لا اظن ان الهلاليين، ومن يتربصون بهم، قد عاشوا القلق والانتظار اكثر مما هم فيه هذه الايام، فالمناسبة القادمة هي التي انتظرناها كهلاليين لاكثر من 14 سنة وهي الأهم على الاطلاق.
ولكن ما سر هذا القلق الرهيب؟
لا شك ان المحفل كبير والمناسبة تدعو للتوتر خصوصاً مع هذا الحجم من التعبئة الاعلامية بكل انواعه سواء كان الاعلام الهلالي او الاعلام المضاد بكل الوانه المجتمعة في لون واحد هو الأصفر!
لكن مصدر القلق الحقيقي هو ذلك الفريق الاسترالي المجهول تماماً...لا احد يستطيع حتى ان يستقر على توقعه للمباراة القادمة، او حتى امنياته! والسبب هو ان الجميع يجهل هذا الفريق، حتى هم انفسهم يجهلون الحد الذي يطمحون له في هذه البطولة، والدليل احتفالاتهم الهستيرية بوصولهم للنهائي!



هل التعادل الايجابي على ارضهم نتيجة طيبة؟ وماذا عن الفوز في عقر دارهم؟! هكذا نتفائل احياناً ونحن نستعرض اسم الهلال امامنا..ثم نتذكر انهم اخرجوا عمالقة الشرق..فيتراجع الطموح الى تعادل سلبي او حتى الخسارة بفارق هدف! هذا التذبذب والتردد في تحديد ماذا نريد من مباراة الذهاب كجمهور لا اظن انه يخصنا وحدنا...فجماهير الخصوم ايضاً لا يعرفون سيدني، فيتمنون وقلوبهم ترجف لانهم يعرفون كيف يتوحش الهلال في حضرة الذهب! بل انني اجزم ان ادارة الهلال ولاعبيه لن يجمعوا لك على هدف محدد من مباراة الذهاب، من يعرف اذاً؟ الجواب لا احد..ولكن من يجب ان يعرف هو من دفعنا له الملايين ليقود شعب الهلال للبطولة، هو ذلك الشاب الروماني (ريجي) هو من ستنصب له المشانق اذا ضاع اللقب، وهو نفسه من سيحمل على الاعناق اذا حققنا الانتصار بإذن المولى!


كيف يجب ان يفكر المليونير ريجي؟
اظن ان المدرب الروماني لن يغفل جانب الارض والجمهور، ولا يجب ان يغامر بحجة انه يريد الحسم من مباراة واحدة, المباراة ستنتهي في الرياض, يجب ان نتفق على هذه الحقيقة ومن خلالها تبدأ طموحاتنا وامانينا. بالتالي فإنه يجب على ريجي ان يبدأ من اسوأ الاحتمالات ثم يتفاداها تباعاً حسب سير المباراة. وهذا يعني ان يلعب بعناصر تصلح ان تكون دفاعية للخروج بأقل الخسائر وايضاً هجومية لسحق الخصم في ارضه! هذا التصور التعجيزي يحتم عليه ان يوكل لكل لاعب عدة ادوار ويتم تفعيلها حسب سير المباراة! ثلث ساعة فقط وحينها نستطيع جميعاً ان نحدد ماذا نريد من مباراة سيدني ونقرر ماذا تعني نتيجة التعادل او الخسارة بهدف او الفوز بهدف!
تغيير الطموح منا كجماهير حسب سير المباراة امر طبيعي، وبالتالي فمن الاولى ان تتغير الاهداف في رأس المدرب حسب سير المباراة كذلك، كل ذلك يعني ان يكون المدرب جاهز بأكثر من سيناريو وأكثر من حل. اتمنى ان يكون ريجي جاهز لكل شيء...وان يكون ابطالنا في يومهم.


خاتمة: قد لا يعرف اغلبنا متى اسعد يوم في حياته، ولكني متأكد ان الملايين سيجعلون يوم 1 نوفمبر 2014 هو الاسعد على الاطلاق بعد توفيق الله.

https://twitter.com/Dr_Anwar