بعض الأماكن كالخناجر المرور عليها والوقوف بها يمزقك ويدميك


أماكن تمر بها فتشم بها رائحة ماضيك
فكأنها تعيد الزمن إليك بطقوسه بسويعاته
بذكرياته بأناس قاسموك يوماً كل شيء
حتى .... أنفاسك !
*


وأماكن تمر بها فترى بها ملامح طفولتك
تلمح بها رفاقك الذين كبروا
تنقب عن أثار براءتك عليها
تتتبع خطوات شقاوتك على أرضها وتبتسم بمرارة
وتردد ( ليتنا لم نكبر )

*

وأماكن تمر بها فتفتح لك دفاترك المغلقة
تستعرض أمامك صفحاتك القديمة.
تعيد أليك ما ألقيت به في خزانة الذاكرة متعمداً
وتمنيت مع زحمة ألايام أن تنساه
وتعلقت بطوق النسيان في بحر الحياة كالغريق
ولكن لم تنسه !

*




وأماكن تمر بها فتكشف لك جرحك المستور
وتعري أمامك جسد الذكرى المغطي برداء النسيان
وتأتي اليك بأرواح لوحت لها يوماً مودعاً ولوحت لك باكية

*




وأماكن تمر بها فتناديك طرقاتها
فيخيل اليك أنك تسمع أصوات أصحابها الذين عمروها دهراً
تلتفت حولك وخلفك مرتعباً
فلا تلمح سوى بقايا تنبض بروح الأمس
وكأنهم ما كانوا !

*





وأماكن تمر بها فتتمنى ان يعود الزمان عليها دقائق
الأماكن كلها مشتاقة لك
لتعود كل تفاصيلها وطقوسها لتقتنص منها لحظة الفرح
فمنذ أن غادرتها غادرك الفرح وغادرتك معها
أشياء أخرى كثيرة !

*

وأماكن تمر بها فتشعر بالغصة تتسلل الى أعماقك
وتشعر بالمرارة تستقر في فمك فهنا أحببت يوماً
وهنا كان لقاؤك الأول يوماً
وهنا كان وداعك الأول يوماً ...