أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم اما بعد : فهذا مَقالٌ صغيرٌ جامعٌ ماتعٌ نافع كتبه أحد الإخوة فنقلتُه لكم وعنوَنتُ له من عندي بذاك السؤال واليكم ما كتبه الأخ محمد بن عبد المنعم....
********
إننا نحتاج أن نعرف الفرق بين ما يمكن تغييره وما لا يمكن تغييره ..
متى نستمر في المحاولة ، ونستمر ، ونستمر ...
ومتى نتوقف ونجرب شيئاً آخر ...
متى نصمم .. ومتى نتراجع ...
إننا أحياناً نستسلم قبل خطوة واحدة من النجاح .. وعندها يكون استسلامنا عجزاً ..
وأحياناً نهدر الوقت الثمين في محاولة المستحيل ... وعندها يكون إصرارنا غباءً ..
نحن بالطبع لا نريد أن نكون عاجزين أو أغبياء .. لهذا ينبغي أن نكون واضحين بشأن ما يمكن وما لا يمكن ..
نحن الآن متيقنون بأن هناك مستحيل تحت الشمس .. وأننا قد خُدِعنا زماناً طويلاً ..
متيقنون أن عبارات التشجيع والتحميس قد تكون ضارة ً أحياناً كما قد تكون نافعةً أحياناً ..
نحتاج أن نراجع سجل الماضي ، لنعرف كيف يمكن أن نُملي سجل المستقبل بصورة أكثر فاعلية ..
ولكن كيف ذلك ..
هذه اقتراحات لإثراء التفكير ..
أولاً ...
نحن فقراء وضعفاء وجهلاء ..
والأحرى بمن هذه حاله أن يلجأ إلى الله ، متخلياً عن عناده البشري وكبريائه الكاذب .. نحن لا نعلم الخير من الشر على وجه التحقيق ، نحن نخمن ونظن ، نقيس الأمور بأشباهها ونقارب الأشياء والأحداث ..
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم في الاستخارة ( فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ) ..
ونحن أولى بهذا التضرع والاعتراف ..
إذا لم يك توفيقٌٌ من الله للفتى ... فأول ما يجني عليه اجتهاده
ثانياً ...
المعرفة ..
نحن لا نقرأ .. لا نتعلم من تجارب الآخرين .. لا نبحث عما لا نحيط به علماً ..
إذا كنا لا نقرأ ولا نتعلم ولا نبحث عما تنمو به عقولنا وتنضج به مفاهيمنا وتتسع به مداركنا .. فالحيرة والتخبط نتيجة لا مفر منها .. ولا عزاء لعاجز ..
ثالثا ً ...
الإمكانيات ..
العقلية .. فلسنا اينيشطاين ..
المادية .. فلسنا بل قيتس
الزمانية .. فليس لنا عمر نوح عليه السلام ..
الطموح شيء جميل ، لكنه يصبح ضاراً إذا شغلتنا أحلام اليقظة عن ولوج الأبواب المفتوحة ..
مشكلتنا لا تكمن في المستحيل ، بل في تضييع الفرص الممكنة ..
قد يكون الهدف واقعياً .. ولكن الإطار الزمني غير واقعي ..
قد تكون الأحلام ذات بعد رسالي .. ولكن البيئة تسمح فقط بأهداف أخرى ذات بعد رسالي آخر ..
الحياة تحتاج مرونة .. كما أنها تحتاج عزيمة .. وأهم من ذلك .. البصيرة التي نعرف بها متى تأخذ بهذه ومتى نأخذ بتلك ..
رابعاً ...
الأكابر ..
الكبار .. في السن والخبرة ..
تعلموا من الحياة .. ودفعوا ثمن ذلك من أعمارهم ..
نحن أكثر حماساً .. وربما احتكاكاً بالواقع ..
لكنهم أكثر حكمة .. ومعرفة بعواقب الأمور ..
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( البركة مع أكابركم ).
خامساً ...
مراعاة النواميس الكونية ..
فالزمن لن يعود إلى الوراء ..
والليل لن يسبق النهار ..
وسيظل اليوم أربعاً وعشرين ساعة ..
إننا أحياناً ننتظر معجزة لتقوم بتغيير مسار الأمور، ننتظرها سنوات وسنوات ، دون أن نفكر في أي عمل إيجابي من أجل إحداث هذا التغيير..
أحياناً كثيرة نزرع الحنظل ونندهش إذا لم نحصد تمراً ..
نقصر.. ونفرط .. ونهمل في الواجبات.. ونتوقع الكمال في النتائج ..
التوكل على الله عز وجل واجب ، واليقين بفضل الله من الإيمان ، والتفاؤل شيء طيب ، لكن يجب ألا ننسى أن هنالك قوانين تحكم الأشياء من حولنا .. شئنا أم أبينا ..
سادساً ..
التفكير الموضوعي ..
نحتاج أن نُعْمِلَ عقولنا ..
إن ادمغتنا هذه لا تزال معطلة ، مقارنة بالإمكانيات الهائلة التى تمتلكها ..
نحتاج أن نفكر قبل أن نقرر...
نحتاج أن نفكر قبل أن نتكلم ...
نحتاج أن نفكر قبل أن ننفذ ..
والأهم .. نحتاج أن نفكر قبل أن نفكر ...