[align=center][align=center]الأسبوع الذي مضى ذهبت برفقة أحد الإخوة الزملاء لتناول وجبة الإفطار كالعادة بعد الساعةالتاسعة صباحاً , وبينما كنا نسير في طريقنا مررنا من جانب أحد المدارس الأهلية في مدينة جدة ولطيب الأجواء في مدينة جدة كان شخصي ( هداه الله ) قام من قبل بتنزيل جزء من زجاج النافذة لعله يحظى بنسيم عليل قبل أن يختنق في ضغوطات العمل ومشاقه !
أشياء قد تظهر بالصدفة وأشياء قد تكون متعمدة
ولكن ماحدث لم يكن إلا صدفة حيث كان مرورناالهادىء الذي يجوب ذلك الشارع بطمأنينة يخفي من بعده صدمة لأشخاصنا , فمن خلال مرورنامن أمام تلك المدرسة فجأة وإذا بصوت شاعر شعبي يلج في مبنى المدرسة , طلبت من زميل المهنةالتوقف على الفور بعد سماعي له وأن يعود بنا إلى مقربة من بوابة المدرسة , فعل صديقي ذلك مشكوراً وعندما سألني ما السبب ؟ قلت له لاتقلق ستسمع بإذنك .
أقتربنا من المدرسة وإذا بالفعل صوت الشاعر الشعبي يلج مع صفقات وصيحات داخل المبنى المدرسي قد تكون من قبل الطلبة وقد تكون من قبل إدارة المدرسة ومعلميها فطلبت من زميلي الذهاب إلى أحدالمطاعم لتناول وجبة الإفطار وترك ماقد سمعناه لأن النفس في الصباح لاتستحمل الصدمة أكثر مما هي فيه .
دخلنا ذاك المطعم وكم كنت أتمنى أنني لم أخرج في هذا الصباح الذي جلب الهم والحزن على مستقبل التعليم لدينا والذي يبدو يوماً بعد يوم في إنخفاض وفي تدني لما يفعله البعض منا دون الشعور بقيمته ومكانته , ربما البعض الآن بعد وصوله معي إلى هنا يريد أن يتعرف على الشاعرالشعبي الذي احتفت به المدرسة صباحاً وبطلابها في يوم تعليمي هو حق من حقوق الطالب وهمشت كل ذلك على حساب تعليمه .
و ربما البعض يشعر مثلي بعدم الرضى لمستقبل التعليم لدينا الذي أصبح مرسى لكل عابر لايملك سفينته والذي يماشيها حسب أهوائه وشهواته دون أن تشعر بذلك وزارة التربية والتعليم بما يدور ويحدث في المدارس التي هي مكلفة بالإشراف والمراقبة عليها .
التعليم يا سادة ليس سكة يركبها من يشاء وليس دار يملكها من يشاء بل هو منزلة يجب أن توحي بالإشراقة لمستقبل ينطلق منها من أجل الغد الذي يطمح أن يكون به الجميع قد وصل إلى هدفه .
التعليم ياسادة لم يكن في يوم يرضى بالخضوع إلا بعد عدم شعورنا به وفقداننا قيمته .
(بالله عليكم )ما فائدة وجود الشاعر الشعبي حتى ولو كلنا نقدره ونعزه في هذا المكان الذي ليس هو بمكان
ٍ له بالإفصاح عنه ؟ أليس الخلط وربط مالايمكن ربطه بواقع التعليم يظهر لنا ثغرات بحاجة إلى علاجها وسدِّها ؟
من المسؤول عن هذا الخضوع ؟ الذي يعود بنا في زمن الطائرات والتقنية الحديثةإلى الناقة ويتلف عقولنا وعقول من يكونوا أمانة في رقابنا في هذه المنزلة .
من المسؤول عن إنعواج الفصحى في مدارسنا وعدم
تذوقها وإبدالها بالعامية ؟
نخطي عندما نجهل قيمة المكان ونعبث به , ونخطي
عندمالانوجد الفوارق بين هذا المكان وذاك .
صحيح بأن من أمن العقوبة أساء الأدب !
ودمتم بكل خير
أخوكم السُّلمي[/align][/align]