من النظم التعليمية الأجنبية في البلاد الغربية المتقدمة بقوله : (( إننا لا نستطيع أن نتجول في النظم التعليمية في العالم كطفل يلهو في حديقة فيقطف من هنا زهرة ومن هنا ورقة ثم نتوقع أنه لو غرس ما جمعه في تربة أعدها لحصل على نبات حي دون تكيف أو ملاءمة سريعة وذلك لأن التعليم كائن حي له ظروفه وتكوينه وطابعه المميز نتيجة للعوامل المتعددة التي تؤثر فيه)) .


    نقص الإمكانيات
    ويعود نقص الإمكانيات التعليمية إلى عدة عوامل منها :
    أ - نقص الإمكانيات المادية :
    والمتمثل في ضعف النظام الاقتصادي الذي يخدم الأنظمة التعليمية وفقره وعدم قدرته على تلبية الحاجات المطلوبة منه من نقص في الأبنية التعليمة وبالتالي نقص في نسب الاستيعاب وتقص إمكانيات المعامل التعليمية والمكتبات و الفصول والمقاعد التي يجلس عليها الطلاب نفسها .
    ب - نقص في الإمكانيات البشرية :
    ويظهر نقص الإمكانيات البشرية في قلة الموارد البشرية أو انعدامها والتي يستفيد منها والأجيال الجديدة نتيجة لنقص الإمكانيات الاجتماعية التي يمكن أن يتمتع بها العقول المفكرة وما يحظون به من مكانة اجتماعية تتيح لهم الفرصة لكي يبدعوا.
    كذلك نقص إعداد المعلمين أنفسهم من الناحية التربوية وكيفية معاملة الطلاب والتلاميذ بالطريقة المناسبة السوية التي تحقق التوافق لكل من الطرفين وذلك مما يسبب مشكلات تعليمية تتمثل في صعوبة الفهم والإدراك وعدم القدرة على تحقيق النتائج المرضية والإصابة بالمشكلات النفسية والعصبية وربما يصاب الأطفال بالكبت أو الانطواء أو الخجل نتيجة جهل تعامل المدرسين معهم كذلك قصور نواحي الإعداد الأكاديمي لدى بعض المدرسين وبالتالي فهو لا يملك المادة الثقافية التي ينقلها إلى الطلبة فيتخرج الطلاب وأذهانهم فارغة لا يذكر الطالب ما ألقي عليه بالأمس القريب .


    د /التوزيع الجغرافي والبشري المتفاوت
    نعود لنؤكد على للتعليم دوره الفعال والشامل والأكيد في تحقيق التنمية الشاملة فدول العالم الثالث أو الدول النامية هي في حقيقة الأمر تتمتع بمواقع جغرافية متميزة وفريدة تحسد عليها ولكنها على الرغم من ذلك لا تجيد تنظيم ظروفها وأحوالها في العيد من المجلات الداخلية الباطنة فهي أيضا لا تجيد تنظيم أمورها في النواحي الجغرافية السكنية حيث نرى أن السكان فيها يتجمعون في مناطق معينة ويتركون باقي المناطق خالية إما لكي يطمع فيها أي مستعمر أو لتترك خالية علاوة على ذلك نجد أنه نظرا للتكدس الشديد في منطقة واحد تتراكم فيها الخدمات والمرافق والمصالح الحكومية وتكتظ فيها السكان فيصابون بالإمراض الوبائية ونقص الخدمات والمرافق نظرا للضغط الشديد عليها .

    أساليب التعامل مع الأزمات :

    مم لا شك فيه أن التعامل مع الأزمة يتطلب استخدام أساليب متنوعة تهيئ وتسمح للمتعامل مع الأزمة بحرية الحركة وفيما
    يلي عرض موجز لأساليب التعامل مع الأزمة على النحو التالي :

    أولا : تبسيط الإجراءات :
    مما لا شك فيه أن تجهل عنصر الوقت يؤدي إلى تفاقم الأزمة ويهدد كيان التنظيم الإداري الأمر الذي يتطلب تبسيط الإجراءات مما يساعد على سرعة معالجة الأزمة واختصار الزمن والوقت فلا يعقل أنه تخضع معالجة الأزمة للإجراءات المنصوص عليها في لائحة أو قانون.

    ثانيا : المنهج الإداري العلمي :
    لا يمكن أن يتم التعامل مع الأزمة في إطار من العشوائية والارتجال بل لا بد أن تخضع للمنهج الإداري العلمي والذي يشمل أربع مراحل هي :
    المرحلة الأولى : التخطيط
    يشمل كيفية التعامل مع الأزمة وتصور الأوضاع المستقبلية لها وتوقع الأحداث ومعرفة الاحتياجات المادية والبشرية للتغلب على تلك الأزمة .
    المرحلة الثانية : التنظيم
    عادة ما يهتم بتحديد الأفراد الذين يتعاملون مع الأزمة ومهام كل منهم والمسئول عنهم وسبل الاتصال بهم وخطوط السلطة وقنوات الاتصال التي تربط بيئتهم .
    المرحلة الثالثة : التوجيه
    يتضمن شرح طبيعة المهمة ومتى يتم التدخل والغرض من هذا التدخل والسلطة المفوضة وغالبا ما يزود الأفراد المتعاملين مع الأزمة بالمعلومات الأمر الذي يسهل من مهمة اتخاذ وصناعة القرار
    المرحلة الرابعة : المتابعة
    وغالبا ما يتم استخدام الموارد الإدارية للقيام بعمل معين مع مراعاة أن يكون الأمر واضحا وقابلا للتدفق مبينا العمل المطلوب تأديته من خلال المتابعة فلابد أن يكون هناك متابعة حقيقة
    للأزمة لأنه غالبا ما تكون معالجة الأزمة معالجة مرحلية وليست نهائية وبالتالي تظل أسبابها كامنة الأمر الذي يستلزم منا الاهتمام بمعالجة أسبابها دون وقوعها مرة أخرى .

    ثالثا : التواجد الفوري في موقع الأزمة :
    تعتمد إدارة الأزمات على التواجد في الموقع الفوري فلا يمكن معالجة أي أزمة أو مقاومتها أو التصدي لها إلا من خلال الحضور الدائم لاستيعاب أسباب وعناصر وأبعاد الموقف الذي يواجهه الكيان الإداري فضلاً عن فالحضور في موقع الأزمة يتيح للمتعامل معها معرفة ما يحدث أولا بأول ومن ثم إذا احتاج الموقف بالإضافة إلى أن الحضور الدائم يساعد على كسب المؤيدين للمتعامل مع الأزمة وعدم إعطاء الفرصة للمعارضين له للهجوم عليه .

    رابعا : تفويض السلطة :
    إذا كان ينظر إلى تفويض السلطة إنه محور العلمية الإدارية فإنه من الأهمية بمكان في إدارة الأزمة وأدعى للاستخدام حيث تحتاج إدارة الأزمات إلى السرعة العاجلة في اتخاذ القرار المناسب مع مراعاة أن تفويض السلطة يجب أن يتم في نطاق المستويات الإدارية ( الإدارة العليا ، والإدارة التنفيذية ) خاصة وأن تفويض السلطة يعطي في شكل تفويض عام أو تصريح عام بالتصرف ويجب أن يتصف القرار الإداري السليم لإدارة الأزمة بمناسبة الأزمة وقابليته للتنفيذ مع مراعاة إمكانية إبلاغه للمستويات
    الإدارية بسهولة ويسر وأن يكون القرار واضحا بحيث لبس أو سوء فهم وأن يتم انسياب القرار وتدفقه إلى كافة المستويات دون عائق ويمكن متابعته عن قرب مع مراعاة أن يتم إصداره في التوقيت المناسب بحيث يتزامن مع الحدث .

    خامسا : فتح قنوات الاتصال :
    تحتاج إدارة الأزمة إلى فتح قناة الاتصال مع الطرف الآخر كأداة للحصول على المعلومات إلى المتابعة الفورية لأحداث الأزمة ونتائجها ومما لا شك فيه أن قناة الاتصال المفتوحة تعد من أفضل الأساليب الوقائية ضد حدوث الأزمة أو استفحالها .
    خطط مواجهة وعلاج الأزمات التعليمية بالمجتمع المدرسي:

    • عمل قائمة إرشادية تساعد المديرين للاستعداد والتدريب على الاستجابات المختلفة الواسعة لمواقف الأزمة .
    • الوضوح والاطلاع والدراية بخطوات إدارة الأزمة .
    • إقامة جسور قوية بين المدرسة والمجتمع المحلي .
    • أن تكون خطة إدارة الأزمة المدرسية قابلة للتطبيق
    • أن يكون هناك تحديد واضح للمسئوليات لكل فرد في المدرسة .
    • تحسين وتطوير طرق إبلاغ الأفراد عن الأزمة .
    • توفير الإجراءات التي يجب أن تتبع عندما تحدث الأزمة .
    • توضيح كيفية استجابة فريق العمل من خلال التنسيق والإشراف والتقويم .
    • إقامة مجموعة من التوقعات للمشرفين والمنسقين .
    • تحديد الوقت اللازم لتنفيذ الاستجابة للازمة .

    بالإضافة إلى ذلك :
    فانه يحتاج التعامل مع الأزمات إلى توفير تجهيزات مختلفة حتى يمكن النجاح في إدارة الأزمة وبالشكل الذي يحقق الأهداف المطلوبة ولعل أهم هذه التجهيزات .

    1- غرفة عمليات إدارة الأزمات :
    وتقوم على الاتصال والمراقبة والتقصي وجمع المعلومات المطلوبة عن الأزمة .
    2- الإعلام :
    وهو اشد خطورة وفاعلية وأداء لصنع الأحداث والتأثير على مجرياتها وعلى اتجاهاتها
    3- أدوات التأثير :
    وذلك لوقف تصاعد الأزمة أو التعامل معها والقضاء عليها واهم هذه الأدوات ( الاجتماعات
    الشخصية ، المؤتمرات والمحاضرات ، وسائل الإعلام الجماهيرية ).
    4- أدوات الامتصاص :
    وهو استيعاب الأزمة ومن أدواتها الاعتراف بها ، واللجوء لحل الأزمات .


