أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


"تهذيب طالب وفائدة الراغب"، لأبي محمد عبدالحق بن محمد بن هارون السهمي القرشي الصقلي، المتوفى سنة 466هـ .
=== === ====
شرَعَ عبدُ الحق في تصنيفِ هذا الكتاب الجليل أواخرَ عمره فاخترمته المنية قبل إتمامه، ولو قُدِّر له أن يتمه لكان من أجود –إن لم يكن أجود- ما صنف على المدونة، لا على مختصراتها.
وقد عنون المصنف كتابه بغير ما اشتهر به عند المتأخرين فجاء في تعريفه به ما نصه: أرجو أن يعين الله تعالى على ... إتمام الكتاب الذي سميته بـ "المفيد الجامع للحجاج والتمامات والتفاريع والزيادات"، ولكنه أومأ عند ذكر غايته من وضع الكتاب إلى ما يصلح مستنداً لمن عنونه بالعنوان الذي اشتهر به وهو: " تهذيب الطالب وفائدة الراغب"؛ حيث أشار إلى عمله في كتابه بقوله في خطبته: "هذا كتاب قصدت فيه إلى الكلام على كثير من مسائل المدونة والمختلطة مما يشتمل جميعه على شرح مجمل، وتفسير مشكل، وتمام مسألة ناقصة، وتفريع وتفريق بين مسائل مشتبهة، وزيادات لشبه معنى ما جرى ذكره في مسائلها ومقدمات في أوائل الكتب، وبعض الرسوم يتهذب بها الطالب، وينتفع بها الراغب".
وأقدم من ذكره بعنوان " تهذيب الطالب"–فيما وقفتُ عليه من المصادر-ابنُ عَطِيَّة صاحب "المحرر الوجيز" في فهرسته، ص: 128، حيثُ ذكر أنه أخذ جملة كتب عبد الحق، ومنها كتاب "تهذيب الطالب وفائدة الراغب" عن شيخه الْفَقِيه أَبي الْعَبَّاس أَحْمد بن عُثْمَان ابْن مَكْحُول عن صاحب التهذيب أبي مُحَمَّدعبدالْحق بن هَارُون السَّهْمِي الصّقليّ، رحمهم الله جميعاً.
وجاء بخط الناسخ في آخرالنسخة الأزهرية التي يحفظ أصلها تحت رقم (3157) ما نصه: تم كتاب جامع العيوب من كتاب "تهذيب الطالب وفائدة الراغب", وإلى هاهنا انتهى تصنيف الشيخ العلامة أبي محمدعبدالحق, ثم مات رحمه الله, والحمد لله كثيراً,وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً.اهـ.
وفي هذا -إضافة إلى إثبات عنوان الكتاب الذي اشتهر به- إشارةٌ إلى أن منية أبي محمد قد عاجلته قبل إتمام كتابه.
وللقدر الذي أتمه المؤلف قبل وفاته نسخةٌ ملفقةٌ يحفظ أصلها تحت رقمَيْ (357) و(1144) في خزانة جامع القرويين العامرة بمدينة فاس من المغرب الأقصى.
ويُعرَفُ الكتاب –أيضاً- عند النَّقَلةِ والمفهرسين باسم: "الشرح الكبير"، أو "الكتاب الكبير"؛ فبثانيهما تُعَنْوَنُ نسختُه التي يحفظ أصلها تحت رقم (1144) في خزانة جامع القرويين، وبأولهما أكثَرَ من ذِكرِه والإحالة إليه أبو الحسن الزرويلي في تقييده على التهذيب؛ الذي نعمل على تحقيقه ونشره.
وقد شَرَّفَنا الله بالسبق إلى تحقيق"تهذيب" عبد الحق الصقلي، تحقيقاً علمياً ارتضينا عنونتَه بما اختاره مؤلفه عنواناً له، وهو"المفيد الجامع للحجاج والتمامات والتفاريع والزيادات" ونسأل الله أن يُيَسرَ لنا نشرَه في مركز نجيبويه للمخطوطات وخدمة التراث، أو التعاقدَ مع من يقوم بنشْرِهِ على الوجه اللائق به.