أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ما دلس فيه الشيخ صلاح الدين ابو عرفة في قصة ابني أدم
الجزء الأول
1- ذكر الشيخ ان حديث ابن عباس رضي الله عنه انه لا يصح
( مَن قالَ في القُرآنِ بغَيرِ علمٍ ، فَليَتبوَّأ مَقعدَهُ منَ النَّارِ ) رواه الامام الترمذي في سننه وصححه كما رواه الببغوي في شرح السنة وحسنه ونقول نعم ان في الحديث مقال عند بعض المفسرين إلا ان غيرهم قد صحح الحديث ومنهم الامام الترمذي والبغوي وكان علية ان يذكر رأي الفريقين ويثبت ميله او ترجيحه لرأي القائلين بعدم صحته

2- ذكر أن حديث ( عن أبي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضيَ اللَّهُ عنهُ أنه سئلَ عنِ الأبِّ فقالَ أيُّ سماءٍ تظلُّني وأيُّ أرضٍ تقلُّني إذا قلتُ في كتابِ اللَّهِ ما لا عِلم لي بهِ ) يحمل على الخصوص في المواريث ولفظ الحديث لفظ عام لقول ابي بكر رضي الله عنه( في كتاب الله ) وهو لفظ عام شمل جميع كتاب الله لا يحمل على الخصوص إلا بدليل السؤال لفضيلته ان سلمنا ان كلامه صحيح فيما ذهب اليه من عدم ثبوت حديث ابن عباس رضي الله عنه وحمل حديث الصديق على الخصوص هل كل شخص لا يملك أدوات التفسير يستطيع ان يخوض هذا المجال ؟
كما ان هناك فرق شاسع بين التدبر قي ايات الله وهذا مأمور به كل مسلم اما التفسير و خاصة الاحكام التي يبنى عليها حقوق وواجبات لابد للمفسر من امتلاك ادواته والخلط الواضح في كلام الشيخ بين التدبر والتفسير هو ما جعله يذهب لما ذهب اليه
3- انكر في حديثه على الزمخشري تفسيره في الكشاف في قوله تعالي ( وَنُودُوا أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوها بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) قوله المراد بسبب أعمالكم لا بالتفضل كما تقول المبطلة - ولم يذكر في حديثه ان الزمخشري كان من المعتزلة وان المعتزله لهم منهج فاسد في جوانب كثيرة من العقيدة وكان عليه ان يبين فساد هذا المنهج وإبطال حججهم فضلا عن ان للمعتزلة تفسير في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يدخل أحد منكم الجنة بعمله ولكن بفضل الله وبرحمته. قيل: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله بفضل منه ورحمة ) فلم يذكر الشيخ ولم يبين فساده فمن يستمع الى كلامه يظن ان اهل السنة يوافقون الزمخشري المعتزلي فيما ذهب اليه وهذا تدليس واضح
4- انكر الشيخ على المفسرين امثال الطبري وابن كثير وغيرهما ذكرهم للإسرائيليات في كتبهم ونسي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري ( بلغوا عني ولو آيةً ، وحدثوا عن بني إسرائيلَ ولا حرجَ ، ومن كذبَ عليَّ متعمدًا فليتبوأْ مقعدَه من النارِ وقول النبي صلى الله عليه وسلم حدثوا أمر من النبي أعلاه ان يحمل على الوجوب وأدناه ان يحمل على الاباحة كالأمر بعد الحظر فذكر الاسرائيليات لا يخالف منهج الاسلام وتبق القاعدة التي يجب ان يعلمها كل مسلم في الاسرائيليات وهي قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ولا تصدقوهم ولا تكذبوهم )
5- قال الشيخ ان اصل المسألة ان ابني ادم كلاهما سواء لان الله قال ابني ادم وعملهما سواء ألا وهو التقرب بالقربان لله