    الخطط المقترحة لإدارة الأزمات في المدارس :

    المراد من الخطة ، إضافة توجيهات وإجراءات إدارية من أجل التعامل مع الموقف الطارئة ، ويجب مراجعتها على أساس مستوى وتوزيعها الأعضاء المختصين في المدرسة ، ولابد من توفير بعض الشروط الأساسية منها :
    • أن تكون الخطة بسيطة التعبير وسهلة الاستذكار .
    • أن تكون سهلة الإتباع والتنفيذ .
    • أن تكون سريعة التوزيع والتطبيق .
    • أن تخضع للاختبار وقابلة للتحقيق والإثبات .
    • أن تكون مرنة تمكن من المراجعة والتطوير والتحديث .

    وإدارة الأزمات تعني أن توجد خطة لإدارة الأزمة في المدرسة ، وهذه الخطة ليست وصفية جاهزة يمكن شراؤها من أية مكتبة أو صيدلية ، وليست خطة من طابع خاص يتم الاستفادة منها في كل الأزمات ، ونما لكل أزمة خطة مختلفة ، ولأن لكل أزمة ظروفها وشكلها المختلف عن ذلك وضع خطط لكل شيء ، وإنما يجب التفكير في أسوأ الاحتمالات التي يمكن أن تحدث في مدرستهم ، وكيفية التعامل معها ، حتى ولو كانت فرصة حدوث ذلك صغيرة فيجب أن يفترضوا أنها سوف تسبب الكثير من الأضرار ، وعليهم الشروع في كتابة خطة لإدارة هذه الأزمة ، فالخطط تأتي من التفكير في الأزمات المحتمل حدوثها في المدرسة أو في الإدارة التعليمية .
    وهناك بعض الملاحظات والاعتبارات يجب أن يضعها مدير المدرسة في عين الاعتبار عند تطوير خطة الأزمة أو مراجعتها في المدرسة ( قبل الأزمة ، أثناء الأزمة ، بعد الأزمة ) .


    دور القيادات المدرسية في إدارة الأزمات المدرسية :

    تمر بثلاث مراحل :
    المرحلة الأولى :

    - قبل وقوع الأزمة :

    ولكي تنجح أي مؤسسة في مواجهة الأزمات المتوقعة طبقاً لنوع النشاط أو الحدث فأنه من الضروري إتباع مايلي :
    1- وضع استمارات تتضمن جميع أنواع المعلومات عن المدرسة ومشكلاتها ومخاطرها .
    2- بناء قاعدة معلومات جيدة عن المدرسة دون الاعتماد على الشائعات والآراء الذاتية والعشوائية .
    3- بناء ملفات لتوقعات مخاطر وقوع الأزمات وعمل سيناريو دقيق للمواجهة في حالة وقوع الأزمة... (لتحديد الأدوار المناطة بالمهمات لكل شخص).
    4- تحديد وسائل وبدائل الاتصال ، وأشخاص الاتصال بدقة .
    5- إعداد فريق المواجهة في ضوء خبرات المديرين ، والأفراد الموجودة داخل المدرسة .
    6- الاهتمام الشديد بالأمور التي تبدو صغيرة أو بسيطة وإسنادها لذوي الخبرة والعلم مهما كانت تافهة أو بسيطة .
    7- وضع احتمالات واضحة جيدة للمؤسسات المحيطة بالمدرسة .. ( لتقديم يد العون والمساعدة والخبرة عند وقوع الأزمة ) .
    8- وضع برنامج تدريبي واضح لكل مدرسة ويتم عمل تجربة لكل سيناريو متوقع لحدوث الأزمة .. ( لإن التدريب يعتبر العامل الحاسم وراء مواجهة الأزمات ... مع توزيع الأدوار للأشخاص . . ) .
    9- عمل تحليل كيفي وكمي للمعلومات مع رسم بروفيلات لتوقعات حدوث الأزمة لكل مدرسة على حدة على ان يتم تقدير الموقف في حقوق المقاييس العلمية المتدرجة ...
    10- وضع بروفيل مهارات مواجهة الأزمة لجميع أعضاء الفريق الذي سيقود الأزمة في حال وقوعها : القدرة على الاتصال الجيد ، والقدرة على التحكم الذاتي وعدم الانهيار ، والمرونة في وضع البدائل ، والجراءة في اتخاذ القرار المحسوب بدقة وموضوعية ، واللياقة البدنية والنفسية .

    المرحلة الثانية:

    - أثناء وقوع الأزمة :
    يجب على القيادات المدرسية مجموعة من التصرفات والأفعال التالية أثناء وقوع الأزمة منها :

    1- تقدير الموقف بدقة وسرية للغاية ... ( إنشاء غرفة عمليات سريعة جداً لتحديد حجم واتجاه وملابسات الأزمة ومتابعة تطورها ) .
    2- الاتصال السريع بالمنظمة والهيئات الحكومية وغير الحكومية المحيطة بالمدرسة.. ( للمساعدة والتقليل من مخاطر وآثار الأزمة).
    3- استخدام معلومات الوعي الوقائي والتربية الأمانية لخفض حدة التوتر والصدمة حتى لا تحدث مشكلات ثانوية .
    4- اتخاذ القرارات السريعة الفعالة في ضوء الشروط الضاغطة .
    5- استخراج الخطط الموجودة للمواجهة بسرعة وعمل التعديل المناسب لتحديد كيفية الإنقاذ والمحافظة على الأرواح والبحث عن المفقودين .
    6- وضع البدائل وسرعة عمل الإسعافات الأولية وضمان عدم الضرر لمن يقدم المساعدة .
    7- خطة تفريغ المكان وسرعة نقل الضحايا والمصابين إلى المستشفيات .
    8- الاتصال الجيد بالإعلام وعدم السماح لكل الأفراد بالإدلاء بمعلومات قد تكون خاطئة ، أي لابد من تحديد مسئول الاتصال الإعلامي والتأكد من وصول المعلومات للناس بدقة .
    9- المتابعة والتنسيق والترابط بين عناصر وأعضاء إدارة الأزمة وتيسير وسائل الاتصال المستمرة لضمان خفض حالة التوتر وتأثير الصدمة للمستوى العادي .
    10- كلما تم استدعاء سريع جداً لكل المؤسسات والمنظمات والخبراء المدربين ، انخفضت الآثار السلبية للأزمة ، ونجحت المدرسة في السيطرة على الأزمة أو الكارثة .


    المرحلة الثالثة :

    - ما بعد حدوث الأزمة :
    إن الاستفادة من وقوع الأزمات يعتبر هدفاً أساسياً لمستقبل مواجهة أي أزمات أخرى ، لذلك من الضروري إتباع ما يلي :
    1- تحديد وتصنيف درجة تأثير الأزمة على الأفراد والمدرسة .
    2- اتخاذ الإجراءات العلاجية – العلاج النفسي والإرشاد النفسي لحالات الرعب والقلق والتأهيل النفسي للأفراد الذين فقدوا العائل الأسري ، والعلاج الصحي كذلك .
    3- استثارة المشاركة الشعبية والمنظمات غير الحكومية للتعاون مع المسئولين لمساعدة الذين تأثروا من وقع الأزمة .
    4- إن وضع برنامج للتربية الأمانية ... أصبح من الضرورات التربوية المعاصرة ، وذلك لإثراء الوعي الوقائي ...
    5- الاستفادة من تكنولوجيا العصر ووضع الإجراءات الوقائية لكل مكسب تكنولوجي في حالة سوء استخدامه .
    6- تضع كل مدرسة خطط تدريب منظمة جداً على السيناريوهات المتوقعة حسب ظروف كل فرد أو كل مدرسة .
    7- محاربة التواكلية والتفكير الخرافي يجب أن يكون هدفاً قومياً وتربوياً تسعى إليه كل المؤسسات التعليمية ، لأن تعليم التفكير العلمي ، في حد ذاته يقلل من الخسائر ويحقق التوازن في حالة وقوع الأزمات والكوارث .



    دور القائد المسلم في إدارة الأزمات :

    - تعرف الأزمة بأنها :
    ( تهديداً خطراً أو غير متوقع لأهداف وقيم ومعتقدات وممتلكات الأفراد والمنظمات والدول والتي تحد من عملية اتخاذ القرار ) .

    - أما إدارة الأزمات فهي :
    ( فن إدارة السيطرة من خلال رفع كفاءة وقدرة نظام صنع القرارات سواءً على المستوى الجماعي أو الفردي للتغلب على مقومات الآلية البيروقراطية الثقيلة التي قد تعجز عن مواجهة الأحداث والمتغيرات المتلاحقة والمفاجأة وإخراج المنظمة من حالة الترهل والاسترخاء التي هي عليها ) .

    - لقد وضع الفكر الإداري الحديث عدداً من الخطوات يمكن إتباعها عند حدوث الأزمة ، وهي كما يلي :
    & تكوين فريق عمل لوقت الأزمات ...
    & تخطيط الوقت أثنا الأزمات ...
    & الرفع من معنويات العاملين وقت الأزمات ...
    & الإبداع والتجديد في المواقف العصيبة وإشعال روح الإبداع لدى العاملين لتقديم حلول و أراء غير مسبوقة .
    & حل المشكلات وقت الأزمات بتحديد المشكلة وإجراء المشورة ...
    & تقبل التغيير وقت الأزمات .
    & العمل على حصر الأزمات ...
    - ولكن نجد إن نموذج ( إدارة الأزمات ) الذي وضعته الإدارة الحديثة تجاهل بعض النواحي الإسلامية التي يمكن تضمينها لاستخلاص نموذج إداري متكامل لإدارة الأزمات يعتمد على الأسس التي اعتمدت عليها الإدارة الحديثة بعد تأصيلها بالفكر الإسلامي ، ولنا في رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أسوة حسنة في تفعيل الأزمات والاستفادة منها وفي كيفية تحويل المحنة إلى منحة وتحويل الموقف السلبي إلى إيجابي وذلك بقوة الإيمان والعزم والتوكل على الله ،


    والنموذج الإسلامي لإدارة الأزمات يمكن وضعه على الصورة التالية :

