إذا تجلى الحق في أي صورة شاء، فهو حقيقة، وإن كان منزها عن الصورة من حيث ذاته، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت ربي الليلة في أحسن صورة ... " الحديث. وقال: "أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة ... " الحديث وقال: "أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، أني قمت فتوضأت، فصليت، ما قدر لي، فنعست في صلاتي حتى استثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة" الحديث. وقال: "رأيت ربي في صورة شاب له وفرة". رواه الطبراني في السنة، عن ابن عباس.
ونقل عن ابن أبي زرعة الرازي أنه قال: هو حديث صحيح، كذا في "الجامع الكبير" للسيوطي. وفيه أيضا: "رأيت ربي في المنام في سورة شاب موفر في الخضر، عليه نعلان من ذهب، وعلى وجهه فراش من ذهب". رواه الطبراني في السنة، عن أم الطفيل، امرأة أبي بن كعب. وفيه أيضا: "رأيت ربي في حظير من الفردوس، في صورة شاب، عليه تاج يلمع البصر". رواه الطبراني في السنة، عن معاذ ابن عفراء.
وفي "الجامع الكبير" عن الطبراني، وصححه، عن حذيفة بن اليمان، قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت ربي عز وجل الليلة في صورة شاب، له وفرة، وفي رجليه نعلان من ذهب، وعلى وجهه فراش من ذهب، وعلى رأسه تاج يلمع البصر". انتهى.
فقد أطلق على الظاهر: "في أحسن صورة"، "وفي صورة شاب" موصوف بالصفات المذكورة أنه ربه تبارك وتعالى.
قال الذهبي: ( ولم يأتنا نص جلي بأن النبي صلى الله عليه وسلم رأى الله تعالى بعينيه. وهذه المسألة مما يسع المرء المسلم في دينه السكوت عنها فأما رؤية المنام فجاءت من وجوه متعددة مستفيضة وأما رؤية الله عيانا في الآخرة فأمر متيقن تواترت به النصوص. جمع أحاديثها الدارقطني والبيهقي وغيرهما ). السير (2/167 ).