كل المتابعين اسعار صرف العملات الآن قد يقابل هذا الاصطلاح في مقال اقتصادي أو خبر اقتصادي أو حوار في الفضائيات لعالم اقتصادي في اسعار صرف العملات أو غيره (انخفاض قيمة العملة أو تخفيض سعر العملة).
و لكن ماذا يعني خفض قيمة صرف العملة و ما هي اسبابه و ما هي دلالاته الاقتصادية و السياسية؟ و هل هو دليل على الانهيار الاقتصادي لبلد ما؟ أم انه قد يكون احد الوسائل التي تتخذها الحكومة لتحسين الحالة الاقتصادية؟
في السطور التالية سوف نحاول ان نشرح ماذا يعنى بانخفاض سعر العملة و أسبابه بأسلوب مبسط بقدر الامكان و لمن يرغب في متابعة اسعار الدولار و العملات المختلفة ليلاحظ على أرض الواقع كيف تسير الأحوال.
انخفاض قيمة العملة او devaluation يحدث عندما يصبح سعر العملة أقل من السابق مقابل عملة مرجعية أو مجموعة من العملات المرجعية مثل الدولار الأمريكي . هناك حالتان يحدث فيهما انخفاض لسعر صرف عملة ما: الأولى تحدثبسبب التغير الطبيعي لأسعار العملات وفقا للحالة الاقتصادية . الحالة الثانية تكون نتيجة تحكم السلطة المالية بسياسة مالية تحددها في ظل نظام سعر الصرف الثابت.
على العكس من انخفاض سعر العملة ، ارتفاع قيمة العملة يسمى بإعادة تقدير العملة.
في هذا النظام (سعر الصرف الثابت) عند حدوث انخفاض في قيمة العملة المحلية، تتعهد الحكومة بضمان قيمة العملة المحلية بالنسبة الى الدولار و السيدرة عليه بعيدا عن سعر العرض و الطلب و ذلك بواسطة ما يعرف باحتياطي النقد الأجنبي حيث تقوم بضخه للتقليل من انخفاض سعر العملة المحلية. قد ينجح هذا في التقليل من انخفاض سعر العملة على المدى القصير ، و لكن اذا استمر هذا الانخفاض فقد لا تتمكن السلطات المالية الدفاع عنه على المدى الطويل. و في حالة وجود طلب كبير على العملة الأجنبية ، قد يستنفذ الاحتياطي او معظمه و لا تصبح الحكومة قادرة على السيطرة في سعر العملة و تكون مضطرة أن تقوم بتخفيض سعر العملة للتقليل من التغيير من العملة المحلية الى العملة الاجنبية.

هناك ايضا جالة هامة متكررة و هي ان خفض سعر العملة المحلية يمكن أن تتخذه الحكومة كوسيلة كجزء من السياسة المالية من أجل تعزيز النمو الاقتصادي، عن طريق تنمية الصادرات و تعديل الميزان التجاري. هذا يعني ان تخفيض قيمة العملة يساعد على زيادة صادرات الدولة و لكن بشرط ان يكون جزءا من عملية اقتصادية كاملة تتضمن وسائل اخرى لتشجيع الانتاج المحلي.