أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


مَنْ ترك شيئًا لله عوضه اللهُ خيرًا منه.



لقد جرت سنةُ الله بأنّ مَنْ ترك شيئًا لله عوضه اللهُ خيرًا منه.

والعِوضُ من الله أنواع مختلفة، وأجلُّ ذلك العوض: الأنسُ بالله، ومحبتُه، وطمأنينةُ القلبِ بذكره، وقوَّتُه، ونشاطُه، ورضاه عن ربه، مع ما يلقاه العبد من جزاء في هذه الدنيا، ومع ما ينتظره من الجزاء الأوفى في العقبى.



¤ فمن ترك الحرص على الدنيا جمع اللهُ له أمرَه، وجعل غناه في قلبه، وأَتَتْهُ الدنيا وهي راغمةٌ.
¤ ومن ترك الاعتراض على قدر الله، فسلَّمَ لربه في جميع أمره، رزقه الله الرضا واليقين، وأراه من حسن العاقبة ما لا يخطر له ببال.
¤ ومن ترك الذهابَ إلى العرَّافين والسَّحرة رزقه الله الصبرَ، وصِدْقَ التوكل، وتَحَقُّقَ التوحيد.

¤ ومن ترك الغشَّ في البيع والشراء زادت ثقةُ الناس به، وكثر إقبالُهم على سلعته.
¤ ومن ترك الربا، وكَسْبَ الخبيثِ بارك الله في رزقه، وفتح له أبوابَ الخيرات والبركات.
¤ ومن ترك النظرَ إلى المحرم عوَّضه الله فِراسةً صادقةً، ونورًا وجلاءً، ولذةً يجدها في قلبه.

¤ ومن ترك صحبة السوء التي يظن أن بها منتهى أنسه، وغايةَ سروره - عوَّضه الله أصحابًا أبرارًا، يجد عندهم المتعة والفائدة، وينال من جرّاء مصاحبتهم ومعاشرتهم خيري الدنيا والآخرة.

*** قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله-: ***من أبغضك ، وعاداك، وهجرك ، فعامله بضد ذلك لتكسب الثواب ، وتكتسب هذا الخلق الفاضل ، وتتعجــل راحة قلبك ، وتخفف عــن نفسك همَّ المعاداة ، وربما انقلب العدو صديقا ، والمبغض محبًّا ،
كما هو الواقع . واعف عما صدر منهم لله ، فإن من عفا عن عباد الله عفا الله عنه .