ولا دليل على ما ذهب اليه فلا يستوجب ان يتساوى الاخوين في العمل كونهما ابني رجل واحد والدليل على عدم التساوي قصة يوسف وإخوته والأقرب للفهم والتدبر في ذكر ادم عليه السلام ان ادم ذكر كما ذكر اسرائيل عند مناداة اليهود في كثير من الايات بقوله بني اسرائيل
6- نهج الشيخ ما انكره على غيره من المفسرين في انهم قالوا ان من لم يتقبل منه هو القاتل بدون بينه فقال الشيخ ان الذي تقبل الله منه هو القاتل من دون بينه ولا دليل سوى الظن الذي هو أكذب الحديث
7- ذكر الشيخ ان السوءة لا يقصد بها جثة المقتول بأي حال ابدا طبقا للغة العربية
والحقيقة ان السوءة ما تسوء به النفس وهي مجاز عن ما قبلها نتيجة القتل لان النتيجة المنطقية التي لا يختلف عليها احد في القصة ان نتيجة القتل وجود جثة المقتول هذا هو المنطق وكلمة سوءة جاءت للتعبير عن الجثة لتجمع مجموعة من المعاني استياء القاتل من فعله لوجود جثة لا يدري ما يفعل بها والمجاز في القران كثير ومنه ( عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَآَخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ ) ما معني يضربون في الارض هنا هل يعقل ان نفهم انهم يمسكون بالعصي ويضربون الارض طبقا لفهم اللغة وغيرها كثير
8- تكلم ان الله لم يعاقب القاتل على قول المفسرون بان بعث غراب يريه كيف يواري السوءة بان اخفى فعلته بدفن الجثة والأولى اطهار الجثة و ان يعاقب عليها بالقصاص وهذا الذي ساقه هو استنتاج باطل لم يقل به قائل وإلا عليه ان يذكر لنا من قال به وفي أي موضع
اما الواجب والصحيح هو الوقوف عند القصه التي ذكرها الله وفهم العظة والعبرة في حدود ما رواه رب العزة سبحانه وتعالى ولا نتعدى ذلك لا بالبحث عن الاسماء ولا بالبحث عن اشياء لم يذكرها رب العالمين وسكت عنها فهو علم لا ينفع وجعل لا يضر ولو ذهب بعض المفسرون لذلك علينا ان نوضح ذلك ونعذرهم فيما ساقوه من علم لا ينفع وجهل لا يضر ولا نتقول عليهم باستنتاجاتنا
9- قول الشيخ ان علاقة الايات الخاصة بابني ادم بما قبلها دليل على ان من تقبل الله منه القربان قد اغتر بعمله الصالح فقتل اخيه دليل فاسد والصحيح ان يقول ان علاقة الايات بما قبلها ان بني اسرائيل قالوا نحن ابناء الله وأحباؤه كونهم جعل الله منهم انبياء بل وهم اولاد الانبياء وهذا لا ينفعهم اذا عملوا عملا فاسادا كما لم ينفع ابن ادم القاتل كونه ابن نبي الله ادم عليه السلام وعلى ما تقدم لا تصلح تأصيلا لما ذهب اليه الشيخ لذلك جاء عقب القصة قوله تعالى ( مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ (32) إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) أي ان لا ينفعكم كونكم ابناء الانبياء كما لم ينفع ابن ادم القاتل وهذا هو الجزاء فيا ايها الذين امنوا لا تفعلوا مثلهم ولا تغترون كون الله انعم عليكم بالإيمان وبقربكم من رسول الله ونصركم على المشركين و يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ أي لا تظلموا احدا لبغضاء او لحسد في قلوبكم لأنكم الان قادرين على انفاذ غضبكم كما حسد ابن ادم اخيه فاعتدى عليه فأصبح من الخاسرين ( علاقة ايات ابني أدم بما قبلها )

