قصه قراءتها في احد المنتديات . وجدة بها عدة فوائد اقلها . طولت البال في القراءه


نعم ماتت زوجتي بحسرتها علي‏.‏




هل تعتقد أني صحوت‏.‏ أني ندمت‏.‏ هل شعرت بمدي ظلمي لها‏.‏ لا لم أشعر بشيء وقتها‏.‏ ستهمني وكل قرائك بأني بلا مشاعر‏.‏ بلا مباديء‏.‏ بلا أخلاقيات‏.‏ بلا إنسانية فالعشرة ما تهونش إلا علي ولاد الحرام ولكني وقتها كنت أعيش الحلم في الحياة الحقيقية مع من اختارها قلبي وعقلي وكأن زوجتي رحمها الله لم تكن من اختيار قلبي وعقلي‏.‏ كانت ومازالت وستظل‏.‏ ولكن وقتها كنت أقول لها بكل قوة من اخترتها في العشرينيات ليست مثلها في الأربعين‏.‏



تصور هذا كان تفكيري بالفعل‏.‏ وكانت تقول لي ماكنش حد فضل متجوز لو كل كام سنة هيغير رأيه فيغير مراته يعني مافيش أب حيربي ولاده‏.‏ مفيش أثنين هيفضلوا متجوزين‏,‏ مش هيبقي فيه أسرة ولا أمان ولا مجتمع متماسك لكن مالي أنا وباقي الخلق‏.‏ المهم أنا‏.‏ وأنا فقط‏.‏ مات هي‏,‏ وربما هذا أحسن لي‏,‏ فربما كانت ستسبب لي كثيرا من المشاكل بتصرفاتها التي أعتبرها جنونا‏.‏ ولن تصدق أني يوما عندما قالت لي ها أموت لو سبتني‏,‏ فقلت لها ياريت‏..‏ نعم قلتها لها‏.‏



وكما ملأت نفسي من قبل أن طلاقي تم برضاء الله وقوفه بجانبي في خراب البيت‏,‏ وفقداني حب أولادي‏.‏ فتزوجت بالأخري‏..‏ فتاة محترمة أحبها كما أعتقدت‏..‏ ناس محترمين وبها جميع الصفات التي أريدها‏.‏


وأعطيتها كل ما حرمت منه زوجتي الحبيبة رحمها الله وأولادي حبي وحناني وقتي ومالي واهتمامي ومكالماتي وخدماتي وحكاياتي وإخلاصي وفائي وروحي وخروجاتي وسفرياتي لها ومعها‏.‏ لا لن تجد شيئا لم أفعله لإرضائها‏.‏

ولابد من إنجاح هذا الزواج حتي أظل علي اقتناعي أني كنت ضحية في زواجي الأول‏.‏ وقوبل كل هذا بفتور شديد وكأنها أمور لابد منها‏.‏ وتسرب بيننا الملل خلال شهرين سريعا جدا أسرع ما تخيلت‏,‏ وفترت علاقتنا الحميمة‏.‏ بطريقة غريبة وكنت دائم اتهام زوجتي رحمها الله بأنها السبب من قبل ورزقنا بمولود آية لمن لا يعتبر‏(‏ به كل أنواع العاهات‏)‏ عندما تراه لا تستطيع إلا أن تتمني له الموت واستمرت الحياة‏,‏ ولكن علي النقيض ما تخيلت ورسمت في أحلامي‏.‏ فكلما أعطيت تمادت هي في الأخذ وعدم الاهتمام‏.‏ ولن تصدق أبدا قدرة الخالق الذي أقسم للمظلو بعزته وجلاله لأنك ولو بعد حين فلقد تغير الحال تماما وأصبحت أنا مكان زوجتي رحمها الله من الإهمال والامبالاة في كل شيء من زوجتي الجديدة التي كنت أتخيل أنها لا تعرف كيف تؤذي من يقتلها مابالك بزوجها الذي ضحي بكل شيء من أجلها‏,‏ ويعيش معها كأخلص وأنبل وأصدق وأطيب وأحسن مايكون الزوج‏.‏



