[align=center]
أدخل حسين المفتاح في باب بيتهم القديم في أحد الأحياء القديمة في مدينة الدمام
والمهجور منذ عشر سنوات دفع الباب بكل قوته حتى يتمكن من فتحه
منظر البيت مخيف وقد غطى الغبار جنباته
دخل حسين والحزن يغمر قلبه ودمعة حائرة لا زالت تقاوم للسقوط من عينه فاليوم
هو من أكثر الأيام حزناً في حياته فقد طلق زوجته تلك المتعجرفة المتكبرة والتي لم
تكف يوماً عن مضايقته وتذكيره بأنه كان إنسانا فقيراً معدماً قبل أن يساعده أبوها
في تكوين نفسه حتى أصبح تاجراً كبيراً يخافه ويحترمه التجار كبيرهم قبل صغيرهم
لقد مل منها ومن حياتها السيئة والتي لم تعرف السعادة لها طريق .......
فقرر اليوم وبعد مشاجرة كبيرة أن يطلقها وحمد الله كثيراً أنه
لم ينجب منها أطفالاً وإلا لكانت معاناته أكبر
تجاهل كل هذه المشاعر واتجه نحو الدرج صعد إلى غرفته في الطابق الثاني كل
شيء فيها لم يتغير وإن كان طول الغياب قد أثر فيها لا زال ذلك الكرسي في مكانه
إلى جوار النافذة لا أدري لماذا لفت انتباه ذلك الكرسي دون غيره ولكنه يحمل
ذكريات كبيرة في قلب حسين جلس على الكرسي وأخذ يتأمل عبر النافذة البيت في
الشارع المقابل إنه منزل ندى تذكرها ولم يكن يوماً قد نسيها
استرخى حسين على الكرسي وعاد بذكرياته للوراء...
عندما كان طالباً في السنة الأولى في كلية الاقتصاد وفي ليلة من ليالي الصيف
انتصف فيها القمر شاهدها من هذا الشباك وهي تشمي في ساحة بيتهم متوجه نحو
السيارة كانت ترتدي فستانا وردياً رائعاً
عجز جسمها الضعيف عن حمله وتضع فوق رأسها ربطة وردية جعلتها تبدو كوردة
كبيرة تتحرك سمع أختها الكبيرة تستعجلها
ندى هيا تأخرنا ...
أول مرة يسمع اسمها ندى همس وهو يحدث نفسه يبدوا إن كل
ما في حياة هذه الجميلة مرتبط بالورود حتى اسمها
سأل وتحرى عنها فعلم من أخته والتي كانت تزورها باستمرار بحكم الجوار
والصداقة التي نشئت بينهم في المدرسة أنها تدرس
في الصف الأول ثانوي مجتهدة وذكية كل الفتيات في المدرسة
يتحدثون عنها بمزيج من الإعجاب والغيرة
تعلق قلب حسين بها أكثر ...
أصبح يستيقظ باكراً في كل صباح ليشاهدها وهي تذهب للمدرسة ويشاهد تلك
الابتسامة الرقيقة التي لا تفارق شفتيها وكأنه يستمد روح التفاؤل والفرح من تلك
الابتسامة
ظل حسين هكذا طوال سنتين كاملتين ولم يبح لأحد بحبه
حتى جاء اليوم الذي قرر فيه فجأة أن يخبرها بحبه
نعم يجب أن تعلم ندى ما في قلبي تجاهها
كتب رسالة طويلة شرح فيها قصته منذ البداية وحجم تعلقه بها
وأعطى الرسالة لأخته الصغيرة وطلب منها أن تعطيها لندى
ولكن الفتاة الصغيرة أعطت الرسالة لأخت ندى الكبيرة نورة
والتي لم تردد في أعطائها لأمها
وهنا عوقبت الجميلة ندى بذنب لم تقترفه وحب لم تعرفه
علم حسين بالأمر فذهب مع والده لخطبة ندى ولكن الأسرة رفضت
بسبب الفوارق الاجتماعية بين العائلتين فندى من عائلة كبيرة
ومعروفة ومع هذا الرفض وقصة الرسالة اشتدت الخلافات
بين الجيران فقرر والد حسين الرحيل وترك المنزل
وتزوج حسين من ابنة احد التجار الذي كان يعمل معه بعد تخرجه
من كلية الاقتصاد
وعلم أن ندى تزوجت من شاب أخر من نفس عائلتها ولكن أخبارها لا تسر وبعد
فترة سمع أنها طلقت منه ومن ثم لم يعد يسمع عنها شيئاً
انتبه حسين إلى نفسه فإذا الدموع تغرق عينيه قام وركل الكرسي بكل قوته
وهو يصرخ
أف لنا من مجتمع ... نقيد أنفسنا بالغلال ثم نشكو ألمها في أيدينا
تمت
بدر[/align]
رد مع اقتباس