    * ان يكون مرجع إدارة الأزمة نابع من كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - .
    * الشعور بالطمأنينة والثقة بالله سبحانه وتعالى ثم الثقة بالذات والنفس ويضع في اعتباره قوله تعالى :( ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
    * التعلق بالله جل وعلا والإكثار من الدعاء ... يقول تعالى : ( وقال ربكم أدعوني أستجب لكم إن ال1ين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) ...
    * الثقة بالله جل وعلا ... يقول تعالى : ( فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا ) ...
    * الاستفادة مما سبق من تجارب ماضية ... يقول عليه الصلاة والسلام : ( لايلدغ المؤمن من جحر مرتين ) متفق عليه ...
    * عدم تقليد المنظمات الأخرى في حلول الأزمات التي تتبعها ، فما يناسب منظمة ليس بالضرورة ان يناسب أخرى لعدم تكافؤ الظروف ...
    * المبادأة والابتكار فيما يخدم تغيير المنظمة نحو الأفضل ...
    * ان يتبنى إدارة الأزمات داخل المنظمة قائد يتمتع بصفات تؤهله لإدارة الأزمات وحل المشكلات ومن هذه الصفات :( العلم- الخبرة- الذكاء سرعة البديهة – القدرة في التأثير على الأفراد –التفكير الإبداعي والقدرة على حل المشكلات والسيطرة على الأزمات – الرغبة والحماس)..
    * الموازنة الموضوعية بين البدائل المتاحة وإختيار أقربها إلى حل الأزمة وتحقيق مصلحة العمل والمنظمة فيما لايخالف الشريعة ...
    * يعتبر ( الصبر ) من أهم الصفات التي يجب على القائد التحلي بها عند الأزمة ...
    * الاستخارة – كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( ما خاب من استخار وما ندم من استشار ) .
    * التمسك بالقيم والمثل والأخلاق والسلوكيات الحسنة ...
    * الشجاعة ...
    * التفاؤل وعدم التشاؤم : فيجب على المسلم ألا ينظر للأزمة على إنها كلها شر ، فالنظرة السلبية تعوق التفكير السليم ...
    * على القائد ان يتذكر دائماً قاعدة : ( ما أصابك لم يكن ليخطئك ) : هذه الوصية تجعلك تظفر بثمرة ( الإيمان بالقضاء والقدر ) ...
    * تجنب الغضب وقت الأزمة : لأن الغضب يؤدي إلى تشويش التفكير وعدم التركيز وبالتالي قرارات عشوائية ...
    * توسيع نطاق المشاورة : يقول تعالى : ( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ) .
    *التعاون بين الأفراد داخل المنظمة للعمل علىحل المشكلات والأزمات التي يمكن ان تواجهها المؤسسة ، وقد قال تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ).
    * الاستعانة والتوكل على الله .. يقول صلى الله عليه وسلم : ( أعقلها وتوكل ) . ويقول تعالى : ( كتب الله لأغلبن أنا ورسولي إن الله قوي عزيز ) .
    *العزم والعمل وعدم التخاذل والتردد : يقول تعالى : ( فإذا عزمت فتوكل على الله ) .
    لذا فقد قيل : العاجز يلجأ إلى كثرة الشكوى ، والحازم يسرع إلى العمل .

    وبالتالي يمكننا الاستفادة مما هوى موجود بالفكر الغربي بعد تأصيله بالفكر الإداري الإسلامي الذي جاءت به شريعتنا الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة النبوية المطهرة التي لم تترك أمراً من أمور الحياة الدنيا والآخرة إلا تضمنتها ، يقول تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لك الإسلام دينا ) .ً[/align]
    ولله الحمد من قبل ومن بعد ،،،،،

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  5. #5
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    الضغوط الادارية

    هل هناك أحد منا لا يعاني من ضغوط في عمله اليومي ؟ !
    يقول الله تعالى في محكم التنزيل : {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} (4) سورة البلد ، فالضغوط لازمت الإنسان منذ أن خلق على الأرض ومن أخصها الضغوط في مجال العمل ، حيث أن العمل كان ولا يزال مصدر الشقاء للإنسان ، وإذا كانت الضغوط لازمة في حياة العاملين بالمدرسة وخاصة إدارتها ، فلا بد من إدارة هذه الضغوط ومواجهتها والتصدي لها والاستفادة منها وتوجيهها التوجيه السليم ، وذلك عن طريق زيادة الضغوط النافعة التي تدفع إدارة المدرسة إلى النمو والازدهار إضافة إلى التقليل من الضغوط الضارة التي تعرض إدارة المدرسة للمخاطر .
    تعريف الضغوط الإدارية :
    هي العوامل والظروف المدرسية والتي ينتج عنها شعور مدير المدرسة بعدم الراحة والاستقرار مما يؤدي إلى اضطراب مدير المدرسة حيث أن هذا الشعور بالاضطراب ناتج عن عدم قدرة مدير المدرسة التغلب أو التكيف مع كثرة أو استمرار متطلبات العمل .
    أنواع الضغوط في الإدارة المدرسية :
    الضغوط في مجال الإدارة المدرسية متعددة الأنواع ومختلفة الأشكال ، ولكل نوع منها خصائصه ومواصفاته ، ولكل منها طرق للتعامل معها ، بل إن هناك من الضغوط ما هو واجب الحفاظ عليه واسمراره ، ونعرض عليكم الآن أهم أنواع هذه الضغوط
    أولاً : من حيث إيجابيتها وسلبيتها :
    وهي نوعان :
    ضغوط إيجابية .
    ضغوط سلبية .
    1. الضغوط الإيجابية :
    وهو ضغط لازم تتطلبه طبيعة العمل ، ويحتاج إليه مدير المدرسة للضغط على العاملين للاحتفاظ بحيويتهم ودافعيتهم ، وفي الوقت نفسه لقهر أي تكاسل أو تخاذل ينجم عنه رتابة العمل .
    والضغط الإيجابي يزيد وينمي قدرة الفرد على أداء وبذل أقصى جهد لتقليل ضغوط العمل ، وبذلك يؤدي إلى نتائج إيجابية وتحقيق رضا العاملين ، ويصبح غياب هذا النوع من الضغوط مصدراً لعدم الرضا الوظيفي عن العمل .
    ومن أمثلة هذا الضغط التوتر الذي يجعل الطالب يذاكر بجد قبل الامتحانات .
    2. الضغوط السلبية :
    ويطلق عليها اسم الضغوط الهدامة ، وهي الضغوط التي تؤثر على سلوك كل من المدير والعاملين معه بشكل سيء وتتولد معها مجموعة من الإجراءات الإدارية التي يرتكز معظمها حول ما يلي :
    • فقدان الرغبة في العمل .
    • العزوف عن المبادرات الفردية والاستسلام إلى الرتابة ونمطية العمل .
    • تنامي الإحساس بالإحباط .
    • عدم التوافق والاكتئاب والقلق وعدم النضج الإداري .
    ثانياً : من حيث شدة الضغوط :
    وهي ثلاثة أنواع :
    ضغوط فائقة .
    ضغوط متوسطة .
    ضغوط عادية .
    1. الضغوط الفائقة :
    وهي ضغوط قوية عنيفة تمارس على الإدارة ، وهذه الضغوط يستحيل على مدير المدرسة تجاهلها أو التغاضي عنها نظراً لما تفرضه من تهديدات على المدرسة واستمرارها ، وهي ضغوط طويلة الأجل . مثل : الضغط الناتج عن المبنى المدرسي الآيل للسقوط .
    2. الضغوط المتوسطة :
    وهي ضغوط عادة ما تتصل بالسياسات الإدارية للمدرسة ، وهي بذلك تحكم العمل داخل المدرسة . مثل : الضغوط الناتجة عن توزيع الجدول المدرسي ، وتوزيع الأنشطة .
    3. الضغوط العادية :وهي ضغوط تتصل بالمواقف اللحظية اليومية للمدرسة والتي تنشأ عن المعاملات اليومية وصراعات الأفراد إطار العمل اليومي . مثل : الضغوط الناتجة عن غياب المدرسين وتوزيع حصص الانتظار على المدرسين .
    ثالثاً : من حيث محور وموضوع الضغوط :
    وهي أربعة أنواع :
    ضغوط مادية .
    ضغوط معنوية .
    ضغوط سلوكية .
    ضغوط وظيفية .
    1. الضغوط المادية :
    وهي تتصل بالمزايا المادية التي تسعى إدارة المدرسة للحصول عليها لإرضاء العاملين داخل المدرسة . مثل : الحوافز والمكافآت ، والتعين في أماكن بعيدة عن إقامة المعلم مما يؤدي إلى إهدار المال في الإنفاق .
    2. الضغوط المعنوية :
    وهي تتصل بالحالة الوجدانية والنفسية لمدير المدرسة ، وهي ضغوط شديدة التأثير على قرارات المدير ، وقد تؤدي إلى اضطراب تفكيره وعدم قدرته على اتخاذ القرارات السليمة . مثل : تدخل أولياء أمور الطلاب في العملية التعليمية دون وعي وإدراك منهم واعتقاد ولي الأمر أنه من حقه متابعة المدرس داخل الفصل .
    3. الضغوط السلوكية :
    وهي الضغوط التي تتصل أساساً بالقيود التي يمكن أن تنعكس على سلوك المدير ، وبالتالي تؤثر على قدرته على إصدار الأوامر الإدارية والتوجيهات التنظيمية . مثل : كثرة تأخر مدير المدرسة مما يؤدي إلى عدم قدرته على اتخاذ إجراءات إزاء المعلمين كثيري التأخر .
    4. الضغوط الوظيفية :وهي الضغوط التي تتصل أساساً باعتبارات الوظيفة وبالأعمال التي تتم فيها ، والأنشطة التي تمارس ، والغايات التي يسعى العاملون لتحقيقها . مثل : ما يتعلق بالأداء الوظيفي وموقع الوظيفة من خطوط السلطة .
    مراحل الضغوط في مجال الإدارة المدرسية :
    الضغوط في مجال الإدارة المدرسية تمر بمراحل متعاقبة ومتتالية حتى تكتمل أركانها ، وتمر الضغوط بخمسة مراحل على النحو التالي :
    1) مرحلة نشوء الضغط :
    وهي مرحلة ميلاد اضغط وظهور أول بوادره ، وإن كان يبدو لمدير المدرسة أنه غير ذي أهمية ، ويؤدي إلى هذا إلى التغاضي عنه أو عدم التعامل معه وإهماله وعدم الاستجابة له ، وبالتالي يتولد لدى القوى الضاغطة دافع قوي نحو توليد مزيد من الضغوط ، وبالتالي يتحول إلى المرحلة الثانية
    2) مرحلة نمو الضغط :
    وفي هذه المرحلة تكون القوى الضاغطة استكملت عدتها وأحكمت سيطرتها وأدركت أين مواطن الضعف لدى المدير والتي يمكن من خلالها الضغط عليه ، وأين مناطق الاختراق التي من خلالها تنفذ إلى كل من عقل ووجدان متخذ القرار فتسيطر على أفكاره وعلى عواطفه ، وبالتالي يتحول إلى المرحلة الثالثة .
    3) مرحلة اكتمال الضغط ونضوجه :
    في هذه المرحلة يكون الضغط الإداري قد بلغ الدرجة التي يستطيع معها أن يحرك متخذ القرار في الاتجاه الذي يريد من حدة الضغط .
    4) مرحلة انحسار الضغط وانكماشه :
    وتبدأ هذه المرحلة عندما يتحقق جانب هام من المطالب التي تنادي بها القوة الضاغطة ، أو بوصولها إلى اتفاق مع متخذ القرار ، ثم تبدأ هذه القوى الضاغطة بتخفيف الضغط على متخذ القرار ، بل مساعدته وتقديم دعمها له ، ثم تبدأ في التحول من المعارضة إلى المهادنة ومن المهادنة إلى التعاون والمشاركة الجزئية ثم إلى المشاركة الكاملة والتعاون الكامل ، ثم يختفي الضغط .
    5) مرحلة اختفاء الضغط أو تحوله إلى مجالات جديدة :
    وتأتي هذه المرحلة عندما تتحقق مطالب القوى الضاغطة ومن ثم تفقد هذه القوى السبب في تكتلها واستمرارها ومن ثم لا يكون أمامها إلا خياران هما :
    أ****- التفكك والانصراف عن الاستمرار لتحقق مطالبها .
    ب****- التحول إلى قوى ضاغطة أخرى لمساعدتها في تحقيق مطالبها .

