انياً : إيقاع الحركة الرياضية
استخدم مصطلح الإيقاع الحركى فى مجال التربية الرياضية لدلالته على إحدى خصائص الحركات الرياضية الهامة .
ومما لاشك فيه أن خبراء التربية الرياضية قد استعاروا هذا المصطلح من العوم الموسيقية , وطور المفهوم حتى يتناسب مع طبيعة الأداء الحركى ,
ولذا كان من الضروري عند مناقشة موضوع الإيقاع أن تعرف أصل المصطلح وما يدل عليه .
الإيقاع :-
ويعرف ماتى لوتس ( Mate Lotes ) الايقاع تعريفاً فلسفياً فيقول " الإيقاع هو الحياة – والحياة هى الإيقاع "
وبنظرة تأمل لظواهر الطبيعة التى حولنا نلاحظ وجود الإيقاع فى نظام الكون فمثلاً تدور الأرض حول محورها فى إيقاع ثابت معين ينتج عنه تعاقب الليل والنهار – ونلاحظ الإيقاع المنتظم فى تلاطم أمواج البحر مع الشاطئ وفى أصوات الآلات والماكينات التى تملأ حياتنا اليومية . كما نلاحظ أن لكل آلة إيقاعها الخاص المميز لها .
وحتى الإنسان نفسه تجد له إيقاعات مميزة – مثل ضربات القلب – التنفس ...الخ
ونلاحظ – أيضاً تغير سرعة الإيقاع فى الإنسان تبعاً لظروفه النفسية أو عندما يقوم بمجهود بدنى مرتفع الشدة .
والإيقاع إما أن نلمسه بالعين أو بالسمع , أما ما نلمسه بالعين فيوضح عند ملاحظة حركة منتظمة سواء كانت من الطبيعة أو من آلة حتى فى حركة الإنسان . فى تتابع أمواج البحر وتمايل الأشجار يشعر الإنسان بإيقاعها حتى دون سماع صوتها .
تحرك عجلات القطار أو حركة الماكينات فى الصناعة تشعر عند رؤيتها حتى فى فيلم صامت أنها ذات إيقاع منتظم وأيضاً عند ملاحظة حركة الإنسان فى المشي والجرى نشعر بأنه يتحرك وفق إيقاع ثابت . وقد يختلف إيقاع فرد عن الأخر .
وقد تلمس الإيقاع بالسمع كإدراكنا للموسيقى والأغاني والشعر .
وجدير بالذكر هنا ما ذكره المؤرخون بأن الشاعر العربي القديم كان يقول الشعر بهدف تنظيم وتوحيد خطوات الإبل فى إيقاع منتظم
وهنا يمكننا أن نقول أن إيقاع الشئ هو نظامه ويعلق ( داندى ) على ذلك فى تعريفه للإيقاع حيث يقول " الإيقاع هو تنسيق النسب بشكل منتظم فى المساحة والزمن "
الإيقاع الموسيقي :
الإيقاع فى الموسيقى يعنى النبضة المستمرة التى نحسها فى انسياب الموسيقى وبدون النبضة لا نستطيع أن نتذوقها أو نحسها .
والإيقاع فى الموسيقى هو كل ما يتعلق بالشق الزمني للصوت فى الموسيقى – ويمكن اعتبار تنظيم الأصوات الموسيقية المكونة لأي لحن إلى وحدات زمنية متساوية وقد تكون إحدى الوحدات قوية وأخرى ضعيفة مثل الفاس حيث نجد أن الوحدة الأولى قوية أما الوحدتين الثانية والثالثة فهي ضعيفة .
الإيقاع الحركى :
هى أحد الأساليب التربوية التى تعمل على إيجاد ترابط بين السمع وبين حركات الجسم ويعرفه البعض تعريفاً إجرائيا على أنه :-
" الإيقاع الحركى علم وفن في آن واحد بنى على الإحساس والإدراك والأداء يخلق اندماجاً تاما بين الذهن والسمع وأعضاء الجسم "
ويرجع الفضل الى الموسيقى المشهور " اميل جال والكروز فى إيجاد هذا العلم التربوي حيث بدأ تجاربه الأولى فى ألمانيا حتى سنة 1914 ثم أنشأ معهده المعروف باسمه فى سويسرا.