ما هذا الإهمال وماذا تقول عندما أراها تتحدث مع زملاء لها‏.‏ وأرفض طبعا‏.‏ فتقول لي إنهم مجرد أصدقاء أو زملاء‏.‏ سيبك من الشك ده‏.‏ ولكن يقتلني شكي‏,‏ يقتلني لأني أقارن نفسي بها عندما كنت أخون زوجتي الأصيلة فهي تفعل نفس الحركات بنفس الطريقة‏,‏ وتهملني تماما كما كنت أفعل‏.‏ وتأخذ الأمور بساطة ولا مبالاة‏,‏ وبلا كلام ولا مناقشة ولا مبر كما كنت أفعل تماما‏.‏ وعلمت وقتها كم الهم والحزن والمرارة والأسي الذي عاشت بها زوجتي الراحلة وأنا معها‏,‏ وأدركت لماذا كانت دائمة الانفعال والخناق معي‏.‏ ثم لم يمهلني القدر‏,‏ واصيبت عيني اليمني بالعمي‏,‏ وجانبي الأيمن بأكمله بالشل التام‏.‏



لم أصدق وقتها ما حدث‏,‏ ورغم ما عرفته توسلت لها أن تبقي معي‏.‏ بكيت بكاء مريرا حتي يحن قلبها وكم كانت قاسية تركتني وحيدا معللة لي إنها عاشت معي هذه السنة ونصف السنة في هم شديد‏!!‏

وإني السبب في كل ماهي فيه من تعاسة كيف تصورت أنها ستبقي معي بجانبي وأنا مريضا وبلا عمل؟ أنا اليوم و حيد أتبول علي نفسي ولا أجد أحدا حولي‏.‏ أنا الآن أري بكل وضوح ما فعلته بكل من أحبني وكنت أعتقد أني لا أحبهم ولا يحبوني ولست حزينا علي شيء في حياتي رغم كل ما حدث لي إلا علي دموع زوجتي رحمة الله عليها وكم كنت أتمني أن تكون علي قيد الحياة‏.‏ ليس لتقف بجانبي رغم علمي التام أنها لم تكن لتركني ابدا في هذه الحالة‏.‏ ولكن أردت لها الحياة لتري أن الله قد أخذ لها حقها مني‏,‏ وكنت أريدها أن تشفي غليلها مني بدلا من الموت بحسرتها‏.‏ أدعو لها في كل يوم وكل آذان وكل صلاة عندما أتذكر ما كانت تفعله من أجلي واعتبره أنا إساءة وإهانة‏.‏



مرت‏8‏ سنوات علي حالي هذا‏,‏ لم يمر فيها أولادي علي‏.‏ ابني الشاب الذي كان سيصبح عكازي وابنتي التي أصبحت عروسة‏,‏ وأنا لا ألومهم فقد ذكر في القرآن الكريم وقل رب ارحمهما كماربياني صغيرا‏.‏ وأنا أستخسرت فيهما نفسي وشبابي فمنذ البداية تركتهما لأمهما تربيهما وحدها مع إني كنت أعيش معهم‏.‏ وكأنهم ليسوا مني‏.‏

وعندما مات أمها تركتهما ايضا للاهتم بنفسي حتي أبدأ من جديد‏.‏ وأتمني أن يأتي يوم ما يستطيعان فيه أن يغفرا لي‏.‏



أكتب حكايتي لكل رجل حتي يراعي الله ويتقيه في زوجته الأولي ولا يدمرها ويعلم أنه في هذا الزمن السريع لن يستطيع أن يعدل‏,‏ولكنه يستطيع أن يخلص ويعطيها من وقته واهتمامه وحبه وحنانه ويشعرها بالأمان وسيري عجبا‏.‏ فبعد حالي هذا ومع كثرة معارفي وأقاربي وأصدقائي وزملائي‏.‏الحسنة الوحيدة التي تخف عني‏,‏ أني كنت عبرة لكل هؤلاء الشباب والرجال فتحسنت أحوالهم بعد أن حسنوا معاملتهم لزوجاتهم‏.‏

وأعود اليوم لأقول لك ليتني سمعت صوت الآخرين وهم يحذروني بأن ما أشعر به وقتها من عدم الحب لزوجتي ليس حقيقيا ولكن ماذا ينفع الندم الآن‏.‏ فالإنسان دائما يحلم بواقع أفضل من واقعه‏,‏ فيتحرك في اتجاه الحلم مضحيا بهذا الواقع ثم لايجد في آخره إلا الحسرة التي أتجرعها الآن