أسرار سيدني
د.تركي العواد




خلاص انتهى الكلام.. أصبحت المباراة على الباب.. كل لاعب هلالي يملك مفتاحاً على التاريخ.. ليست مباراة ريجي ولا عبدالرحمن.. إنها مباراتك أنت.. لن تعرف قيمتها إلا بعد عشر سنوات من الآن.. فتلك المباريات لا تأتي مرتين.. نعتقد خطأ أنها تتكرر ولكنها من النادر أن تعود.. لا يوجد لاعب هلالي لعب نهائي 2000 مع جابيلو الياباني.. فقط محمد الشهلوب الذي كان في التاسعة عشرة.. فمن منكم بعمر الشهلوب.. ومن منكم يستطيع الانتظار لـ2028؟
الفوز على سيدني صعب.. فالفريق منظم بشكل كبير.. ونقاط قوته هي نقاط ضعف الهلال.. هذا سر صعوبة المباراة.

بداية كل مباراة يضغط سيدني على الخصم بشكل كبير.. يضغط على قلبي الدفاع ويستغل ارتباكهما في التمرير.. هذا أحد أساليبهم في التسجيل.. نعرف أن كواك وديجاو والسديري لا يجيدون التمرير تحت الضغط أبدا.. الأفضل تجنب التمرير بين الثلاثي.

سيدني فريق رائع في الكرات العرضية.. وهي نقطة ضعف الهلال.. قلة الأخطاء الجانبية من الزوري والشهراني مفتاح فوز الهلال.. في الجهة اليسرى للأسترالي يلعب هاليتي وهو اللاعب الأكثر مهارة في الفريق ويستطيع عكس الكرات العرضية من أي جهة.. الميزة أن ياسر سيكون في جهته.. لا تعطيه أبدا الفرصة لعكس الكرات.. ضيّق المساحة معه.. لا تخف فأنت أسرع منه.. المهم ألا يعكس أي كرة من جهتك.. ولا ُيترك وحيدا عندما تكون الهجمة في الاتجاه المعاكس لأنه مهاجم يجيد تسجيل الأهداف.

من جهة الزوري قد يشارك أحد لاعبين.. ابيا الغاني.. أو كول الأسترالي.. الغاني لاعب سريع جدا فهو أصلا عداء.. ولكن مهارته أقل من سرعته لذلك الأهم ألا يعطى المساحة للانطلاق.. أما كول فهو ظهير أيمن ولكن المدرب قد يشركه في الوسط الأيمن كما حدث مع سيئول.. لاعب نشيط متحرك لا يلتزم بمكانه بل يبادر ويحب مواجهة المرمى.. سجل هدف فريقه الثاني في سيئول وقبلها سجل هدفين في البطولة.

لن تعيق المهاجم ساناتالاب الإصابة التي تعرض لها في ديربي سيدني عن المشاركة.. فالفحوصات أثبتت أنه قادر على المشاركة وهو لاعب خطير سجل في البطولة ثلاثة أهداف.. قد يفاجئنا المدرب بإشراك المهاجم الأبرز في الفريق تومي يوريتش الذي غاب طويلا عن الفريق أو قد نشاهد الهداف التاريخي للفريق بريج أو حتى هاليتي رأس حربة.

رغم قوة دفاع الفريق الأسترالي إلا أنه بطيء جدا خصوصا قلبي الدفاع اللذين دائما ما يقفان على خط واحد وبالقرب من بعضهما وهذا سيعطي ناصر الفرصة للانفراد بمجرد التحرك السريع.. التركيز مطلوب من ناصر لأنه سيواجه المرمى أكثر من مرة ويمكن أن يخطف هدفا مهماً في مباراة الذهاب.

على الطرف الأيسر للفريق الأسترالي يلعب الظهير قوليك وهو قلب دفاع أصلا وهي فرصة سالم لاستخدام مهارته مع لاعب طويل يمكن ضربه بسهولة على الأرض بالمهارة والسرعة.. مهم جدا بالنسبة لسالم أن تكون عرضيته أرضية على القائم الأول لناصر أو للداخل قرب نقطة الجزاء لنيفيز، فالفريق ضعيف جدا على الأرض.. نفس الشيء بالنسبة للضربات الثابتة للهلال يجب ألا تلعب عالية بشكل تقليدي بل يجب أن تمرر وتعكس من وضع التحرك.

لن يكون الضغط على بنتلي وكريري كبيرا كما حدث أمام العين بسبب ضعف صانع اللعب سابا وعدم اعتماد الفريق بشكل واضح على الاختراق من العمق.. ولكن تقدم المحور الكرواتي بولياك دائما خطر لأنه يسدد بشكل مركز من لمسة واحدة.. كريري يجب أن يضع عينه على هذا اللاعب القادم من بعيد.

قلوبنا معكم، وندعو الله أن يكون الفوز حليفكم، وأن تعودوا إلى الرياض بنتيجة تفرحنا وتفرحكم.