أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


-ذكر توبة العلامة السلفي إمام الحرم المدني محمود شويل المدني من التصوف -الطريقة الكتانية-على يد مجدد الدعوة السلفية في المغرب العلامة المجتهد عبد الله بن إدريس السنوسي


يقول العلامة المحدث السلفي إمام الحرم المدني محمود شويل متحدثا عن نفسه

" ... و ذهبت إلى المغرب الأقصى عن طريق طرابلس ثم تونس فاجتمعت بعلمائها بجامع الزيتونة ولم أتلق عنهم شيئا لأني لم أر أحدا منهم يشتغل بعلم الأثر إلا قراءة تبرك على نمط ما يقرأه المقلدون الذين يقرأون الحديث ثم لا يعلمون به.

ثم ذهبت إلى المغرب الأقصى ومكثت في عصامته الأولى فاس أربعة أعوام أكرع من علم الأثر إذ وجدت عش هذا العلم في دار آل الكتاني الذين تخصصوا بعلوم الحديث والمصطلح إلا أنهم كان يغلب عليهم التصوف و القول بوحدة الوجود مذهب الإتحاديين المشهور فمشيت معهم مدة إقامتي مستقيا من بحور الحديث فقرأت على السيد عبد الكبير كتب الصحيح والسنن وكان ذا علم بها.إلا انه كان يغلب عليه التصوف أكثر من ولديه محمد و عبد الحي و إن كان محمد ولده الأكبر قد انتحل له طريقا صوفيا درج فيه على طغيان الطريقة التيجانية المؤسسة على استعباد مريديها بما أوحاه الشيطان لشيخها أحمد التيجاني من غلو و إطراء و تأله نعوذ بالله.

ولقد كرعت من حياض هذه الطريقة الكتانية و برزت فيها مدة إقامتي بفاس حتى قيض الله لي الرجوع.
فإذا وصلت طنجة ميناء المغرب الكبرى أتاح الله لي عالم هدى و سنة يدعى السيد عبد الله السنوسي كان يسكن بسفح جبل أنجرا خارج طنجة.


فذهبت إليه لأباحثه عن التصوف ومحاسنه فاجتدبني الله إلى دينه الصحيح بواسطته إذ وجدته عالما سنيا ومحدثا سلفيا فقدم لي من كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم" اقتضاء الصرط المستقيم" و " الجواب الكافي " فوجدت الحق فيهما فرجعت إليه و لله الحمد و المنة.

... ثم لازمت مطالعة كتب الإمامين :ابن تيمية وابن القيم وتابعت مدارستهما و ما امتن الله عليهما به من علم صحيح و دين خالص فأشربت العقيدة الصحيحة عاملا في كل أحوالي بالكتاب والسنة و ما ألهمني الله منهما غير مقلد شخصا مسمى أو مذهبا مخصوصا غير شخص النبي صلى الله عليه وسلم ".

ويقول الشيخ محمود شويل في ترجمته لنفسه بعد ذكره سبب توبته من الطريقة الكتانية

" ... و من ذلك الحين انتحل محمود النحلة السلفية فكاتب الشيخ الكتاني -يقصد محمد بن عبد الكبير- مبينا له الطريق الواضح و الصراط السوي فلم تنجح فيه الأدوية ولم يؤثر فيه النصح
"



المصدر : كتاب الثمر الينيع في إجازة الصنيع ص:168 و كتاب " الشيخ عبدالله السنوسي رائد المدرسة الأثرية " جمع الأستاذ بدر العمراني.ص:280