البوتاسيوم " +K "
يعد البوتاسيوم من الأيونات الموجبة الرئيسية وبتركيز عال جدا داخل الخلايا ويلعب دورا في إيصال الايعازات العصبية إلى العضلات بحساسية من خلال طبيعته الكهربائية والتي تكونت عن طريق نفوذيته العالية من الغشاء الخلوي ، فعند الجهد البدني يحدث انتشار شديد لهذه الأيونات من داخل الخلية إلى خارجها وتحمل هذه الأيونات الخارجة شحنة موجبة وبذلك تتولد شحنة كهربائية إيجابية خارج الغشاء وشحنة كهربائية سلبية داخله مما يؤدي إلى تنظيم الكهربائية لجدران الخلية والضغط داخلها . ويساعد البوتاسيوم على تنظيم الحامضية والقاعدية والانقباض العضلي المناسب لانه يتحكم في حساسية العضلات وارتخائها ، بالإضافة إلى إن البوتاسيوم ذا التركيز القليل الموجود في السائل خارج الخلايا مهم جدا لعمل عضلة القلب .
يحتوي جسم الإنسان الطبيعي على {150 غم } بوتاسيوم ويحتاج يوميا إلى { 1.0 غم } ، وتبلغ قيمته الطبيعية في جسم الإنسان { 4.5 - 5.0 مليغرام / 100 مللتر مصل دم } .
يحدث امتصاص البوتاسيوم في القناة المعوية ويمتص كليا مرة ثانية أثناء الترشيح الكلوي ويؤدي البوتاسيوم دورا مهما في تحويل سكر الدم إلى كلايكوجين الذي يخزن في العضلات والكبد لذلك فان نقص البوتاسيوم سيؤدي إلى الإخلال بكمية مخزون العضلات والكبد والذي يؤثر على إمداد العضلة بالطاقة خاصة أثناء تدريبات الشدة العالية مما يولد التعب الشديد والسريع وبالتالي ضعف قابلية العضلات على إكمال واجبات الجهد البدني بصورة صحيحة . ويقل البوتاسيوم عن طريق فقدان السوائل والإسهال الشديد والتقيؤ الطويل الأمد وكذلك الإفراز المفرط لهرمون الالدوسترون "Aldosterone " وهو هرمون ناشئ من الغدة الكظرية يعمل على تخزين كمية البوتاسيوم الممتصة ثانية بعد الترشيح الكلوي .
ويمكن أن تسبب زيادة في تركيز بوتاسيوم البلازما اضطرابات في أنظمة القلب وقد تسبب تراكيز أعلى منه إلى فرط البوتاسيومية “ Hyperkaiemia “ والتي قد تؤدي إلى توقف القلب نتيجة الرجفان ، بينما يؤدي فقدان قليل للبوتاسيوم من السائل خارج الخلايا إلى نقص البوتاسيومية "Hypokaiemia " .
إن الحفاظ على مستوى تركيز أيون البوتاسيوم في الجسم مهم جدا كونه عنصرا فعالا من خلال نفوذيته العالية وانتشاره السريع من داخل الخلايا إلى خارجها لتنظيم الانقباضات العضلية عند الجهد البدني والتحكم بتقلصات العضلات الموجودة في الجسم وأهمها عضلة القلب التي تتأثر بمجرد تغير مستواه الاعتيادي ، ولو نظرنا إلى كميته الطبيعية في الجسم ومقدار حاجة الإنسان اليومية له مقارنة مع أيون الكالسيوم فأننا نرى بان هذا التعويض حساس جدا وعلينا مراقبته دائما خصوصا لعدائي المسافات القصيرة والذين يتميز تدريبهم بالشدة العالية .
إن الشدة العالية في التدريب تؤدي إلى زيادة في نسبة تركيز أيون البوتاسيوم في الدم ، لان أيون البوتاسيوم من العناصر التي تؤدي دوراً كبيراً في إيصال الايعازات العصبية إلى العضلات من خلال طبيعته الكهربائية ، لذلك فان هذه التدريبات تؤدي إلى زيادة انتشاره خلال الخلايا كونه ذا نفوذية عالية خلال الغشاء الخلوي . ويبدو أن التدريب عالي الشدة يؤدي إلى حدوث تغيرات في مستوى تركيزه في الدم ، إذ وجدت إحدى الدراسات أن هناك زيادة في مستوى تركيز هذا الأيون بعد المجهود البدني العنيف .
إن الزيادة الطبيعية في مستوى تركيز أيون البوتاسيوم تساعد بدور كبير ومعكوس على عملية أيض سكر الكلوكوز وتحويله إلى كلايكوجين فضلاً عن أن للبوتاسيوم الدور الكبير في تنظيم الحامضية والقاعدية أثناء العمل العضلي مما يؤدي إلى زيادة حساسية العضلات لتأدية مهامها في الانقباض والارتقاء بصورة طبيعية ، التي قد تتأثر من خلال التدريبات الرياضية خصوصا إذا كانت عالية الشدة إذ يعمل البوتاسيوم على موازنة السوائل في الخلايا والإقلال من نسبة الحامضية الناتجة عن هذه التدريبات .
المصادر :
غايتون وهول ؛ المرجع في الفيزيولوجيا الطبية ، ترجمة: صادق الهلالي ، ط9 : ( بيروت ، دار أكاديميا انترناشيونال ، 1997 )
فوزية عبدالله العوضي ؛ التغذية العامة العلاجية : (بيروت ، دار النقاش للطباعة ، 1983)
Pongs, O. ;Molecular biology of Voltage-dependent Potassium Channels : (Physiol, Rev, 1992
Hinrichsen, R. D. ; Ca+2 Dependent K+ Channels : ( Boca Raton, Fla, CRC Press, Inc, 1993
Hass, M. ; Properties and disversity of Na-K-Cl Cotransporters : ( Annu , Rev , Physiol , 1989
Mccoy, M and Hargreaves, M. ; Potassium and ventilation during lngrenental Exercise lntraincd and trained men : (J of Appl , physiol , 1992
****
منقول للفائدة
رد مع اقتباس