    الآثار الناتجة عن الضغوط في مجال الإدارة المدرسية :
    تتعد الآثار الناجمة عن ضغوط العمل المدرسي ، فمنها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي ، ومنها ما يقع على الأفراد العاملين ويؤثر بالسلب على أدائهم ، ومنها ما يقع على المدرسة ويؤثر على أداء المدرسة ككل وفيما يلي بعض لهذه الآثار على المستوى المدرسي :
    أ****- الآثار الإيجابية :
    هناك العديد من الآثار الإيجابية للضغوط داخل المدرسة تتمثل فيما يلي :
    1. التعاون لحل المشكلات .
    2. التنافس البناء .
    3. الرغبة في العمل وزيادة الدافعية .
    4. الشعور بالرضا الوظيفي .
    5. الشعور بالإنجاز .
    6. انخفاض الغياب والتأخر .
    7. المشاركة في حل المشكلات .
    ب****- الآثار السلبية :
    وهناك مجموعة من الآثار السلبية للضغوط في العمل المدرسي ومنها :
    1. الغياب والتأخر عن العمل .
    2. الإحجام والتوقف عن مهام العمل .
    3. ترك العمل .
    4. التظلمات والشكاوي .
    5. ضعف الاتصال .
    6. اتخاذ القرارات الخاطئة .
    7. علاقات العمل سيئة .
    مراحل إدارة الضغوط :
    تستطيع المدرسة تخفيف ضغوط العمل الناشئة عن عبء العمل وجماعة العمل والمدرسة من خلال الوسائل والطرق المناسبة للتغلب على مسببات ومصادر تلك الضغوط ، بالإضافة إلى علاج آثارها السيئة المترتبة عليها ، ولذلك أصبح لزاماً على المدرسة وضع استراتيجيات تهدف إلى تخفيف ضغوط العمل وعلاج آثارها السلبية ، وتمر هذه الاستراتيجيات بمراحل مختلفة هي :
    1. التعرف على وجود مشكلة تتعلق بضغوط العمل :
    في هذه المرحلة يجب أن تقتنع المدرسة بأن هناك مشكلة تواجهها ناجمة عن ضغوط العمل .
    2. الكشف عن مسببات ضغوط العمل :
    ويتم ذلك عن طريق إدارة المدرسة من خلال انخراطها في العمل بغرض كشف مسببات الضغوط ، وذلك لإيجاد الحلول .
    3. وضع حلول لضغوط العمل :
    وتعد هذه المرحل من أهم المراحل لأنها متعلقة بوضع خطة فاعلة لحل مشكلات الضغوط ، وقد يكون من الأفضل تحديد المجالات التي سيتم التركيز عليها .
    4. التنفيذ والمتابعة :
    وفي هذه المرحلة يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ برامج إدارة الضغوط في المدرسة من خلال لجان التنفيذ التي يتم اختيارها مع وجود لجان متابعة لضمان تنفيذ هذه الإجراءات .
    استراتيجية إدارة الضغوط :
    ولأن الضغوط لا يمكن القضاء عليها والتخلص منها في الحياة اليومية بسهولة فإن الحل هو إدارتها الفاعلة وتحويلها إلى ضغوط إيجابية ، وفيما يلي عرض لاستراتيجية إدارة الضغوط على المستوى المدرسي :
    1) التطبيق الجيد لمبادئ الإدارة والتنظيم .
    2) إعادة تصميم الهيكل التنظيمي .
    3) نظم المشاركة في اتخاذ القرارات .
    4) تحليل أدوار الأفراد وتوضيحها .
    5) وضع الأهداف وتحديدها .
    6) الدعم الاجتماعي .
    7) بناء فرق العمل .
    8) التدريب .والتوجيه والإرشاد .
    9) تفويض السلطة .

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  6. #6
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    مشكلات الادارة المدرسية
    منها:((( مشكلات تتعلق بالمشرف التربوى )))

    1-تحيز بعض المشرفين لارائهم وعدم الأخذ برأى مدير المدرسة.
    2-نقص كفاءة المشرف التربوى مما يجعله يؤ دى دورا صوريا سواء للمدير أو المعلمين.
    3- وجود عنصرية لدى بعض المشرفين.
    4- طلب بعض المشرفين الاجتماع بمعلمى المادة جميعا فى حصة واحدة رغم وجود حصص لدى البعض.
    5-بعض المشرفين يؤ دى دورا صوريا وروتينيا لايسم فى تطوير المعلمين مهنيا بل يقتصر دوره على تصيد أخطاء المعلمين وبالتالى رصدها فى سجل الزيارة .
    6-تسلط بعض المشرفين ودكتاتوريتهم.

    الحلول المقترحة والتوصيات :

    1- اختيار المشرفين التربويين فى شتى المجالات والتخصصات من ذوى الكفاءة والخبرة والخلق الرفيع.
    2-التنويه على عدم طلب المشرفين التربويين عقد اجتماع جماعى لمعلمى المادة فى حصة واحدة لما لذلك من أثر سىء على الطلاب أنفسهم وعلى نظام المدرسة ويمكن المشرف اعدا د و رقة يضمنها توجيهاته أو التنسيق معهم للالتقاء بهم فى الفسحة أو مساء ويمكنه بذلك جمع عدد كبير من المعلمين ويكون لقاء تربوى تتبادل فيه الخبرات.
    3-تنمية المشرفين التربويين مهنيا بعقد دورات لهم وتتحرى جوانب الضعف لديهم.
    4-على المشرف التربوى الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم فى حسن توجيهه وليحرص على الثناء وابداء السلبيات ببراعة مع ابداء أن الهدف المنشود واحد والبعد عن التسلط وفرض الرأى بل يحاول أن يكون فى صف مدير المدرسة والمعلمين للارتقاء بالعمل التربوى وتحقيق أهدافه.
    +++++++++++++++++++++
    مشكلات الإدارة في المدرسة الأساسية

    الملخص

    تُعَد الإدارة وسيلة فعّالة وهامة لتحقيق حياة أفضل للأفراد والجماعات ، ولقد اتضح أن التقدم في البلدان النامية لا يتم إلاّ عندما تكون الإدارة قادرة على أن تضع أساساً للبناء الصحيح ، ومن هنا جاءت أهمية مدير المدرسة على اعتبار أن المدرسة هي الخلية الأساسية للنظام التربوي ، وغايته القصوى ، وبالتالي فإن التعليم العصري يتطلب وجود قيادات متطورة ممثلة في الإدارة التربوية وعلى مختلف المستويات ، ولهذا كان لا بد لمدير المدرسة أن يتمتع بعدد من المهارات بحيث تمكنه من القيام بمسؤولياته بكفاءة واقتدار ومواجهة التحديات والمشكلات التي تواجهه 0 ولهذا هدف البحث إلى التعرف على المشكلات التي تواجهه إدارات المدارس الأساسية في محافظة المفرق ، لتشخيص جوانب القوة والضعف في عملية التعلم والتعليم في العمل التربوي ، لغرض تعزيز جوانب القوة ، ووضع الحلول لمعالجة جوانب الضعف 0

    تكوّن مجتمع البحث من جميع مدراء المدارس الأساسية في محافظة المفرق والبالـغ عددهـم (241) مديراً ومديرة 0 حيث تم اختيار عينة البحث بطريقة عشوائية تكونت من (128 ) مديراً ومديرة 0 وقد قام الباحث بتطوير أداة تكونت من ( 50 ) فقرة تتعلق بالمشكلات الإدارية التي تواجهها الإدارة المدرسية بدرجات متفاوتة ، حيث تم تطبيقها على عينة البحث بعد التأكد من هدفها وثباتها ، ومن أجل تحقيق أهداف البحث تم تحليل استجابات أفراد العينة ، ومناقشة المشكلات التي شكلت الثلث الأعلى وفقاً لدرجة الحِدة والوزن المئوي ، ومن أبرز هذه المشكلات التي تم التوصل إليها : ضعف مستوى التعلم لدى الكثير من طلبة الصفوف الأولى ، وكثرة الإجازات لأعضاء الهيئة التدريسية ، وعدم توفير أجهزة الحاسوب بشكل كافٍ ، وعدم قدرة الطلاب على تقبل اللغة الإنجليزية وغيرها 0

