اليوم: الخميس 1429-04-18هـ الموافق 2008-04-24م العدد 12732 السنة الأربعون
-------------------------------
ممنوعات في المدارس
محمد الزهراني _ الدمام
يحاول عدد من الطلاب داخل أروقة المدارس لفت انتباه الجميع من حولهم وأن يستمطروا احترام الزملاء لهم وربما الخوف منهم أو العمل على نشر صيتهم وذيوع سيرتهم في أرجاء المدرسة.وذلك بوسائل شتى وطرق مختلفة ولكن الطريقة الأكثر شيوعاً عند هؤلاء الطلاب هي جلب الأشياء الممنوعة إلى المدارس والتباهي بها أمام الجميع كونها هي المتنفس الوحيد لفرض شخصيتهم أمام البقية من الطلاب.ولا غرابة أن ينتهج الطلاب هذه الطرق في ظل ما تغذيهم به بعض وسائل الإعلام المرئية حيث أفاد عدد من هؤلاء الطلاب أن بعض تلك التصرفات التي يقومون بها ماهي إلا نتاج مشاهدات للكثير من الأفلام الأجنبية.وفي جولة تفتيشية في إحدى المدارس الابتدائية كانت «السكاكين والدخان والسبح والخواتم» هي حصيلة تلك الجولة فعلى الرغم من صغر سن هؤلاء الطلاب إلا أنّ تأثير وسائل الإعلام كان له الدور الكبير في نقش ما أراده على صدور أولائك الأطفال !انتشار
ويقول «سعد الزعبي»وكيل مدرسة أن ظاهرة الممنوعات انتشرت في بعض المدارس على اختلاف مراحلها ولكن ما يخصّنا هنا هو المرحلة الابتدائية كونها مرحلة التشكيل والتأسيس فقد زادت نسبة الأشياء الممنوعة داخل أروقة المدارس ومن الطبيعي أن يكون إهمال الوالدين وراء انسياق الطفل وراء هذه الأشياء,فمن أين لطالب في المرحلة الابتدائية الجرأة الكافية لكي يحضر سكينا أو مسجلاً داخل أسوار المدرسة؟
و أن بعض الطلاب يرى في زميله الشجاعة بمجرد اقتنائه لتلك الممنوعات كما يذكر أن موضة «السكين» لاتزال هي الهاجس المخيف الذي يقرع أذهان منسوبي المدرسة لأن الطفل لا يعلم مدى خطورة هذه الأداة وربما من دون قصد أو بطريق المزح يلحق ضررا كبيراً بزملائه.
جرأة
ويضيف «خلف الشراري» معلم ابتدائي: إنني أستغرب من جرأة بعض الأطفال حينما يشعلون السيجارة خلف مبنى المدرسة بل أتساءل من أين نَهَلوا هذه التصرفات القبيحة والتي تزداد قبحاً عندما يعلم الناس أنها تمارس داخل صرح تعليمي ومحضن تربوي ،وكلفتنا الإدارة بعمل جولات تفتيشية على الطلاب حتى يعلم الطالب أنه تحت عناية ومراقبة وحرص من أسرة المدرسة ،وكانت المفاجأة عندما وجدنا مع أحد الطلاب سكيناً حادة ووجدنا مع الآخر «علبة دخان» ووجدنا مع الثالث «ولاعة» فلم أجد تفسيراً لهذه المصائب التي تعصف بهؤلاء الأطفال ومازلت أتساءل عن مصادر هذه الجرأة التي عصفت بطلابنا.
ونوه « الشراري» الى أهمية دور البيت لأنه هو المحضن الأول لتعليم الطفل السلوكيات و لا شك أن جهد المعلم لابد أن يتضاعف في ظل وجود شريحة من أطفالنا في المدارس ممن شكلتهم القنوات الفضائية كما تريد.
رغبة
وأكد الطالب «أمجد الزهراني»: أن بعض الزملاء الناقصين يتوهمون أن اقتناء ممنوع أو التصرف الغريب منه سوف يؤثر على الطالب المتميز أو الطالب المستقيم في أخلاقه ،وهذا من وجهة نظري أمر صعب لأن الطالب العاقل يعرف أن اقتناء الممنوعات إنما هو رغبة من الطالب المنحرف في إثبات وجوده لأنه يشعر بنقص داخل نفسه فيريد من خلال ذلك أن يلفت انتباه زملائه من حوله كما يذكر أن أغلب الأطفال عندما يقتنون الممنوعات مثل السكاكين فإنهم لا يستخدمونها في «المضاربة» في المدرسة أو خارجها بل تعد بمثابة تخويف للخصم.
كبت
ويذكر الطالب «راكان النايف»: أن عدداً من الطلاب المشاغبين يتواعدون لإحضار الممنوعات في المدرسة مثل المسجلات وغيرها ويرون أنهم أفضل من غيرهم وأجرأ من أقرانهم ولا غرابة أن تراهم مجتمعين مع بعضهم البعض لأنهم يرون سواهم أقل جرأة وأدنى تفكيرا و الطالب العاقل هو الذي يعرف أن هذه التصرفات لا تعدو أن تكون تنفيساً عما يجده الطالب من كبت داخل المنزل أو في مجتمعه.
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12732&P=39