صحيفة الخليج الإلكترونية : شهدت مؤشرات الأسهم الخليجية أمس تراجعات حادة وبنسب متفاوتة، وبدأ السوق السعودي تداولات ما بعد إجازة عيد الأضحى على تراجع حاد، حيث خسر خلال جلسة أمس 706 نقاط بنسبة انخفاض تعادل ستة ونصف في المئة وصولا إلى 10145 نقطة.


ووفقا لصحيفة "الرياض"، تزامنت هذه الخسائر مع ما شهدته الأسواق الدولية من تراجعات متفاوتة خلال الأسبوع الماضي، متأثرة بخفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي للمرة الثالثة منذ بداية العام، كما سجلت أسعار النفط أدنى مستوياتها في 4 سنوات.


ويرى محللون أن خسارة السوق لـ700 نقطة خلال فترة التداول أمر غير مبرر وغير مقبول البتة، ويظهر بجلاء افتقار السوق للقائد الذي يمكنه أن يعمل على صناعة السوق وتحقيق التوازن الأمثل لها.


وقال أستاذ المحاسبة بجامعة الطائف، الدكتور سالم باعجاجة، إن نزول سوق الأسهم ليوم أمس كان بفعل الأحداث الجيوسياسية بالمنطقة والتي تزامنت مع انخفاضات أسعار النفط.


وأضاف أن تأثير طرح جزء من أسهم البنك الأهلي للاكتتاب كان واضحا منذ إعلان الخبر ولم يكن تأثيرة السلبي ليوم أمس فقط، حيث يفضل العديد من المتداولين الاحتفاظ بالسيولة والاستفادة منها خلال الاكتتابات القادمة.


ولفت إلى أن تراجع أسعار النفط على الصعيد العالمي تسبب بتراجع العديد من الأسواق الآسيوية والأوروبية خلال الأسابيع الماضية، مشيرا إلى أن المراقبين في السوق المحلي ينتظرون إعلان نتائج الربع الثالث للشركات والتي تعتبر محفزا جيدا سينعكس إيجابا على السوق.


من جهته، قال المستشار الاقتصادي، فضل البوعينين، إن ردة فعل السوق مبالغ فيها تجاه المتغيرات العالمية ذات العلاقة بأسعار النفط وانخفاض الأسواق العالمية، خاصة أن السوق السعودية مازالت شبه مغلقة، ما يجعلها أقل تأثرا بالأسواق العالمية.


وأضاف أنة يستبعد أن يحدث اكتتاب البنك الأهلي كل هذا الأثر في السوق لتوفر السيولة الكبيرة التي يمكن مراقبتها من خلال حجم ودائع البنوك، كما أن نسبة التخصيص المتوقعة لا تحتمل توفير سيولة ضخمة يمكن أن تؤثر سلبا على سيولة سوق الأسهم أو أن تؤدي إلى تخارج المستثمرين من أسهمهم لتوفير السيولة.


وقال إنه من الناحية الأساسية لم يتغير شيء في شركات السوق، كما أن المؤشرات الأولية تشير إلى نمو في ربحية القطاع المصرفي وبعض الشركات القيادية الأخرى، ومن المفترض أن تدعم هذه البيانات السوق، أو على الأقل تحافظ على توازنها النسبي.


وأشاربنفس السياق إلى أن خسارة السوق لأكثر من 700 نقطة خلال التداول أمر غير مبرر وغير مقبول البتة، ويظهر بجلاء افتقار السوق للقائد الذي يمكنه أن يعمل على صناعة السوق وتحقيق التوازن الأمثل لها، منوها بأن سوق الأسهم السعودية أصبحت كالطائرة المروحية التي فقدت مروحة الذيل فباتت لا تستطيع تحديد وجهتها ولا المحافظة على توازنها.


وزاد أن السوق هي مستودع استثمارات ومدخرات المواطنين، وتركها دون قيادة مالية وفنية يؤدي إلى إفقار صغار المستثمرين وزيادة تضخم أرصدة كبار المستثمرين والمضاربين، ولن يطول الوقت قبل أن تعاود السوق لشطب خسائرها المفاجئة.


لكن بحسب البوعينين فإن ردم هوة الخسارة سيتحملها صغار المستثمرين الذين يصابون بالهلع مع تحول المؤشر إلى اللون الأحمر لأسباب نفسية صرفة، لذا يلعب الكبار على العامل النفسي فيتلاعبون بشكل فاضح في أكبر الأسواق العربية التي تحتضنها أكبر اقتصادات المنطقة وأكثرها ملاءة.


وفي ظل هذه الأوضاع يرى البوعينين أن صانع السوق الرسمي هو القادر على حماية السوق من ردود الأفعال المتطرفة صعودا وهبوطا، كما طالب أن يتم تنفيذ صندوق التوازن الذي بُشرنا به منذ ثماني سنوات ولم ير النور بعد، ما يجعلنا أكثر تحفظا في تقبل الوعود.