أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


وقفات مع قصة يوسف
من كتاب قصة يوسف أكثر من 120 فائدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد
قصة يوسف، وصفها الله عز وجل بأنها أحسن القصص، ففيها من المواعظ والفوائد والعبر الشيء الكثير الذي يستفيد منه البراعم في حياته، كعفة يوسف وصبره، وكرمه، واحتسابه، والكثير من المعاني السامية والجليلةويتجلى في السورة معاني وعبر حيث الانتقال، من محنة إلى منحة، ومن ذل إلى عز، ومن رقٍّ إلى ملك، ومن فرقة إلى اجتماع، ومن حزن إلى سرور، ومن جدب إلى رخاء، ومن ضيق إلى سعة، فتبارك من قصها فأحسنها، ووضحها وبيَّنها، وقد جمعت مادتها من أوثق مصادر أهل السنة والجماعة ، كتفسير ( الطبري، وابن كثير، والشوكاني ، وأضواء اليبان ، والميسر، والسعدي) وفوائد للإمام بن تيمية وابن القيم، وعلماء الحرمين كالعلامة ابن باز والفوزان، وابن جرير، والشيخ المنجد..
سائلا الله عز وجل التوفيق والسداد، وأن يحفظنا من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وينفع بهذا العمل فلذات أكبادنا، هو القادر على ذلك نعم المولى ونعم النصير.
وكتبه / جمال القرش
[ 1: 3 ] - الله جل وعلا يقص علينا أحسن القصص
1) [ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ] البين الواضح (2)- [ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا ] على العرب، [ لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ] حدوده، وأوامره ونواهيه. (3) [ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ] يا محمد [ أَحْسَنَ الْقَصَصِ] لصدقها ورونق معانيها، [ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ] عن الأخبار الماضية [ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ] من قبل أن نوحيه إليك[ لَمِنَ الْغَافِلِينَ] عنها.
مما يستفاد من الآيات:
* قوله تعالى: [ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا ] فيه دليل على حكمة نزول القرآن باللغة العربية، وهي أن يعقله العرب كي يبلغوه.
* قوله تعالى: [ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِلَمِنَ الْغَافِلِينَ ] فيه دليل على نبوة محمد × فلم يكن يدري شيئا عن أخبار الأمم الماضي، ولم يكن يدري ما الكتاب ولا الإيمان،
[ 4: 6 ] - رؤيا يوسف عليه السلام
(4)- يقول تعلى لنبيه محمد × [ إِذْ ] واذكر أيها الرسول لقومك [ قَالَ يُوسُفُ] قول يوسف [ لأبِيهِ] يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام: [ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ] في منامي [ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًاوَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ] فأوَّلها يعقوب بأن الشمس أمه، والقمر أبوه، والكواكب إخوته الأحد عشر، وأنه ستنتقل به الأحوال إلى أن يصير إلى حال يخضعون له، وسيتم الله تعالى نعمته عليه.
(5)- [ قَالَ ] يعقوبُ لابنه يوسف [ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ] لا تذكر [ رُؤيَاكَ] هذه [ عَلَى إِخْوَتِكَ ] فيحسدوك [ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً ] فيناصبوك العداوة [ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ ] لآدم وبنيه [ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ] أبان لهم عداوته وأظهرها فامتثل يوسف أمر أبيه
(6)- [ وَكَذَلِكَ ] وكما أراك ربك هذه الرؤيا فكذلك [ يَجْتَبِيكَ ] يصطفيك ويختارك [ رَبُّكَوَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ] تعبير[ الأحَادِيثِ] الرؤيا [ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ] في الدنيا والآخرة، باختياره، وتعليمه إياك تأويل الأحاديث [ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ ] وعلى أهل دين يعقوب، وملته من ذريته وغيرهم[ كَمَا أَتَمَّهَا] أي نعمته بالنبوة والإسلام[ عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ] باتخاذه خليلا ونجاه من النار.[ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ ] بمن يصطفيه من عباده، ومَنْ هو أهلٌ للاجتباء [ حَكِيمٌ] في تدبير أمور خلقه
مما يستفاد من الآيات:
* قوله تعالى: [ إِنِّي رَأَيْتُأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ] فيه دليل على ثبوت الرؤيا شرعاً
* قوله تعالى: [ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْرُؤيَاكَ ] فيه دليل على جواز كتم التحدث بالنعمة للمصلحة، والبعد عن أسباب الشر.
* قوله تعالى: [ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً] فيه دليل أن الشيطان يدخل بين الإخوة فيوقع بينهم كما وقع مع إخوة يوسف فينبغي الحذر من مكائده.
* قوله تعالى: [ كَمَا أَتَمَّهَاعَلَى أَبَوَيْكَ ] فيه دليل أن نعمة الله على العبد نعمة ربما شملت من يتعلق به من أهل بيته، والبيت الصالح في الغالب يخرج منه أولاد صالحون
[ 7: 10 ] - غيرة إخوة من يوسف ومحاولة إبعاده عن أبيه
(7)- [ لَقَدْ كَانَ فِي] قصة [ يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ ] الأحد عشر [ آيَاتٌ ] عبر تدل على قدرة الله وحكمته [ لِّلسَّائِلِينَ ] عن أخبارهم أراد جل ثناؤه بذلك نبيه محمدًا ×.
(8)- [ إِذْ ] حين [ قَالُوا] إخوةُ يوسف [ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ] الشقيقبنيامين [ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَامِنَّا ] يفضِّلهما علينا[ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ] جماعة ذوُو عدد، أحد عشر رجلافكيف يفضلهما علينا بالمحبة [ إِنَّ أَبَانَا] يعقوب [ لَفِي ضَلالٍ] خطأ من فعله.
(9)- قال إخوة يوسف بعضهم لبعض [ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ] ألقوه [ أَرْضاً] فيأرض مجهولة [ يَخْلُ] يخلص [ لَكُمْ وَجْهُ] حب [ أَبِيكُمْ ] من شغله بيوسف [ وَتَكُونُوا] بتوبتكم [ مِنْ بَعْدِهِ] بعد هلاك يوسف[ قَوْماً صَالِحِينَ ]
(10)- [ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ ] من إخوة يوسف [ لاَ تَقْتُلُوا يُوسُفَ ] فإن قتله أعظم إثما[ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ] قَعْرِ [ الجُبِّ ] البئر، على أنه عبد مملوك آبق منكم [ يَلْتَقِطْهُ ] يأخذه [ بَعْضُ السَّيَّارَةِ ] مارّة الطريق من المسافرين فتستريحوا منهولا حاجة إلى قتله [ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ] عازمين على فعل ما تقولون.
مما يستفاد من الآيات:
* قوله تعالى: [ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُأَحَبُّ إِلَى أَبِينَامِنَّا ] ليس معناه أن يعقوب لم يعدل، فهو نبي معصوم، وإنما سوء ظن من الأولاد لعنايته وشفته بالصغير.
وفيه دليل على وجوب العدل بين الأولاد لئلا ينزع الشيطان بينهم.
* قوله تعالى: [ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ] فيه دليل أن الغيرة قد تدفع صحابها للضرر، وقد تصل إلى القتل، فينبغي الحذر من أسبابها
* قوله تعالى: [ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ ] فيه دليل أن تبييت التوبة قبل الذنب خطأ محض فقد يأتيهم الموت قبل التوبة
* قوله تعالى: [ لاَ تَقْتُلُوا يُوسُفَ ] فيه دليل أن ارتكاب أخف الضررين أولى من ارتكاب أعظمهما، كإلقائه في الجب، وبذلك خف عن إخوته الإثم الكبير وهو القتل.

