كردي المبتسم.. ضعيف بالتواصل ويحمل آمالاً كبيرة


دبي - عبد العزيز الرباح

يدخل أمير كردي إلى مقر أهلي جدة الواقع بقرب شارع التحلية شرقي المدينة قبل تمرينه بابتسامة عريضة، يلاطف حارس الأمن الواقف أمام بوابة النادي، ويدخل عبر الممر المزين بصور تعكس تاريخ النادي، وفي كل مرة يطالعها والبسمة واضحة جداً على محياه، وأحلام اليقظة تحوم فوق رأسه، آملاً أن يمكنه القدر من وضع صورته على هذا الجدار يوماً ما.
يقول أحد الأشخاص المتواجدين في النادي الغربي يومياً لـ"العربية.نت": "يصل أمير مع سائقه الخاص إلى النادي قبل موعد التدريب بوقتِ طويل، يبدأ ببعض التمارين بنفسه بانتظار بداية الحصة التأهيلية التي يخضع لها مع أحد المعالجين، وعندما تبدأ الأخيرة يظهر بشكل مغاير عن أي لاعب سعودي، وتبرز الجوانب الاحترافية العالية التي يتميز بها كردي بسبب التأسيس الجيد الذي حصل عليه في اليونان منذ كان عمره 8 أعوام".
يحضر كردي للسعودية للمرة الأولى وهو ينوي الاستقرار فيها لوقت طويل، وسط مشاكل كبيرة يتعرض لها يومياً بسبب عدم تحدثه العربية، ولغته الإنجليزية ركيكة للغاية، و ولا أحد يفهم تحية المساء اليونانية (كالو أبويفما ) التي يلقيها على كل من يقابله، ولهذا "يمضي أمير كردي معظم وقته داخل النادي برفقة الهولندي مصطفى الكبير الذي يتضح أنه أقرب اللاعبين إلى قلب اللاعب السعودي، فيما يكتفي اللاعب المولود لأم يونانية بالابتسام في وجوه بقية اللاعبين، وأحياناً يضحك عندما يشاهد البقية ينفجرون ضحكاً أثناء التمارين أو ما بعدها، رغم أنه لا يعرف سبب الضحك، إنما محاولة للاندماج مع الزملاء الجدد".
لا يبدو أن أمير يتأقلم سريعاً مع مدينته الجديدة، يمضي كل وقته في منزله، يتصفح الإنترنت ويتابع شاشات التلفاز، وينتهي يومه بوجبة يطلبها من أحد المطاعم، وبعدها يستعد للنوم قبل العودة إلى النادي، وفي بعض الأحيان يخرج مع والده إلى أحد المطاعم لتناول وجبة الغداء أو العشاء سوياً.
رياضياً، يستغرب الأهلاويون من الحماس الكبير الذي يبديه كردي مساء كل يوم، ويعد الدقائق لكسب التحدي الذي وضعه أمام نفسه والجهازين الإداري والفني بالوصول إلى الجاهزية الكاملة قبل يوم 27 سبتمبر الجاري عندما يواجه الأهلي نظيره الشعلة، وهو ما يبدو حتى اللحظة أمراً مستبعداً.


المصدر
http://www.alarabiya.net/ar/sport/20...%B1%D8%A9.html