    وبعد مناقشة النتائج أوصى الباحث بعدد من لنقاط منها : تحديد عدد طلبة الصف الواحد بما يتناسب وعملية التعلم والتعليم في المدارس الأساسية، والتعاون المتبادل بين الإدارة والمجتمع المحلي ، وتوفر الأجهزة لمادة الحاسوب والتدرب عليها ، وعقد الدورات المستمرة في ذلك لتحقيق الأهداف التربوية المطلوبة 0

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  7. #7
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    الإدارة

    [align=right]وجدت الإدارة في المجتمع منذ بدأ الإنسان يعيش في جماعات ، فهي تعمل على تنظيم الجهود واستثمارها إلى أقصى طاقة ممكنة . والإدارة التربوية ، كغيرها ، مهمتها تنظيم جهود العاملين في الحقل التربوي وتنميتها في إطار اجتماعي تشاركي . وعليه فلا بد لكل عمل جماعي من شخص يتولى الإشراف عليه ، والمدرسة كوحدة تعليمية تربوية لها رئيس هو مديرها ، وهو القائد التربوي الذي يشرف على أعمال جميع من فيها من تلاميذ وعمال وموظفين آخرين ، وهو الذي يقابل زوَّارها ويتابع بريدها الصادر والوارد ، ويمثلها في اللقاءات والندوات الرسمية ... الخ . على أن الدور الأهم للمدير هو الإسهام المباشر في إعداد معلميه وتنميتهم وتقديم النصح والإرشاد لهم في مجال الإدارة الصفية ، وإعداد الدروس ، وطرق متابعة التلاميذ ، فهو إذن مشرف (عام) مقيم في المدرسة ، فإذا تمكن من أداء هذا الدور الإشرافي ، جعل المدرسة وحدة إنتاج وتطوير حقيقي على الصعيدين العلمي والتربوي ، وستكون حقاً وحدة بناء المجتمع (بعد الأسرة) وتهذيب الناشئة وإعدادهم لدور منتج في مجتمعهم .
    مشكلة البحث
    نظراً لتعيين المديرين في المدارس الابتدائية والمتوسطة والإعدادية والثانوية بدون ضوابط نظامية مما يؤدي إلى أرباك العملية التربوية وتدني في المستوي العلمي للطلبة وتفشي ظاهرة الفساد الإداري بين المديرين .

    أهداف البحث :

    معالجة السلبيات في
    1- تعيين المدراء من قبل المديريات العامة للتربية في المحافظات
    2- الرقي بالمستوى الإداري في مدارس المحافظة ( معالجة الضعف الإداري للمدراء )
    3- معالجة ظاهرة الفساد الإداري
    أولاً ـ الصفات الواجب توفرها بمدير المدرسة :
    مما لاشك فيه أن إدارة المدرسة من المهام الصعبة والحساسة التي تتطلب من صاحبها لكي يكون مديراً ناجحاً ، وقادراً على القيام بواجباته على الوجه الأكمل أن يكون :
    1 ـ سليم الجسم والعقل .
    2 ـ ذو قدرة وكفاية تؤهله لتحمل أعباء عمله .
    3 ـ أن يكون موضع ثقة من لدن المعلمين والمسؤولين التربويين
    4 ـ أن يكون قادراً على البت في الأمور والمشاكل التربوية بصورة صحيحة وحاسمة ودقيقة .
    إن هذه الأمور هامة جداً ، وينبغي توفرها لدى مدير المدرسة ، لكي يكون ناجحا في عمله. فالإنسان الذي يعاني من أمراض جسمية كانت أم نفسية لا يمكنه أن يعالج المشاكل التي تجابهه بهدوء وتبصر ، بل على العكس من ذلك تظهر لديه عند مجابهته لأبسط المشاكل حالات انفعالية تجعله يفقد أعصابه فيتصرف تصرفات خطيرة ومضرة تزيد المشاكل تعقيداً بدلاً من حلها ، وعلينا أن لا ننسى الحكمة القائلة [ العقل السليم في الجسم السليم ] .
    أما بالنسبة للصفة الثانية [ المقدرة والكفاءة ] فيمكن تقدير مدى توفرها في من يراد اختياره الإدارة المدرسة من خلال عمله كمعلم ، قبل أن يصبح مديراً ، إذ بالإمكان معرفة مدى قابليته على القيام بواجباته المدرسية ، والجهود التي كان يبذلها لرفع مستوى طلابه في مختلف المجالات ، ومدى ضبطه لصفه ، ونوع العلاقات السائدة بينه وبين طلابه وزملائه المعلمين ، ومدى احترامهم له ، ومدى قابليته على خلق العلاقات الإنسانية الطبيعية في المحيط المدرسي ، إدارةً ومعلميَن وطلاباً ، ذلك أن مدير المدرسة بطبيعة عمله مسؤول عن النضوج الفكري للمعلمين والطلاب معاً ، وإن أي جهل لهذه الحقيقة إنما يسبب التوتر في العلاقات المدرسية ، ويشيع الفوضى ، ويُفقد النظام ، ويؤدي بالتالي إلى فشل المدرسة .
    أما ما يخص الصفة الثالثة [ الثقة ] فإنها تتوقف على سلامته الجسمية والنفسية من جهة وعلى مقدرته وقابليته من جهة أخرى ،إذ أن هاتين الصفتين تمكناه من أداء واجباته المدرسية كما ينبغي.
    أما الصفة الرابعة فإن لها أهمية قصوى ، ذلك أن مدير المدرسة يواجه كل يوم العديد من المشاكل الإدارية والتربوية ،داخل المدرسة وخارجها ،منها ما يخص الطلاب ،ومنها ما يخص المعلمين ، وإن المدير الناجح هو الذي يستطيع البت في هذه المشاكل بشكل حاسم ودقيق . وطبيعي أن ما أقصده بالحاسم ليس التسرع في إعطاء الحكم لأن ذلك يعطي النتائج العكسية ، بل على العكس من ذلك ينبغي أن يكون متبصراً ، قادراً على تحليل المشاكل وفهمها ، وسماع آراء المعلمين ، والأخذ بما هو صائب منها دون مكابرة أو استعلاء .
    هذه هي أهم الصفات الواجب توفرها بمدير المدرسة والتي تمكنه من القيام بعمله على الوجه الأكمل وأن أي أساس آخر لاختيار مدير المدرسة لن يعطي النتائج المرجوة ، وبالتالي لن يساعد على نجاح المدرسة في مهمة أعداد الأجيال التي نصبو إليها ، والمسلحة بسلاح العلم والمعرفة والأخلاق ، والقيم الإنسانية النبيلة .
    واجبات مدير المدرسة :

    إن المهام الملقاة على عاتق مدير المدرسة كبيرة جداً ، وهي تتطلب منه أن يكون قادراً على القيام بتلك المهام بأسلوب خلاق ، وأن يكون متسلحاً بسلاح العلم والمعرفة ، والخبرة الضرورية التي ينبغي أن يكون قد اكتسبها خلال سنوات عمله كمعلم ، وقبل أن يكلف بأعمال الإدارة المدرسية ، وأن يكون من المشهود لهم في قدراته وقابليته على تحمل عبء هذه المسؤولية الجسيمة والحساسة
    إن مهام مدير المدرسة يمكن تحديدها بأمور ثلاث :
    1 ـ إدارة المدرسة .
    2 ـ الأشراف التربوي .
    3 ـ التقويم والضبط .
    وسأتعرض فيما يلي لكل من هذه المهام ، لكي يكون كل مدير مدرسة على بينة منها ، ولكي يستطيع أداء واجباته على الوجه الأكمل ، ويحقق النتائج المرجوة من عمله.

    أولاً ـ الإدارة المدرسية :

    قبل الولوج في هذا الموضوع أود أن أوضح أن إدارة المدرسة كما هو معروف ، ليست غاية بحد ذاتها ، وإنما هي وسيلة لتحقيق أفضل السبل لعملية التربية والتعليم ، فهي والحالة هذه عملية تنظيمية محضة ، وهي بطبيعة الحال تستند إلى ركيزتين أساسيتين هما :