ويهدف الإيقاع الحركى الى تدريب الجسم على ملازمة ما يسمح من موسيقى بالحركة – أى إيجاد توافق بين السمع وعضلات الجسم وأوضح مثل على ذلك الرقص بأنواعه .
وعملية تدريب الفرد على الإيقاع لحركي تبنى على تكرار عدد الأفعال والعضلية حيث يتطلب أداء هذه الأفعال استجابة سريعة من أعضاء الجسم للأوامر أو المثيرات الصادرة من الجهاز العصبي .
والإيقاع الحركي يستثير الذكاء والقدرة على التركيز وينمى ملكة التذوق والإحساس والتوافق .
إيقاع الحركة الرياضية :
تأثر مفهوم الموسيقى يعنى تقسيم أكبر علامة موسيقية إلى وحدات آما مفهوم إيقاع الحركة الرياضية فيعنى التوزيع الديناميكي للحركة بالنسبة لتغير الزمن .
فالحركة الرياضية عبارة عن مجموعة من الأفعال تؤدي خلال زمن معين والتوزيع الأمثل لهذه الأفعال تؤدي خلال زمن الحركة الكلى يعنى إيقاعها
وهذا يعنى توزيع الجهد المبذول على زمن الحركة أو بعبارة أخرى أن ايقاع الحركة يعنى التوزيع الأمثل لإنقباض وارتخاء العضلات خلال زمن الحركة – وهذا يعنى تقسيم دفعات القوة على مراحل زمنية أى تنظيم إخراج القوة بالقدر الأمثل فى الزمن المناسب .
ولقد استخدم مصطلح إيقاع الحركة فى مختلف الأنشطة الرياضية فكثيراً ما نسمع عن إيقاع الوثب أو الجري وخاصة فى مسابقات الحواجز كما أصبح شائعا ً استخدام مصطلح الإيقاع فى الحركات المتكررة مثل السباحة والتجديف والتمرينات والجمباز .
والإيقاع خاصية هامة من خصائص الحركة الرياضية فكل حركة لها ايقاعها الخاص ( الذي يسعى المدرب أو المدرس الى تعليمه للاعب بهدف تحسين مستوى أداؤه
فى حين ان لكل لاعب إيقاعه الخاص فى الأداء , وهنا تظهر مهمة المدرب وهى تطوير ايقاع الفرد فى لأداء حتى يتمشى مع الإيقاع الأمثل للحركة .
ولقد وجد أن درة الأفراد على استيعاب ايقاع للحركة متباينة ويرجع ذلك الى الفروق الفردية بين الأفراد فى أنماطهم العصبية كما دلت التجارب
على أن المرأة على مر المراحل السنية أقدر من الرجل على استيعاب ايقاع الحركات السهلة .
وهذا يفسر ميل الفتيات إلى لأنشطة التى تؤدى بمصاحبة الموسيقى
أهمية ايقاع الحركة :
1يعمل الإيقاع على إيجاد التبادل الأمثل بين الانقباض والانبساط فى العضلات مما يجعل الأداء اقتصادياً للطاقة المبذولة
2يعمل الإيقاع على تأخير ظهور مظاهر التعب على اللاعبين وذلك لأن الانقباض والانبساط يساعدان على سرعة الدورة الدموية وهذا يعنى إمداد العضلات بالأكسجين والطاقة اللازمين لأداء الحركة .
3الإيقاع الصحيح للحركة يرفع مستوى الأداء فهو يساعد اللاعب على تحريك أجزاء جسمه فى مسار الحركة الصحيح .
