أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


اللهم صَلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد
ذكر فضيلة الشيخ عبد الله البسام حفظه الله، في ترجمة الشيخ أحمد بن إبراهيم بن حمد بن عيسى رحمه الله (1253- 1329هـ ) -مؤلف الشرح المشهور على نونية ابن القيم رحمه الله- حادثة لطيفة فيها عبرة وفائدة ، فأحببت أن أسوقها تذكيرا بأثر حسن الخلق في الدعوة إلى الله تعالى.

يقول الشيخ البسام حفظه الله :
"حدثني الشيخ الوجيه الأفندي محمد حسين نصيف - رحمه الله - قال لي :

كان الشيخ أحمد بن عيسى يشتري الأقمشة من الشيخ عبد القادر بن مصطفى التلمساني أحد تجار جدة بمبلغ ألف جنيه ذهباً ، فيدفع له منها أربعمائة ويقسط عليه الباقي، وآخر قسط يحل يستلمه الشيخ التلمساني إذا جاء إلى مكة للحج من كل عام ، ثم يبتدئون من أول العام بعقد جديد .

وكان الكفيل للشيخ أحمد بن عيسى هو الشيخ مبارك المساعد من موالي آل بسام ، وكان صاحب تجارة كبيرة في جدة .

ودام التعامل بينهما زمناً طويلاً ، وكان الشيخ أحمد بن عيسى يأتي بالأقساط في موعدها المحدد لا يتخلف عنه ، ولا يماطل في أداء حقه .

فقال له الشيخ عبد القادر : إني عاملت الناس أكثر من أربعين عاماً فما وجدت أحسن من التعامل معك يا وهابي!! فيظهر أن ما شاع عنكم يا أهل نجد مبالغ فيه من خصومكم السياسيين .

فسأله الشيخ أحمد أن يبين له هذه الشائعات .

فقال:
إنهم يقولون : إنكم لا تصلون على النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا تحبونه !

فأجابه الشيخ أحمد بقوله : سبحانك هذا بهتان عظيم !
إن عقيدتنا ومذهبنا أن من لم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير فصلاته باطلة .
ومن لا يحبه فهو كافر .
وإنما الذي ننكره نحن أهل نجد هو الغلو الذي نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه ، كما ننكر الاستعانة والاستغاثة بالأموات ، ونصرف ذلك لله وحده .

يقول الشيخ الراوي محمد نصيف عن الشيخ عبد القادر التلمساني :
فاستمر النقاش بيني وبينه في توحيد العبادة ثلاثة أيام ، حتى شرح الله صدري للعقيدة السلفية .
وأما توحيد الأسماء والصفات الذي قرأته في الجامع الأزهر فهو عقيدة الأشاعرة وكتب الكلام ، مثل : السنوسية وأم البراهين وشرح الجواهر وغيرها ، فلهذا دام النقاش فيه بيني وبين الشيخ ابن عيسى خمسة عشر يوماً ، بعدها اعتنقت مذهب السلف، وصرت آخذ التوحيد من منابعه الأصلية الكتاب والسنة وأتباعهما من كتب السلف.
فعلمت أن مذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم بفضل الله تعالى ، ثم بحكمة وعلم الشيخ أحمد بن عيسى .

ثم إن الشيخ التلمساني أخذ يطبع كتب السلف فطبع منها :

النونية لابن القيم .
والصارم المنكي لابن عبد الهادي.
والاستعاذة من الشيطان الرجيم لابن مفلح .
والمؤمل إلى الأمر الأول لأبي شامة .
وغاية الأماني في الرد على النبهاني للآلوسي .وغيرها ، وصار التلمساني من دعاة عقيدة السلف .

قال الشيخ محمد نصيف : فهداني الله إلى عقيدة السلف بواسطة الشيخ عبد القادر التلمساني ، فالحمد لله على توفيقه".


علماء نجد خلال ثمانية قرون (1/ 438)
للشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح آل بسام