    1ـ رسم تخطيط برامج العمل بالتعاون مع المعلمين كافة ، إذ أن إشراك المعلمين في رسم وتخطيط أساليب العمل في المدرسة عامل حاسم في النجاح .وطبيعي أن رسم وتخطيط أساليب العمل يتسم بأهمية كبرى ، فهذا العمل يجنب إدارة المدرسة الارتباك ، وإصدار القرارات الارتجالية التي غالباً ما يواكبها الخطأ وضياع الوقت والجهد .
    2 ـ تنفيذ المقررات والخطط الموضوعة ، والإشراف على التنفيذ بدقة وأمانة ، فالعبرة ليست فيما يتخذ من قرارات ، ويرسم من خطط ، وإنما العبرة في تنفيذها ، وكثيراً ما نجد مجالس المعلمين تعقد الاجتماعات ، وتتدارس مشاكل المدرسة والطلاب ، وتضع الخطط والحلول ، لكنها تبقى حبراً على الورق فحسب .
    إن المدير الناجح هو الذي يستطيع متابعة سير تنفيذ تلك القرارات والخطط لكي تؤدي دورها الذي رسم من أجله ، مع دراسة نتائج التنفيذ بغية معرفة ما أمكن تحقيقه ، وما يبرز من أخطاء أثناء التطبيق والعمل على إصلاحها .
    وأعود الآن إلى مهام المدير الإدارية والتي يمكن تلخيصها بما يأتي :
    1 ـ قبول وتسجيل الطلاب في المدرسة ، وتوزيعهم على الصفوف .
    2 ـ توزيع الدروس على المعلمين كل حسب اختصاصه وقابليته،ووضع جدول الدروس .
    3 ـ توزيع الكتب والقرطاسية على الطلاب .
    4 ـ تامين ما تحتاج إليه المدرسة من أثاث ولوازم ، ووسائل إيضاح .
    5 ـ تنظيم المدرسة والعناية بنظافتها .
    6 ـ توزيع أعمال النشاط اللاصفي ، الأدبي والفني والرياضي ، وغيرها من أوجه النشاطات الأخرى .
    7 ـ مسك وتنظيم السجلات المدرسية التالية ، على أسس صحيحة ودقيقة يمكن الرجوع إليها عند الحاجة وهي :
    ـ سجل القيد العام .
    ـ سجل المعلمين .
    ـ سجل شخصي لكل طالب [ الإضبارة الشخصية ]
    ـ سجل الدوام اليومي للطلاب ، مع تنظيم خلاصة الدوام الشهري في نهاية كل شهر .
    ـ سجل الأثاث واللوازم المدرسية .
    ـ سجل الكتب والقرطاسية .
    ـ سجل نتائج الامتحانات .
    ـ سجل الإشراف التربوي .
    ـ سجل الوثائق الصادرة والواردة
    ـ سجل الكتب الرسمية الواردة والصادرة .
    ـ سجل المصروفات النثرية .
    ـ سجل غيابات الطلاب .
    وبالنظر للمهام الجسيمة التي تقع على عاتق المدير فأنه يتطلب تعين معاون أو أكثر لمدير المدرسة ، حسب سعة المدرسة وعدد طلابها ،كما تستدعي الحاجة لمرشد تربوي ،أو أكثر متخصصين في معالجة المشاكل السلوكية والنفسية للطلاب ، لمساعدة مدير المدرسة في الأمور التربوية والإدارية.
    ثانياً ـ الإشراف التربوي :
    يشمل الإشراف التربوي إشراف المدير على عمل المعلمين والطلاب معاً ، وقبل الخوض في هذا الموضوع لابد من أن نضع الحقائق التالية التي توضح الطريق أمامه وهي :
    1 ـ إن على المدير أن يحدد لكل معلم مكانته ، وذلك بإظهار مدى إتقان كل معلم لواجبه . إن هذا العمل يؤدي بلا شك إلى الاستقرار النفسي للمعلم ، ويجعله يندفع في عمله بحماس شديد ، بدلاً من أن يذهب إلى الصف بخمول وفتور .
    2 ـ إن على المدير أن يوطد علاقته بكافة المعلمين ، ويشترك معهم في المناقشات الخاصة بالأمور المدرسية ، وكل مدير يتعالى على معلميه ، ويعزل نفسه عنهم فإن عمله هذا يؤدي إلى ضعف وانحلال الروابط بين المعلمين والإدارة ، وبالتالي فشل المدرسة إذ أن الإدارة ما وجدت إلا لتسهيل وتنظيم عمليتي التربية والتعليم ، والتي يكون المعلم فيها العامل الحاسم ، فعليه والحالة هذه أن يمد يد العون والمساعدة للمعلم لتمكينه من أداء واجبه على الوجه الأكمل .
    3 ـ إن كثيراً من مديري المدارس يلجأون إلى إجراء تغيرات في توزيع الدروس ، وإسناد المهمات إلى المعلمين بمعزل عنهم ، وبدون مناقشتهم والتباحث معهم حول التغيير وقبل إجرائه . إن هذا الأمر يخلق في نفس المعلم الإحساس بأنه آلة صماء ينفذ الأوامر فحسب ، وبأنه غير قائم بواجباته بصورة صحيحة ، وأن جهوده التي بذلها لا تحضى بالتقدير . وعلى هذا الأساس ، وإذا أراد مدير المدرسة أن يكون ناجحاً في مهمته ، أن يتجنب كل ما من شأنه التسبب في مثل هذه المشاكل .
    4 ـ إن التقدير والثناء يلعب دوراً بارزاً في جعل المعلمين والطلاب يندفعون في أداء واجباتهم بكل طاقاتهم ، وبارتياح نفسي وفكري ، وعلى العكس من ذلك نجد أن توجيه اللوم والتأنيب لأتفه الأسباب للمعلم مثلاً ، يسبب له رد فعل شديد يبعده بكل تأكيد عن الانصراف إلى أداء مهمته برغبة واندفاع . فالمدير الناجح يستطيع أن يتدبر ذلك خلال مناقشته للمعلم ومحاسبته بصورة غير مباشرة ، بإبراز الجوانب الإيجابية لديه ، وتقديرها وتثمينها ، ومن ثم يستطيع تنبيه المعلم إلى الجوانب السلبية بروح من الشعور بالمسؤولية ، وبدون أن يجرح مشاعره ، أو ينتقص من جهوده وفاعليته ، وليشعره أن غايته ليس الطعن فيه ، أو الانتقاص من جهوده ، وإنما تصحيح الأخطاء التي تبرز أثناء العمل المدرسي .
    وكما أسلفنا أن الإشراف التربوي يشمل المعلمين والطلاب معاً ، وسأحاول توضيح طرق ومتطلبات الإشراف التربوي التي أراها ضرورية لنجاح العملية التربوية والتعليمية في فصل قادم .
    1 ـ الإشراف على عمل المعلمين :
    يتطلب من المدير أن يتعرف على مدى قيامهم بواجباتهم ، والأساليب التربوية التي يتبعونها ، ومدى فاعليتها ، وطرق تحسينها وتطويرها ، ومدى ضبط كل معلم لطلاب صفه ، ومدى قابليته على جلب انتباههم للدرس ، وذلك عن طريق زيارته للصفوف ، وسماعه للدروس وتدوين النقاط الإيجابية والسلبية في عمل المعلم ، بغية العمل على تطويرها ، وتعميم الإيجابية منها ، وتصحيح الجوانب السلبية منها ، وذلك خلال اجتماعات مجلس المعلمين .
    ولابدّ أن أقول بمرارة أن الاهتمام بانعقاد مجالس المعلمين يكاد يكون ضعيفاً، وهو إن جرى عقده فإنه لا يأخذ طابع الجدية في بحث المشاكل ، ووضع الحلول لها ، في كثير من الأحيان يلجأ المدير إلى تدوين بعض القرارات بمفرده ، وحسب رغبته وقناعته ، ويطلب من المعلمين الالتزام بها . كما أن هناك الكثير من المعلمين ممن لا يبدون أدنى اهتمام لمناقشات مجلس المعلمين ، ولا يسمع منه سوى كلمة موافق .
    إن انعقاد مجالس المعلمين بصورة منتظمة ، ومتقاربة ،أمر هام جداً في العمل التربوي والتعليمي حيث يتم خلالها استعراض إنجازات المدرسة في كافة مجالات عملها ،ومقدار ما حققته من نجاح وما جابهها من مشاكل ، ودراستها بجدية ، ووضع الحلول الصائبة لها ، بالاشتراك مع كافة المعلمين ، وبالإمكان الاستعانة بأولياء أمور التلاميذ للمشاركة في بحث المشاكل السلوكية ،والدراسية ،التي يعاني منها أبنائهم ، والتغلب عليها



    2 ـ الإشراف على أوضاع الطلاب الدراسية والسلوكية :
    يشمل الإشراف التربوي لمدير المدرسة سلوك الطلاب وأخلاقهم داخل المدرسة وخارجها ، وملاحظة انتظام دوامهم ،ومحاسبة المنقطعين عن الدوام ، وكذلك الإشراف على سير التعليم ، وأداء الواجبات ، وتشجيع المتفوقين منهم ، ومكافئتهم ، ومحاسبة المقصرين ، بأتباع الأساليب التربوية الحديثة ، ودفعهم للسعي والاجتهاد ، وذلك بالتعاون مع كافة المعلمين ، وأولياء أمور الطلاب من خلال الاتصال المستمر بهم ، وإشراكهم في كافة النقاشات والدراسات المتعلقة بمشاكل أبنائهم الدراسية والسلوكية ، وسوف أتعرض لهذا الموضوع بشكل مفصل في فصل خاص تحت عنوان [تعاون البيت والمدرسة ]وذلك بالنظر لما لهذا التعاون من أهمية قصوى في تربية أبنائنا.

    3 ـ التقويم والضبط :

    إن التقويم والضبط أمران هامان جداً لنجاح المدرسة ، ذلك أن العمل في أي مجال من مجالات الحياة لابدَّ وأن يظهر فيه مشاكل ومصاعب وأخطاء ، وإن هذا الأمر بالطبع يتطلب دراسة تلك المشاكل والأخطاء دراسة جدية ، والعمل على تصحيحها وتقويمها ، لكي لا تؤدي أساليبنا التربوية إلى نتائج عكسية لما نصبو إليه في تربية جيل مسلح بسلاح العلم ،والأخلاق الفاضلة .
    إن اكتشاف الأخطاء وتصحيحها ، وتحسين العمل ،يعطي المدرسة زخماً شديداً ، ويدفعها إلى الأمام ويعطي النتائج المثمرة والمرجوة في عملنا التربوي .
    تلك هي بوجه عام واجبات مدير المدرسة التي ينبغي أن يقوم بها جميعاً دون استثناء ، وإن إهمال أي ركن من أركانها يفقده القدرة على الحصول على نتائج حسنة في عمل المدرسة ، وعلى المدير أن لا يهتم بجانب على حساب جانب آخر لآن كل جانب مكمل للجانب الآخر بكل تأكيد .