10- (يقول الشيخ لزاما لا ينبغي لأحد ان يفاوضنا عليه ان يجاوبنا المفسر لما قال الله ابني ادم )

11- والأمر جلى لا لبث فيه وذكره المفسرون المفترى عليهم من الشيخ كما نادى رب العزة بني اسرائيل وقال يابني اسرائيل لما ولم يقل لنا اصحاب الكهف ابني من وهذا النداء اعظم في الردع والتوبيخ فإذا كان ما يأتي بعد النداء يا بني اسرائيل ذكر لعمل سيئ فعلوه فيذكرهم الله انهم ابناء نبي الله يعقوب ما كان ينبغي لكم وانتم ابناء نبي وان كان ما جاء بعد النداء امر خير مطلوب منهم كالإيمان مثلا فيذكرهم الله انهم ابناء نبي لذا فانت اولى بالخير من غيركم وذكر ادم في القصه لقول اليهود انهم ابناء الله وأحبائه كونهم ابناء الانبياء فذكرهم الله ان هذا لا يكفي فهذا ابن ادم قتل اخيه ظلما حسدا فكان من الخاسرين رغم انه ابن نبي الله ادم فلم يغني عنه قرابته لنبي الله

12- ثم قال الشيخ ان الذي تقبل منه هو القاتل - وهذا الرد على حججه التي فندها

13- السؤال الاول كما يقول القانونيون اذا تقبل الله منه القربان وعلم بذلك فما الدافع على القتل ؟
قال الشيخ أن الدافع هو ان من تقبل الله منه القربان رأى لنفسه على اخيه ان الله إذ لم يتقبل منه انه ظالم فليس له ان يكون بيننا والسؤال من اين جئت بهذا الدافع ؟
فما هو إلا تخرس لا دليل عليه من الكتاب ولا من السنة
14- السؤال الثاني للشيخ اما وقد انكرت قول المفسرون بان القربان كان اذا قبله الله ارسل عليه نار تأكله فيراه المتقرب فيعلم انه تقبل منه – وانأ أوافقك ان هذا لا دليل عليه والسؤال من أين علمت ان من تقبل الله منه القربان قد علم بذلك فاغتر بعمله ؟ من اين علم ان الله قبل منه القربان ؟ حتى تأسس بان التفاخر والاغترار بالعمل هو الدافع على القتل ؟ هل كان يوحى اليه ام ماذا اين الدليل ؟
15- يقول الشيخ ان لا فرق بين القبول وقابيل لغة وقابيل هو القاتل عند المفسرون فكيف يكون ذلك ؟
وأنا اوافق الشيخ ان العبرة في القصة لا في الاشخاص ونسكت عما سكت عنه رب العالمين
ولكن ما ذهب اليه في انه لا فرق بين قابيل والقبول تدليس بين فهل من لدن ادم كانوا يسمون الابناء بالأسماء العربية وعلى فرض انه مطابق للغة العربية فكم من اشخاص تكون اسماؤهم على غير مسمى فيكون اسمه صادق وهو موسوعة في الكذب وما قاله الشيخ تدليس واضح المعالم
16- يقول الشيخ في انكاره على المفسرون هل نحن مطالبون ان نفعل مثل هابيل اذا اعتدى علينا احد ان نسلم له ؟ اذا اعتدى علينا اهل الكتاب انفعل معهم ما فعله هابيل ؟ وما قال بهذا القول احد من السابقين ولا اللاحقين وإنما هو من استنتاجات الشيخ وليأتينا بأقوال العلماء ان كان صادقا
والسؤال بنفس منطقه هل تأسس الاية في قوله تعالى لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ على فرض صحة قوله ان القاتل هو المتقبل منه الى ترك القاتل الظالم يفعل بالمظلوم ما يشاء اين كان القاتل فنحن والشيخ نتفق في ان القاتل هو الظالم اين كان فهل يؤسس القران ان يقال للظالم لئن بسط الى يدك لتقتلني ما انا بباسط يدي اليك لأقتلك ؟ هذا فهم تأسيس باطل من الشيخ في غير محل لم يقل به أحد
17- استدلاله بحديث النبي صلى الله عليه وسلم ) إنَّ ما أتخوَّفُ عليكم رجُلٌ قرَأ القُرآنَ حتَّى إذا رُئِيَتْ بهجتُه عليه وكان رِدْئًاللإسلامِ غيَّره إلى ما شاء اللهُ فانسلَخ منه ونبَذه وراءَ ظَهرِه وسعى على جارِه بالسَّيفِ ورماه بالشِّركِ ) قال : قُلْتُ : يا نبيَّ اللهِ أيُّهما أَوْلى بالشِّركِ المَرْميُّ أم الرَّامي ؟ قال : ( بلِ الرَّامي )
استدلال في غير محل يقول النبي صلى الله عليه وسلم رماه بالشرك و الايات لم تذكر لنا هل رمى احدا من ابني ادم الاخر بالشرك ولا كفر احدهما الاخر ولم تبين الايات التعالي بالعمل كما ذكر فكيف يستدل بهذا الحديث في هذا الموضع والله هذا شيء عجيب

الباحث / رأفت المحمدي محمد