أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


قال العلامة الألباني في ( سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة / 204 ) : ( الأزدي هذا ترجمه الذهبي في ( الميزان ) وذكر تضعيفه عن بعضهم ، ولم يذكر عن أحد اتهامه بالوضع ، وكذلك الحافظ في ( اللسان ) ولم يزد على ما في ( الميزان ) بل قال الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ) (3 / 166) : و وهاه جماعة بلا مستند طائل ) ا . هـ .
قلت :
1- قول العلامة الألباني : ( الأزدي هذا ترجمه الذهبي في ( الميزان ) وذكر تضعيفه عن بعضهم ، ولم يذكر عن أحد اتهامه بالوضع ) ، قلت : هذا كلام صحيح في محله ، حيث قال الحاظ الذهبي في ( ميزان الاعتدال في نقد الرجال / 7416 ) : ( محمد بن الحسين أبو الفتح بن يزيد الأزدي الموصلي الحافظ ، حدث عن أبي يعلى الموصلي والباغندي وطبقتهما ، وجمع وصنف ، وله كتاب كبير في الجرح والضعفاء عليه فيه مؤاخذات ، حدث عنه أبو إسحاق البرمكي ، وجماعة ، ضعفه البرقانى ، وقال أبو النجيب عبد الغفار الارموي : رأيت أهل الموصل يوهون أبا الفتح ، ولا يعدونه شيئا ، وقال الخطيب : في حديثه مناكير ، وكان حافظا ، ألف في علوم الحديث ) أ . هـ .
2- قوله : ( ولم يذكر عن أحد اتهامه بالوضع ، وكذلك الحافظ في ( اللسان ) ولم يزد على ما في ( الميزان ) ) ، قلت : قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في ( لسان الميزان / 6694 ) : ( قال الخطيب : وسألت محمد بن جعفر بن علان عنه ؟ ، فذكره بالحفظ وحسن المعرفة بالحديث وأثنى عليه , قال : وحدثني أبو النجيب الأرموي : حدثني محمد بن صدقة الموصلي أن أبا الفتح الأزدي قدم بغداد على الأمير فوضع له حديثا فأجازه وأعطاه دراهم كثيرة ) أ . هـ . ، مما يعني أنه كان فيه كلام بالاتهام بالوضع ، وأما كلام العلامة الألباني فصحيح من حيث النقل والحكم بما تيسر من العلم ، لأنه – رحمه الله تعالى – اعتمد على نسخة ( لسان الميزان ) دائرة المعارف النظامية المطبوعة في ( الهند / حيدر آباد ) ، حيث جاء في هذه النسخة ( لسان الميزان / 464 ) : ( محمد بن الحسين أبو الفتح بن يزيد الأزدي الموصلي الحافظ ، حدث عن ابن يعلى الموصلي والباغندي وطبقتهما وجمع وصنف وله كتاب كبير في الجرح والضعفاء عليه فيه مؤاخذات ، حدث عنه أبو إسحاق البرمكي وجماعة ضعفه البرقاني ، وقال أبو النجيب عبد الغفار الأرموي رأيت أهل الموصل يوهنون أبا الفتح ولا يعدونه شيئا ، وقال الخطيب : في حديثه مناكير وكان حافظ ألف في علوم الحديث قلت: مات سنة أربع وسبعين وثلاث مائة ) أ . هـ . ، وهذه النسخة كما وصفها أبو سليمان عبد الفتاح أبو غدة في تقدمته لـ ( لسان الميزان / 1 / 134 ) : ( نسخة سقيمة جدا ، ومن ثم استشرى الغلط في المطبوعة وشاع فيها السقط والتحريف بقدر هائل ، بحيث يضيق المجال هنا عن تفصل ذلك ) أ . هـ . ، وأما الأثر السابق فقد تم نقله من نسخة ( لسان الميزان ) المطبوعة في ( دار البشائر الإسلامية ) ( بيروت / لبنان / 1423 هـ ) ، وهي نسخة جيدة حققها عبد الفتاح أبو غدة ، وعليها المعتمد .
3- قوله : ( بل قال الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ) (3 / 166) : و وهاه جماعة بلا مستند طائل ) ، مما يشير في كلامه إلى التحسين من حال أبي الفتح الأزدي مع بقاء أصل ضعفه ، وهذا كلام صحيح من حيث النقل ، حيث قال الحافظ الذهبي في ( تذكرة الحفاظ / 908 ) : ( له مصنف كبير في الضعفاء ، وهو قوي النفس في الجرح ، وهاه جماعة بلا مستند طائل ) أ . هـ . ، قلت : الذي يغلب على ظني أن الصحيح من كلام الذهبي : وهى جماعة بلا مستند طائل ، وأن كلامه السابق : ( وهاه جماعة بلا مستند طائل ) إما : سبق قلم منه ، أو خطأ من النساخ ، وذلك لسببين :
3-1 : السياق من كلام الحافظ الذهبي حيث قال قبله : ( وهو قوي النفس في الجرح ، وهاه جماعة بلا مستند طائل ) .
3-2 : المعروف عن أبي الفتح الأزدي الكلام في الرواة بلا مستند طائل ، قال الحافظ الذهبي في ( سير أعلام النبلاء / 250 ) : ( وعليه في كتابه في ( الضعفاء ) مؤاخذات ، فإنه ضعف جماعة بلا دليل ، بل قد يكون غيره قد وثقهم ) أ . هـ . ، و وصفه الحافظ ابن حجر العسقلاني في كتابه ( تقريب التهذيب ) بأنه ضعف جماعة من الرواة بلا حجة .
والله تعالى أعلم
وكتبه أبو إسحاق
محمد بن إبراهيم