نشاط تدريبي (2)
السؤال الأول: اذكر ما يستفاد من الشاهد القرآني التالي:
* قوله تعالى: [ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا ]
فيه دليل على حكمة ..............................................
* قوله تعالى: [ إِنِّي رَأَيْتُأَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا ]
فيه دليل على ...........................................
* قوله تعالى: [ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً]
فيه دليل أن الشيطان يدخل بين ......................
* قوله تعالى: [ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُأَحَبُّ إِلَى أَبِينَامِنَّا ]
فيه دليل على وجوب ..................
· قوله تعالى: [ لاَ تَقْتُلُوا يُوسُفَ ]
فيه دليل أن ارتكاب ..........................
السؤال الأول: اذكر الدليل على كل مما يأتي:
1. جواز كتم التحدث بالنعمة للمصلحة، والبعد عن أسباب الشر
ج: قوله تعالى: ....................................
2. أن نعمة الله على العبد، نعمة ربما شملت من يتعلق به من أهل بيته
ج: قوله تعالى: ......................................
3. أن الميل إلى أحد الأبناء بالحب يورث العداوة بين الإخوة.
ج: قوله تعالى: ......................................
4. تبييت التوبة قبل الذنب خطأ محض فقد يأتيهم الموت قبل التوبة
ج: قوله تعالى: .....................................
5. الغيرة قد تدفع صحابها للضرر، وقد تصل إلى القتل، فينبغي الحذر من أسبابها

