حامض اليورييك "URIC ACID " والتدريب الرياضي
من المعروف عند اغلب الناس إن الكليتين لها وظيفة واحدة هي تخليص الجسم من الفضلات الناتجة عن التمثيل الغذائي ، ولكن هناك وظيفة أخرى لا تقل أهمية عن الوظيفة الأساسية إلا وهي التحكم في حجم وتراكيب السوائل في الجسم وبالتالي تحافظ على استقرار محيط الخلايا الضروري لها للقيام بفعالياتها المختلفة ، ويتم عمل الكليتين من خلال ترشيح بلازما الدم ثم إعادة امتصاص المواد التي يحتاجها الجسم من هذه الرشاحة لتعود مرة ثانية إلى الجسم عن طريق الدم ، وتبقى الفضلات الزائدة عن حاجة الجسم والتي يتم إفراغها عن طريق البول . وحامض اليورييك " Uric Acid " واحدا من هذه الفضلات .
يعد حامض اليورييك من مكونات الدم النيتروجينية غير البروتينية وينشا بطريقتين الأولى منشا داخلي عن طريق أيض الحوامض النووية والثانية منشأ خارجي من خلال أيض الغذاء وخاصة اللحوم والتي تكون غنية بهذه المواد ، وتصل تكوينات حامض اليورييك إلى الكبد على شكل ادانين " Adenine " وكوانين " Guanine" اللذين يتحولان بمساعدة أنزيم الكبد زانثين اوكسيديز " Zanthlne oxidase " إلى حامض اليورييك الذي ينقله الدم إلى الكليتين إذ يتم ترشيحه فيها ومن ثم طرحه إلى الخارج عن طريق البول .
تبلغ قيمة حامض اليورييك الطبيعية في جسم الإنسان الاعتيادي { 2 – 7 مليغرام / 100 مللتر مصل الدم } ، ويؤدي ارتفاعه عن المستوى الطبيعي إلى الإصابة بمرض داء الملوك " النقرس " والذي يتكون نتيجة لتناول اللحوم أو عن طريق انخفاض نسبة الترشيح الكلوي لحامض اليورييك إذ تحصل حينذاك زيادة في نسبته وبالتالي ترسبه في المفاصل وخاصة مفصل القدم والركبة مما يؤدي إلى تشكيل الأعراض المرضية الأليمة لهذا الداء .
إن التدريب الرياضي وخاصة إذا كانت التمرينات المستخدمة ذات شدة عالية تؤدي إلى التأثير على مستويات حامض اليورييك إذ أنها تزيد من ترسباته في مفاصل الجسم وخير دليل على ذلك إن قسم من الرياضيين الذين تركوا ممارسة الرياضة أو تقدم بهم العمر يشكون غالبا من ألام المفاصل ، لذا من الضروري متابعة مستوى تركيز هذا الحامض في الدم من خلال الفحوصات المنتظمة للرياضي طيلة فترة التدريب .
إن التدريب الرياضي وخصوصا إذا كان عالي الشدة يؤدي إلى زيادة كبيرة في عمل الكليتين سواء عن طريق ترشيح المواد الواصلة إليها أو امتصاصها ، مما يسبب قصورا ملموسا في عملها نتيجة قلة الدم الواصل إليها الذي اكثر ما يكون مسخرا للعضلات العاملة إثناء التدريبات الرياضية . وعلى الرغم من ثبوت زيادة حامض اليوريك في الدم نتيجة للتدريبات الرياضية فان هذا الحامض يتأثر بعملية أيض المواد الغذائية الداخلة إلى الجسم ، وان انخفاض نسبة الترشيح الكلوي يعمل على زيادة نسبة تركيز الحامض في الدم ، وبالتالي ترسبه في مفاصل الجسم مما يؤدي إلى الإصابة بداء النقرس " GOUT " الأليم .
أن دراسة هذا المتغير البايوكيميائي ذا فائدة كبيرة ، إذ أن التعرف على مستوى تركيزه وخاصة قبل التدريبات عالية الشدة وبعدها قد يساعدنا على معرفة تأثيراته الآنية والمستقبلية في جسم اللاعب ، إذ أن زيادته المستمرة لها تأثيرها السلبي في مفاصل الجسم كون ترسبه فيها يؤدي إلى أمراض ذات أعراض أليمة مستقبلاً .
المصادر :
رياض رشيد وأنيس مالك ؛ مبادئ الكيمياء الحياتية الحديثة : ( بغداد ، مطبعة التعليم العالي ، 1988 )
Giebisch, G. ; The kidney in physiology and pathophysiology: ( NewYork, Raven press, 1992
Seldin, D. W and Giebisch, G. ; The Regulation of Acid-Base Balance : ( NewYork, Raven press, 1990
Henry, J. B. ; Clinical Chemistry : ( Philadelphia , W. B. Saunders Company , 1996
منقول للفائدة
رد مع اقتباس
.gif)