    *********



    وصايا لمدير المدرسة :
    1ـ ينبغي لمدير المدرسة أن يكون المثل الأعلى لكافة المعلمين في القيام بواجباته المدرسية ، فالمعلمون غالباً ما يقتدون بمدير مدرستهم ، ينشطون بنشاطه ويهملون بإهماله.
    2 ـ ينبغي لمدير المدرسة أن يكون مرناً بتصرفاته ، غير متسرع في إصدار القرارات ، وبذلك يتمكن من معالجة ما يصادفه من مشاكل ، ويذللها بسهولة ويسر .
    3 ـ ينبغي لمدير المدرسة أن يجمع بين العطف والمحبة والحزم في علاقاته مع الطلاب والمعلمين ، ويعرف متى يستخدم الحزم في حل المشاكل ، ومتى يستخدم اللين .
    4 ـ على مدير المدرسة أن يكون ديمقراطياً في تصرفاته وتفكيره ، لأن الديمقراطية هي السبيل الأمثل للوصول إلى النتائج الصحيحة ، ليس في مجال التربية والإدارة فحسب ، بل في كافة مجالات الحياة الأخرى .
    5 ـ على مدير المدرسة أن يكون متواضعاً ، بعيداً عن التعالي والغرور ، وأن يعمل بكل جهده على كسب ثقة المعلمين لأن ذلك هو السبيل لخلق التعاون بين المعلمين والإدارة ، وبالتالي نجاح المدرسة ، فلا يمكن أن تحقق المدرسة أهدافها إلا إذا ساد التعاون في المحيط المدرسي .
    6 ـ على مدير المدرسة أن يتجنب كل ما من شأنه أن يخلق التكتلات في صفوف الهيئة التعليمية ، وعليه أن يتجنب تقديم معلم على حساب الآخرين ، لأن ذلك يخلق بكل تأكيد روح التذمر في نفوس المعلمين ويجعلهم يعزفون عن التعاون .
    7 ـ على مدير المدرسة أن يكون قادراً على التعبير عما يريده تكلماً وكتابة ، فالمدير المتمكن من التعبير الجيد يؤثر تأثيراً بالغاً في نفسية المعلمين والطلاب ، ويجعلهم يثقون بأن مدير مدرستهم أهلُ لهذا المنصب .
    8 ـ على مدير المدرسة أن تكون له معرفة جيدة بطلاب مدرسته ، وذلك عن طريق حفظ أسمائهم والتعرف على الطلاب المتفوقين منهم والمتأخرين ، والذين هم مثال للأدب والأخلاق ، والطلاب المشاكسين الذين يميلون للشراسة وخلق المشاكل ، من معالجة مشاكلهم وحلها .
    ولابدّ للمدير لكي يقوم بهذا العمل ، أن ينظم لكل طالب ملف خاص به ، تدون فيه كافة المعلومات المتعلقة بأوضاع الطلاب السلوكية والدراسية ، وتكون مرجعاً له وللمعلمين عند معالجتهم المشاكل التي تنشأ في المدرسة ، إذ بواسطتها يمكن التعرف على سيرة التلاميذ وسلوكهم ، ونقاط الضعف فيهم ، وبالتالي معالجة تلك المشاكل بالشكل الذي يحقق الهدف المنشود للتربية[/align]

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  8. #8
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    تطوير الادارة المدرسية

    [align=right]الإدارة المدرسية فرع من علم الإدارة ، نشأ متأخراً فاختزل المراحل التي مر بها الأصل ( علم الإدارة ) الإدارة التعليمية ، الإدارة بالأهداف، العلاقات الإنسانية في الإدارة ، المدرسة كنظام اجتماعي .. إلخ . والسعودية جزء من العالم الذي يعتمد على الإنتاج الفكري والتطبيقي الغربي في مجالي علم الإدارة والإدارة المدرسية.
    وبذا يمكن - تجاوزاً - تقسيم أدبيات الإدارة المدرسية الموجودة في اللغة العربية إلى مجموعتين : الأولى تعنى بالتنظير والمدارس الفكرية ، والثانية تصف الواقع. ولا يوجد إلا القليل من البحوث التطبيقية المحلية في مجال الإدارة المدرسية ، وأكثر الموجود هو في نطاق الاتجاهات، وبخاصة الاتجاهات المقارنة نحو ممارسات أو مسائل إدارية معينة.

    فن التعامل

    إن المفترض هو أن يكتسب مدير المدرسة «عدته» من مصدرين : إطار نظري علمي تطبيقي ثري ، وتراث أو تقليد ممارس يحدد الإجراءات والآليات. وفي المملكة يوجد قصور في الناحيتين: فمن ناحية الإطار النظري والعلمي نجد أن صلة معظم المديرين بعلم الإدارة المدرسية صلة ضعيفة مقصورة على ما يتلقونه في الدورات التدريبية، ومن ناحية التراث الممارس نجد أنه لا توجد أدلة تصف العمل وتحدد مسؤوليات المدير وصلاحياته وتقدم له آليات وأدوات ونماذج العمل وإطاره القانوني .
    ولذا فإن أي جهد لتطوير أداء مدير المدرسة في السعودية ينبغي - في رأينا - أن يعتمد على الجانبين: إثراء الخلفية العلمية لدى أشخاص يفترض أن لديهم الاستعداد الطبيعي للقيادة من ناحية، توفير أدوات الممارسة وآلياتها من ناحية أخرى.
    إن الإدارة - سواء المدرسية أم غيرها - هي فن التعامل مع الواقع لغرض تحقيق أهداف المؤسسة. ومن هذا المنطلق فإن أي توصيات تخص تطوير «الإدارة المدرسية» في السعودية ينبغي أن تقوم على أساس من الواقع المتمثل في القيم والعادات والخصائص الثقافية في المجتمع السعودي ، وخصائص وصفات وطموحات الأشخاص الذين يتم ترشيح المديرين والوكلاء من بينهم ، وواقع الإجراءات الإدارية والمالية المعمول بها في السعودية.

    اختيار مدير المدرسة

    يوجد كم هائل في أدبيات الإدارة المدرسية حول صفات المدير الناجح وأساليب اختياره: وعبر الخمسة عشر عاماً الأخيرة تعاملت شعبة الإدارة المدرسية مع هذه المسألة بواقعية وفعالية، ساعية قدر الإمكان إلى تحقيق ما يمكن تحقيقه في إطار الظروف والواقع.
    إن الضوابط المستخدمة حالياً في اختيار المديرين والوكلاء مناسبة وحالات الفشل الإداري في بعض المدارس ناتجة ( في الغالب) عن عدم تطبيق كل الضوابط والأساليب والأدوات المقررة، يضاف إلى ذلك قصور في أساليب وأدوات المتابعة التي تساعد على التحقيق من أن من تم اختياره يؤدي عمله وفقاً لأفضل معايير الأداء.

    اختيار مدير المدرسة

    هناك عدة توصيات لاختيار مدير المدرسة أهمها
    - إعطاء تشكيل لجان اختيار مديري المدارس الاهتمام المناسب ، والتأكد من أن الأعضاء سيلتزمون بتطبيق الصفات الأساسية التي ترغب قيادة الوزارة في توفرها فيمن سيتولى هذه المهمة الكبيرة .
    - التأكيد على عدم تعيين أي معلم جديد مديراً لمدرسة أو وكيلاً لها إلا بعد قيامه بالتدريب حداً أدنى يحدده النظام ، بحيث يكون توليه للعمل الإداري تدريجياً وتسلسلياً حسب خطة المسار الوظيفي.
    - المراجعة المستمرة لقواعد الاختيار للتأكد دوماً أنها تتفق مع التطوير الذي يحدد في قطاع التعليم .
    - إيجاد قاعدة معلومات دقيقة ومحدثة عن مديري المدارس والبرامج التدريبية التي سبق لهم المشاركة فيها ومعلومات عن المعلمين المتميزين والمؤهلين ليكونوا مديري مدارس في المستقبل .

    صلاحيات مدير المدرسة

    الصلاحيات المفوضة لمدير المدرسة هي صلاحيات محدودة وتحكمها لائحة متكاملة للإدارة المدرسية تربط فيها الصلاحيات بالمسؤوليات.
    التوصيات المتعلقة بصلاحيات مدير المدرسة :
    - إعطاء مدير المدرسة دوراً في اختيار المعلمين الجدد في مدرسته عن طريق المشاركة في لجان المقابلات التي تجرى عند بداية التوظيف ، مع دراسة إمكانية إعطاء كل مدير مدرسة صلاحيات المشاركة في اختيار معلمي المدرسة الجدد المنقولين لمدرسته .
    - إعطاء مدير المدرسة صلاحية تقييم المعلمين الكاملة مع الاستعانة بالتقارير الفنية التي يضعها المشرفون .
    - زيادة الصلاحيات المالية لمدير المدرسة وتحديدها كتابة .
    - تحديد صلاحية إدارة المدرسة في استخدام إدارة المبنى المدرسي ومرافق المدرسة، وذلك بالتنسيق مع القسم المختص في إدارة التعليم.
    - تحديد صلاحية الوكيل وموظفي المدرسة الآخرين ومسؤولياتهم كتابة .
    - الأخذ بعين الاعتبار عند تحديد الصلاحيات والمزايا التفريق بين المدارس الصغيرة والمدارس الكبيرة .
    - إعطاء المدير صلاحية اختيار المعلمين المتميزين ليكونوا معلمين أوائل عند تطبيق هذه الفكرة ، وذلك بالمشاركة مع الأشخاص المختصين في الإشراف.

    الحوافز

    الحوافز المادية مسألة يحكمها الكادر التعليمي، ولذا فإن مجال التصرف فيها يرتبط بإعادة النظر في بعض قواعد الكادر، وذلك لمنح مكافآت مادية على شكل مكافآت للجان المشاركة في قضايا الإدارة المدرسية مثل مجلس إدارة المدرسة ونحوها.

