وطن بلا إعاقة .. إعجاز وإنجاز
- يحيى الزهراني - 25/08/1427هـ
لقد أثبت أبناء هذا الوطن في غير مرة أنهم متى ما أتيحت لهم الفرصة ووجدوا الدعم اللازم – والذي أتيح لهم بفضل الله – فإنهم يبدعون أيما إبداع. وما هذه الإنجازات التي نشاهدها يوميا على الصعد كافة ( السياسية، الطبية، الاجتماعية، والرياضية، .....إلخ) إلا خير دليل على إبداع أبناء هذه البلاد الذي لا يعرف حدودا ولا يعترف بمدى.
وما الإنجاز الرياضي الكبير الذي حققه إخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة بحصولهم على كأس العالم لكرة القدم وذلك بعد فوزهم على بطل العالم السابق لمرتين ، هذا الإنجاز الذي حق لكل مواطن يمشي على ثرى هذا الوطن أن يفخر به ويعتز بتحقيقه .
فلقد أثبت ذوو الاحتياجات الخاصة بجميع فئاتهم وذوو الإعاقات الذهنية بصفة خاصة في غير ما مناسبة أنهم رجال بمقدار المسؤولية الموكلة لهم فقد استطاعوا تحقيق ما عجز عن تحقيقه آخرون على مدى فترات طويلة، وللعلم فقط فهذه المشاركة الأولى لهؤلاء الأبطال الذين بحق رفعوا رأس كل مواطن كما رفعوا راية هذه البلاد خفاقة في أعلى المحافل الدولية الرياضية.
نعم لقد حان الوقت ليسطر التاريخ بأحرف من ذهب هذا الإنجاز التاريخي الذي جعل العالم كله وأقول العالم كله يرفع القبعة احتراما وتقديرا لمنجزات أبنائنا كما آن الأوان لنرد على كل من يشكك في قدرات ذوي الاحتياجات الخاصة بأن هذه التهم باتت ظلام يشتته نور الانتصارات الساطع فلقد آثرنا نحن المعوقين أن يكون الرد من خلال مثل هذه الإنجازات التي لا تقبل الشك.
وبلا شك لم يكن هذا الإنجاز الأول ـ ولن يكون الأخير بإذن الله ـ ليتحقق لولا دعم ولاة أمر هذه البلاد لكل ما من شأنه رفعة الوطن والمواطن وعلى رأسهم مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وكذا الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة ونائبه الأمير نواف بن فيصل بن فهد الذين لم يألوا جميعهم جهدا في دعم قطاع الرياضة عموما ورياضة ذوي الاحتياجات الخاصة خصوصا.
وأخيرا فإنني أوجه ـ ومن خلال هذه الإطلالة البسيطة وبهذه المناسبة التي زادت من ثقة ذوي الاحتياجات الخاصة بأنفسهم وعززت من وجودهم ـ نداء حارا منا كمعوقين - والذين لم تسعنا الفرحة بهذا الإنجاز – لرئيس الاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة بزيادة الدعم الموجه لهذه الفئة وكذا المطالبة بضرورة إنشاء مقر دائم لهذا الاتحاد الطموح لنري العالم من خلاله أنه لا إعاقة لأبناء هذه البلاد وأننا بحول الله قادرون على تحقيق أعلى المراكز وأعلى الكؤوس في جميع الرياضات.
وفي الختام لن أقول وداعا بل إلى لقاءات أخرى مشرفة ومتواصلة لذوي الاحتياجات الخاصة وعلى دروب الأمل والإنجاز والإعجاز نلتقي في عالم هدفه التغلب على الإعاقة المصطنعة وألف ألف مبروك لأبطال الإرادة.
ولكم تحياتي.
من ذوي الاحتياجات الخاصة
جريدة الاقتصادية
رد مع اقتباس
