نـــــكـــــــــ (( ا لــــــجـــــمــيـــل )) ـــــــــران

نكران الجميل دليل على خسة النفس
فصاحب هذه النفس المعروف لديه ضائع والشكر عنده مهجور

وأقصى ما يرنو إليه هو ت**** المعروف الذي أسدي إليه
وعدم الوفاء لمن أحسن إليه.
ولله در وهب بن منبه عندما قال:
((ترك المكافأة من التطفيف))

وقد عرف العلماء نكران الجميل بأنه:
ألا يعترف الإنسان بلسانه بما يقر به قلبه من المعروف والصنائع الجميلة التي أسديت إليه.
يقول تعالى: ((يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا)) النحل 83

والنفس البشرية السوية تحب من أحسن إليها بل وإن الإحسان يقلب مشاعرها العدوانية إلى موالاة حميمة، أخبرنا بذلك خالقنا العالم بنا وبطباعنا.
يقول تعالى :
((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ)) فصلت 34

لذا فإن النفس التي تنكر الجميل والإحسان (وتتناساه) نفس لئيمة، وقد قال بعض الفضلاء:
((الكريم شكور أو مشكور واللئيم كفور أو مكفور))

ويسمى هذا الأمر في حق الله تعالى : كفران النعم وجحودها.

والاعتقاد السائد عند أغلب الناس في الصورة الواجبة لشكر النعم الاكتفاء بقول (الحمد لله) دون استكمال أركان الشكر والذي من أهمها أن يتذكر أنه أعطي ما أعطي ليستعين بها إلى الوصول لله تعالى ويستخدمها في طاعته.

ومن الناس من يسأل الله النعمة سواءً من المال أو الصحة أو الولد فإذا أعطاه الله ، نسي فضل الله ، وبدلاً من أن يشكر الله و يوجه ما أعطاه في مرضاته ، نراه يستعملها فيما ينافي الشكر بل فيما يغضب الله عز وجل ، نسأل الله العافية ، و حال هذا يشبه حال من قال الله فيهم " ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدّقن و لنكونن من الصالحين ، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون " التوبة 75-76

و أما نكران الجميل مع الناس فله صور متعددة ، فقد يكون بين الزوج و زوجته، و بين الآباء والأبناء ، وبين عامة الناس .

- فكم من زوجة يحسن إليها زوجها و عند أول خلاف قالت : (ما رأيت منك خيرًا قط) كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم .
- و كم من زوج ينسى ما بينه و بين زوجه من الجميل و الإحسان و يبدأ برصد السقطات و إغفال الحسنات و قد يكون بسبب ساقطة في الفضائيات ، أو لنفسه اللئيمة ، و الله عز وجل يقول
" و لا تنسوا الفضل بينكم" البقرة
وهذا الرسول صل الله عليه و سلم حفظ جميل خديجة رضي الله عنها حتى بعد وفاتها بأبي هو و أمي ..

- و كم من أم مات زوجها فضحت بنفسها و مالها ليكمل ابنها الطريق ، بل و نحتت الصخر حتى ظهر شأنه و علا ، ولما فتح الله عليه ، ووسع له في رزقه
إذا به يتنكر لتلك الأم الرائعة ، بل و يفضل زوجته عليها ، بل ربما وصل الأمر لحد العقوق فكم من أم بكت من ولدها .. الله أكبر .. أين هؤلاء من قول ابن عمر رضي الله عنه عندما ذكر الكبائر قال ( و بكاء الوالدين من العقوق ) .. وقد تحدث مثل هذه الصورة و غيرها مع الأب كذلك ..


و هنا أقول لكل زوجة تحرض زوجها على عقوق والديه :
اعلمي أنه من لا خير له في والديه ، لا خير فيه في زوجته ، وستظهر الأيام ذلك ..
و ليحمد الله عز وجل كل رجل يرزقه الله بزوجة تذكره و تحرضه على بر والديه ، و خاصة الأم ،
فالزوجة الصالحة من أسباب السعادة ، و من علامات توفيق الله للعبد .


ومن صور نكران جميل الوالدين :

ما يبذله الوالدان من جهدهما و مالهما و وقتهما لصلاح أولادهما ، وربما تحملا المشاق ليصل إلى حلقة في مسجد أو مدرسة تعينه على الصلاح فإذا ما يسر الله للابن صحبة طيبة أو شيوخاً أفاضل أو معلمين أجلاء ، فثبت أقدامه على الطريق و صلح حاله ، و استقام ، نسب الفضل لهؤلاء بعد الله دون والديه و ربما لم ير لهما فضلاً في صلاحه ،
نعوذ بالله من الخذلان .


الـــــــــعـــــــــــــ ـلاج

1. تعاهد النفس بتذكيرها نعم الله عليها دوما ، و لنقرأ هذه الآية جيداً ، يقول تعالى " يا أيها الناس اذكروا نعمة الله عليكم " فاطر 3

نلاحظ قوله تعالى "اذكروا" فيها أمر للإنسان أن يذكر نفسه التي من طبيعتها النسيان ، فهي تحتاج إلى وقفات تستعرض النعم استعراضاً .. نعمة .. نعمة .. حتى يثمر ذلك الشكر ، و إلا فإن تقلب الإنسان فيها إن لم يذكر نفسه أنها من الله تجعله يركن إليها ، وينسى أداء حقها و الله المستعان ..
2.المسارعة في رد المعروف لقوله صل الله عليه و سلم : ]من أتى عليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه

3.الحرص على الاتصال بحلقات الذكر و مجالسة من يذكر النفس بالحقوق و أدائها لأصحابها .


و أخـــــــــــــــــــــــ ــيــــــــــــــــــراً ..
كلمة نذكر بها من واجه نكران الجميل ، وهي مقولة رائعة لأحد الحكماء :
(لا يزهدنك في المعروف كفر من كفره ، فإنه يشكرك عليه من لا تصنعه إليه ) .
فأجره عند الله لن يضيع ، و سيرفع الله قدره و شأنه عند الناس ، و يخذل من ينكر صنيعه ..

و عبارة جميلة لا بد أن لا ننساها :

"الكريم يحفظ ود ساعة " .

لكم مني جميعا عظيم تقديري أسعد بمشاركاتكم وأعنز بأ رائكم

نـــــــــــقــــــــــو ل لـــــــــــكـــــــم