أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




الإسلام هو دين الحق، والقرآن والسنة فيهما الهدى، وهما ـ بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام، سبيل هداية البشر إلى هذا الدين، والذي جاء بهما من عند الله هو هذا الرسول الكريم، فلا مصدر لدين الحق إلا القرآن والسنة، وبدين الحق ومصدره يكون الصلاح، وبغيرهما يكون الفساد؛ لأن الكتاب والسنة من وحي الله، و كل مصدر يخالفهما فهو من وحي الشيطان.

فالرسول عليه الصلاة والسلام، هو وحده الواسطة بين الله وبين خلقه في تبليغ دينه وهداه، فاتباعه فرض، وهو سبب صلاح الأمة، وجميع السبل المخالفة لسبيله يجب اطراحها وتركها والبعد عنها وإن أسخط ذلك كل الناس؛ لأن سلوك تلك السبل وإرضاء أهلها به يسخط الله ويكون سبباً في شقاء الأمة وفسادها.

قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119) وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ(120)}[البقرة].

وقال تعالى: {الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ(5)}[القرة].

فرتب سبحانه فلاح هذه الأمة على الإيمان بما جاء به الرسول والاهتداء به والعمل بمقتضاه.
ويترتب على اتباع الأمة لهدي رسولها عليه الصلاة والسلام ، أن تكون في رفقة دعاة الهدى والصلاح، كما قال تعالى: {وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً(69)}[النساء].

ويترتب على اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام، اجتماع كلمة الأمة ووحدتها وسلامتها من التنازع والفشل، لاعتصامها بحبل الله، وردها ما اختلفت فيه إلى الله ورسوله، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(103)}[آل عمران].

وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً(59)}[النساء].

وباتباع الرسول عليه الصلاة والسلام، يحبب الله إلى الأمة إيمانها بربها وبرسولها ويزينه في قلوبها، ويجعلها أمة صلاح وفلاح وهدى ورشاد، ويكره إليها الكفر والفسوق والعصيان، ويجعلها من الراشدين، كما قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ (7) فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ(8)}[الحجرات].

ولقد أجمل الله تعالى وصف أتباع محمد عليه الصلاة والسلام، معه في آية واحدة بما يظهر عزتهم وعلو قدرهم على من سواهم، وتعاونهم وتراحمهم فيما بينهم، وقوة تماسكهم، والغاية التي يسعون إلى تحقيقها في حياتهم وعبادتهم وأعمالهم الصالحة كلها التي أصلح الله بها شأنهم في الدنيا والآخرة، وهذه الأمور تكاد تفقد اليوم في حياة هذه الأمة.

وسبب وجودها في أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ومن سار على دربهم إنما هو اتباعهم للرسول عليه الصلاة والسلام، وسبب فقدها أو فقد أكثرها في هذه الأمة اليوم إنما هو عدم اتباعها له أو ضعفه فيها..

قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمْ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً(29)}[الفتح].