[ 11: 15] - إخوة يوسف يحاولون إقناع أبيهم

(11)- [ قَالُوا ] إخوة يوسف بعد اتفاقهم على إبعاد يوسف: [ يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا] لا تجعلنا أمناء [ عَلَى يُوسُفَ] ونحن نريد له الخير [ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ ] نرعاه
(12)- [ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً] عندما نخرج إلى مراعينا [ يَرْتَعْ ] يَسْعَ وينشط ويفرح [ وَيَلْعَبْ ] يلهو [ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ] من أن يناله شيء يكرهه
(13)- بين يعقوب علة المنع بقوله: [ قَالَ] لهم [ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي] لَيؤلم نفسيمفارقته [ أَن تَذْهَبُوا بِه] إلى المراعي، ثم ذكر مانع آخر بقوله: [ وَأَخَافُ ] وأخشى عليه [ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ] في حال غفلتكم عنهلأنه صغير لا يمتنع من الذئب.
(14)- [ قَالُوا ] إخوة يوسف لوالدهم يعقوب [ لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ ] في الصحراء [ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ] جماعة قوية [ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ] لعجزة، لا خير فينا
(15)- بعد ما مهدوا لأبيهم الأسباب الداعية لإرسال يوسف، وبينوا له انتفاء الموانع سمح لهم حينئذ بإرساله معهم [ فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا] رأيهم، وعزموا على [ أَن يَجْعَلُوهُ] على إلقائه [ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ ] في جوف البئر، حيث يَغيبُ خبره
[ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ ] ، بيوسف وهو في تلك الحال الحرجة [ لَتُنَبِّئَنَّهُم ] لتخبرنهم [ بِأَمْرِهِمْ هَذَا ] الذي فعلوه بك مستقبلا [ وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ] لا يدرُون ولا يُحِسُّون بذلك الأمر
مما يستفاد من الآيات:
* قوله تعالى: [ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ] فيه دليل على مشروعية السماح للأولاد بالتنزه في البرية والاستئناس المباح.
* قوله تعالى: [ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ ] فيه دليل على فراسة يعقوب، وتنبئه مما سيكون منهم مع يوسف.
* قوله تعالى: [ وَأَجْمَعُوا ] فيه دليل اتفاق إخوة يوسف على إلقائه في الجب.
* قوله تعالى: [ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَذَا ] فيه دليل أن الله عز و جل ثبَّت يوسف من بدء أمره بما بشره بأنه سينجو مما وقع فيه وسيعاتب إخوته مستقبلا بفعلهم

[ 16: 18 ] - إخوة يوسف يظهرون الأسى والجزع كذبا

(16)- [ وَجَاءُوا ] إخوةُ يوسف [ أَبَاهُمْ ] بعد ما ألقوا يوسف في غيابة الجبّ[ عِشَاءً] وقت العِشاء[ يَبْكُونَ ] ويظهرون الأسف والجزع.
(17)- [ قَالُوا] متعذرين بعذر كاذب [ يَا أَبَانَا إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ ] نتسابق في الـجَرْي والرمي بالسهام[ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا ] عند زادنا وثيابنا[ فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا ] بمصدق لنا [ وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ] من أهل الصدق ؟
(18)- [ وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ] ملطخًا[ بِدَمٍ كَذِبٍ ] غير دم يوسف;وإنما كان دم ولد الشاة ليشهد على صدقهم, فكان دليلا على كذبهم; لأن القميص لم يُمَزَّقْ[ قَالَ بَلْ ] ما الأمر كما تقولون[ سَوَّلَتْ ] زينت [ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ] الأمَّارة بالسوء[ أَمْراً ] قبيحًا في يوسف وحسَّنته، ففعلتموه [ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ] على ما فعلتم بي في أمر يوسف، لا جَزَعَ فيه[ وَاللَّهُ المُسْتَعَانُ ] واللهَ أستعينعلى [ عَلَى مَا تَصِفُونَ ] على كفايتي شرّ ما تصفون من الكذب
مما يستفاد من الآيات:
* قوله تعالى: [ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ ] فيه دليل على جواز المسابقة ذكر العلماء لها شروطا منها: أن كانت معينة على طاعة الله، ونشر الدين، ويستثنى ما حرمه الشرع كسباق نقر الديكة، ومناطحة الكباش؛ لأن فيها تعذيب للحيوان، وكالمسابقات التي يبان فيها العورة
* قوله تعالى: [ وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ ] فيه دليل على الارتياب، كما قيل: يكاد المريبُ يقول خذوني؟
* قوله تعالى: [ بِدَمٍ كَذِبٍ ] فيه دليل على مشروعية العمل بالقرائن فإن يعقوب رأى قميصاً لم تعمل فيه أنياب الذئاب، فعلم أنه دم كذب
* قوله تعالى: [ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ] فيه دليل أن الصبر الجميل يكون بلا جزع ولا شكوى بخلاف الصبر العادي