ابتلينا مؤخرا في اقطارنا العربية بـ ( شهوة ) التكفير والموت ! والتي كان من نتاجها هذا الحقد المحموم وتلك الجرائم البشعة التي نشاهدها عبر الوسائل الاعلامية في دولنا العربية المختلفة ! واصبحنا مؤخرا نلاحظ أن كل خلاف سياسي او وجهة نظر مذهبية فأنه يتبعها فتوى تكفيريه وتحريضا صريحا بقتل الاخر والتشنيع به !

الخلافات السياسية أمر طبيعي بين الجماعات أو الأحزاب ممن يمارسون السياسة كمهنة ، ومن الطبيعي ان كل فصيل يبحث عن استقطاب اتباعه عبر الترويج لمشروعاته وافكاره والبحث عن اخطاء الاطراف الأخرى التي تنافسه في البحث عن الريادة وقيادة المجتمع الذي تنتمي اليه .

كما أن الخلاف المذهبي أمر طبيعي ايضا ، لتباين الفقهاء وأهل العلم في قراءة النصوص الشرعية وتفسير المواقف التاريخية ، لذلك لم تجتمع أمة محمد ولن تلتقي الا على كلمة التوحيد ، وما دون ذلك سيبقى مساحة دائمه للتباين والخلاف .

من المؤسف والمؤلم هذا الجنون الذي نعيش فيه من التكفير المتبادل بين الحكومات والشعوب ، والجماعات فيما بينها البين في أمور السياسة والدين ، والتي من المحال ان يلتقي حولها قرابة مليار واربعمائة مليون نسمة على قلب رجل واحد ، فالخلاف سنة الله على هذه الأرض والتي تفرض علينا ان نتعايش معها دون عدوان طرف على آخر .

ومن المؤسف ايضا أن جحيم هذه الحروب وويلاتها والتي قد ابتلي بها بعض اهلنا وبلداننا العربية فيما بينهم البين تحت ذريعة السياسة حينا وتحت ذريعة الدين حينا آخر ، قد أمتدت الى القنوات الاعلامية وأدوات التواصل من خلال تبني المواقف التكفيرية والتحريض على القتل بين المسلمين ، وهذه جريمة أخرى لا تقل جرما عن اولئك الذين يمارسون القتل في ميادين الفتن والبلاء !

ليس مطلوب من السني ان يحب الشيعي ! وليس من الضروري ان يقتنع الشيعي بوجهة نظر السني ! وليس على الأخواني أن يعلن توبته أمام السلفي ! وليس على السلفي أن يتقبل وجهة نظر الأخواني ! وليس مطلوب من احدنا تجاه الاخر ان يعلن هزيمته ! ولكن كم جميل بأن نقبل حق كل منا بالحياة ، وان ندافع عن ذلك لأجل أنفسنا وابناؤنا وأوطاننا ، دون ان نحمل على اعناقنا الحرص في بحث كل منا عن تكفير الآخر ، ودون أن نسعى جاهدين لتبرير قتل كل منا للآخر ،،،


ودمتـم في خير

وكل عام وأمة محمد في خير ويمن وبركة وهداية