المتعة حينما تفجر في أعماقنا سحرها ، وتنشر في أرواحنا شِعرها ، فإننا نجد شعورنا قد تقمّص الطرب ، ولبس اللذة ، وتحلى بالنشوة ، لأنها ( أي المتعة ) زائرة بهية كريمة ، وضيفة طرية أنيقه ، قد عشقت شعورنا ، فلا تحل عليه إلا وقد جلبت له الات الطرب الفاتنه ، وأهدته وسائل اللذة الفاخره ، وهيأت له كؤوس الارتياح الرائقه ، وقالت : هيت لك .. اقض ما أنت قاض .. فأنا – أيها الشعور - وأفراد عائلتي المغرمه بكم .. لنا في كل فن نسل يتلألأ ، وفي كل إبداع نسب يغني ، تجدنا في الحياة على كل لون ، وفي كل طريق ، فمنّا من سكن في فضاء الطبيعة الساحره ، ومنّا من نام في كتب المفكرين والأدباء الزاهية ، ومنّا من صاحب العقول الذكية ، ومنّا من سكن في فنٍ وأنس به ، ومنّا من تشبث باكتشافٍ وأصبح سميره ، ومنّا من تغلغل في مشروب حتى ذاب فيه ، ومنّا من تفتفت في مأكول حتى فنى فيه .. ومنّا من ذهب إلى مالا نعلم ، لم يأتنا بأخباره ، ولم نعرف أسراره ..
نحن الذين أبهجوا الشعورا *** وألبسوه السعد والسرورا
هانحن – أيها الشعور - نرفرف في الحياة ، نتجول في أرجائها ، نحمل معنا طربك ولذتك ونشوتك وأنسك ، نبحث عنك في كل مكان ، لعلنا نظفر يوما ما بلقائك ، ونأنس بوصالك !!
نحن في أفضل السرور ولكن *** ليس إلا بكم يتم الســــــــرورُ
عيب مانحن فيه يا أهــل ودي *** أنكم غبتم ونحن حضــــــــورُ
فأجدوا المسير بل إن قدرتـــم *** أن تطيروا مع الرياح فطيروا
بدر العضياني