إنَّنا لَمْ نَجْنِ مِنْهَا مُنْذُ عَرَفْنَاهَا إلَّا الثِّمارَ الرَّدِيَّةَ، والأشْوَاكَ الوَخِيْمَةَ : كقَتْلِ الأوْقَاتِ، وهَدْرِ الطَّاقَةِ والجُهُوْدِ، وضَيَاعِ الأمْوَالِ ... كَمَا أنَّهَا حَمَلَتْ النَّاشِئَةَ مِنْ شَبَابِ الأمَّةِ على سَفَاسِفِ الأمُوْرِ، وسَيءِ الأخْلاقِ، في حِيْنَ أنَّهَا أبْعَدَتُهُم عَنْ مَعَالِي الأمُوْرِ، وجَمِيْلِ الأخْلاقِ؛ حَتَّى وَصَلَ الحَالُ عِنْدَ أكْثَرِ النَّاشِئَةِ أنَّ غَايَةَ عِلْمِهِم مَا كَانَ مِنَ الأخْبَارِ الرِّياضِيَّةِ، وحَيَاةِ الرِّيَاضِيِّيْنَ : كَيْفَ يَلْعَبُوْنَ، ومَتَى يَنَامُوْنَ، ومَاذَا يَأكُلُوْنَ، ومَاذَا يَرْكَبُوْنَ ومَاذَا يَسْكُنُوْنَ ...؟وهَكَذَا غَايِةُ ثَقَافَتِهِم! فأوْقاَتُهُم فَارِغَةٌ، وطَاقَتُهُم مُهْدَرَةٌ، وأهْدَافُهُم صِبْيانِيَّةٌ، وحَيَاتُهُم عَشْوَائِيَّةٌ ... وهَذَا الغَالِبُ، والحُكْمُ للأعَمِّ .
فَلَيْتَ شِعْرِي لَوْ أنَّ أحَدًا مِنَ العُقَلاءِ أرَادَ أنْ يَجْلِسَ سَاعَةً بَيْنَ صُفُوْفِ الجَمَاهِيْرِ الرِّياضِيَّةِ لِيَسْمَعَ، ويَرَى مَا تَلْفِظُهُ ألْسِنَتُهُم، وتُكِنُّه قُلُوْبُهُم ... لَعِلَمَ أنَّ الأمْرَ جِدُّ خَطِيْرٌ، والشَّرَّ مُسْتَطِيْرٌ، وهَذَا كُلَّهُ لا يَحْتَاجُ إلى كَبِيْرِ مُخَافَتَةٍ، أو مُجَامَلَةٍ؛ فالوَاقِعُ أكْبَرُ شَاهِدٍ على مَا أقُوْلُ .
* أمَّا إذَا سَألْتَ عَمَّا تَلْفِظُه أفْوَاهُهُم : فالسِّبابُ، والكَلِمَاتُ النَابِيَةُ، والعِبَارَاتُ السُّوْقِيَّةُ، والصَّيْحَاتُ الجَمَاعِيَّةُ، والصُّرَاخَاتُ الأجْنَبِيَّةُ ...!
* أمَّا مَا تُكنُّه قُلُوْبُهم : فالحِقْدُ، والحَسَدُ، والبُغْضُ، والحَنَقُ تُجَاهَ بَعْضِهِم بَعْضًا!
* أمَّا إذَا سَألْتَ عَنْ ألْوِيَتِهم، وشِعَارَاتِهم الَّتِي يَنْضَوْوُنُ تَحْتَهَا، أو يَسْتَظِلُّوْنَ بِظِلِّهَا : فألْوَانٌ مَا أنْزَلَ الله بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ؛ فَعَلَيْهَا يَتَقَاتَلُوْنَ، ويُبْغِضُوْنَ، ويَسُبُّوْنَ، ويَبْكُوْنَ، ويُصْعَقُوْنَ، ورُبَّما يَمُوْتُوْنَ...!
فإذَا كَانَتِ الحَالَةُ هَذِهِ؛ فَلا تَسْألْ سَاعَتَئِذٍ عَنْ وَاجِبِهِم نَحْوَ أمَّتِهِم، وكِتَابِهِم، وسُنَّةِ نَبِيِّهِم ؛ عِلْمًا أنَّ الأمَّةَ الإسْلامِيَّةَ هَذِهِ الأيَّامِ أحْوَجُ مَا تَكُوْنُ إلى شَبَابِهَا الَّذِيْنَ هُمْ أرْكَانُهَا، وعِمَادُهَا : فِكْرًا، وعَقِيْدَةً، وأخْلاقًا، وهِمَّةً، ونُصْرَةً ... فإلى الله المُشْتَكَى، وعَلَيْهِ التُّكْلانُ!


وفي الختام احبتي
اقتطفت هذه الكلمات ونقلتها إليكم بتصرف مني عسى ان تكون للغافل تنبيه وللعارف زيادة في المعرفة ومانحن الا موقوفون امام الله عن ما نكتب فأحبتت مشاركتها معكم من باب النصح وحب الخير وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ادعولي بظهر الغيب فإنها مستجابه ولك مثلها عند من لا تضيع شارده ولا وارده الا يكتبها عنك