    حوافز وظيفية

    التوصيات المتعلقة بالحوافز الوظيفية لمدير المدرسة :
    1- إنشاء مجلس لمديري المدارس في كل محافظة يهتم بتطوير الإدارة المدرسية وزيادة وجاهة المهنة .
    2- تشجيع المديرين المتميزين وإعطاؤهم الأولوية في المشاركة عن طريق بعض الحوافز مثل : المشاركة في الزيارات الدولية ، المشاركة في المؤتمرات والندوات ، وإكمال الدراسة العليا.
    3- تنظيم زيارات المديرين للمدارس الأخرى لنقل تجاربهم والمشاركة في تطويرها .
    4- إتاحة الفرصة للمديرين للمشاركة في الأعمال واللجان المتخصصة في جهاز الوزارة أو بإدارات التعليم حتى يكون لهم دور في التخطيط والدراسة للقرارات الإدارية والتربوية التي تم اتخاذها في قطاع التعليم .
    5- مراجعة مدة إجازة مدير المدرسة الصيفية والنظر في زيادتها .
    6- تعميم اللقاءات مع مسؤولي التعليم في المناطق مع استخدام نظام الحقائب الإدارية المتمثلة في تنظيم كل الأدلة ذات العلاقة بعمل مدير المدرسة.
    7- الاستعانة ببعض المديرين المتقاعدين المتميزين للمساعدة في تطوير الإدارة المدرسية في مناطقهم ومكافأتهم بالطرق النظامية .
    8- تفعيل دور مجلس إدارة المدرسة وإعطاؤه الصلاحيات والمسؤوليات المناسبة.
    9- الكتابة لمجلس الخدمة المدنية بطلب إعادة إيجاد مكافأة مالية تخصص للقائمين بعمل مدير المدرسة والوكيل على غرار ما يتم في الجامعات للعمداء والوكلاء ورؤساء الأقسام ، نظير ما يقوم به مدير المدرسة والوكيل من مسؤوليات كبيرة في المدارس.
    تقويم أداء مدير المدرسة

    نموذج تقييم

    يستخدم حالياً في تقييم مدير المدرسة نموذج تقييم الأداء لشاغلي الوظائف التعليمية ويتم التقويم بواسطة مشرف الإدارة المدرسية في إدارات التعليم ، وقد اتضح وجود حاجة إلى استخدام نموذج جديد يعتمد على أسس أكثر علمية ويكون استخدامه كذلك لأغراض التجديد لمدير المدرسة .
    والتقويم الفعال لعمل مدير المدرسة هو الذي يقيس فعالية مدرسته في التعامل مع المشكلات والتحديات التي تتصدى لها مثل : إنقاص حالات الهدر والتسرب والرسوب، رفع الدافعية للتعلم بين الطلاب، زيادة مساهمة المدرسة في حل مشكلات مجتمعها المحلي ... إلخ . وهي مسائل ينبغي أن يتصدى لها نظام التقويم الشامل للمدرسة الذي تعمل الوزارة على إنجازه حالياً .

    تقويم أداء المدير

    التوصيات المتعلقة بتقويم أداء مدير المدرسة :
    1- تطوير نموذج جديد مخصص لتقويم أداء مدير المدرسة ووكيلها يحتوي على كافة العناصر المطلوب تقويمها .
    2- وضع معالم للخطة المدرسية بحيث يطلب من مدير المدرسة (بعد تدريبه) أن يضع خطة سنوية لمدرسته يحدد فيها أهداف المدرسة (التربوية والتشغيلية) وأدوات تحقيق هذه الأهداف ، ثم يتم تقويمه وفقاً لمدى تحقيق هذه الأهداف .
    3- تشجيع وسائل غير تقليدية في التقويم يتم الاستئناس بها (دون الاعتماد عليها) مثل وضع نموذج لتقويم الطلاب للمدرسة ، ووضع كذلك نموذج لتقييم الأهالي للمدرسة ، على أن ينظر مجلس إدارة المدرسة في هذه النتائج قبل اعتمادها أساساً لتقويم أداء إداريي المدرسة .
    4- إيجاد آليات محددة للمتابعة المبتدئة بالتقويم والمنتهية بتدريب محدد المحتوى هادف إلى تغييرات معينة بحسب احتياجات المديرين أنفسهم؛ لأن التقويم بدون متابعة لا قيمة له ، بل تشير دراسات كثيرة إلى أن المتابعة المحتوية على أدوات محددة (مكافآت وعقوبات) وعلى تدريب يستجيب لحاجات الأشخاص الذين يتم تقويمهم هو أنجح أدوات الإصلاح الإداري .


    تطوير وتدريب مدير المدرسة

    يوجد برامج قصيرة للوكلاء والمديرين المعينين حديثاً، كما يوجد برنامج تدريبي تفريعي لمديري المدارس والوكلاء القائمين على رأس العمل مدته فصل دراسي واحد .
    ولكن مشاركة مدير المدرسة في فعاليات التعليم المختلفة خارج المدرسة مشاركة محدودة، إذ إن مديري المدارس نادراً ما يشاركون في المؤتمرات والندوات الداخلية والخارجية والزيارات الدولية، كما اتضح أن مشاركة مدير المدرسة في القرارات التي تتخذ في جهاز الوزارة أو في إدارات التعليم مشاركة تحتاج إلى تفعيل أكثر .
    وبعد تداول كل ما هو منظم من تدريب وعناصر تطوير المدير سواء من هم على رأس العمل أو المعينين حديثاً رؤي التوصية بما يلي:
    1- ربط برامج التدريب بنتائج التقويم بحيث تستجيب هذه البرامج لتحل مشكلات محددة في كفاءة الإداريين بدلاً من أن يكون لها مضمون عمومي .
    2- فتح قنوات اتصال مباشرة بين المدارس وبين جهات التدريب، وذلك بتشجيع المدرسة على أن يقوم بالمبادرة بالتعرف على فرص التدريب المتاحة سواء في الكليات التربوية أو مراكز التدريب التابعة للوزارة أو المعاهد أو أية جهات أخرى مختصة .
    3- وضع تصور لنظام متكامل لتدريب إداريي المدارس ، تشارك فيه الإدارة العامة للتدريب التربوي وإدارات التعليم وكليات المعلمين والتربية وممثلون عن المديرين أنفسهم ، بحيث يوضع لكل إداري (مديراً كان أو وكيلاً مثلاً) مسار وظيفي ، وفي إطار هذا المسار توضع له محطات تدريبية وفقاً لاحتياجاته الحقيقية التي يتم تحديدها عن طريق نظام فعال للتقويم والمتابعة .
    4- أن تشمل برامج التدريب القدر اللازم من التعليم على التقنيات الإدارية المعاصرة بحيث يتدرب الإداري على استخدام هذه التقنيات والتعامل معها بكفاءة واقتدار لتسهيل عمل مدرسته .
    5- النظر في إمكانية تحويل إحدى كليات المعلمين إلى كلية للإدارة التربوية أو معهد عال للإدارة التربوية ، تأكيداً لاهتمام الوزارة بهذا المجال الأساسي من عملها وتركيزاً للجهود التي ينبغي بذلها في هذا الصدد ، بحيث ينشأ منها جميعاً تراث محدد في الإدارة التربوية في المملكة ينتج عنه نهضة بهذا العمل. هذه التقنية ( أو المعهد ) ستكون بيتاً للخبرة يحوي قواعد للمعلومات ومكتبة متخصصة ومجمعاً للباحثين والعلماء المختصين ومنطلقاً للتقويم والبحث المهني المتعمق .
    6- إنشاء أسرة وطنية للإدارة المدرسية .
    7- تشجيع إنشاء مجلة للإدارة التربوية ، وقد يكون منطلقها من الكلية المقترحة في النقطة السابقة أو من شعبة الإدارة المدرسية في الإدارة العامة للإشراف التربوي هذه المجلة قد تصبح وعاء للفكر المتخصص في هذا المجال وعوناً على تطوير الإدارة التربوية في المملكة. ومن المهم أيضاً في هذا المجال حث مديري المدارس على الاشتراك في المجلات والجمعيات المتخصصة .
    8- دعوة عدد من المديرين المتميزين للمشاركة في اللقاءات السنوية لمسؤولي الوزارة وعقد لقاء لمجموعة متميزة من المديرين والوكلاء مع معالي الوزير ومسؤولي الوزارة الآخرين بصفة دورية ، ويمكن أن يكون هذا تقليداً يربط بمناسبة معينة مثل توزيع جوائز أفضل المديرين والوكلاء[/align]

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  9. #9
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    اتمنى ان يفيدك هذااااااااااا

    بالتوووووفيق

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  10. #10
    ~ [ مستشار إداري ] ~

    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    7,511

  11. #11
    ~ [ نجم مشارك ] ~
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    المشاركات
    108
    الف الف مليون شكرا لك واتمنى لك التوفيق في حياتك ان شاء الله

  12. #12
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    اللهم امين

    اهلابك
    أ/ منصور
    وعيشة
    سررت بمروركما
    بالتوووووووفيق لكما

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

  13. #13
    ~ [نائب المدير العام ] ~
    ونائب رئيس مجلس الإدارة
    الصورة الرمزية عاشق الحزن
    تاريخ التسجيل
    Dec 2002
    الدولة
    في بيتنا
    المشاركات
    8,297
    المبدعة ميسلوووون

    تقديري وفائق احترامي لجهودك الراقية والمخلصة

    بوركت وجزاك الله خير على ما قدمت يمناك

    خالص شكري لكِ ودعواتي لك بالتوفيق

    دمت بود

  14. #14
    مشـرف سابق الصورة الرمزية الذوق الرفيع
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    1,378
    ميسلوون
    دائما الابداع ميزتك والنجاح طريقك
    سلمتي لنا وسلمت اناملك
    دمت بكل ود
    لمراسلتي

    يارب انك تعلم ان لي امنية معلقة بين السماء والارض
    يارب عندك نزولك الى السماء الدنيا في ظلمة الليل البهيم
    قل لها كن فتكون 00000
    0000


    يارب 000يارب 000يارب


    [email protected]

  15. #15
    ~ [ عضو مؤسس ] ~


    تاريخ التسجيل
    Apr 2006
    المشاركات
    3,395
    عاشق الحزن
    الذوق الرفيع

    اهلابكما
    سررت بمروركما
    الكريم
    وتعليقكما الطيب
    لكما امتناني
    ودمتما بخير

    لكل اخ واخت استفاد من اي موضوع او ملف لا تقل شكرا انما قل
    ( اللهم اغفر لكاتبته واغفر لوالديها واهدها واجبرها وفرج همها وارزقها الجنة بغير حساب)

صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الأمير بندر بن محمد : تطور النصر ولا ما تطور بدري عليهم يفوزون علينا
    بواسطة البعد الخامس في المنتدى منتدى الرياضة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25-02-2009, 01:29 PM
  2. كيف تطور مقدرتك على التركيز...
    بواسطة اذكر الله في المنتدى الإرشاد الطلابي
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 02-05-2008, 03:58 PM
  3. طموحي في ادارتي
    بواسطة عيشة في المنتدى الإدارة والوكالة المدرسية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 24-01-2008, 04:36 PM
  4. تطور مكينة الخياطة
    بواسطة maha_0 في المنتدى تربية أسرية واقتصاد
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 28-12-2007, 02:26 PM
  5. كيف تطور من أدائك التصويري ؟
    بواسطة Ra3y AmReeKa في المنتدى منتدى الصور والسياحة
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 06-03-2007, 08:46 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •