أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هذه مقدّمات ونتيجة .. لا أدري أين الخلل فيها - إذا كان هناك خللٌ-

- الكلام عن التجويز العقلي لتعذيب الطائع وإثابة العاصي , أما شرعاً فمعلومٌ أنّه لا يجوز ذلك لمخالفته لإخبار الله ووعده .
- الظلم لغة هو وضع الشيء في غير موضعه.
- الظلم المنفي عن الله سبحانه وتعالى أن يزيد في سيئات أحد أو أن يحمل عليه أوزار غيره أو أن ينقصه من حسناته شيئاً.
- لا يصح قياس الظلم في حق الله على الظلم في حق الآدميين كما فعلت المعتزلة .
- يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (لو أنّ عذّب أهل سمواته وأرضه لعذّبهم وهو غير ظالم لهم) وأفضل ما يُفسّر هذا الحديث هو الحديث الآخر: (من نوقش الحساب عُذّب) ..

النتيجة :
1- لو أنّ الله ناقش أحداً من الطائعين القانتين في الحساب ولم يبخس من أعماله شيئاً , لكنه حاسبه على حقيقة شكر ما أنعم الله به عليه فإن أعماله بالتأكيد لن تصنع له شيئاً , ثم عاقبه بذلك وعذّبه لأنّه لم يؤدي الشكر المستحقّ لله .. أكان هذا ظلمًا له ؟ فهو لم ينقصه شيئاً من حسناته ولم يحمل عليه أوزار غيره, ولم يزد في سيئاته ..
2- لو أنّ الله تفضّل على بعض العاصين وأثابهم رغم معصيتهم .. فضلاً منه وإحسانًا كما يُحسن إليهم في الدنيا .. أكان في هذا ظلم لأحد؟ أليس هذا من باب الفضل وليس الظلم (وربك يخلق ما يشاء ويختار) ..


* إذا كان ذلك كذلك فما وجه الإنكار على من يجوّزون عقلاً إثابة العاصي وتعذيب الطائع, وقد وجدت كلاماً لابن تيمية لم يجزم فيه بتحقق الظلم في تعذيب الطائع حيث قال شيخ الإسلام بعد حديث ( لو أنّ الله عذّب أهل سمواته ..)
((وهذا قد يقال لأجل المناقشة في الحساب والتقصير في حقيقة الطاعة ، وهو قول من يجعل الظلم مقدورا غير واقع، وقد يقال بأن الظلم لا حقيقة له، وأنه مهما قدر من الممكنات لم يكن ظلما. والتحقيق أنه إذا قدر أن الله فعل ذلك فلا يفعله إلا بحق، لا يفعله وهو ظالم، لكن إذا لم يفعله فقد يكون ظلما يتعالى الله عنه)) منهاج السنة النبوية (1/ 470)