4يساعد ايقاع الحركة فى تحديد أجزاء الحركة التى تحتاج الى معدل أعلى من القوة
الإيقاع الجماعي :
يظهر الإيقاع الجماعى فى كثير من مجالات حياتنا اليومية فمثلاً غناء عمال البناء وهم يخلطون المون أو توحيد الوحدة للعمال الذين يسحبون الكبلات الثقيلة . وأيضاً حيث اتقف سيارة ثقيلة فى الطريق فإن من تطوعوا لدفعها يحاولون على الفور ايجاد نغمة موحدة ينظمون بها دفعهم للسيارة " هيلا هوب "
وتستغل هذه الظاهرة فى علاج بعض الحالات المرضية – فعلى سبيل المثال نلاحظ فى درس التربية الرياضية أن بعض المعوقين ذوى الإيقاع الحركى غير الطبيعيين يحاولون اكتساب إيقاع حركة باقى زملائهم كما ان هناك ظاهرة طريفة تدل على أن مثل الإنسان الطبيعي لمشاركة الآخرين فى إيقاعهم ميل غير إرادي والظاهر ة التى نتحدث عنها يمكن أن نراها فى مباريات كرة القدم – فإذا ما لاحظنا المتفرجين وهم يشجعون فريق خصوصاً فى المواقف الحرجة . أن بعضهم يؤدى نفس حركات اللاعبين فى الملعب بطريقة لا إرادية وتشتد حركة المتفرج تبعاً لمدى حماسه .
والإيقاع الجماعي موجود فى الحيوان فقد ثبت أن ايقاع تنفس الفئران المتجاورة سرعان ما ينتظم مكوناً ايقاعاً جماعيا موحداً .
ومن الملحوظ أن اكتساب الإيقاع الجماعي يكون أسهل وأسرع عند أداء الحركات المتكررة مثل المشي والجري وفى التجديف .... الخ عنه عند أداء الحركات الوحيدة حيث لكل حكة توزيعها الديناميكي المعقد .
أما إيجاد إيقاع جماعي عند أداء الجمل الحركية فإن ذلك أمر صعب للغاية وقد يكون مستحيلاً فى بعض الأحيان .
تنظيم الإيقاع الحركي :
لتنظيم الإيقاع الحركي لابد أن يكون التلميذ أو اللاعب قد تدرب على أداء الحركة كاملة ثم يبدأ المدرس فى تعليمه وإكسابه الشعور بمدى الحركة الصحيحة والزمن اللازم لأدائها .
ثم يبدأ المدرس بتحديد مدى وزمن كل مرحلة من مراحل الحركة بمؤثرات صوتية مميزة ويمكن للمدرس تنظيم إيقاع حركة التلميذ باستخدام :-
1-التصفيق
2-الطرق على التامبورين
3-استخدام العد
4-باستخدام عبارات صوتية تدل على التوزيع الديناميكي للحركة
5-استخدام الصفارة
6-باستخدام الطريقة المثلى والفعالة وهى الموسيقى .
وقد يستخدم المدرس أكثر من طريقة من هذه الطرق بغرض تعليم كل تلميذ الإيقاع الصحيح للحركة .
وفي حالة تعليم الإيقاع الجماعي يعلم التلاميذ الحركة الصحيحة أولاً ثم يبدأ المدرس فى توحيد الأداء بين جميع التلاميذ باستخدام إحدى الطرق سابقة الذكر , وهذا ما يتبع عادة عند التدريب على العروض الرياضية .
التركيب الديناميكي الزماني للحركة ( الإيقاع ) يعنى مسار القوة خلال الأداء الحركي .
يخلط البعض بين التوقيت والإيقاع .... ولإيضاح ذلك نذكر أن التوقيت هو زمن الحركة إذ أنه يمثل التدريب الزمنى والديناميكى للحركة معاً وهو يمثل القوة والزمن معاً فى أداء الحركة .
الإيقاع هام جداً للمدرب لمعرفة مسار القوة وتنوعها خلال الحركة خاصة فى الجمباز والتمرينات الفنية والمصارعة والجودو والكارتيه.
رد مع اقتباس
